اَْلّضيِاَْع.......

387 23 4
                                        


اَْلّضيِاَْع هًو اَْنَ تٍفُقد حًيِاَْتٍگٍ ونَفُسگٍ وگٍلّ مٌنَ تٍحًب بيِنَ لّيِلّة وضحًاَْهًاَْ ..........
كان جهاز الاوكسجين مزعجا وهو يلاصق حافة انفه وذقنه انه يخنقه بدل ان يعطيه الهواء فتح عينيه بتثاقل وانزعاج .... لم يتعرف الى المكان في بادئ الامر ..... ثم سرعان ماشاهد رجلا يرتدي الابيض بجانبه ... اغمض عينيه ثم عاود غلقها بضجر .... ثم فتحهما بسرعة وكأنه حل معضلة ما لقد وجد حلا للاحجية التي بها ... نهض سريعا ورمى بجهاز الاوكسجين ..مما ادى الى تقدم الطبيب نحوه وهو يحاول تهدئته .... حسنا .... اهدئ ياسامر ...  اهدئ ...
- ايها الطبيب .... انا .. فعلا سعيد كان يبتسم بقوة .... وكأنه اسعد شخص في هذه الحياة ....
ابتسم الطبيب وهو يربت على كتفه ... هذا جيد هذا جيد ... .. تنفس بعمق ووضع يده على صدره ... وتحدث بحيوية ..  لو تعلم بماذا كنت احلم ... قهقه بصوت عالي ثم اكمل ... لقد شاهدت كابوسا ..... الحمدالله ....
- حقا ... ماذا شاهدت ... ايها الرائد ...
- اوو وه .... اشياء كثيرة .... ولكنها اشبه بالحقيقة .... اقسم ان قلبي مازال يؤلمني ...  لقد فقدت الانسانة التي احب ..... لقد اشتقت لها ... سأذهب في الحال ....  اه .. صحيح ..  هل الجراحة نجحت ... استطيع المغادرة ... اليس كذالك ..... 
فغر شفتيه وهو ينظر اليه بذهول .....
- ايها الرائد ..... لقد خرجت بالامس من هنا .... ولقد وعدتني بأن تريح نفسك ..... ولكن  ...... لقد اتو بك قبل 3 ساعات... ولقد كنت تمر بشد عصبي حاد .... و اعتقد بأنك ... مررت بحالة عصبية مريبة ..... لقد اثرت على دماغك .... لانك اجريت جراحة حديثة ..... والغضب ... من اهم اعداءك في الوقت الحالي ..... 
فتح عينيه بذهول ..... ونطق بحرووف ضائعة ومترددة .... ه ... هل ... .. ا.. انا ..  اذن ... لم .. اكن ..  احلم ... لكن .... اشعر بأنه كان حلما ... 
- اسمع عليك ان تهدأ ..... عقلك بحالة حرجة ...  انه لايستطيع التركيز .... وربما ... يتشتت لك الواقع ..... اسمع عليك ان تسترخي وترتاح الان .... ارجوك .... سنعمل عدة فحوصات لك .... ارجوك ...  ساعدني كي ... اساعدك ... حاول الاسترخاء .... حسنا ... الان سأتركك مع الممرضة ليتم تحضيرك لاجراء الفحوصات ....
كان في حالة ضياع وتشتت رهيب ... عقله يقول بأنه كان حلما .... ولكن الواقع غير هذا .... بدا ضائعا لاقصى درجة ..... ما الحل .... كل الذي يريد ان يعرفه هو مكان ناي ... كل اجزاء كيانه ينادي ويصرخ بأسمها..... لما ليست موجودة .... انه بأمس الحاجة اليها .....
بعد ساعة .... اكمل فحوصاته بكل هدوء .... ينظر الى السقف ويرسم ملامح ناي بمخيلته ... سمع طرقا خفيفا على الباب ... لكنه لم يبالي ... بل استمر برسم ملامحها .... سمع صوتا رجوليا بجانبه .... هل تسمح لي بالجلوس ايها الرائد ....
رفع نظره اليه .. كان رجلا هزيلا نوعا ما ... يرتدي قميصا ازرق ونظارات طبية تعلو ملامح وجهه ابتسامة عريضة ..... اوما له برأسه ... ورجع ينظر الى السقف .... ساد صمت قليل ... ثم بدا الرجل بالكلام .... مرحبا ... انا الدكتور وائل ... انا هنا لأستمع لحكايتك .....
عقد حاجبيه ورمقه بنظرة حادة .... لماذا ؟؟؟
ابتسم وائل وهو يقول ... اريد مساعدتك ... اذا سمحت طبعا ....  اود ذالك بشدة ... 
- بماذا تساعدني ......
- بالعثور على تلك الفتاة .... ناي ....
قفز من شروده ... جلس وهو ينظر اليه ... - هل وجدتموها .... اين هي ... يجب ان اراها ...
- اهدئ لقد قلت اساعدك بالعثور ... ولم اقل بأني عثرت عليها ...... بهتت ملامحه ... واعتلى ملامحه الغضب ....
ابتسم وائل مجددا .وهو يقول ... صدقني سوف اساعدك .... اين هي تلك الفتاة .... ومن تكون ...
- انها زوجتي ....
بدا الذهول بوجهه وهو يقول نعم اكمل .... اني استمع ...
- لقد ودعتها وتركتها في المنزل وجئت لاجري هذه الجراحة اللعينة .... عندما عدت لم اجدها ..... و .... هناك من تدعي بأنها والدتها ...  وتقول بأنها ماتت منذ 5 اشهر .... كيف وانا تركتها بنفسي في المنزل .....
- حسنا ...... هل قسيمة الزواج معك ....
- اه ..... ل ... بالواقع .... لم نعلن زواجنا ... 
- اذن كيف تزوجتم .... من هو الذي عقد عليكم القران ...  ومن هم الشهود .... حاول ان تتذكر ...
ابتسم وهو شاردا بذكرى تلك الليلة ... ثم قال... القمر .... القمر هو من زوجنا ... والنجوم والاغصان كانت شاهدة على زواجنا ....
اعتلت الدهشة ملامح وائل وهو يقول ... ماذا ... القمر والنجوم ..... ثم تنفس بضعف واضاف ... حسنا ... حسنا ... هل شاهدكم احدا ما معا  ...
- لا .... لم اكن اسمح لها بالخروج ..... لقد كانت جميلة .... جدا ... لم ارغب بأن يراها احدا غيري .... كيف ..  ستساعدني ..  بالعثور عليها .... لاني لم اعد احتمل فراقها .... 

أّحًتٌـوٌيِّنِيِّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن