الجزء الأول | الصَّدِيقْ

819 103 86
                                    


شعرتُ بضغطة المكابح، وإحتكاك عجلات السيارة في الأرض، نظر إليّ ليقول بحنق "لا أصدق بأنني من سيوصلكِ كل يوم، تبًا لفمكِ الثرثار!".
ابتسمتُ وقلت "ألا ترى بأنها فرصةٌ لتقضي وقتًا ممتعًا مع شقيقتك الصغرى؟"، إكفهر وجهه "هل تنتظرين دعوة أو ما شابه؟، ألا ترين بأننا أمام المدرسة؟" قال

أمسكتُ بمقبض الباب، "أراك لاحقًا يا أخي المزعج" قلت، لأصفع الباب بقوة، "إنها سيارتي الجديدة" صرخ بغضب، "لا يهمني" قلت

ها أنا أمام تلك البوابة الحديدية، أقف دون حراك، لأطلق تنهيدة طويلة وأسترسل في المشي.

صوت قهقهة تتغلغل في مسامعي، أرى تلك الإبتسامة مزروعة في وجوه الطلاب. لمَ عبير السعادة منتشرة في الأرجاء؟، تفوح بعطرها المجهول عن القاموس، هل اليوم عيدٌ قد مُحيَ من التقويم؟.

وقفتُ أمام باب الصف، لأتقدم نحوَ مقعدي المعتاد، وأخرج كتابي. لا أسمع سوى صوتي الذي يقرأ في ذهني بنبرة عالية، "ستيلا" هناك من ينادي

أغلقتُ الكتاب لأرفع رأسي، أبحث في الأرجاء عن المنادي، رأيتُ المعلم واقفًا خارج حدود الصف، لابد من أن هناك طالبٌ جديد.

وقفتُ لأتجه نحوه، "نعم" قلت بأدب

"هذا نايت، الطالب الجديد" قال المعلم

لقد كان واقفًا خلفه، تاف بصري إليه، لا للنكران، قلت لنفسي، لا أستطيع أن أنكر بأنه جميل، لم أرى عينين زرقاوتين من قبل، استطعتُ إخفاء تعابير وجهي المذهول.

"مرحبًا، أدعى نايت، تشرفتُ بمعرفتكِ" قال بابتسامة

"أدعى ستيلا، الشرف لي" نطقتُ بابتسامة خفيفة

"سوف تريك ستيلا المدرسة" قال المعلم

"حسنًا" قال ذلك الفتى

ولج المعلم الصف ليقول بصوت عالٍ "صباح الخير".

"صباح الخير" رددوا الطلاب

"تفضل" قال المعلم مشيرًا إليه

ولج ليقول "أدعى نايت، تشرفتُ بمعرفتكم". عدتُ إلى مقعدي.

بدأ المعلم بتوزيع أوراق الإمتحان. بعد مرور خمس دقائق، "أبدؤوا الآن" قال، ليقلب كل طالب ورقته ويبدأ بقراءة الأسئلة المطبوعة.
أسئلة متوقعة، لا شيء صعب بها، أمسكتُ بالقلم لأجيب.

"كيف كان؟" سأل ذلك الفتى

"لم يكن صعبًا" أجبت

"إذًا علامة كاملة؟" قال

"نعم" قلت

"هذا رائع" قال بابتسامة
توقف لوهلة، بدأ يبحث في الأرجاء، "تبحث عن من؟" سألت

"لا أرى بأن لديكِ أصدقاء" قال

"أصدقاء؟" سألتُ باستغراب

"نعم، أصدقاء" قال

"ما هذا؟" قلت

أطلق ضحكةً خفيفة ليقول "هل لديكِ مُعجم؟".

"نعم" قلت، أخرجته لأضعه على الطاولة. أمسك بها، ليقلب صفحاتها، باحثًا عن كلمة معينة.

"هنا" قال مشيرًا إلى كلمةٍ ما

"الصديق: الصاحب الصادق الودّ" قرأت

"لا بأس، سوف أصبح صديقًا لكِ" قال بحماس

الصديق، لم أسمع بهذه الكلمة من قبل.















..يتبع..

Dictionary girl | متوقفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن