الاندفاع المباشر

176 5 3
                                    

الاندفاع مباشرةً

هزيلة وشاحبة هكذا ترى الحياة بعيون بنية مائلة للعسلي , بشرة خُطِفت منها كل الالوان حتى أصبحت بيضاء بشكل مخيف , متوسطة القامة تقف وتسير بأستقامة كجبل شامخ  ان صح الوصف .

واحدة من بين الملايين , اختلفت وتمردت على القدر وذهبت تسير باتجاه الريح العاصف تحاول كشف اسرار وخطط ذرات الهواء المتنقلة الى مكان ما , ربما تكون الوجهة التالية بعيدة ..

تابعت السير متناسية قوة الكون المسلطة على كتفيها وسرعة قدميها التي تجري بسبب الهواء حتى كادت أنّ تطير ,,

الأمور أصبحت أكثر تعقيداً ونحو الاسفل تحديدا قادتها الرياح الى حفرة عميقة , تمالكت نفسها لعلها تنقذ اجزاءها المتطاير من السقوط اسفل سافلين الى وجهة تركت في ذهنها فكرة انهاالنهاية ...

ولم تلبث الى ان سقطت في الهاوية .هناك وجدت ما لا يروق لاحد ان يشاهده,

كانت دقائق الغبار مجتمعة تتراقص في الهواء فرحا لقد وصلت الوجبة المنتظرة والنار تزداد لهباً كلما مرت ذرات الهواء خلالها ,,
هذه كانت نهاية من يندفع مباشرةً ..

جميل جدا أنّ تتخطى حدود الكون المرسومة مسبقاً وتتمرد على واقعك الطاغي عليه صفة استنساخ الشخصيات فتكون انت فقط لا غيرك ,

لكن التخطيط المسبق ولو قليلا افضل من الاندفاع المباشر نحو المجهول كليا,

فهذه الفتاة وحين اتبعت مشاعرها الغاضبة والثائرة قد قادتها الى مشكلة اكبر من المحتمل ايجاد حل لها أن تصرفت بعقالنية اكثر وعالاغلب سيكون التخلص منه صعب للغاية .

لذلك لا تنصاع للغضب داخلك وسيطر عليه , و ربما يكون ذلك الذي تلاحقه أتفق مسبقا مع الاستنساخات المتشابهة تماما للايقاع بك في نهاية المطاف وهكذا يتخلص من الإختلاف .

فإحذر من المجهول وتخطى العقبات , لا تثق بكل ما تقابله أمامك فهناك من يتزين بالمحبة والداخل يوحي بغير ذلك،
المهم ان تستخدم عقلك وقلبك معاً و دائماً .

قصة وعبرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن