6:00
- أبي .
- ....
- أبي استيقظ! كنت أعلم أنه أنت طوال الوقت .
- ماذا ؟ عزيزي عد لغرفتك.
- أبي يجب أن توصلني للمدرسة !
- حسنا ، ابتعد عن طريقي .. اه رأسي .
هم صاعدا لغرفته ليلتقي بزوجته .
- هو رآك أليس كذلك ؟
- كان يعلم أنه أنا لا تهتمي .
- أوووه ! يا الاهي !!
دخل كيفن الحمام و رش الماء على وجهه ليزيل ذلك البياض إلا أنه أبى الزوال مما دفعه للفرك بأقصى قوته و لكن لا جدوى . تنهد مستسلما ثم حاول ثانية بالصابون إلا أن النتيجة ظلت كما هي ، لم يمسح ذلك المكياج ، نظر لساعته ثم لنفسه في المرآة لقد تأخر الوقت ! رأى أن يزيل الأنف الأحمر و الشعر المستعار و يدع السترة لوقت لاحق ، مد يده للأنف .
- لا لا لا ! هذا لا يمكن !!
حاول جره بكلتا يديه و لم يستطع فكأنه التصق به التصاق اللحاء بالشجر و المثل مع الشعر المستعار .
سمع صراخ زوجته من الأسفل فأسرع بلبس معطف شتوي قاتم اللون و قبعة تخفي ما يظهر من رأسه .
- كيفن ؟ أستوصل ابنك و تذهب لعملك هكذا ؟
- نعم لا وقت لدي لإزالة كل هذا .
7:05
اوصل ابنه لمدرسته محاولا قدر الإمكان تجاهل نظرات الجميع له ، و اتجه لعمله حيث رأى الصدمة تعلو رفقاءه .
- ماذا ؟!
- أنحن في عيد الهالويين ياشباب؟
- لا ، أظن أنه يحاول إضحاكنا فقط .
- بحقكم لا يوجد وقت للمزاح هيا !
- أنظروا من يتحدث .
سبقه أصدقاؤه للعمل بينما قرر دخول الحمام أولا عله يستطيع إزالة تلك السخافة عن وجهه ، و الستره ، حاول و حاول إلى أن يإس ، فضرب يده بقوة المغسلة لينفتح الدرج أسفلها و يرى سكينا صغيرا .
- ها أنت ذا !
أخذه و حاول قطع كٌمِّ السترة من أسفله إلا أنه ضغط بقوة ليغرس الشفرة الحادة في رسغه فتقطع لحمه و يسيل الدم بغزاره .
- اللعنة!!
12:00
غادر فورا عمله و ذهب في زيارة لعيادة الطبيب .
- إذا قل ما بك ؟
- هذا الأنف و السترة و كذلك الشعر لا أقدر على إزالتهم !
مد الطبيب يده لشعره فأمسكه بشدة وجره نحوه .
- أ أنت متأكد أن هذا شعر مستعار ؟
- هو لا بيدو كشعري أصلا !
اكتفى الطبيب بالنظر له متمعنا ثم أمسك أنفه و جذبه بقوة كذلك .
- آي ، هل أنت أحمق!
- بل الأحمق هو من يلصق أنف مهرج بالصمغ السائل ! كيف ستزيله الآن !
- هل تراني أبلها لأستخدم الصمغ على أنفي !
تجاهل الطبيب اجابته و القى نظرة على رسغه .
- ما بال رسغك ؟
- أنا جرحت نفسي .. بالخطأ ! بالخطأ ! كان حادثا لا غير !
- أنت لا تعاني من مشاكل في حياتك أو مع عائلتك ؟
- هيا يا رجل لست مريضا نفسيا !!
- أها .
- أوتعلم ماذا ؟ سأغادر !
- يوجد لدينا طبيب نفسي إذا أردت أن تحجز موعدا !
غادر كيفن العيادة و لكن ليس لبيته ، و إنما لذلك المنزل حيث وجد السترة و كل شيء ، أعاد فتح الصندوق ثانية ، لا شيء يثير الاهتمام ، الحل الوحيد المتبقي لديه هو الاتصال بمالك المنزل .
- ألو .
- أمم ، مرحبا سيدي .
- نعم ؟
- أنت صاحب المنزل رقم 56 بشارع لافيلت ؟
- أنا أخوه ، أهناك مشتري؟
- لا ليس بعد و إنما أردت أن أسألك عن صندوق غريب وجدته .
- صندوق !! أبقك بعيدا عنه لا تجرؤ على الاقتراب منه حتى !
- أنا فتحته و لبست تلك السترة و لا أستطيع التخلص منها الآن ألديك حل ما ؟
- لاقني غدا في منزلي صباحا ، سأرسل لك العنوان .
أقفل الخط ، ثم عاد لمنزله .
8:30
دخل غرفته هو وزوجته حيث حاول شرح ظرفه لها .
- كيت أنا لا أستطيع إزالة هذه السخافة عني !
- لماذا؟
- لا أعلم !
- تعال لنحاول أن نزيل المكياج .
- لقد حاولت هو لا يزال !
- أجربت مزيل المكياج خاصتي ؟
- لا
- إذن انتظر .
أحضرت كيت المزيل و بعض الأدوات التي قد تساعدها ربما . بدأت مسح البياض و لكنه لم يمسح ، استخدمت نصف العبوة و رغم ذلك لا شيء ، أخذت ملقطا طبيا مصنوعا من الألمنيوم و ثبتته على أنف كيفن .
- أنظر ، مهما تألمت حاول أن لا تصرخ حسنا .
في تلك الأثناء تسلل جاك للغرفة .
- أمي؟ مابالكما؟
- جاك ! ماذا تفعل هنا ، ألم أتركك نائما في سريرك ، هيا اذهب يا صغيري و عد لنومك .
أقفلت باب الغرفة خلفه و عادت لزوجها .
- واحد .. اثنان .. ثلا..
- مهلا ، مهلا ، بهدوء حاولي أن تكوني لطيفة معي .
- بل أنت كن صبورا و لو لمرة في حياتك ، هيا لنعد من جديد .. واحد .. اثنان .. ثلاثة !!
تلك الصرخة عبرت عن مدى الألم الذي خالج كيفن لحظتها وهو ممسك بأنفه محاولا منع النزيف .
- لحظة ! سأحضر المعقم حاول حبس الدم من التدفق .
مسحت المعقم على أنفه ثم مرت للشعر .
- عزيزي؟ هل صبغت شعرك ؟
- لاولاولا! هذا شعر مستعار و سأثبت ذلك الآن !
غضب و شرع يجر و يجر و يجر و نظرات زوجته المستغربة كانت من نصيبه ، إلى أن أحس بسخف موقفه ليقول :
- أنا لا أستطيع إزالته أيضا !
بعد منتصف الليل
عندما تحبس في غرفة لمدة سنة دون أكل أو تبيت في غابة و لا تجد ما تسد به رمقك و تطفئ به التهابات بطنك و النار المتأججة فيه ، جينها فقط يراودك ذلك الجوع الشديد و الرغبة المتوحشة التي داهمت كيفن أثناء نومه ليقوم إثر إزعاج بطنه المستمر له ، كان يصرخ طالبا من ينجده ببعض الطعام و كيفن لب النداء .
7:05 صباحا
استيقظت كيت و استحمت بماء دافئ جعل خداها يتوردان لتدخل المطبخ خيث وجدته منقلبا رأسا على عقب بالإضافة إلى الورقة المثبتة على الجدار وكتب عليها ما يلي :
" عزيزتي ، سأتأخر اليوم عن موعد الغذاء و أظن أني لن أعود حتى يحين موعد العشاء ، اذهبي لإحضار جاك من المدرسة لأنني مشغول حقا ، أحبك "
نظرت باستغراب تام للورقه ، فكيفن ليس على موعد مع أحد حسب علمها لذلك ظنت أنه سيزيد ساعات إضافية في عمله وحسب.
12:00
أوقف سيارته أمام ذلك المنزل المتواضع و القديم ، ترجل و مضى يحث الخطى إلى أن لامست أطراف أصابعه الباب ، فٌتِح الباب فورا ليجد نفسه وجها لوجه مع ذلك الرجل ، و من الأدب أن يمد يده له أولا .
- مرحبا سيدي أنا من اتصل بك أمس .
- نادني فولتير وحسب ، أهلا بك تفضل .
حضر له بعض الشاي مرفوقا بحلوى الخطمي ، كل شيء كان على ما يرام غير أن فولتير استمر بمراقبته طوال الوقت ، ألى أن نهض و عاد حاملا معه كتابا يبدو عليه القدم ، فتحه أمام كيفن المستمر في الأكل ثم بدأ حديثه .
- قديما في الأساطير ، قيل أن الشيطان يتلبس من يجول الغابات ليلا ، بعد منتصف الليل ! ليستحوذ عليه و يستخدم جسده للأكل و مسكنا له كذلك . و قد عّرِف أنه يأكل الأطفال فقط ! من عمر العاشرة إلى ما أقل ، و لكن ، بعد سنوات اتضح أن الأساطير كانت حقيقية تماما و لكن لم يكن الشيطان من يلبس الإنسان أو يتلبسه بل العكس أي أن الانسان هو من يلقي بنفسه إلى التهلكة .
- تعني أن الحال انقلب .
- تماما ، و صدفة في أحد الأيام بينما أتجول قرب النهر في فوري وجدت صندوقا قديما و بداخله كل ما يحتاجه المهرج ، و كان لدى أخي مستشفى يعالج الأطفال المصابين بداء السرطان ، لذلك خطرت لي فكرة وقتها ، و هي أن أزورهم و أدخل السرور عليهم كمهرج . استمر الحال هكذا و بعدها بدأ يسوء ، أتعلم إلى أي مدى ساء ؟
-.....
- كيفن؟
-.....
1:30
لو فتحت عيناك يوما ووجدت نفسك مربوطا في منزل أحدهم بالكاد تعرف اسمه ، ألن تخاف ؟ بل ستخاف حقا ، و لذا فقد وجل كيفن و صرخ به حينها :
- لماذا قيدتني أيها المجنون !
- ماذا ؟ ظننت أن مفعول الشاي سيدوم أكثر .
- قلي ماذا تفعل ؟!!!
- اسمع أنا حقا أريد مساعدتك فقط ! يجب أن تموت !
ألقى كيفن نظرة بالقرب منه ليرى منضدة و قد وضع عليها فأس كبير .
- ما.. ماذا تريد أن تفعل يا هذا !!!!!
- أقسم أن ما سأفعله خيرا لك !
رفع الفأس ثم هوى به عليه!