03|أَينَ أَنَا؟.

602 38 34
                                    

×-عَودَه لِلماضي.

×-يَوم الجَنازَه لَيلاً.

×-المَقابِر . .

[الواحِدًه بعدَ مُنتصِف اللّيل وَ مازالَ المُراهِق مين سوك يتوسَط قبرآ والديه بثيابٍ الجَنازَه وَ شَعرًُ مُبَتلّ أثر تساقُط المَطَر الغَزير ، كانَت لَيلَه مُرعِبَه حالكةٌ الظلام كثيفةُ المَطَر يَمتزجها دموعُ المُراهق جلّها تخفّف الألَم المُتربّع بقلبُه بطريقةًٌ وحشيّه ولا يريد التزحزحُ إنشاً لأيّ إبتسامَه وَ لَو كاذِبَه . . أخذَ يتصفّحٌ جيّداً أشكالُ قبورِهِما كأنمّا يحفٌرها جيّداً داخِل عقلُه ليتذكّر مَدَي بِشاعةُ المَوت وإستراقُه مِنهُ كلّ شيء كان يملكهُ يَوماً ، حادِثات المَوت كانَت تتدفّق في رأسٌه كَـ الماءٌ العَكِر منذٌ مَوت أخاهٌ الأصغر حديثُ الوِلادَه إلَي مَوتُ والديهِ في حادِثَه [اللَّعنَه عَلَي تِلكَ العادَه القدريّه اللّعينَـــــــــه] هَكذا صَرَخَ المَعني سامِحاً لِلمَطَر بإختراقٌ فهمِه و لأحباله الصوتيَّه بأن تتقطَّع ، اللَّعنَه لا يَكفي وحدٌه الألم المتربّع في قَلبٌه بل يزيدُه الآن ألآم حنجرتُه هوَ فَقَط باتَ ساخِطاً عَلَي كلّ شَيء حتّي قدرُه و إيمانُه بسُنّةٌ الحَياه ! هُوَ يَعلَم أنّ تفكيراتُه جِدّاً خاطِئَه ولكنّهٌ غَرَقَ فيها لِلحَدّ الّذي تملّكت مِنهٌ رَهبةٌ المَوت وأصبحَت لَعنَه و شعور فَظيع بِالهَلَع تِجاه هذا المُصطَلَح ، المَكانُ مِن حَولِه يزداد صَمتاً عَدا صوت المَطَر ، و إسوداد المَكان بِالكادُ يُريه أسماءٌ والدَيه مَحفوره علي القبران ، كانَ كلّ مايحدُث في هَذا الوقتٌ عَلامَه علي أنّها لَن تَكونٌ لَيلَه عاديّه له وَ لِغَيرِه ، كمّش قبضتهٌ المَعني و كذلِك عينَيه ليحاوُل كبحٌ ما يراودهٌ في عقلُه الآن ولَكِن لطالاما كانَ ضَعيفُ الإرادَه . . تبدّلت نظرةٌ مين سوك في لحظات مِنَ اليأسُ إلَي الشرّ فور إنفتاحهُما ليشقّ طريقٌه بينَ القُبور إلَي الحاوي الَّذي لطالاما كان يشتهِر بقدرتُه المشعوَذَه في تبديلُ الأقدرا و تغيير المصائر ، خٌطوَه تسبِق خٌطوَه حَتّي وَجدَ نَفسٌه أمام باب غُرفتهُ الخشبيّه المتربّعه بينَ القبور ، هُوَ علي عِلمًُ تام بأنّه يخرُج عن طاعةٌ الله بأفكارٌه هذهِ و ما يَنوي فِعلِه ولكِنَّه مصرّ علي أن ينقذ نفسُه مِن تِلكَ اللَّعنَه المُسمّاه بالمَوت ، صمَد جيّداً ليوقِف إرتجافةَ قلبُه و يطرقٌ الباب ، يشرّع في الدخول ، هوَ حتّي لَم يهتمّ لشكل المكان فـ عينيهِ المشوّشه بالدموع تكاد تميّز لهُ الاشكال أمامه ، أخذ يترنّح بتثاقلٌ حتّي إستندَ عَلَي المَكتَب الخشبيّ بكفّتيه لتتلاقي أعينهٌ بأعينٌ الجالس علي الكرسيّ . . هو لَم ينكِر أبداً أنّ عفانة مَنظرهُ و إسوداد شعرٌه و أسنانُه بهذا الشكل المُقزّز قد بثّ الرُعب في قَلبٌه ولكنّه فعلها وإنتَهي الأمر لِذا عليهِ أن يُنهيها . .

دَمَوِيَّة|Bloodyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن