لعنة العشق (بالفصحى)

الفصل الحادي عشر

" كان بكر من بين من حملوا نعش نورس أنظر إلى وجهه الحزين ولا أشعر بالحزن، كنت عديمة الإحساس وقتها ربما لأنني كنتُ لا أزال تحت وقع الصدمة

كنت كتلك الورقة الإضافية التي توضع بين غلاف الكتاب وبين صفحاته، لا أتمكن من حماية محتوى الكتاب كغلافه ولا أكون في مضمون كلماته!

ألقى جنرال في الجيش كلمة تشريفية، بينما أنا أنظر للنعش وأتذكر كل لحظة جميلة مع نورس منذ تعارفنا، فوجدتُ أن صداقتنا بدأت بشجار، وانتهت بآخر!

فابتسمتُ بحسرة إذ آلمني وداعه، وبينما أنا غارقة في ذكرياتي أيقظتني طلقات الرصاص التي ضُربت في الهواء على شرفه فانتفض جسدي ثم لفتني فزع الطيور التي طارت من أعشاشها فرفعتُ رأسي أراها وأخرجتُ تنهيدة أحرقت جوفي، ثم أنزلته فاْلتقت عينيّ بعينيّ بكر الذي أشاح بنظره عني لحزنه الشديد وظل ناظرًا للأرض على عكسي أنا فقد ظللتُ أحدق به لبعض الوقت "

" ألم تتحدثا أنتِ وبكر أبدًا في ذلك اليوم؟ "

سألتها سما، فقالت:

" لا، فلم أبقى طويلًا هناك، لقد أصبح الهرب عادتي الجديدة؛ ولكننا القينا ولكن بعد فترة "

فشعرت سما بالحماس على الفور فتلك اللقاءات أكثر ما أحبت في هذه الحكاية:

" أين؟ وكيف؟ وفيما تحدثتما؟ "

" سأخبرك ولكن أولًا لديّ طلب قد تستغربينه! "

فعقدت سما حاجبيها وهزت رأسها موافقة متذكرةً ما قاله لها أنور أثناء ذلك، ثم أضافت السيدة نازك:

" أريد منك أن تذهبي للميناء، هل تذكرين أنني حدثك عنه سابقاً عندما قمت بزيارة نورس وحين أوصلني ذلك الطفل الصغير؟ "

" نعم أتذكر! "

" ذلك الطفل هو إبن أخ نورس والآن هو من يدير العمل في الميناء ولديه أبناء يعملون معه، أريدك أن تقومي بزيارتهم "

شعرت سما بتوجس تجاه الأمر، فقد تحقق ما قاله لها أنور الذي حذرها من الذهاب

" هل لي أن أعلم لماذا يا سيدة نازك؟ "

فتنهدت نازك وشعرت ببعض الخجل:

" أبحث عن شخص من رائحة الماضي حتى يُسمعني كلمة عفو تريحني "

فتعاطفت سما معها على الفور وقالت بجدية:

" ليس لأحد أي حق في لومك على ما جرى لا عائلة نورس ولا نورس نفسه "

" ولكني متعطشة لهذه الكلمة! أريد الإحساس أن هذا الحمل الذي أرهق كاهلي كل تلك السنين يستحق الراحة في النهاية، هذه أمنيتي قبل أن أموت! "

اعتُصر قلب سما لحالها، وخافت أن تموت نازك دون أن تتحقق أمنيتها كما حدث مع فريدة، لذا وافقت وأمسكت بيدها قائلة: