"في مكتبه باثينا"
زفر ليونايدس بارتياح ليسترخي على كرسيه الجلدي الفاخر مخاطبا ابن عمه
- لقد خاطرنا بالكثير يا صديقي لكن يجب ان تعترف ان النتيجة كانت مبهرة وتستحق الاحتفال
صمت ديمتريوس لوهلة قبل ان يجيب, كانت ملامحه صارمة وكست ملامحه الوسيمة كرب شديدأ :
- لاشيء يدعو للاحتفال ليون, كنت ستحطم رجلا يدافع عن كبريائه وكرامة ابنته "
ابتسم ليونايديس وهو ينهض ليجلس قرب ابن عمه
ما بك ديمتريوس كنت امزح, انت تعرف اني ما كنت لأفعل ذلك , كانت فقط طريقة للخروج من موقف صعب,
ما كان عليه ان يدخل مشاكلنا الشخصية في صفقة عمل مهمة
, اضافة الى ان زواجي من ابنته ما كان ليجلب لها سوى التعاسة انت تعرف اني لم اكن لاحبها
ومتى عرف قلبك الحب ليون كان قلبك دائما باردا, ابرد حتى من اعصابك
علق ديمتريوس بسخرية مريرة
ابتسم ليون بمرح ظاهر لكنني تغيرت ,اشعر بليون القديم يعود لقد احببتها لا اعرف متى
ربما من اول يوم مع اني لا اتذكر منه الا القليل , فتاة مثلها ضحت بكل شيء من اجل
ابني تستحق كل الحب
انجلينا هي الطرف الناقص الذي اعاد الي السلام النفسي الذي افتقدته منذ ان رحل
لوشياس
تغيرت ملامح ليون وظهر الحزن عميقا في عينيه, انت تتذكر كم كان منطلقا مفعما
بالحياة ,رباه كيف استطعت ان افعل ما فعلته
عصر على فكه بعنف وهو يضع رأسه بين كفيه, لقد مات بسبي انا السبب في موته
وضع ديمتريوس يده على كتف ابن عمه قبل ان يقول:
لم يكن خطئك ليون, انه القدر
لا ديمتريوس انا السبب في ما حصل للوشياس لا تحاول التخفيف عني
لن اسمح مطلقا بذلك
ظهرت على ملامح ليون تعبير مبهم ..كان قلبه قد عاد للنزيف مجددا بسبب الذكريات
المؤلمة التي كان يعيش محاولا دفنها في ابعد مكان من عقله
نظر الى ساعة معصمه قبل ان ينهض من مكانه ليلتقط سترته, مشيرا لابن عمه
"تأخر الوقت يجب ان اعود الى باروس اليوم لقد مر الوقت بسرعة لا اتصور ان زفافي
بعد غد وصوفية تتصرف كانها هي العروس النكدة , اتصلت بي ما يناهز المئة مرة وكل
مرة بطلب مختلف, اخره انها ترغب بتزيين الكنيسة بازهار الزنبق الابيض.. تخيل الزنابق البيضاء في هذا الوقت من السنة؟!!
ابتسم ديميتريوس ابتسامة لم تصل عينيه
هي تعرف انك تجعل المستحيل ممكنا لذلك اتصلت
قبل ان انسى طلبت مني ان اقوم بدعوتك الى العشاء التمهيدي غذا تقول انها لن تتوانا
عن طردك اذا اتيت دون حلة رسمية
ساحاول مع انني لا اعدها بشيء.. اجاب بابتسامة واهية
يجب ان ارحل الان ستاتي معي؟ سال ليون ديمتريوس وهو يهم بفتح باب المكتب
لا افضل البقاء ليوم اخر في اثينا
انتبه ليون للقلق الذي رسم وجه ابن عمه.. كان مشغولا بانجاح
الصفقة حتى انه لم يلاحظ التغير في مزاج ديمتريوس
- ديم هل من خطب؟؟
جاهد ديمتريوس ليخفي مشاعره, لا كل شيء على مايرام لا تقلق
هيا اذهب وتمتع باخر ساعاتك كعازب .
ابتسم ليون
لاول مرة لست نادما للتخلص من لقب العازب الابدي.." "
خرج ليون من مكتبه نحو سطح المبنى ليستقل الهيلوكبتر
ديمتريوس اقترب من النافذة الزجاجية الكبيرة المطلة على الميناء يراقب بصمت اسطول
سفنهم الراسي .. وضع رأسه على زجاج النافذة الكبيرة .. قبل ان يشتم بغيظ "اللعنة عليك انجلينا" ,
*****
في مكان اخر على جزيرة باروس و تحديدا في قصر عائلة اورليوس كانت التحضيرات
على قدم وساق الكل سعيد بزواج ليون من انجي, في اسبوعين فقط تمكنت من ان تضم
الجميع الى صفها حتى سيزار المتزمت بطبعه رضخ اخيرا لمطلب زوجته وتقبل انجلينا
وابنها
اخيرا وصلت الدفعة الاخيرة من الورود لا اعرف ماذا كنت سافعل لو تاخرت الشحنة يوما اخر نتحتاج الى يوم كامل من اجل تزين الكنيسة
كانت صوفية تتحدث منشغلة بكتابها الابيض والذي لم تستغن عنه للحظة منذ بدات ترتيبات الزفاف
هل رأيت الثوب الذي اخترته من اجلك انجلينا؟؟
كانت صوفية تحت انجي على الكلام بجهد بالغ
رأس هذه الاخيرة كان يتمايل من اثر السهاد
يا الهي صوفية لا اظن اني قادرة على حضور العشاء جل ما افكر فيه هو حمام
ساخن وفراش للنوم
أنت تقرأ
وعاد من جديد
Romanceانجلينا الفتاة الرقيقة تركها ليونيديس بعد يوم واحد من الحب الجارف لينسى وجودها ويتركها جاهلا ان تلك الليلة الفريدة تركت اثرا على انجلينا من المستحيل زواله هل تسامحه انجلينا الان بعد ان عاد لكن اليس لعودة ليونيديس سبب ملح هذا ما سنعرفه بين طيات هذه...