الفصل الثالث والرابع كتابة

2K 56 1
                                    

الفصل الثالث     قربان الثأر

في شركة الكزيسيسس جلس كارلوس في مكتبه يراجع العقود والمعاملات بغياب كريس وعندما انتهي جلس إلى حاسوبه يتابع شركاته فهو إلى جانب منصبه كنائب رئيس مجموعة الكزاسيسس فهو يمتلك عدة شركات واحدة منها لتصميم الأزياء والتي كانت لشقيقه ماتياس الذي يكبره بعدة أعوام و الذي توفي منذ عدة سنين بحادث أليم وورث عنه هذه الشركة التي أسسها في اليونان وقبل أن يتوفى أقام فرعا لها في أمريكا وقابل حبيبته وكان سيطلب منها الزواج لكنه اضطر للرجوع لبلده بسبب وفاة والده ثم توفي بعد ذلك مما غير حياة كارل فإنقلبت حياته من الشاب العابث الخالي البال إلى رجل بارد ناجح ووريث عائلته فهو قد فقد والده ثم شقيقه الأكبر وأصبح وحيدا رغم وجود أقارب كثيرون لكنهم ليسو كعائلته تنهد بحرقة وهو يتذكر وصية أخيه قبل وفاته بالإهتمام بحبيبته التي حاول العثور عليها دون نجاح فهو لا يعرف شهرتها فقط اسمها و يمتلك بعضا من صورها مع أخيه تذكر شقيقه بعد الحادث ظل بالمشفى لعدة ساعات قبل أن يتوفى بعد أن وعده بتحقيق وصيته .
كانت أيام عصيبة جدا تركت أثرا عميقا في روحه ولولا العمل وصديقه كريستوس لما تحمل هذا الألم .
عاد من رحلة ذكرياته الأليمة وأكمل يتابع تفاصيل شراء شركة الأزياء المنافسة لشركته مع أنها ناجحة ونالت المركز الأول للتصميم والثاني كأداء بعد شركته إلا أن مالكها قد توفي فقام الورثة بعرضها للبيع وسارع هو لاقتناص الفرصة للسيطرة على السوق الأمريكي .
غادر في اليوم التالي للولايات المتحدة متجها لنيويورك بعد خروجه من المطار استقبله مدير الشركة وحارسه أوصلوه إلى شقته الخاصة التي تقع بأعلى مبنى شركته والذي يمتلكه بالكامل .
جلس مع مديره ومحامي الشركة يناقشون عقد الشراء وخطوات الدمج بعد صياغة العقد النهائي وقع الأوراق وغادر موظفيه ليكملا الإجراءات ثم نزل للبار يستمتع قليلا .
في هذه الأثناء كانت كاميليا تضع أخر تفصيل في تصميمها بينما كان زملائها يتحدثون بتوتر عن الشركة التي أصبحت تمتلك شركتهم وأن مالكها يوناني صارم بشدة .
أنهت عملها بسرعة ورتبت مكتبها وغادرت فهي تنصرف قبل نهاية الدوام بساعتين.
بعد ساعة من وصولها للمنزل وصل أولادها بسرعة كالعادة قاموا بتبديل ملابسهم وغسل أيديهم ليتناولوا الطعام ، بالرغم من أنهم في السادسة من عمرهم إلا أن تصرفاتهم متزنة وأكبر من عمرهم إلا أن رونالد الوحيد الذي امتلك خفة وحب للمزاح كوالدته تماما ، أمام شقيقاه أكثر جديةوتسلط .
ابتسمت بحنان وهي تتأملهم وقد جلسوا يتناولون طعامهم مالبث أن خاطبها آدم وهو يلاحظ شحوب وجهها : مابك أمي هل هناك مايزعجك ،
طفلها الحبيب كعادته بإحساسه العالي قد لمس به بعضا من قلقها فهي تخشى من أن يتأثر عملها وأوقات دوامها بالتغيرات الجديدة .
نظرت له برقة كلا حبيبي إني أفكر بتصميم جديد فقط .
هز آدم رأسه بصمت تابعوا تناول الطعام ثم تقاسموا الأعمال من ترتيب وتنظيف المائدة بينما قامت كاميليا بأخذ حمام دافئ وارتدت ثوبا منزليا وخرجت تعد الشاي فهي ساعة الإسترخاء لأطفالها قبل أداء وظائفهم .
جلسوا يتناولون الشاي بينما الأولاد يتابعون أحد البرامج الثقافية
تأملتهم بصمت وهي تشكر الله لوجودهم في حياتها .
الأولاد
ثلاث توائم في السادسة من عمرهم
* ماتياس أكبرهم ولد بشعر أسود وعينان مميزتان بلون كالفضة وبشرة سمراء فهو امتلك ملامح والده ذو شخصية قوية يحب السيطرة ويمتلك غريزة حماية قوية دائما كان شقيقاه يتبعان مايقوله بارع بالحساب ويمتلك موهبة بالرسم ويحب مهنة والدته حتى أنه يشاركها بتصاميم الأطفال .
* رونالد أصغر من ماتياس بفارق ربع ساعة يمتلك شخصية ساحرة يحب المزاح ويبعث البهجة حوله يمتلك ذات عيني شقيقيه الفضية بشعر بني وبشرة بيضاء يحب الوسيقا وبارع بالشعر والغناء .
* آدم الأصغر بفارق نصف ساعة عن رونالد وقد عانى من ضيق نفس كانو سيفقدونه ولكنه نجا أخبرها الطبيب أن التوائم المتماثلة يمتلكون رابط روحي بينهم
كان آدم يمتلك ذات عيني أخوته بشعر بني كرونالد وبشرة سمراء كماتياس. يمتلك الكثير من الحنان والحماية لعائلته بارع بالعلوم ويحب التكنولوجيا .
في المساء اتصلت صديقتها كاثرن
ألو .. كيف حالك كاميليا وكيف الصبية
كامي :أهلا حبيبتي إنهم بخير كعادتهم هادئين ومميزين
كاثرين : طبعا حبيبتي هل علمتي أن ملكية الشركة قد انتقلت لشركة العالمية وتم الدمج
تنهدت كامي :بتوتر نعم كلنا خائفون على وظائفنا
طمأنتها كاثرين :لا تخافي صديقتي فأنتي هي المصممة الأولى على الولاية
قاطعتها كاميليا : كلا أنا قلقة من تغير ظروف وساعات العمل
كاثرين : لقد انسيتني لما اتصلت عزيزتي غدا لن يكون دوام بل هناك حفلة تعارف بين موظفي الشركتين وإياكي والهرب من هذه الحفلة فقد شدد المدير على جميع قسم التصميم بالحضور في الخامسة
تنهدت كامي : حسنا اراك غدا .
في اليوم التالي وقفت كامي أمام المرآة تضع لمسات خفيفة من المكياج فهي تتمتع بجمال صارخ لذلك تحاول دائما إخفاءه فهي لا تريد اهتمام أي رجل فكلهم مخادعون يكفيها قرب أولادها ولن تسمح ﻻأي رجل بالدخول إلى حياتهم.
خرجت من غرفتها وسمعت صفير وغناء من اطفالها بينما اقترب ماتياس
وانحنى أمامها وهو يمد يده ويقول :
من فضلك سيدتي الجميلة هلى تشاركيني هذه الرقصة
كامي : لي الشرف سيدي الوسيم وبدءا يرقصان مع بعض وسط تصفيق آدم وغناء رونالد أحست بالسعادة وانتهت الرقصة وهي تضحك بينما ضمت مات ورونالد و
آدم بكل حب .
والآن أحبائي يجب علي الذهاب لن أتأخر و قبلتهم قال مات وهو يقبلها لا تقلقي أمي كوني سعيدة ضمته بحنان فهو رجلها الصغير ودعتهم ثم خرجت واستقلت سيارتها لتذهب الى الحفل .
وصلت كامي لمبنى الشركة وصعدت إلى السطح حيث يقام هذا الحفل كانت متأخرة قليلا سمعت صوت الموسيقا دخلت بهدوء وبحثت يعينيها عن كاثرين ورأتها جالسة مع زملائهم من قسم التصميم اقتربت منها دون أن تلحظ تلك النظرات التي تتابعها من أول ما دخلت .
هتفت كاثرين وهي تعانق كامي اخيرا لقد تأخرتي ضحكت كامي ههه المهم أني أتيت ، ضحكتا بمرح ثم جلستا إلى المائدة و كامي تحي زملائها وتشارك بأحاديثهم وتحاول تجاهل مارك مصمم قسم أزياء الرجال والذي يحاول التقرب منها وتكتفي هي بالهرب الكل هنا يظنها أرملة ولديها أطفال إلا كاثرين هي الوحيدة التي تعلم الحقيقة فهي صديقتها منذ الطفولة ،
تناولوا العشاء وأغلب أحاديثهم عن المالك الجديد والتغير في الشركة .
بعد فترة طلب من الجميع التوجه لقاعة الإجتماعات .
كانت أنظار الجميع تتجه نحو المنصة ينتظرون كلمة الرئيس .
بعد قليل ظهر مدير الشركة وبدأ يلقي كلمته
أهلا بكم طبعا جميعكم قلقون على مناصبكم وترغبون بالتعرف على الرئيس دعوني أرحب بالرئيس كارلوس كونتيرس المالك الجديد للشركتنا تعالى التصفيق
وقف كارلوس يتأمل موظفيه وبدأ يتحدث عن تطلعاته بتقدم أكثر نظر حوله يتابع تعابير التوتر والألم التي انقلبت لفرح حين طمأنهم بأنه لن يطرد أحد ولكن سيخضع جميع الموظفين لتقييم لمدة ثلاث أشهر ليحافظو على مكانتهم ووظائفهم .
في هذه الأثناء قامت كامي بتجديد زينتها ومحادثة أولادها ثم دخلت إلى القاعة مع إنتهاء كارلوس من كلمته ووقوفه مع رؤساء الأقسام .
كارلوس
لفتت نظري تلك الحورية وهي تدخل إلى القاعة كانت جميلة جدا وهي تتحرك بذالك الجسد المغري الملتف بثوب أخضر رآها تقف مع مجموعة من الموظفين
بدأ التعرف على موظفيه حتى وصل إلى تلك المجموعة التي تهمه
وقف ينظر إليها وهو يتأمل شعرها الكالح السواد المرفوع فوق رأسها والخصل الناعمة المحيطة بوجهها عيناها الخضراوين أنفها الدقيق وفمها الناعم بلون الكرز بشرة بيضاء كالحليب الصافي عنقها الطويل وقد استقرت عليه قلادة ماسية تأمل ثوبها وعاد ينظر لعينيها وهي تبادله النظر بعد أن شعرت بنظراته تتأملها نظر لوجنتيها وقد اكتسحهما إحمرار الخجل .
كاميليا
تبا لنظرات هذا الرجل شعرت بها تداعبها وتتوقف عند شفتيها أحست برعشة تشعر بالخطر نظرت إلى جسده الضخم وعضلاته المفتولة المختفية تحت بذلته الفخمة وهالة السيطرة المحيطة به بادلته النظر بجرأة .
قاطع كلام المدير حرب النظرات وهو يقول : أعرفكم الرئيس والمالك الجديد لشركتنا السيد كارلوس كونتيرس وبدأ بتعريفهم حتى وصل لكامي أعرفك على مصممتنا المبدعة كاميليا فوركس .
أمسك يدها وعينيه تحدقان بعينيها ولونهما الغريب انحنى يقبل يدها ويضغط بأصابعه بقوة أحس برعشتها مما جعل شفتيه تظهران ابتسامة ظافرة لردة فعلها فلغة الجسد لا تكذب سحبت يديها بلباقة .
سمعو صوت مدير الحفل يدعو الرئيس لافتتاح الرقص لاحظت كامي نظرات الجميع نحو مجموعتهم واقتراب الموظفات وهن يحاولن لفت نظره عسى أن يختارها الرئيس
تراجعت كامي ببطء تريد المغادرة
ولكن إلى أين وعيون الصقر تلاحقها كانت على وشك الوصول للباب حين أوقفها صوته الآمر وهو يقف أمامها :
أتسمحين لي بهذه الرقصة آنستي الجميلة .
وضعت يدها ببطء داخل يده الرجولية دون أن تنظر إليه أمسك بها وانطلقا يقودها على ألحان الموسيقا الرومنسية يد على كتفه والأخرى في يده وقد والتفت يده الثانية حول خصرها تقربها منه .
ﻷول مرة تشعر كاميليا بهذه المشاعر الغريبة وكأن دمها يشتعل وهي تحس بحرارة جسده تحيط بها لم تستطع رفع عينيها وهي تشعر بنظراته الصقرية على وجهها ، لم يرفع نظراته عنها لا يعرف لما ولكنها أعجبته وأشعلت نظراتها الرافضة له وعدم اكتراثها به غريزة الصياد داخله زاد من جذبه لها وهما يرقصان همس لها لديك أجمل وأنعم جسد لمسته شهقت وهي ترفع عيناها نحو عينيه بانفعال وقد اشتعلت وجنتيها بحمرة الغضب ودكنت عيناها بلون لم يرى أجمل منه ،لحسن حظها توقفت الموسيقا وبخفة استغلت شروده فابتعدت عنه حيته وبسرعة اتجهت نحو أصدقائها نظرت لكاثرين التي كانت ترقص مع مدير قسمهم ودعتهم وهي تهم بالمغادرة إقترب مارك الذي كانت الغيرة تحرق قلبه سأرافقك كامي
أمسك يدها برقة ولأول مرة لا تعارض فهي تشعر بالخطر يحيط بها وغريزتها تدفعها للابتعاد هزت رأسها بصمت رافقها مارك إلى سيارتها
- هل تتناولين معي كوبا من القهوة ؟
- لا بأس ؟ .
ذهبا إلى أحد المقاهي القريبة طلبا القهوة
بدأ مارك بالحديث وعيناه تتأملانها بحب
- عزيزتي تعرفين أني أحبك وأريد الزواج منك .
همت بمقاطعته إلا أنه أكمل بسرعة وهو يمسك يدها
أرجوك لا أريد منك جوابا الآن اسمحي لي بالتقرب منك ومن أولادك أكثر .
لم تشعر بالصدمة فنظراته دائما تكشفه لذا ابتعدت عنه رغم صداقتهما .
- أنا آسفة لا أريد أن أعطيك أملا زائف أنت وكاثرن صديقان عزيزان ولا أريد التنازل عنكم أو التسبب لكم بالألم أرجوك أنا لا أحبك كما تريد بل أراك كأخ حرمت منه .
- حسنا تكفيني هذه المشاعر فقط لا تبعديني عنك .
نظرت له بابتسامة وهي تضغط على يده أنت اخي الذي أحترمه وصدقني أنت لا تحبني كحبيبة هناك من يحبك جدا لكنك لا تراه انظر حولك وستجده وأنا سأكون إشبينة العروس ههه لا تنسى .
ابتسم لها فيكفيه أن يبقى بقربهاولا يبتعد عنها
هتفت كامي هيا بنا لقد تأخرت سيعاقبني مات أرأيت ماذا فعلت نظرت إلى عينيه وابتسما بفكاهة فمات فعلا يعاملها كرجل البيت ويحاسبها عندما تتأخر بالرغم
من صغر سنه.
- هيا عزيزتي لا أريد أن تعاقبي لتأخرك سأراكي غدا أوصلها لسيارتها وودعها فمنزله قريب .
انطلقت لمنزلها دون أن تنتبه للسيارة التي كانت خلفها وتلك العينين الغاضبتين تراقبان ما حدث بينهما
كان كارل غاضبا فهذه أول فتاة تعصى عليه إلا أنها جعلته مهتما أكثر ولسوء حظها لن يسمح لها بالهرب بعد أن شعر بالإثارة بعد سنوات من الملل أدار سيارته وانطلق نحو شقته .

قربان  الثأر  الميدالية البرونزية في مسابقة القلم الذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن