أحس قطز بالملل من الجلوس في ذلك المكان ، فقرر أن يستكشف المكان قليلاً بطائرته عله يُذهب الملل عنه قليلاً ، انطلق بطائرته بعكس الجهة التي ذهب منها الرجل ، ابتعد كثيراً عن المصنع ليرى آثار الزلازل المدمرة ، المكان مقلوب رأساً على عقب والصخور أصبحت في الأعلى والمنازل في الأسفل ، وكأنهم قوم عاد أو ثمود لما عصوا الله عز وجل .
مشى مسافة أكثر ليرى تلك الحمم البركانية التي تنبع من كل مكان منخفض ، فغر فاه عندما رأى المكان وكأنه بحر من الحمم ، لا يوجد أي مكان يستطيع أحد العيش فيه ، أو حتى البقاء لثانية ، كان المكان هناك حاراً حداً بعكس المناطق الأخرى على الكرة الأرضية ، سرت رعشة في جسده وحمد الله تعالى أنه لم يحدث لمدينتهم شيء كهذا ، أو ربما لم ير هذا يحدث لها .
ثم هل حدث لها الآن شيء كزلزال أو بركان ظهر من العدم ؟ تساءل في نفسه كثيراً عن هذا .
تذكر أنه فعّل وضع الانفجار في الحرارة العالية ، ابتعد إلى جهة البحر وهو ينظر إلى ذلك المنظر البديع ، المكان مظلم والحمم تنيره بضوئها الأحمر البديع ، عندما اقترب من البحر رأى نهاية الحمم المختلطة مع الماء مكونة جداراً أسوداً منيعاً، كان المنظر كأنه نجم انفجر لتختلط ألوانه مكونةً لوحة فنية كونية بديعة شاهدة على عظمة خالقها ، وكان الماء كلما كان أبعد من الحمم كان متجمداً أكثر ، ورأى جزراً حجرية في الماء وكأن البراكين ثارت هناك فجمدها الماء ..
ظن أن هذا سيكون أسوأ ما يمكن حدوثه في الأرض .
زاد من سرعته ليتجاوز البحر ، أبصر ناراً عظيمة تشتعل من مكان بعيد ، كان قد قرأ في كتيب التعليمات شيئاً عن منظار ، نظر إلى الأزرار محاولاً التذكر !!
وبعد أن أيقن أنه لن يتذكر ؛ بدأ بالبحث عن الكتيب ، وجده بين أشيائه في الحقيبة ، ثم نظر إلى الأمام ليجد أنه اقترب كثيراً من مكان الحريق ، نقر على زر الانفجار عند الحرارة ليبطل التفعيل .
تذكر ما قاله المذيع في الرائي :
- "عندما يعجز العلماء عن تفسير بعض الظواهر الكونية ، يضطر الإنسان أن يبتعد عن موطنه ، عن الأرض ، مقابل البقاء على قيد الحياة... " .
كانت الحرارة قد وصلت إليه ، والبحر تحته كان ماءً ، تصفح الكتيب قليلاً باحثاً عن الزر المطلوب ، وعندما وجده وعرف مكانه أراد النقر عليه ، انحرفت يده فنقر الزر الذي بجانبه ليسمع صوتاً يخرج من سماعة بجانبي لوحة التحكم " تم تفعيل وضع المبتدئين " .
تساءل باستغراب :
- "وضع المبتدئين ؟ " .
قال الصوت موضحاً :
- " وضع المبتدئين سيشرح لك كل زر بمجرد أن تقترب يدك منه ، ويعلمك ماذا تفعل في الأوضاع المختلفة " .
أنت تقرأ
النهاية
Ciencia Ficciónكان يبتلع كل شيءٍ أمامه ، حتى الضوء والصوت ولم يسلم منه الزمن أيضا . وقف ذلك الفتى أمام الهلاك مستسلما للقدر وقال في نفسه : " حتى لو هربت إلى آخر الأرض ، سيبتلعني ... " وصل ذلك الهلاك إليه ، ليفتته إلى أجزاء صغيرة ، حتى تحول جسده إلى ذرات متفرقة ل...