وجود البَعض فِيْ حيَاتنا .. كـَ رِيشة رَسام تُضيف إلَى الرسُوم الشَاحبة ألواناً سَاحرة وَتجعلها تَبدو جَميلة.....
بعد مرور شهر ...
جالسة على الكرسي القريب من فراشه مطرقة رأسها في الرواية وتقرأ النهاية بكل سعادة ثم تنفست بسعادة واغلقت الكتاب وهي تقول ها قد انتهت الرواية بنهاية سعيدة وانت الشرير كنت تقول بأنها نهايتها حزينة ...
كان يتأملها وهو لايشبع من النظر الى ملامحها البريئة ونظراتها العاشقة وكأنها مراهقة عاشقة وكم هو سعيد بتأملها خلال هذه الفترة فهي يوميا تخصص له ساعة لكي تقرا له القليل من الرواية الرومانسية التي اختارتها ... وهاهي اخيرا تنهي فصلها الاخير ...
نظرت اليه وعينيها تشع بالفرح والسرور .. - حبيبي اخيرا ستخرج اليوم من المشفى الحمدالله تحسنت حالتك ...
امسك بيديها وقربها ثم قبل باطن كفها وقال - كل هذا بفضل ممرضتي الساحرة والجميلة فهي من انقذتني للمرة الثانية من الموت ... اه يانايتي انت بالفعل منقذتي ... الى متى ستبقين تنقذيني ...
رمشت بعينيها الناعستين وردت عليه ..
- انت فقط لا تصاب ثانية ... وانا لن اتردد بأنقاذك ... احبك ايها الرائد ...
سحبها بقوة حتى اصطدمت بصدره القوي واحتضنها بقوة ...
تذكرت عدة ذكريات بينهم حدثت في هذه الفترة الجميلة التي امضوها معا .. ابتسمت برقه وهي تزرع وجهها في صدره اكثر ...
رن جرس الهاتف معلن وصول رسالة .. انتفضت من افكارها اخرجت الهاتف ثم قرأت الرسالة وبدأت تبتسم .. عقد سامر حاجبيه وهو يقول باستهزاء .- يبدو انها اسعدتك ...
رفعت نظرها وابتسمت اكثر وقالت بهدوء انها ليلى تقول بانها اشتاقت لي وتسئل عن حالي ..
شردت قليلا الى ذاك اليوم الذي ودعتها ليلى وهي حزينة لتركها هنا بمفردها .. ثم عبست لتتذكر وجه قيس الغاضب حتى انه لم يودعها بل انصرف بكل غضب .. حزنت لموقفه لانه كان نعم الصديق والمساعد لها خلال فترة صعبة من حياتها .. ولكن ماذا كان عليها ان تفعل فقلبها ملك له وحده ... ملك للرائد .... ولن تستطيع الابتعاد عنه وهو بأشد الحاجة اليها ... افاقت من شرودها على لمسة سامر لوجنتها ... ابتسمت له برقه ثم نهضت قائله بحزم .. - هيا ايها الكسول .. انهض ارتدي ملابسك لنخرج من المشفى ...
رد عليها وهو يتنهد ...
- واخيرا سانهض من هذا الفراش .. وسأغادر المشفى ... و ...
رفع حاجبه بخبث ... احمرت وجنتيها وقالت و ماذا ..
نهض وامسكها من خصرها .. - ونبقى اخيرا معا ... نتزوج ...
احمرت وجنتيها ودفعته تمنع قبلاته التي تهطل على وجنتيها .. ابتعد ... هيا ارتدي ملابسك ولنخرج ... سوف يطردونا من هنا بسبب وقاحتك ...
....... ........ ....... ....... ...... ...... ...كانت واقفة امام النافذة تنتظره في شقته تنظر حول المكان تتذكر لحظات كئيبة مرت بحياتها هنا في هذا المكان ... هل حقا حاولت الانتحار ..... متى اصبحت بهذا الضعف .... كيف لم تواجه ... لماذا لم تدافع عن نفسها ... عن حبها ... اختصرت كل الطرق وحاولت الانتحار ... ومن ثم هربت ... اي حب هذا ... اي ضعف هذا ... ياللهي ... انها تخجل من نفسها .... نظرت الى الساعة المعلقة في الجدار لقد تأخر الوقت ... الظلام حل ... لما لم يعد بعد ... لماذا تركته يرحل بمفرده ... ذهب ليشتري حاجيات قليلة وسيعود ... ولكن . اين هو الان .... اه .. قلبي سيتوقف يوما ما بسبب هذا الاحمق ... اليس لدي عمل في الحياة سوا الخوف عليه .... ثم تنهدت بقوة ... سمعت صوت الهاتف يرن ... قفزت وضغطت على زر الرد بسرعه ...
- الو ... سامر . اين انت ..
- هل ممكن ان تأتي لتقليني ... سيارتي لاتعمل .... انها متوقفة على الطريق العام ...
- ماذا ... لاتعمل ... حسنا ... ماذا افعل .. هل اتي بسيارة اجرة ...
- نعم ... هنا لا اجد سيارات اجرة ...
- حسنا انا قادمة ... اعطني العنوان ...
توقفت سيارة الاجرة في جانب الطريق عندما لمحت سيارته مركونة هناك وغطاء السيارة مرفوع ... اخبرت السائق بأن ينتظرها ونزلت تبحث عنه ...
كان المكان مظلم ويحيط به اشجار كثيفة ممتدة الى مالاناهية ... بدأت تنادي .. سامر .. اين انت .... ساااامر ...
وجدت شي معلق على الشجرة .. نظرت بتمعن امسكت بظرف ابيض ومعه مصباح ..
(( ناي ... اولا اشغلي المصباح ... ثم توجهي حسب الارشادات ... مع حبي .. الرائد ))
قرأته اكثر من مرة الا ان استوعبته سارت قليلا نحو النجوم المضيئة المعلقة على الاشجار التي ترشدها نحو الامام ... توقف لتأخذ ظرفا اخر ...
(( معشوقتي ... يوما ما ... اصطحبتني نحو النجوم وجعلتني ارقص تحت الامطار كالمجنون .... اليوم سوف اعيد مافعلته بي ... سوف اصطحبك الى النجوم ... مع حبي .. الرائد ))
ابتسمت وسارت بضعة خطوات اخرى ... ثم تسمرت بمكانها لتنظر الى هذا الجزء الخيالي من المكان .. طاولة لشخصين مصفوف عليها اطعمة فاخرة وتزينها شموع كثيرة وتحيط بالطاولة شموع مصفوفة على الارض بشكل انيق .. ونجوم مضيئة بالوان زاهية معلقة على الاشجار المحيطة بالمكان .. ثم فجأة صدحت الموسيقى التي تحبها ورجل وسيم خيالي يظهر من خلف الاشجار يحمل بيده وردة حمراء كبيرة يسير نحوها ... لم تصدق ماتراه ... هل هذا حلم ... تشوهت الصورة امامها بسبب الدموع التي تجمعت بعينيها ... ثم مد كفه ليمسح هذه الدموع وهو يقول ..عذرا يانبض قلبي ..أتعبتك كثيرا في حبي...
ولكن ماذا افعل ... فهكذا يكون الرائد حين يحب ويعشق ... لقد تعبت ياناي انا ايضا تعبت كثيرا ....
فضميني حبيبتي إليك...
فقلبك هو مسكني...
وروحك هي موطني...ثم انحنى وجلس على ركبته وفرد ذراعيه مبتسما وهو يقول ... ها انا اجدت تمثيل هذا الدور .. هل انا اشبه شاروخان الان
ضحكت بصوت عالي ودموعها تتراقص بجفنها .نعم نعم انت تشبهه كثيرا ...
ابتسم ثم قال لقد حفظت هذه اللقطة كثيرا حتى اجدتها والان كفى ... تنهد ثم امسك بكفها واخرج علبة صغيرة وقال ... تتزوجيني
كانت تضحك وتبكي بنفس الوقت وهي تهز رأسها بالايجاب ...
عقد حاجبيه وهو يقول ... ارجوك اجيبي لانني بعمر لايسمح بالجلوس على ركبة واحدة ولاتنسي ايضا ان ساقي مصابة فهل تقبلين الزواج بهذا الرجل العجوز ..
قفزت قفزتها المجنونة وهي تضحك بصوت عالي نعم موافقة موافقة ...
..........
بعد لحظات كانو جالسين بهدوء بعد تلك العاصفة الهوجاء التي لفتهم لدقائق ....
- الطعام لذيذ جدا ... شكرا ...
ابتسم ابتسامته الساحرة وهو يرفع حاجبه ويقول مازال الليل بأوله ...
ابتسمت برقه -- ماذا بعد ....
- انتي مدينة لي برقصة .... والقمر والنجوم سيشهدون للمرة الثانية ...
. ... ..... .... .... ... ...
كانت تحلق فوق السحاب وهي تشع بوهج الفرح بل عداد السعادة امتلئ بداخلها ... انها ليلة مميزة فهي ترقص بأحضان حبيبها والسعادة تفتح ذراعها لتحتضنهم بقوة ....
....... ........ ...... .......
-- هل اعجبتك الزهور ...
ادارت وجهها وزادت ابتسامتها اكثر ثم اطرقت رأسها بخجل وردت -- اشكرك على الورود التي ترسلها يوميا الى المشفى ... لم يعد لي مكان في المنزل لحفظ هذه الورود الجميلة ...
- اقترب اكثر وهو يرسم ابتسامة خلابة على ملامحه ثم قال ..-- ليلى ....
رفعت وجهها لتقابل عيناه .. نعم
-- هل تتزوجيني ...
تسمرت مكانها .... ثم ردت - لقد فاجأتني حقا .. يا خالد ... شردت بتلك الايام التي قضوها معا كان رجلا رومانسيا ولطيفا لدرجة فهو يدعوها تقريبا كل يوم الى العشاء ولاينسى يوم دون ان يرسل لها الورود الحمراء الجميلة
انتفضت من افكارها واحلامها الوردية على صوته وهو يقول عاقدا حاجبيه ..
هل الامر يستغرق كل هذا التفكير ... اسف اذا كنت استعجلت ...
ترددت ليلى وهي تنظر اليه محرج ..
-- لا ... لا ... لقد شردت قليلا ... اسفة ... هذا من دواعي سروري ان اقبل عرضك للزواج
امتلئت ملامح وجهه بسعادة حقيقية ومن ثم قال ... هل استطيع ان اصطحبك الى محل المجوهرات لكي تختاري خاتم الزواج بنفسك
احمرت وجنتيها ومن ثم اومات برأسها بالموافقة وجرت الى غرفتها اغلقت الباب واخرجت الهاتف تتصل ..
- الو ... ناي احزري ماذا .... لقد خطبت للتو ... هل تصدقين هذا
- انتظري .... تكلمي بوضوح ... من الذي سيتزوج ... ايتها المجنونة ...
- انا ... انا ... خالد طلب مني الزواج للتو ... وهو ينتظرني في الخارج الان ...
-- ضحكت بشدة.... ايتها المجنونة انا سبقتك ...
- ماذا ... انتي ايضا .. ولم تخبريني ...
- البارحة ... مساءا ... كان كل شي رائع ... لو فقط ترين ... كم كنت سعيدة ... يالهي
تنهدت ليلى ثم اجابتها ... كم انا سعيدة نحن الاثنان سوف نتزوج معا .... اه ... يالهي يجب ان اذهب لابدل ملابسي خالد ينتظرني ...
ضحكت ناي ومن ثم اغلقت الخط وهي تردد ليكن الله بعون الاستاذ خالد هذا ..على جنونك يا ليلى ....
أنت تقرأ
أّحًتٌـوٌيِّنِيِّ
Romanceمٌاَْذٍاَْ لّو اَْصِبحًتٍ گٍلّ اَْحًلّاَْمٌگٍ بيِنَ لّيِلّة وضحًاَْهًاَْ مٌجُرد نَسجُ مٌنَ اَْلّخيِاَْلّ ..... ......... مَنِقِذّتّيِّ هِيِّ أّمَ أّنِأّ أّنِقِذّتّهِأّ أّحٌتّرتّ فِّيِّ أّمَريِّ بِلَ فِّيِّ أّلَغٌأّلَبِ أّمَرهِأّ أّقِتّحٌم...