أَيَامُ الَخرِيفْ

* بداية *

على يد الأيام كبرنا.. نعم انكسرنا ولكننا نهضنا على أقدامنا وسرنا.. وعلى يد الأزمنة تربينا و خرجنا من أقفاصنا و قمنا ورأينا.. على يد الحياة تعلمنا معنى أن نقاوم ما اشتهينا! نطير بأجنحة منكسرة فوق أحلام انطوت هناك في الزاوية القصية وتركت خلفها عيونا تشتهي تحققها وقلوبا بدم الفؤاد تنتظرها ...

عندما تضيع الروح في الولع بالشخص الخطأ ويهيم القلب في التحليق فوق نيران الغضب، عندما تدمن الأبصار رؤية من ملكته عين البصيرة ويخفق الولهان في معرفة صوت الحقيقة، حينها فقط تغيب الشمس عن أرض كساها الجليد مدة طويلة فتديمها ضحية لحلكة الظلام الدامس، وقل إن نفع القول إن القمر ينفع أن يكون شمسا في يوم ما !!

الندم ومهما كان قاسيا فانه يلعب بالضمير لعب النار بالفراش الفراش الذي أغواه اللهيب وأسقطه جثة هامدة بين يديه، ألم تكن النار تعلم أن الفراشة الصغيرة أحبتها؟ أنى لها قلب لتعلم به أنى لها فؤاد لتحب به أنى لها في المشاعر لتتبادلها مع .... فراشة؟! مهما بلغت قسوته فانه ليس بقسوة الأحاسيس الصادقة التي لهى بها أحدهم وتركها تناجي خالقها بقلة حيلة، مهمومة مدحورة مكسورة تتخبط في ذكريات لم تعرف إن كانت حنينا سعيدا أم حزينا وتستقر كورقة ذابلة أنهكتها الأعاصير التي تأخذ بها هنا وهناك ضعيفة مرمية على رفف النسيان يغطيها غبار السنين ويشعرها يوما بعد يوم أنها اللاوجود في الوجود كلها أنها ... لا شيء! الندم أخيرا ليس مفيدا أبدا قد يضيع الوقت ونحن ما نزال ننتظر وننتظر.. ننتظر اليوم الذي نستطيع فيه تصحيح أخطاء الماضي وفتح صفحة جديدة في حياتنا ناصعة البياض بفارغ الصبر، تصحيح أخطاء الماضي كذبة يصدقها الجهلاء فما للماضي عودة في حياتنا نعم ربتنا الحياة ونعم صقلتنا التجارب ونعم سقطنا وبكينا وحزنا ولكن.. ها نحن ذا أرواح ما عادت تفهم بلغة الطيبة هزت كيانها تلك الصداقات الغادرة والمشاعر الكاذبة لم يعد في القلب مكان شاغر لمن يندم أخيرا ليس بعد أن هدمت رقعتنا وقلنا في وجه الخاسر (كش ملك) الآن وما عاد هناك وقت إلا للعبة ثانية!

...