الفصل الخامس
في الشركة
جلست كاميليا وراء مكتبها وكل من حولها لا حديث لهم إلا عن ليلة أمس والحفلة لم تخلو تلك الأحاديث عن بعض التلميحات عن رقصتها مع المدير والتي سرقت أنفاسها فركت جبينها لربما يهدأ صداعها .
رن هاتفها ليأتيها صوت سكرتيرة المدير تخبرها برغبته بلقائها في شركته الرئيسية ليرى تصاميمها وبأن السائق ينتظر ليقلها ، تنهدت تغلق الهاتف وتستعد للقاءه .
دخلت بهدوء إلى شركته وقد أدهشتها فخامة هذا البناء وديكوراته المميزة .
أوصلتها السكرتيرة إلى مكتبه ودعتها للدخول .
أخذت نفسا عميقا ثم دخلت بهدوء ووقار يليق بها رفع رأسه يتأمل ثيابها الأنيقة والعملية رحب بها ودعاها للجلوس أمامه ،
جلست بصمت تاركة له دفة الحديث تنظر نحو مكتبه هاربة بعينها من نظراته .
أدخلت سكرتيرته فنجانين من القهوة التي كانت بحاجتها لتستطيع التركيز .
كارل وهو يقرأ ملفها الذاتي
- أنتي تعلمين أن ظروف العمل قد تغيرت لذا أريد منك إجابة صريحة لما هناك تميز بساعات عملك عن زملائك .
كامي
فركت يدي بتوتر هل أخبره بوضعي الذي لا يعرفه سوى كاثرين ومارك قلت بهدوء
لدي أطفال وهم لهم الأولوية في حياتي لذا أنا أعمل حين ذهابهم للمدرسة كنت قد فزت بمسابقة الشركة وعرضت الوظيفة قبلت بها ضمن هذه الشروط وذكر ذلك في عقدي مع الشركة .
- أعجبتني صراحتك ولكن هذا الوضع لا يناسبني أنتي الآن ضمن موظفي والكل يخضع لقوانيني وأنت لست مختلفة عنهم .
_ تمالكت أعصابي وقلت إذا أنا آسفة فلا يمكننا العمل معا أدرت ظهري له أتوجه للخارج بن أستطيع التعامل معه .
توقفي عندك .
اقترب منها بخفة وأمسك بمعصمها يديرها إليه لينظر في عينيها اللتان تهربان من عينيه و قد غرق في جمال حدقتيها .
نظرت لتلك العينين المألوفتان وذلك اللون الغريب تريد الهرب .
بخفة عاد بها لوسط مكتبه ثم أمرها وهو يشير لطاولة الإجتماعات الملحقة بمكتبه والآن أريني تصميماتك الجديدة ثم سنتحدث.
ذكرتها نبرته بسبب مجيئها لهنا سيطرت على نفسها ثم بدأت بإخراج آخر رسومها وبدأت بعرضهم عليه .
نظر لتلك التصميمات إنها مذهلة كانت تشرح رؤيتها للعرض القادم وكيف تريد إخراجه بكل شغف وقد تبدد التوتر بينهما وإنغمسا بالعمل ما فاجأه حقا تصماميم الأطفال الذي عرضت أمامه إنها جميلة جدا تجمع بين الطفولة وللشباب .
بدأت بجمع أوراقها بعد أن انتهيا من وضع كل تفاصيل العرض القادم لم تصدق لقد تبدد قلقها وشعرت ببعض الراحة .
_ تفضلي كاميليا إجلسي طلب بعض العصير لهما وجلس على الأريكة المقابلة لها فهو يريد التقرب منها فلأول مرة منذ زمن طويل يهتم ﻹحدى الإناث .
سيتقرب منها ببطء ويهيمن على مشاعرها كي لا تهرب.
نظرت له لا تنكر جاذبيته الساحقة وشدة تأثيره عليها ولكن عقلها يحذرها من خطره على عالمها وعالم أطفالها دكنت عيناها فأصبحت بلون الزيتون .
_ أخبريني إذا عن أطفالك وكيف عندك ثلاثة منهم وأنتي بهذا العمر .
شدت على يديها
لأنهم توائم وأتمنى منك إحترام خصوصيتي فحياتي و أطفالي خط أحمر لن أتكلم عنها واﻵن اسمح لي بالعودة للبدء بتجهيز المعرض .
غادرت بسرعة وكأنها هاربة من خطر ما مما أثار فضوله نحوها أكثر فهي هربت منه مرتان وأظهرت عدم رغبتها بعلاقة معه رغم تأثيره عليها لكنه سيحصل عليها فلم يسبق أن خسر شيئا يريده .
لحسن حظها لم تلتقي به مجددا فقد سمعت أنه عاد لليونان ﻹتمام إحدى الصفقات مما أشعرها بالراحة وانشغلت بالتحضير لعرضها القادم دون أن تعلم بقرب اﻹعصار الذي سيقلب حياتها ويوقعها بين يديه .
أتى يوم العرض أخيرا كان بأحد الفنادق الفخمة والكل كان يركض هنا وهناك كي يتجنبوا أي خطأ .
دخل كارل برفقة قريبته التي طلبت حضور العرض لتكمل جهاز عرسها القريب جلس في المقدمة لم يرها بعد فقد وصل صباحا بعد عدة أيام من العمل لإتمام الصفقة التي عقدها لمجموعة إلكزسيسس لأول مرة يتخلف صديقه عن الحضور ويبقى في تلك الجزيرة مع أسيرته تذكر تلك الفتاة وهو يتسائل هل أذابت جليد قلب صاحبه أم هو من جمدها وكسر قلبها .
عاد من شروده على صوت التصفيق وقد أعلن بدأ العرض .
تهادت تلك العارضات بثياب كالحلم تخفي الكثير لكنها تسمح للخيال ليحوم حول ما تخفيه كان عرضا ناجحا بكل المقايس تلك الفتاة تمتلك من الموهبة والخيال الكثير
بقي يراقب ظهور فاتنته فجأة سلط الضوء على المنصة بينما تقدم صبين يرتديان بدل رسمية جميلة ووقفا على طرف المنصة وبيديهما باقتان من الورود
ثم ظهرت فاتنته بثوب كالحلم من الشيفون الأسود وقد تلألأ حزام خصرها المطعم بالأحجار الكريمة وانسدل على جسدها مظهرا رشاقة قوامه .
كان ماتياس يمسك بيدها يرافقها على المنصة وهو فخور بأمه وكل من حوله يصفق ويحييها ثم اقترب آدم ورونالد وهم يعطونها باقة الزهور دمعت عيناها وهي ترى نظراتهم الفخورة بها .
صعد كارل إلى المنصة ليحي الحضور كونه مالك الشركة وقف إلى جانبها وهي تنظر له وتتأمل وسامته قبل أن تستدير للتكلم مع المهنئين بينما تناول ماتياس الباقة الأخرى من رونالد وتقدم من كارل برصانته المعهودة .
_ تفضل سيدي مبروك نجاح العرض .
نظر كارل لماتياس وهو يتناول باقة الورود لكنه أصيب بصدمة شديدة وهو يرى تلك العينان ويتأمل ملامح الصبي عن قرب لم يستطع الكلام فكأنه يرى شقيقه واقفا أمامه ولكن بصورة مصغرة .
نظر مات بدهشة لغرابة تصرف مدير والدته ولا يعرف لما يبدو مألوفا ناداه آدم ورونالد لأنهم سيغادرو .
حين سمعهم ينادون ذالك الطفل بمات نقل نظره للصبيان الآخران فازداد شحوب وجهه ثلاث أزواج من العيون المميزة وملامحا متشابهة بإختلافات بسيطة وضع يده على قلبه يشعر بألم مفاجئ وهو يراهم يبتعدون بعد أن حيوه .
لا يعرف كيف استطاع الإنسحاب من الضجيج حوله واللجوء لجناحه الذي حجزه في الصباح .
تناول القهوة السوداء التي طلبها وهو يسترجع ملامحهم مستحيل أن يكونوا غرباء وهم يحملون لون عيني عائلته المميز إنهم توائمها هل هم من أخيه
أيكونون من دمه ولحمه
عبث بشعره بقوة سيجن إذا كانت كاميليا عشيقة أخيه فمن تلك الفتاة في الصورة أمسك بكأس الماء ورماه على الجدار بغضب .
رفع هاتفه يحادث مساعده
أريد تقريرا شاملا عن مصممة الشركة كاميليا فوركس وأطفالها وصورا حديثة لهم هل فهمت ظروف ولادتهم وتاريخها
أريد كل تفصيل بأسرع وقت مهما كانت المصاريف .
قضى ليلته بتوتر منتظرا المعلومات ليتأكد من شكوكه .
على العكس منه كانت ليلة مرحة عند كاميليا فقد احتفلو بالنجاح دون أن يدركو أن حياتهم ستتغير من الغد وتختلف موازينها لتقع كاميليا بين يدي آسرها تكبلها قيود أمومتها وحبها لأطفالها .
في الصباح نهضت كاميليا من نومها على أصوات فتيانها الصغار ابتسمت وهي تغسل وجهها وأسنانها وترتدي ثوبا منزليا قصيرا وتخرج لتعد الفطور .
وقف كارل عند باب شقتها لم يستطع إنتظار المعلومات التي طلبها كما أراد رؤية أولئك الصبية فتح الباب بعد أن رن الجرس .
فتح مات الباب كان ذلك الرجل من يوم أمس مدير والدته .
كارل : صباح الخير آسف أتيت دون موعد لكني بحاجة لتكلم مع أمك في العمل .
مات : أهلا بك سيدي تفضل أمي في الداخل .
وقف كارل يتأمل ما حوله كانت شقة مميزة بألوان جميلة وفرش أنيق لاحظ تلك الصور على الحائط هو الآن متأكد أن الأطفال جزء من عائلته صور طفولتهم ومراحل عمرهم .... أتاه صوتها ليخرجه من أفكاره .
أهلا بك سيد كارل هل هناك أي خطأ.
استدار نحوها يتأمل منظرها كانت ترتدي ثوبا منزليا قصيرا بحمالات ناعمة يظهر كتفيها وساقيها الرائعتان وشعرها المرفوع بفوضوية محببة فوق رأسها .
كلا آسف لمجيئي باكرا لكن هناك بعض الصفقات لأناقشها معك .
بدخول آدم ورونالد بصخب يطالبان بالطعام أما هو تجمد وهو يراهم أمامه نسخ متشابهة بفروق بسيطة ولهم ذات عيناه .
نظرت كامي له لا تفكر ماذا تفعل ترددت أتدعوه للفطور أنجدها مات كالعادة .
تفضل سيدي تناول الفطور معنا .
كارل بإعجاب لي الشرف مد يده يصافحه أنا كارلوس كونتيرس بإمكانك مناداتي كارل .
ابتسم مات فقد أعجبه هذا الرجل لا يعرف لما ربما لأنه يشبههم .
أهلا بك أنا ماتياس و هؤلاء توائمي رونالد وآدم .
ذهل كارل نفس اسم شقيقه تبعهم للمائدة وهو يراقب هذه العائلة كانو صاخبين ويمازحون والدتهم بحب تمالك أعصابه بصعوبة فلا يريد إثارة شكوكها إن كانوا أولاد أخيه لن يرحمها وسيعاقبها على إخفائهم كل تلك السنين .
دعته لمكتبها وقدمت له القهوة .
تفضل سيد كارل .
_لديكي أطفال رائعين
أشرق وجهها بحب إنهم نعمة من عند الله
لا أتخيل حياتي من دونهم .
نظر لها بتركيز أربكها أين والدهم . توترت لا أعلم لقد غادر من زمن طويل لما تسأل .
إنها تكذب لكن ليس عنده دليل وقف وإقترب منها بهدوء وبدأ بتراجع بسرعة أمسك معصمها وهو يقربها منه حاولت إبعاده بينما تعالت نبضات قلبها لقربه منها عانقها وهمس لها لأني معجب وأريدك شهقت واشتعلت وجنتيها وقبل أن تتكلم إنقض على شفتيها يقبلها بشغف وقد سمح لمشاعره ورغبته بتملكها تسيطر عليه حاولت المقاومة إلا أنها استسلمت له وبادلته قبلته بخجل كان يعزف على أوتارها بكل خبرة بينما هي فقدت سيطرتها و سلمته أسوار حصنها .
شهقت وهو يدفعها للجدار ويرفع ثوبها ويلمس خصرها دفعته بقوة وقد أدركت أين هي وماذا تفعل تخبطت بعنف كيف نسيت وجود أطفالها ابتعدت عنه وهي تلهث وهي تضم يدها وترتعش فهو أول رجل يلمسها .
سقطت يديه إلى جانبه وهو يسيطر على مشاعره الجامحة وهو يسمع صوتها تطالبه بالمغادرة بهدوء التف وغادر وهو يعد نفسه برجوع سريع .
أنت تقرأ
قربان الثأر الميدالية البرونزية في مسابقة القلم الذهبي
Romansبتمنى تحبوها وشوف تشجيعكم بكم نرتقي لكم مني أجمل التحيات الملخص : توافق ريناتا على تضحية كبيرة في سبيل إنقاذ أخيها الصغير وعائلتها بعد أن قام أخيها الكبير بخطأ أودى بحياته وحياة حبيبته وهي ابنة لإحدى العائلات اليونانية صاحبة أكبر نفوذ وثراء في ال...