اَْستٍسلّاَْمٌ .....

360 25 2
                                        


عندما يعجز الانسان عن تحقيق اهداف واحلام معينة في ارض الواقع .... يبدأ عقله الباطني بنسج خيال يتمنى حدوثه .... ومع شدة الارادة ...تبدأ تدريجيا بتصديق عقلك الباطني ... ومع حالة كحالتك ... انت مصاب في الرأس وذاك الورم كان يضغط على دماغك .... وحالتك النفسية بعد حادثة عائلتك .... والحرب والدماء ...كل تلك اجتمعت ... لابد من عقلك الباطني اَْنَهً كان يريد ان يهرب من تحت هذا الضغط النفسي .... فأخترع لك .... نَاَْيِ..... وبالفعل لقد انقذتك بمعجزة .... انت بطل حقيقي ...ايها الرائد ...لم يكن بأستطاعة اي شخص اان يتجاوز ما مررت به .... ولكنك شجاع .... فلا تخف .. ستخرج من هذه المشكلة ايضا ....
دمعت عيناه قليلا .ولكنه سرعان ما ابتلعها ... واخفاها باحكام حتى لايضعف امامه .... ثم قال بصوت مخنوق .... ولكن انا ....لا اريد اخراجها من رأسي ..... ولا اريد نسيانها ..... اتمنى لو تحاول ولو مرة واحدة ان تصدقني ..... يجب ان ابحث عنها .بدل ان اجلس مقيد هنا ....
- ايها الرائد سامر ...... للأسف .... لايوجد اي دليل لوجودها ... لقد بحثنا في منزلك .... ولم نعثر على خيط رفيع للوصول الى انها حقيقية ........ ولم يشاهدها احدا من قبل .... حتى الجندي الذي وضعته لمراقبة منزلك لم يرى احدا يخرج .... وايضا قد سمعك احد الجنود مرة من المرات وانت تتحدث مع نفسك ..... ولاتوجد معك اي قسيمة زواج او هوية تثبت كلامك ..... اناا ارى ان تقتنع ...وتتقبل الموضوع .... لان هذا الشئ لن يفيدك .... حالتك الصحية حرجة .... وقد تسوء بمرور الوقت ..... اعذرني على كلامي ولكنني لا اتعامل معك كمريض .... انما كرجل استطاع ان يهزم اعداءاه وينتصر بحروبه ... انا اتعامل مع الرائد سامر ..... رجل المهمات الصعبة ... صاحب القلب الفولاذي ..الذي لايقهر ... ولا يهزم .... فقط عند سماع اسمه ترتجف قلوب الرجال ..... كن قويا كعادتك .... وارجع لوطنك .... نحن بحاجة اليك ....ياسيدي .....
كان وائل يتحدث وهو فخور بكل حرف ينطقه بينما سامر شارد شاحب الملامح ... بعد ان اكمل وائل حديثه ... قال بصوت خافت به نبرة حزن وانهزام .... لكنها هزمت قلبي ...عصفت حياتي جاءت كعاصفة هوجاء لتهز كياني كله ... احتلت كل عضو بجسدي حتى اصبحت انا .... تربعت بعرش قلبي .... انقذتني .... لم احب مثلها من قبل ... حبها يختلف ... يتميز .... يتفرد ... نايتي ااااااه .... اين انتي ... ايييين .... لن اخرجها من عقلي ولا من حياتي .... ابدا ماحييت .... عووودي ارجوك .... قلبي لم يعد يحتمل ..... انا اتحطم الى اشلاء .... انا اتجزأ .... انا احترق .... كان يتحدث وهو رافعا نظره الى الاعلى وكأنه يحادث رسمتها التي رسمها بالسقف ......
نظر وائل بنظرة حزينة ثم قال .... اتمنى لو كانت موجودة حقا .... كنت رغبت بلقائها .... كيف استطاعت نيل قلبك وعقلك وجسدك هكذا .... ظهرت شبح ابتسامه على وجهه المحطم الملامح
- انه العشق ايها الطبيب العشق ..... اغمض عينيه وقد بدا وكأنه استسلم للامر بالنهاية ..... اطرق وائل رأسه بحزن .... ثم نادى الحارس ليفك قيده .... ولكن سامر لم يحرك ساكنا بل بدا وكأنه جثة هامدة .... روحه انطلقت مع اغلاق جفنيه لتتطاير مع رسمة معشوقته في ارض مخيلته .....
-- حسنا ايها الرائد ..نحن اسفين ... لقد فككت قيدك .... ارح نفسك قليلا ... وانعم بنومة مريحة .... عسى ان يكون الصباح افضل من اليوم ...... عن اذنك .....
بت اشعر بأن نوتات الصوت في حنجرة الحيااة لدي انكسرت ايضا .... وباتت لاتجيد العزف الا على اوتار الصمت ... .... يغمض عينيه ويرد على سؤال الطبيب الذي لاحظ هدوئه منذ الصباح اكمل حديثه بنبرة مختنقة ... لا تهتم بوجودي ... اذهب .... ازداد وائل اصرارا وهو يقول ... اتمنى ان لايكون الهدوء ماقبل العاصفة .... ارجوك انا هنا تحدث مابقلبك .... عسى ان تريح نفسك قليلا ..اغمض عينيه بقوة وقال بصوت مجروح ... موجع انا بالفقد ...هل لك ان تعطيني تعويذة او ترياق ما يرجعني بالزمن ل7 ايام لأستنشق عطرها من جديد علي اريح هذه العضلة التي لاتنبض سوى بأسمها ... اشعر بأنني اقف في المنتصف المميت لا استطيع ان ابتعد ولا حتى ان اقترب ... لاا استطيع ان انسى او اتجااوز .... ...اشعر بضجيج يطحن عظام صدري ...ارغب بالصراخ ولكن قواي خانتني لا استطيع النطق .... الصمت يختنقني .... وداخلي ضجيج كأجراس تقرع .... لقد سلبتم حتى حقي في الحلم .... اللعنة ... كيف استطعتم الوصول الى حلمي ... وايقضتموني .... بأي حق .... اااااااه .... كم اشتاق لصوتك يانايتي .... تعالي الي .... احتويني فأنا خائف .... انا بحاجة لحضورك .... تسللي الى عالمي الى احلامي فقط تعالي .... ... تعالي

أّحًتٌـوٌيِّنِيِّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن