ياسر
الأغواط في 23 جوان2004:
عندما دقت الساعة التاسعة والنصف صباحا خرج ياسر رفقة أصدقائه الثلاثة ( مالك و فتحي وأحمد ) متجهين نحو الثانوية، كان الأربعة جيرانا وأصدقاء واخوة جمعت بينهم الطفولة ورغبات الشباب و الدراسة أيضا وقد خرجوا هذا اليوم لا من أجل الدراسة واليوم عطلة وإنما من أجل شيء آخر مختلف فكما كانت تقول أم ياسر : '' شباب كسول ذاهب للمدرسة في يوم العطلة ؟ لا أستطيع أن أخمن السبب وراء ذلك غير أنها خطة تكسع خارج المنزل''.
وقفوا جميعهم رافعين رؤوسهم للبوابة محاولين قراءة قائمة الناجحين في الامتحان النهائي امتحان البكالوريا و التي علقت في الأعلى، حتما لم يكونوا بمفردهم في هذا اليوم الحاسم الذي يقرر الراسب من الناجح والباقي في الثانوية والراحل عنها هتف أحمد فجأة وقد كان أضخم الأربعة وساعده طوله في رؤية النتائج قائلا:
- وداعا أيتها الثانوية الرهيبة، إلى الجامعة يا شباب!
قال مالك متحمسا وهو الذي كان أكثر واحد مجد في دراسته من بينهم في حين وقف الاثنان الباقيان بعيدا عن الحشد مسندين ظهورهم إلى حائط المؤسسة قائلا:
- احمد أخبرني يا رجل، كيف كانت نتيجتي؟
قال أحمد الذي كان يدقق النظر وهو لا يبعد عينيه عن تلك الورقة الطويلة المعلقة:
- أسكت أنت أنا أبحث عن اخويك المسكينين هناك، يعني هل من المفترض أن تسأل عن نجاحك إن قلت لك إني نجحت؟ يا فتى أنا لم أكن لأنجح بدونك.
- توقف عن هذا وأخبرني نتيجتي أعرف أني ناجح أيها الأحمق!
- آه آه يا ربي فتحي.. فتحي أنت ستبقى هنا ستعشش في الثانوية الخانقة يا صديقي.
نظر ياسر إلى فتحي مذهولا وقال له :'' ماذا بك ؟ تحرك لنرى '' اقترب ياسر من أحمد ومالك وسأل: '' ماذا عني أحمد ؟ '' ضحك مطولا أحمد وهو يبتعد عن القائمة بينما الثلاثة يسألونه بإلحاح فقال بعد أن توقف عن الضحك:'' كلكم ستذهبون إلى الجامعة على خلاف فتحي '' هنا صرخ فتحي وهو يضرب أحمد ممازحا:'' توقف عن هذا من يسمعك تضحك هكذا يظن أن نجاحك _الباهر_ كان بفضلك يا غشاش ! '' هنا اشتعل أحمد غضبا وأخذ صديقه فتحي إلى جنب بينما وقف ياسر ومالك بعيدا عن الصورة يحدقان فيهما بعدم فهم فقال مالك :
- الحمد لله أني أصبحت من الناجحين ستفرح والدتي بذلك حتما.
- كم كانت نتيجتك ؟
- ممتازة يا أخي ممتازة ماذا عنك ؟
نظر إليه ببلاهة وقال : '' أتصدق أني لم أر نتيجتي بعد ؟ '' ضحك مالك قائلا : '' يا رجل ! '' ثم أضاف
- ما رأيك لو نذهب لنفك شجار هذين الاثنين ؟
- لدي فكرة أخرى أفضل ، ما رأيك لو ذهبنا وبقينا بعيدين عنهما ؟
أنت تقرأ
أَيَامُ الَخرِيفْ
Spiritualité(أيام الخريف) رواية تبنتها أفكاري و رعاها خيالي ، بناء على قصة واقعية التمستها من حياة صديقتي... أرجو أن تلمسكم مثلما لمستني ..