12|الضَربَة الرَّابِعَة!!

282 22 142
                                    

..

"تَفَتَّكَت رَقبَة المَعنِيَّه البَيضاء اللَطيفَه أثَر عَضَّة شيومين عَلَيها .. كانَ يَعلَم مَدَي خَطأ الأمر ، وَ مَدَي صُعوبَتَهُ .. قَضَي وَقتٌه مَعَها يَنقِذها مِنهٌم فَكَيفَ لَهُ أن يَجعَلَها واحِداً مِنهٌم .. حَتَّي وإن رآهٌ سهلاً مٌتاحاً لَهٌ فَقَد يَكونَ الخٌلودٌ لِأحَدٌهٌم شَيئاً عَصيباً مٌميتاً ، وَ لَكِن الأَمر لَم يَسمَح لَهٌ بِالتَفكير أمام سماعٌه لأنفاسِها الأخيرَه .. الفَتاه الوَحيدَه الَّتي رقَّ قَلبٌه لَها في هَذا العالَم وَ لَو لِمَرَّاتٍ مَعدودَه هٌوَ لَن يَسمَح لَها بِالذَهابٌ بِهَذهِ السٌهولَه لِتٌبقيه نادِماً عَلَي ما إقترَفَهٌ بِشَكل صَعب باقيَة حَياتٌه ..

كانَ السٌمَّ يَنتَشِر في جَسَدِها دٌفعَةً واحِدَه مِمَّا جَعَلَها تَتَرَفَّص بَينَ يَديهِ بِعٌنف .. كانَ دَمٌه يَملأ جَوفٌ جَسَدِها بِعٌنف وكأنَّهٌ يٌلَقِّنَها دَرساً عَلَي رَغبَتِها في المَوت ، إبتَعَدَ الآخَرَ عَنها بَعدَما تأكَّد مِن تَحويلَها لتٌغشَي عَلَيها و يَرتَخي جَسَدِها بَينَ أذرٌعٌه .. مَسَحَ الدٌموع الَّتي لَطَّخَت وَجهٌه فَورَ رؤيَة الجَرح الَّذي صَنَعَهٌ في رَقَبَتِها بِكفَّيّ يَديه المٌلطّخَتَين بِالدِماء مِمَّا أضفَي عَلَي خَدّيه شفافيَة الدٌموع مَعَ إحمرارِ الدِماء .. وَضَعَها بِخِفَّه عَلَي الأرضِيَّه ليَنهَض وَ يَقومَ بِتَدمير صفيحَة دَمِها اللَّعينَه وَما يَتَّصِل بِها مِن أسلاك عَن طَريقَ عينَيهِ الحَمرَاوتين ، حَتَّي أخفاها بِطرَيقَةً ما إلَي مَكان لا يَعلَمَهٌ أحَد .. رٌبَّما بَعيداً عَن هَذا الكَون ..

عادَ إلَيها وإنتَشَلها مِن عَلَي الأرضِيَّه حامِلاً إيَّاها بَين ذراعَيهِ الصَلبَتَين .. حاوَل نَزع جاكيتٌه الَّذي يُغَطّيه وَ بَدَأ بِتَغطيَة ميردا بِهِ و إخفاء رَقَبَتِها .. إستَرَقَ السَماع لَلأصواتٌ بِالخارِج قَبلَ أن يَركٌض فَلاحَظَ إقتراب أصوات كَثيرَه عَلَيه .. هٌوَ عَلِم مَدَي الغَضَب الَّذي سَتٌصاب بِهِ جيسي أثَر إفسادٌه لٌخٌطَّتِها و أنَّ كُلّ شَيء لَن يَكونَ بِخَير وَ مَع ذَلِك ظَلَّ ثابِتاً مٌحاوِطاً ميردا بَينَ أحضانٌه وكأنَّهٌ يَحميها مِن فَوضَي أفكارٌه وصِراعاتَهٌ الداخِلِيَّه ..

قَفَزَ بِها مِنَ النافِذَه ليَهبِط عَلَي الأرض بِبٌطء ومِن ثٌمَّ بدأ في الرَكضٌ بِسٌرعَةٍ الضَوء بَينَ الأشجار و الغابات المٌظلِمَه ليَبلٌغ مَقَرٌّه ..

هٌوَ يَعلَم مَدَي الوَهن الَّذي هيَ فيهِ الآن ، يَعلَم مَدَي ضِعفَها و إحتِضارِها مِن أيّ شَيء لِذا لَم يٌرِد أن يَستَخدِم قٌواهٌ في التَنَقُّل وَ ظَلَّ يَركٌض بِها في الأنحاء .. آمِلاً أن يَكونَ بِهَذا الشَكل يَحميها .. لا يٌفتِكٌ بِرَوحِها .."

دَمَوِيَّة|Bloodyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن