اليوم موعد وصول حسن ، طائرته قادمة الساعة السادسة مساءا ، أحمد أخبرني أننا سنذهب لإستقباله معا لكنه غائبا منذ الصباح . لا أعلم أين هو ولا أحدا آخر يعرف ، بدأت أشعر بالقلق ، إتصلت به علي هاتفه لكنني سمعت رنينه بالمكتب يبدو أنه قد تركه .
بالساعة الثالثة وصلني طرد كبير
فتحته لأجد فستانا ذهبيا رائع الجمال وصورة فوتوغرافية لفتاة تشبهني وترتدي نسخة عن نفس الفستان وعلي ظهر الصورة كتب
" كوني مثلها من فضلك ، فسأقضي الوقت في البحث عن الإختلافات بينكما "
لم أستطع أن ألتقط مزحته لكنني سحبت الفستان من الصندوق لأجد أسفله حذائا وعلبة صغيرة تضم مستحضرات تجميل وعطر .
أحمد كان يحاول ألا يحدثني بصيغة الأمر حتي لا أشعر أنه من الواجب عليَ أن أنفذ ، وإن إضطر لذلك فقد كان يلي طلبه بحملة " من قضلك" ، أحب أحمد كثيرا لمراعاته مشاعري لذا ورغم أنني لم أفهم المغزي من طلبه فقد نفذته بثقة وراحة ورغبة داخليه لفعل ذلك .
دخلت حمام مكتبي وإرتديت الفستان وجمعت شعري كما وضحت الصورة
وبدأت بوضع زينتي .
عندما أوشكت علي الإنتهاء سمعت صوت جلبة بالخارج .
وضعت العطر وخرجت .
كان أحمدا يقف أمامي مرتديا حلته السوداء ، حليق الذقن . يخفي شيئا ما خلف ظهره .
تأملني قليلا
ثم تقدم
ووضع إكليلا صغيرا من الزهور علي رأسي قائلا
" هذا هو الفارق الوحيد بينك وبين الفتاة التي تخيلتها ،
أنك أنت أميرتي "
مد لي يده فوضعت يدي بها ثم خرجنا من المكتب لأكتشف الرواق الذي زينته الزهور والإضاءة
ووقف به كل موظفين الشركة
إخترق الصفوف صديق، أفسحوا له مجالا ليخرج ثم وقف بالزاوية علي اليمين لأكتشف أنه يخفي خلفه حسن
" حسن "
لم أعرف من منا ذهب للآخر ، كل ما أعرفه أنني سكنت ذراعيه
ربت علي ظهري
" صغيرتي "
ضغط أحمد علي أسنانه قائلا
" هذا يكفي يا حسن ، إرفع يدك عن زوجتي "
ضحك حسن وأبعدني قائلا
" لن تكون لك إلا بموافقتي "
بالدقائق التالية وجدت نفسي أجلس علي مقعد مقابل لهم أراقبهم وهم ينهون إجراءت عقد زواجي .
لثوان هاجمتني ذكريات سيئة إلي أن أخرجني منها أحمد بقبلة علي رأسي وهمس بأذني
هاتي الحبال وقيدينا وكتفي
كي نقترب
كي نحتضن
كي تعرفي
إن لست أنت
فمن سواك سأصطفي "إبتسمت رغم أن كلماته ذكرتني بأشياء كنت أرغب بنسيانها ، همست
" سيسمعك أحدا ما "وقف أمامي وأمسك يدي وقال بصوت مرتفع ليسمعه الجميع
" أنت التي روضتني بحسنها المتلطف
لا تحسبوني مبالغا
أنا إن قربت رحابها أتوضأ
فجمالها طهر كطهر المصحف
متصوف
قد صرت أهوي عينها
مهما تراني رأيتها لا أكتفي "تعالت أصوات الهتافات و التصفيق والصفير والضحكات
فقبل أحمد يدي قائلا
" كتبت لك قصيدة أخري لكنني أخشي أن يسمعها أحد المتلصصين هنا "
إقترب صديق قائلا
" هل نادي أحد عليَ؟"
غمز لي أحمد
" ألم أخبرك ؟
يرغب الجميع بمعرفة الحوار الدائر بين العريس وعروسه
وغالبا يقول لها
" دعينا نبتسم ونهمس لنغيظ هؤلاء الحمقي "
أنت تقرأ
تزوجت ساديا
Romanceسلسلة هي والشيطان نظرة في واقع المرأة المصرية الحكاية الأولي تزوجت ساديا مقدمة أخبرتني بأسرارها وطلبت مني أن أروي قصتها كما هي دون حذف أو إضافة لعلها تكون سندا لإمرأة أخري تمر بظروف مشابهة ورغم غرابة قصتها إلا أنني تحمست لها ووعدتها بكتابتها . وأردت...