{ و من هنا انتهت }-5

62 3 0
                                    

7:55
لم تكد تمر خمس دقائق ليبدأ بطنه العويل ثانية ، لم يستطع الصبر للأسف ، في الأعلى كان جاك قد جاء للتو من المدرسة بعد أن أحضرته أمه و تركته و ذهبت ، سمع جاك صوت شيء من القبو .
- هل من أحد هنا ؟
توقف والده عن الحراك فور سماعه اسم ابنه ، ليجاوبه فورا :
- جاك !
- من هناك ؟
- أنا والدك جاك تعال بسرعة .
فتح جاك باب القبو و هو ينظر للأسفل :
- أبي ؟ أهذا أنت ؟ ماذا تفعل بالأسفل ؟
- تعال و حسب .
- حسنا .
نزل الدرج ليجد والده مقيدا .
- أبي من فعل بك هذا ؟
- لا يهم عزيزي ، أخبرني عنك أنت كيف كان يومك ؟
- هو لم يكن جيدا ابدا .
- لماذا ؟
- هناك فتى يسخر مني !
- ما اسمه ؟
- هاڤن !
- أتريد أن ألقنه درسا ؟
- نعم ارجوك !
-اذن اذهب و أحضر جارنا ليفتح لي القيود !
ذهب الصغير ركضا للجار في حين التقت والدته بفولتير ليعطيها كتابا بمجرد أن قرأت ما فيه اصفر وجهها وشحب و أسرعت لتركب السيارة برفقة فولتير .
- لقد أخبرتك يجب قتله و إلا أصبح شيطانا حقيقيا .
- و لكن ..
- أعلم أنه زوجك و لكن فكري بابنك جاك !
- حسنا قل كيف ؟
- يجب فصل رأسه عن جسده !
- أنت لست جادا يا هذا !
ذهبا عند جاك ليجداه جالسا عند باب القبو فتسرع والدته لمعانقته و تأمل وجهه و لمس كل بقعة من جسده .
- صغيري أين والدك !
- هو ذهب لينتقم من هاڤن .
نظرت لفولتير لتفهم ما ذهب لفعله ، من الجانب الآخر و تحديدا عند هاڤن ، كان جالسا يلعب البلاي ستايشن و يتكلم مع أصدقائه مباشرة ، هو شعر بشيء ما يتحرك خلفه لذلك أدار رأسه و لكنه لم يرى شيئا ، أعاد إدارته ثانية ليرى شخصا من بعيد يراه و عيناه تخيفان كل من يراهما . أوقف اللعب و قال :
- رفاق انتظروا لحظة !
- ماذا هناك اكمل اللعب هيا !
- لا هناك شخص يراقبني من بعيد !
- من هو ؟ أظن أنه والد جاك ، مرحبا سيد كيفن ؟
- جاك ؟ نحن أخفناه اليوم ذلك الجبان ، لقد كدت تبرحه ضربا لولا أن هرب منك كما يفعل دائما ، أتذكر ذلك اليوم حينما ..
- رفاق اصمتوا !!!
صرخ بهم لأن كيفن كان يقترب منه و يلهث ، لم ينتظر طويلا لينقض عليه و يغرز مخالبه في قلبه ليتفجر الدم بداخله و يبدأ بأكله كما يأكل الأسد فريسته !
في تلك الأثناء وصلت سيارة كيت ، فور سماع كيفن لحركة اسرع بالهرب تاركا وراءه جثة الصغير مرمية و ممزقة .
دخلت كيت لتصدم من هول المنظر في حين أن فولتير لم يهمه شيء بقدر اهتمامه بقتل كيفن الذي ذهب لبيته و أخذ مسجلة و بدأ بالحديث ، لقد علم أنه تمادى في فعلته و أنه لن يتطيع كبح نفسه بعد الآن و الأشد أنه كان خائفا على طفله جاك منه !
ركب الاثنان السيارة و مضيا باتجاه المنزل ، ليجدا كيفن جالسا ، تسلل فولتير وراءه بحذر حاملا فأسه و بضربة واحدة فصل رأسه عن جسده ، صرخت زوجته و أغمي عليها حينها ، كل ما رأته كان الظلام و منذ ذلك اليوم و هي تتذكر ما حصل إلى الآن ، فتحت عيناها لتعود بها الذكرى إلى مكانها الحالي ، جالسة على كرسيها لوحدها ، جاك يدرس في مدينة بعيدة عن بروكسل و طفلها الذي كانت حاملا به سقط إثر الصدمة هي تجلس لوحدها في نفس المنزل و على نفس الكنبة التي كان يجلس عليها زوجها ، هي تشعر بالذنب لأنها تظن أنها السبب في قتل زوجها ، منذ ذلك اليوم منع ارتداء أي شيء له علاقة بالمهرجين و أصبحت مهنة المهرج جريمة ، كما أن البذلة الملعونة و الأنف و الشعر قد تم وضعهما في علبة و رميها في البحر ..
بعد منتصف الليل !
بالقرب من ضفاف البحر كان يمشي على الرمل متأملا الأفق إلى أن لاح له شيء من بعيد كانت علبة ، اقترب منها و فتحها ليجد ..
- سترة مهرج! هذه ستكون مفاجأة جميلة لأطفالي !
وستكون مفاجأة جميلة لك أيضا سيدي !!
                
                                         النهاية

بعد منتصف الليل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن