الفصل الخامس عشر

319 8 1
                                    


بعد سنة

جلست ريناتا إلى جانب سرير طفلتهما الصغيرة غارقة في ذكرياتها ففي خلال هذه السنة صمم كريس على منعها من العمل لاجل حملها مما سبب لهما عدة صدامات إلا أنه سمح لها بالعمل من المنزل بعد أن أنشئ مكتبا خاصا بها ووظف أكفأ مهندسين والمعماريين الذين سيقومون بتطبيق كل تصميماتها والتي ستتابع تطور العمل عن طريق الانترنت
أجمل مافي هذه السنة وجود شقيقتها ديانا التي بقت إلى جانبها في اليونان بعد أن سجلت في جامعة أثينا لتتابع دراستها.
كانتا تمتلكان نفس العينين الزرقاوتين إلا أن شعر ديانا كان اسود اللون مشكلا مزيجا مبهرا مع بياض بشرتها وزرقة عينيها.
رغم أن ديانا رفضت السكن معهما وبقيت في السكن الجامعي إلا أنها كانت تمضي أيام عطلة الأسبوع معها في الجزيرة.
أسعد ما مر بهم خضوع والدتها لعملية جراحية كانت ناجحة لتعود لممارسة نشاطها وحياتها الاجتماعية.
عادت من ذكرياتها على صوت صغيرتها التي استيقظت وبدأت تناغي بأصوات ناعمة.
ابتسمت برقة وحملتها متجهة إلى غرفة المعيشة لتقوم باطعامها وهي تحدثها وتشكو لها والدها المتسلط الذي عزلهم في هذه الجزيرة.
_من هو المتسلط عزيزتي الذي لا قلب له والذي أزعجكما سأقتص منه لأجلك.
ضحكت بلطف على تعبيري طبعا يجب أن تحادثه وتقنعه ليخفف حصاره..
قاطعه وهو يحمل صفيرته بين يديه لا تقلقي عزيزتي كلها كم يوم وسنعود لنعيش في العاصمة.
قفزت بفرح وحماسة فهي اشتاقت لأمها وأصدقائها....
حضرت المائدة وجلسا يتناولان طعام الغذاء بعد أن أعطت الطفلة للمربية كي تضعها في السرير.
على الجهة الآخرى وفي الولايت المتحدة حيث استقرت كاميليا مع أولادها وزوجها في العاصمة نيويورك مع قضائهم للعطل الموسمية في اليونان.
مضى أكثر من عام على زواجها كانت أيام سعيدة رغم ما مرا بها من توتر وحزن بسبب تأخر حملها دون سبب واضح رغم أن كارل لم يلمح أو يكترث لهذا الأمر لكن أصوله اليونانية تهتم كثيرا بحصولها على الوريث الذكر...
لطالما بادر لطمأنتها والتخفيف من هواجسها..
دخلت الحمام مستغلة وجودها لوحدها وقامت بإجراء التحليل المنزلي.
خافت كثيرا من الأمل الذي يتحطم على أرض الواقع فتشعر كل مرة بالحزن والتعاسة ..
كما أنها تضطر لإخفاء كل ذلك حفاظا على مشاعر أولادها.
دخل كارل يبحث عنها ليجدها في الحمام تبكي بحرقة تنهد بألم فهذه حالها كل شهر.
اقترب منها ومد يده يقربها إليه معانقا إياها بلطف كفى صغيرتي لا تبكي أخبرتك أني لا
أهتم انت والأولاد أغلى مالدي..
بدلت أن تهدأ تعالت شهقاتها حملها بين ذراعيه القويتان ثم جلس على الأريكة واضعا إياها في حجره هامسا لها بعبارات الحب والمواساة.
إنه..... إنه إيجابي
ابعدها ناظرا لعيناها الباكيتان فهزت رإسها ليحتضنها بحنان بينما بكت بصوت أعلى تبكي فرحا ليحضر الاولاد على صوتها ليسود الصخب والفرح منزلهم بعد أن كانت الحالة النفسية لكامي تعكس بظلالها القاتمة على حياتهم لتنقلب الآن فرحا وسرورا.

في أثينا

ديانا شقيقة رينا تدرس الهندسة المعمارية وتعمل بشكل جزئي في أحد الشركات المتوسطة لتأمن مصاريف دراستها استطاعت السكن في المدينة الجامعية بسهولة.
لطالما شكت بأن قرابتها مع كريس هي من سهلت لها الحصول على غرفة خاصة بها في هذه المدينة الجامعية...
إلا أنها لم تتأكد من ذلك لذا ابتعدت عن ذكره أمام أصدقائها الجدد اللذين تعرفت عليهم.
بدأت البحث عن عمل بشكل جدي فقد مضت عده أشهر على وجودها هنا ويجب أن تكون نفسها وتلبي احتياجاتها الأساسية.
بعد ايام من البحث وجدت عملا في إحدى الشركات المتوسطة فقد طلب منهم التدرب العملي وقامو بترشيح عدة شركات ليختارو من بينهم وقد قبلت في هذه الشركة رغم أنها ليست كبيرة إلا أنها ذائعة الصيت وقد اشتهرت في المدة الأخيرة بسبب مديرها.
دخلت مع صديقتها في اول يوم لهما في التدريب الخاص بجامعتهما ليتفاجئا بمدى حيوية الشركة ونشاط موظفيها.
_ اهلا أنا ديترو مسؤول قسم التصميم ستبدأون العمل تحت امرتي في البداية وبعد فترة إن أثبتما جدارتكما ستحصلان على عقود خاصة بك ستتشاركان المكتب مع متدربين آخرون وسيبقى الأفضل بينكم.
تعرفوا على بعضهم ثم تم عرض المشروع عليهم ليبادرو جميعهم إلى دراسته والبدء بوضع الخطوط الأولى لتصميماتهم.
بعد عدة ايام
جلست تتناول القهوة في كافتيريا الشركة ليقاطعهم زميلهم.
وضع فنجانه وجلس على مائدتهما دون حتى أن يستأذن لتشعر ديانا بالغضب من سماجته فمن أول يوم لم ترتح له رغم أن صديقتها إلين لم تشاركها تحفظها تجاهه .
_كيف العمل معكما لازلت حتى الآن أفكر في فكرة التصميم.
ابتسمت إلين أنا ايضا مثلك ليس كديانا فقط وضعت خطوطها الأولى ومازلنا نحن لم نباشر حتى.
التفت ينظر لها بنظرات فهمتها فجأة لتشعر بالغضب يتملكها رغم إن ملابسها محتشمة إلا أنها لم تسلم من نظراته القذرة لها.
نظرت لإلين التي تتبادل الحديث معه لتقف فجأة ثم تتمتم معتذرة وتتركهما متوجهة نحو مكاتبهم.
اقتربت من مصعد تحمل قهوتها معها وهي تتمتم غاضبة من ذلك اللزج لتدخل المصعد مسرعة لتفاجئ بمن يدخل معها ليصطدمان معا وقهوتها تزين قميصه وتحرق صدره لتشهق بصدمة بينما باب المصعد يغلق عليهما.


لقراءة الفصول القادمة قبل نزولها متابعة رواية على موقع dreame

قربان  الثأر  الميدالية البرونزية في مسابقة القلم الذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن