-6-

2.2K 468 156
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
.
توقفت بينما توسعت حدقتاها،  ثغرها و النطق كانا على خلاف في تلك اللحظة؛ لم تتدارك نفسها حتى اِضمحلت فُتنة اللمعان في عينيها .

غرقت في بحر توجساتها،  فمن الدار بعد القلب الذي كان لها كالمتاهة لا تعرف أين تتجه فيه لشدة اِزدهاره ؟!

جَلست في سكونٍ لوهلة،  سائل مُتضرم يشق طريقه فوق وجنتيها المشربتان باِحمرار طفيف؛  لتنزل بهدوء ملامسة شفتيها الكرزيتين ، مذاق مالح تسلل لثغرها العاجز عن النطق لشدةِ الكرب المُحيط بفؤادها .

ينظر لها بحزن مِن فتحةِ الخِزانة،  متغيبةً عن المَدرسة لثلاثة أيام ، بينما الأسود لها لِباس ؛ قميص طغت عليه الأعوام،  فهي لم ترتده منذ مدة،  لأن الأسود لا يليق بها !

الاِبتسامة الوضاءة التي تكسي شفاهها عادة اِمتحقت بسناها الفاتن،  ليحل العبوس أثيرَ  وجنتيها  الكامِدتين .

أسيرةُ غرفتها  و  القَضاء  أطلقهُ حزنها  عليها ، جفنها  أكحل  لقلة المنام ، بينما  تروي  عيناها  قِصة  أن  تغفو  و  تغفل  عن  الحاضر  و  الماضي ؛ قاطعَ شُرودها  في  التبرم  حرفه  المكتسي  بالأحمر  الذي  باتت  تمقته ، فمعنى الفاجِعة  بالنسبة  لها  كَمُن  فيه ؛ كتب  و  اِبتسامة مكتسية  بالحبور :
-"لا  تحزنِ ، فأنا  لا  زلت  بجانبكِ أقدم  لكِ  الحُب  زهرًا  إفتراضيًا ؛ كسترتي  الحَمراء  التي  تعكس  الدماء ، أو  كلا ! في  حالتي  معكِ صديقتي ، فهي  تعكس  الحب  بمعانيه ؛ تطلق معانيه  بلونها  الأخاذ . لَرُبما  أحببت  سترتي  الحمراء  و  لم  أكرهها حقًا ، فلولاها  ما  كنت  معكِ أكتب  حروفي ."

اِستقطع  حديثه  لبرهة  محملقًا  في  عينيها  اللتان  بدأتا  بالتوهج ، كقوس  المطر  تلتمعان  وسط  صفاء  جفونها ؛ أردف  بعد  مرور  ثوان :
-"في  النهاية  الأحمر  لَيس  لون  الدماء  فقط ، بل  لون  الحب  أيضًا ! أنا  أتيت  هنا و  بسترة  حمراء ، ليس  لنثر  زخات  الجثث  كالورى ؛ إنما  لأمنحكِ الحب  و  ها  أنا  أراكِ في  حاجةٍ إليه !"

برقت  عيناها  بهدوء ، اِبتسامة  لوحت  لشفتيها  حتى عانقتهما ، أشع  وجهها  مجددًا كشمسٍ وسط  غيومٍ متوعكة .
...
هُناك  مَن  يحبك مهما  غارَ البَروق ، فزين  ثغرك  ببسمة !
...
-اِنتهى
-276 كلِمة ، 21.8.2017


سُترةٌ حَمراءٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن