07|غادَر..غادَرَني.

373 29 28
                                    


×-بَعدَ مٌرور شَهر..

×-[ميردآ بوف].

[إستجمَعتٌ قٌواي وَلَكِن لَم يَنتَهي الأمر وَقتَها ! كلّ ما فَعَلت بِداخِلي مِن تَحديثَات كانَ لِأجلِ تَقَبُّل المَزيد مِنَ الواقِع ، كانَ لِأجلِ أن أعتادَ عَلَي الأٌمور ، أن أستَيقِظ كٌلّ يَوم آمِلَةً ألّا تَنتَهي حَياتي في إحدَي المآزِق وأَن يَكون هُناكَ مَن يٌبقيني آمِنَه ، و حَقيقَةً تَحَقَّقت الأمانِي ، في كُلَّ يَوم أوشَكتٌ عَلَي المَوت مَعَ إختلافُ الطُرُق ، وَ لَكِن ذاكَ الفَتَي كانَ هٌناكَ دَوماً ! سَواءَ كانَ المأزِق في المَشفَي .. في المَطعَم ، المَقهَي أو حَتَّي مَنزِلي ، سواء كانَ في الأرض أو في السماء هُوَ كانَ دَوماً هٌنا ، في بِدايةَ الأمر إتّخذتٌ حَديثٌه السابِق عَلَي مَحمَل الجِدّ ، كَوني لا أفعَل شيء سِوَي الحِفاظ عَلَي حياتي وألّا أتَدَخّل فيما لا يُعنيني .. بِصِدق حاوَلت لِراحَة مشاعِري أَوَّلاً ! ، وَ لَكِن لَم أستَطِع فِعلَها لأجلي أو لأجلِه ، كانَ المأزِق دَوماً ما يَكونَ خارِجاً عَن إرادَتي ! باتَ يتَرَدَّد عَلَي وَجهي كَثيراً حَتَّي بَدا لي وَ كأنَّهٌ سأِمَ مِنَ الأمر ، كٌنتٌ أخجَل مِن نَفسي وَ مِنهٌ كَثيراً ، حَتَّي أنَّهٌ كانَ يَغرٌب عَن وَجهي قَبلَ أن أهديهٌ الشٌكر .. كانَ يَترٌكني مٌتافِجئَه وَ حَزينَه و يَذهَب هٌوَ ، كٌنتٌ أتَقَبَّل الأمر في كُلّ مَرّه آمِرَه نَفسي بألّا تَتَدَخّل حَتَّي فاجأني عَقلي بِالإستنتاج الجَديد ! أنّها حياتي ! أنّ المأزِق في كٌلّ مَرّه كادَ يٌنهيها ! أنّ حَياتي بأحلامي بأعمالي كُلّها غَيرٌ مَضمونَه و لِسَبَب أنا لا أعلَمٌه ، أوَلَيسَ مِن البَلادَه أن ألتَزِم الصَمت في كُلّ مَرّه كالحيوانات ؟ حينَما أدرَكتُ ذَلِك أوقَفتُه ! صَرَختُ عَليه ، بَكيتٌ كثيراً طَلَبت مِنهُ أن يٌفسّر هَذا ، وَ لَكِن كانَت إيجابَتَهٌ بادِيَه وَ كأنّها تٌفرِغ ما زادَ عَن طاقَتهٌ ، عَلِمتُ وَقتَها كَم هُوَ مُتضَرِّر مِنَ الأمر أيضاً ، أخبَرَني صارِخاً أنَّهُ خَسِرَه خَمسَه مِن أصدقائٌه لأجلِ حِمايَتي ، أقسَمَ لي أنّهٌ لا يُمكِنَهٌ تَفسير شَيء سألَني لِما أستَمِرّ بِالضَغطٌ عَليه حَتّي في تعابيري الصامِتَه وهَذا ما زادَ بُكائي في الواقِع ، ظَنَتَهٌ ملّ مِنّي ومِن مَشاكِلي كَثيراً ، في الثانيَه الّتي كانَ يَنظُر فيها لي قَبلَ أن يٌغادِر دَوماً ما كٌنتٌ أظنٌّها نَظرَةٌ ضَجَر ! لَم أتوَقّع أنّه في كٌلّ مَرّه كانَ يَستطيعٌ فِهم تساؤلاتي الكَثيره مِن تعابيري لِذا يَبدو غاضِباً لِعدَم قٌدرَتٌه عَلَي الإجابَه وَ يٌغادِر ! بَكَيتٌ كَثيراً وَقتَها كَي لا يُغادِر حَتّي أبحَث عَن بَقِيَّةٌ الحَديث الّذي ضاعً مِنّي في كَلِماتُه ، تماسَكتٌ و أمرتُه أن يُغادِر ! أن يَترُكَني أموت و يَرتاحَ الجَميع وَ لَكِنَّهٌ لَم يٌجيب و كَعادَتَهُ .. غادَر ! .. غادَرَني ")]

دَمَوِيَّة|Bloodyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن