الأب

1.3K 108 108
                                        

بينما كان كل الصف قد عادوا الى الاهتمام بمظهرهم و ترتيب ملابسهم و شعرهم في محاوله ليبدوا أنيقين بما فيه الكفاية ، ليعوضوا عن مجموعة معينة ، التى من المؤسف بأنهم لا يملكون اللياقة حتى يحاولوا ان ينظروا في مظهرهم ، و بالطبع ، لم يكونوا يستطيعون سوى ترتيب ملابسهم مرات عديده و البعض يرتب شعره قبل ان يشعروا بالملل و ضيق الصدر ، بدأ بعضهم يلاحظ نفسه و يحاول ان لا يظهر اي علامات على نفاد الصبر .

و بالطبع ، عديم الفائدة - تسونا كان الوحيد الذي بدأ النظر الى ساقه ، و كان ينظر و كأنها افضل مكان لينظر فيه ، افضل من أي شيء اخر حوله .

و بالتأكيد ، كان الحال مملا ، كانوا يقفون في مكانهم ، و لا يعرفون متى سوف يفعلون شيئا اخر ، لذلك التف البعض الى تسونا ، و بدأوا يفكرون ، كيف يمكنك ان تتصرف بهذه الطريقه ؟ ، الجميع كانوا يعرفون ان عديم الفائدة - تسونا كان بطيئا بعض الشيء ! ، و لكن على الاقل يجب ان يملك اللياقة الاساسية لاحترام المضيف السخي ، اليس كذلك ؟ على الاقل اظهر بعض الامتنان ، اللعنة ! .

و بعد ذلك ، عاد الخادم ، و بالطبع عديم الفائدة - تسونا ، كان هو من اقترب و سأل الرجل اذا كان يمكن ان يتحركوا الى مكان اخر حيث يجلسون او شيء من هذا .

تماما عندما كان الاولاد على وشك ان يخبروا الرجل  انهم على ما يرام و ان لا يستمع الى زميلهم المؤسف و المسكين ، و من ثم يبدأون بتوبيخة و أحراج صفهم ، و على الارجح سيتدخل جوكوديرا ، قبل ان يحصل ذلك ، ابتسم الخادم فقط .

و تحدث " بالطبع ، سيدي الصغير " ، و انحنى الرجل و يده على صدره بطريقه انيقة و يبدو معتادا ايضا ، و استمر " رجائا اغفر لإهمالى ، يجب ان يكون الكل قد تعب من الرحلة ، السيدات و السادة ، رجاءا اتبعوني " ، و التف و بدأ المشي الى واحد من الابواب العديدة .

صعق الصف في التطور الغير متوقع ، و بدأوا في النظر الى عديم الفائدة - تسونا الذي بدأ هو و جماعته المشي خلف الرجل ، كما لو كانوا فقط يأخذون نزهة عادية في أحد الشوارع المألوفه من ناميموري بدلا من هذا القصر الانيق ، كان جوكوديرا يمشي مع يديه في جيبه ، و ياماموتو كانت يديه متشابكه خلف رأسه ، و عديم الفائدة - تسونا كان حتى هو يتثائب  من بين كل الاشياء ليفعلها ! ، و حتى كيوكو كانت تمشي خلفهم و هي تمسك يد صديقتها كوروكاوا هانا .

و عندما نظرت كوروكاوا في اتجاههم لم تبدوا مهتمه ، و قالت " هل ستأتون ايها القرود ، ام ماذا ؟ " بشكل طبيعي .

و بعد عده منعطفات و صعود بعض الطوابق ، سرعان ما ادرك الصف بأنهم عليهم التمسك ببعضهم او سيخاطرون بالضياع في هذا القصر الذي تحول الى متاهه ، لا بد من انهم مروا من اكثر من عشره ابواب مختلفة ، و الممرات جميعها بدت متطابقة ، و جميع تلك المزهريات و اللوحات وضعت بدقه شديدة في نمط مرتب ، بدا لهم كما لو كانوا يسيرون في الممر ذاته تقريبا .

إيطاليا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن