مَعْنَى الإِنْسَانِيَّةْ

371 50 47
                                    


صوت كرير رجل عجوز يتغلغل في مسامعي. نشيج إمرأة، بكاء طفل لم يبلغ الخامسة، صوت البرق الذي حوّل الأفئدة إلى طبول أفريقية مجنونة.
رفعتُ رأسي لأنظر إلى تلك السماء القاتمة، وأطلق تنهيدة تكردس قلبي.

هل خُلق الظالم بلا ضمير؟، أم هرب ضميره خشيةً منه؟.

أمسكتُ بمقبض الباب لأفتحه، إذا برجال يقذفون بكل شيء ليتقصّف على الأرض، رأيتُ أمي التي تصرخ قائلة "نَحْنُ لم نفعل شيء".

"ما الذي تفعلونه؟" قلت لأحدهم، لينظر إليّ وقد اكفهر وجهه "ابتعد عن طريقي" قال بحنق، ليغرس قبضته في وجهي، شعرتُ بإنسياب الدماء من فمي، صَفِق الرجل.

"أنتم أُناس قد تلاشت الإنسانية في قلوبكم، لا تستحقون الهناء، ولا حتى خُذامةً من الخبز" قال أحدهم. وقفت لأنطق بإنفعال "الإنسانية؟، لو كانت منقوشةً بين سطور معجمكم، لما حدثت كل هذه الكرائب".

بسقوط تفاحة، اُكتشِفَ قانون الجاذبية، لتُطبع على الكتب وتدرّس بعد كل ساعة وثانية. سقطتْ آلاف من الجثث، ولم يكتشف أحد معنى الإنسانية.

-كيزي®

K. Mindحيث تعيش القصص. اكتشف الآن