كل كلمة نطق بها كانت تنزع جزءا فاسدا من نفسي وتلقيه بعيدا
كنت خائفة وحزينة وقلبي قد طلاه الحزن بالسواد
لما لا يتركني كما أنا؟!
لما يحاول أن يعطيني سببا للحياة مجددا ؟
أنا خائفة .
بل مرعوبة .
أخشي أن يتم إيذائي .
ليس بنفس الطريقة السابقة .
أحمد لا يشبه هشام بشيئ
أخاف أن أسمح لنفسي بالحلم .
أخاف أن أسقط مجددا
وهذه المرة لن أستطيع النهوض .
ستكون النهاية .
لقد كسبت أحمد كصديق .
كأخ .
كأب .
أخشي أن أسمح له بالولوج أكثر فأخسره .
لست الفتاة التي يستحق أن يعيش معها .
أنا رماد إمرأة .
لما عليه ربط نفسه بي وبآلامي ومشاكلي؟!
أخشي إن حاول أن يسحبني للضوء فأقوده أنا للظلام .
أحمد يستحق الأفضل .
وأنا لست الأفضل .
لن أستسلم ، ولن أسمح له أن يفسد روحه وهو يحاول إخراجي من ذلك المستنقع .
سيمل بعد فترة ويفقد الأمل بي ويعود لحياته الطبيعية
لعمله .
لعائلته .
أنا أكذب .
أنا لا أحارب نفسي .
أنا أحارب أحمد .
أحارب كلماته التي تجلي قلبي.
أحارب مشاعره التي تنير حياتي .
أنا أحارب الحياة مجددا
لكن أليست هذه حماقة؟ !
أن أحارب الحياة التي كنت أدعو الله أن يمنحني إياها .
أنا مشوشة
حائرة
عقلي يكاد ينفجر
وقلبي ينبض بجنون
ليس خوفا
بل ترقبا
شغفا
أنا مجنونة .
تثائبت وتكورت علي الفراش
أنا أشعر بالنعاس .
***
الرجل الذي فقد قلبه
هل يدق أحدهم رأسي ؟
لا
إنه الباب
كم الساعة؟
العاشرة
ألم تكن العاشرة منذ قليل ؟
ياغبية كان هذا ليلا إننا بالصباح الآن .
هل نمت كل هذا؟
توقفت عن الحديث مع نفسي عندما أدركت أن دقات الباب لم تتوقف
نهضت وخرجت وفتحت باب الشقة لأجد أحمد .
تأملته
بنطالا من الجينز وقميصا أبيضا
ذقن غير حليقة إعتاد علي تركها هكذا وإستمر بتهذيبها من وقت لآخر نظارته ذات الإطار الأسود ووجهه الأسمر الذي يبدو كمن لوحته الشمس
قطب حاجبيه وهو يتأمني قائلا
" إن أغلقتي الهاتف بوجهي مجددا دون أن ننهي حديثنا فستجديني أمامك بعد بضعة دقائق . منعت نفسي بصعوبة الأمس أن أحضر إليك ، لكن هذا لن يحدث مجددا . هل فهمت ؟
أومأت موافقة بخضوع
لاحظ ما فعله وإكتشف أن تصرفه بشكل تلقائي سيسبب مشاكل وأن عليه الحذر أكثر فتنهد
وقال
" تبدين شهية بالصباح ، لم أعرف فتاة تبدو أجمل بعد البكاء غيرك ."
إبتسمت ثم ضحكت
" أنت كاذب "
إقترب مني أكثر وقال
" إنظري بعيني وسترين نفسك كما أراها .
فتاة جميلة مشعسة الشعر عينيها المنتفختين من البكاء وقلة النوم رائعتا الجمال ، تركت وسادتها علي وجهها علامات ماكانت ستحدث لو وافقت علي الزواج بي ونامت علي صدري"
قلت له غاضبة
" أحمد "" قولوا لها
أحمد أصابه عشقها
إحضروا الفستان هيئوا العمدان عندي وعندها
أنا لن أنام حتي أقبل خدها "
أنت تقرأ
تزوجت ساديا
Romanceسلسلة هي والشيطان نظرة في واقع المرأة المصرية الحكاية الأولي تزوجت ساديا مقدمة أخبرتني بأسرارها وطلبت مني أن أروي قصتها كما هي دون حذف أو إضافة لعلها تكون سندا لإمرأة أخري تمر بظروف مشابهة ورغم غرابة قصتها إلا أنني تحمست لها ووعدتها بكتابتها . وأردت...