أستغفر الله العظيم و أتوب اليه ❤
_________________تمشي بين الطرقات بوهن ، تائهة ، لا تعرف حتى اين تذهب ، و من سيقبلها بهذا الوقت ، لكنها لم تشعر أبدا بالندم على قرارها بترك المنزل ، فهي حقا لم تعد تحتمل أباها القاسي المتسلط ، و أمها ضعيفة الشخصية ، هي فقط تمنت لو أنها قد أخذ اختها الصغرى كايلي صاحبة العشرين سنة معها عند هروبها من المنزل نحو المجهول .
لقد كان البرد قارسا ، لكنها قد اعتادت عليه جراء نومها على أرضية منزلهم الباردة ، لقد عانت بْرُوكْ جميع أنواع الاضطهاد في منزلها ، اضافة الى المضايقات المستمرة من الشبان و الفتيات لأنها كانت صاحبة وجه و جسم أنثويين ساحرين تتشارك فيهما مع أختها .
ابتسمت في ألم و هي تفتح عينيها محاولة طرد الذكريات الأليمة من مخيلتها ، و ركزت في التفكير في كيف تتصرف في مبيت في هذه الليلة الباردة .
فقررت سلك الطريق الوعرة ، قررت تدمير نفسها ، بأن تصبح عاهرة ، لكي تتدبر المال .
شعرت بألم شديد في قلبها و انهمرت دموعها الحارقة على وجنتيها الباردتين
لما على الحياة أن تكون قاسية هكذا ؟
و اتجهت بروك الى الطريق الخالي من المارة ، فمن سيخرج في هذا الطقس ؟ الا من السيارات المسرعة ،
لترى واحدة متجهة نحوها ، وقفت على الحافة محاولة التماسك و ابتسمت اتجاه هذه السيارة ، ليقف صاحبها و يشير بيديه اليها ان تصعد .
ما ان اغلقت الباب حتى احست بالدفء يلفحها ،
بروك " سأعطيك ما تريد مقابل طعام و مبيت لهذه الليلة "
هو لم يجب ، فقط نظر اليها في غموض لتشعر بقشعريرة تسري في جسدها .
لقد كان وسيما جدا بطريقة غريية ، تحيطه هالة من الغموض ، يرتدي ملابس مناسبة للطقس و لجسمه ، سرحت بروك في عينيه الناعستين و شعره الأملس المنفوش قليلا ، ليبتسم بخفة و يعيد نظره الى الطريق أمامه .
ارادت بروك قطع حاجز الصمت ، فسألته
بروك "انا بروك ، ما اسمك بالمناسبة ؟ "
ليبتسم في هدوء ، و يجيبها
" رامي "
مرت الأيام بسرعة ، حتى أتى العام المميز لأفراد عائلة خديجة و خصوصا مالك ، هذا العام الذي سيُتم فيه الثمانية عشر و سيجري فيه أيضا العملية الجراحية لاستئصال المرض الذي عاش بداخله منذ ان كان في الرابعة ، المرض الذي جعله يعاني الألم الشديد في بعض الليالي ، و الذي جعله يأخذ نوعين من الأدوية يوميا و زيارة الطبيب كل أسبوع ،
و الذي جعله أيضا يمتنع عن المواعدة ، لأنه لا يريد جعل فتاة تتعلق به ثم يغادر و يكسر قلبها ، لكن هذا لم يمنع الكثيرات من الاعجاب به ، و محاولة الوصول اليه او حتى التقرب منه ،كيف لا و هو ذا وجه جميل رغم تكشيره طوال الوقت و شعر بني مرفوع بعناية و عينين ناعستين كأمه و اخوته ، تستطيع الشعور بالخوف ان نظر لك مالك ، لكن ان تمعنت فيهما ، ستشعر بأن خلف قناع القوة و الغضب
أنت تقرأ
أنت قدري
Romance" رؤيتهم كان مؤلما ... لقد كان ممسكا بيديها يراقصها و هي تضحك بسعادة ، اما انا ، فقد شعرت كمن انتزعت منه روحه ..." لكل شخص قصته و ماضيه ، لذلك تمهل قبل الحكم على الآخرين .