تفحص ليونايديس الملف الموجود أمامه بوجه بارد كالرخام الشيء الوحيد الذي يظهر أنه ليس تمثالاً كان العرق النابض في عنق والذي يبين مدى حدة غضبه المكبوت ، نهض من على كرسي مكتبه الفخم وهو يفك ربطة عنقه .. يشعر بالاختناق.
اتجه نحو نافدة مكتبه المطلة على الميناء حيث يرسو أسطوله وفخر عائلته ، حاول أن يسترد هدوءه ونظرته الجليدية قبل أن يلتفت إلى المحقق الذي بدا واقفا وكأن على رأسه الطير
" لقد قمت بعمل ممتاز " قال ليونايديس دون أن تبتسم شفتاه " كنت لأحصل على معلومات أكثر لو منحتني مهلة أطول سيدي "" لا ، ليس هناك ضرورة " قاطعه بجفاء : " ما توصلت إليه أكثر من كافٍ ، يمكنك الإنصراف الأن .."غادر المحقق يحمد الله أن شخصاً اخر سيتعامل مع هذا الغضب الجامح في عينيّ ليونايديس..
بعد خروج المحقق عاد إلى مكتبه يحدق في الأوراق والصور ، لديه طفل ..
طفل لم يكن يعرف عنه شيئاً
" اللعنة كيف حصل هذا ؟؟"
لطالما افتخر بأنه رجل محترم .. يوناني أصيل ليفاجأ اليوم بأن له طفل خارج إطار الزواج ، مرر أصابعه بعصبية في شعره .. يا إلهي لِمَ الآن ؟
فتح مجيبه الآلي وخاطب سكرتيرته آمراً :
" اتصلي بديمتريوس و اطلبي منه الحضور "
بعد خمس دقائق عاد مجيبه الآلي ليرن :
" سيدي ، السيد أورليوس هنا "
" دعيه يدخل وألغي كل مواعيدي لليوم ، لا تدعي أحداً يزعجنا "
" حاضر سيدي "دخل ديميتريوس بمزاجه المرح ، كان صلباً كابن عمه .. لهما الجسم الرياضي نفسه .. نفس الملامح الواثقة والوجه الوسيم لكن فقط ليونايديس من يمتلك تلك النظرة المثيرة التي تغري النساء و تجعلهن يقعن صريعات سحره
" ما بك يا صديقي تنفث دخاناً ؟" قال ديميتريوس مازحاً : " لقد أصيبت مارتا بالتوتر بسببك " ظهر على وجه ليونايديس تقطيبة شديدة :
" دعك من مارتا الآن و استمع لما سأخبرك به "
جذبت نبرة صوت ليونايديس اهتمام ديميتريوس وانقلبت ملامحه المازحة إلى أخرى جدية :
" ما بك أخبرني ؟ " لم يتكلم ليونايديس .. لم يعد قادراً على الكلام ، بداخله أتون من الغضب يهدد بالإنفجار
زج بالمغلف في يد ابن عمه : " يمكنك أن تعرف بنفسك "
قطب ديميتريوس وهو يقلب الوثائق بين يديه قبل أن يرفع رأسه مشككاً :
" ما هذا الهراء ؟ هل انت واثق ليونايديس ؟ ربما هناك خطأ .. أعمالنا توقفت بنيويورك منذ سنة "
" تماماً " زفر بضيق واضح .
كان ديميتريوس يحرك رأسه غير واثق مما يجب أن يقول ، التفت إلى ليونايديس .. كانت عينا هذا الأخير مظلمة بشدة ، مطلقا لم ير ابن عمه في مثل هذه الحالة حتى في أسوأ المواقف ، كان يتعامل ببرود يُحسد عليه برود .. اليوم اختفى ليحل محله بركان !
" ما الذي تنوي فعله ؟ ما الذي جعلك تبحث عنها من الأساس ؟"
ارتسم على وجه ليونايديس تعبير غريب وهو يقول : " لا أعلم لماذا ! ربما كان حدسي ، ربما إحساساً بالمسؤولية .. لست أدري ما الذي دفعني للبحث عنها "
" هل للسبب علاقة بأناركي ؟ هل هو تخوفك من الارتباط ؟ " أضاف ديميتريوس مشككاً
صمت ليونايديس ، كان ابن عمه قرأ ما يجول بداخله .. أناركي فتاة طيبة وستكون زوجة مطيعة وأماً صالحة .لكنه لا يريد الزواج .. ليس منها بالتحديداللعنة عليكِ أنجلينا .. شتم من بين أسنانه .. ستدفعين ثمن استغفالك لي وإخفائك لابني عني غالياً ، سأجعلك تندمين ..هب واقفاً بعصبية مخاطباً ديميتريوس : " لقد قررت ، سأذهب لإحضار ابني وأنتَ ستأتي معي.."
أنت تقرأ
وعاد من جديد
Romanceانجلينا الفتاة الرقيقة تركها ليونيديس بعد يوم واحد من الحب الجارف لينسى وجودها ويتركها جاهلا ان تلك الليلة الفريدة تركت اثرا على انجلينا من المستحيل زواله هل تسامحه انجلينا الان بعد ان عاد لكن اليس لعودة ليونيديس سبب ملح هذا ما سنعرفه بين طيات هذه...