الفصل السابع

2.2K 170 17
                                    

" أيعقل أنك لم تتحدثي معه أبداً، كيف تحملتي ذلك؟ "

سألت سما السيدة نازك بحيرة فهي تعلم أيضا ماهو الحب

" بالطبع لم أتحمل أكثر! "

أجابتها السيدة نازك ثم أضافت:

" كنت مع بكر في احدى ليالي الاحتفالات والذي عاملني كالاميرات، وكان يروي لي عن الصعوبات التي واجهتهم في ساحات المعارك، وكم شهدوا على موت العديد من أصدقائهم

كانت نظرات نورس ذاتها لا تتغير، تملؤها الغيرة، فأقبل نحونا، وقاطع حديثنا بفظاظة بإلقائه التحية، فبادلناه إيّاها ثم سألته عن حاله ببرود فلم أرد ان يظهر اشتياقي له، فأجابني بنظرات  كادت ان تخترق وجهي:

" أنا بخير.. يا نازك "

ورفع حاجبيه حين ذكر اسمي، وشعرتُ حينها انه يلومني على ابتعادي عنه فأنا صديقته الوحيدة التي يبادلها الهموم

بكر كان ذكياً وأحس بما يجري بيننا من لغة النظرات، فقال ليخفف من توترنا:

" من الجيد قدومك يا نورس، كنت أخبرها عن ظروفنا الصعبة التي قاسيناها وعن انقاذك لحياتي وسط خط النار! أنا أشكرك مرة أخرى "

فأحس نورس بالخجل وهدأت حمِيّته:

" كفى يا بكر لقد شكرتني كثيراً! "

فابتسمتُ لكليهما وشعرت بسعادة وسلام، ثم اضاف نورس بحزن:

" ليتنا تمكنا من انقاذ كل جندي! "

كان الألم الذي عايشاه لا يمكن ترجمته بالكلمات لذا كل ما فعلناه حينها هو الصمت " ]

وأخرجت سما زفيراً طويلاً وسكتت بدوها فلم تعلم ما الذي يجب عليها قوله

" أريد أخذ قسط من الراحة "

قالت نازك لسما فأومأت الأخيرة متفهمة وخرجت إلى شرفة الجناح التي تطل على حديقة المستشفى ظلت تشاهد ما يدور فيها لبعض الوقت ثم اِلتفتت للسيدة نازك والتي كانت تغفو في نوم عميق تتأملها وتتذكر تفاصيل حياتها الآسرة

وبعد لحظات انضمت لها الطبيبة بعد أن أطلت على نازك ورأتها تقف في الشرفة

" سما مرحباً، هل تأخذين فاصلاً من أحداث القصة؟ "

" لم أعلم أن الخبر انتشر بهذه السرعة "

" كل منا يحب استرجاع ذكرياته شبابه بين الحين والآخر "

فابتسمت سما، ونظرت للطبيبة التي تجاوزت الخمس والأربعين سنة، ثم سألتها:

" هل تروين ذكرياتك لأحد ما؟ "

فضحكت الطبيبة بخفوت، ثم أجابت:

" ليس بعد، فلم أجد مستمعاً جيداً مثلك "

ثم اِلتفتت أيضًا للسيدة نازك ثم قالت:

" جسدها متعب جدًا ولم يبقى إلّا فاصلاً عن انتكاسة سلبية "

لعنة العشق (بالفصحى)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن