نظرت انجلينا من نافذة المروحية الى المياه الصافية الزرقاء لبحر ايجه.
لو لم تكن هنا مرغمة لكانت تمتعت بهذه المناظر الخلابة التي تسلب الالباب نظرت , تأملت وجه طفلها الصغير النائم بسلام بين ذراعيها ابنها يستحق كل تضحية ممكنة ولو على حسابها ,حتى وان كان الثمن هو العيش الى جانب شيطان كليونايدس,
ابتسمت لديمتريوس اللذي ابتسم لها بدوره, ديمتريوس هو ملاكها الحامي , منذ اتى اليها ليتما معا اجراءات السفر لم يعاملها بجفاء لم يحكم عليها كما فعل ليون , بل بالعكس تماما كان رجلا نبيلا, ساعدها في كل ما احتاجته لتسوية وضعها , استخرج شهادة ميلاد للصبي , دفع فواتير المستشفى , وأغدق مبلغا مهما على المستاجرة العجوز عرفانا من عائلته لتكفلها بانجلينا والطفل
ليوناديس بعد عناقهما المثير قرر الرحيل متحججا بالأعمال تاركا لابن عمه مهمة احضار انجلينا وابنه ,اسعدها هذا الترتيب فهي مطلقا لم تكن تريد ان تبقى قريبة منه ,اخترق ليون كل دفاعاتها لم تكن محصنة ابدا امام سحره. .
ديميتريوس كان كالبلسم الشافي لكل المعاناة التي سببها ليون في زيارته, تشكر الله على وجوده معهما اليوم فهي لن تقدر على مواجهة عائلة ليون وحيدة .تمنت لو يعاملوها بمثل اللطف اللذي عاملها به ديميتريوس, مع ان احساسها, صوتا داخليا كان ينبئها بالعكس ,
صوت المروحية الهادر كاد يصيب انجلينا بالصمم, فور نزولها وضعت انجلينا يديها على اذنيها محاولة كتم الصوت, كان شعرها الطويل بلون سنابل القمح يتطاير حولها بشكل مثير فستانها المتطاير بفعل المروحية ابان عن ساقين مصقولتين بلون الحليب , ديتمريوس ترجل بسرعة كان هناك شيء هام يدعوه للرحيل فور وصوله , عكس ليونايديس اللذي كان مستمتعا بالمنظر يحضن ابنه بين ذراعيه بحنان ابوي ,
ابتعدا عن المروحية بامتار قليلة قبل ان تسارع انجلينا لاخد الطفل من بين ذراعيه متمتمة بعبارة شكر يتيمة.
وكما توقعت الاستقبال كان باردا منذ اللحظة اللتي خطت قدمها قصر عائلته
اخذ الطفل من ذراعيها مرة اخرى حاولت ان ترفض لكن بنظرة واحدة من عينيه سلمته الطفل دون مقاومة , الترحيب اللذي حصل عليه طفلها كان رائعا مقارنة بما حصلت عليه هي من نظرات باردة قومتها من راسها حتى قدميها وجعلتها تشعر بانها نكرة امامهم
الكل تجاهلها من والدة ليونايديس التي لم تمنحها كلمة ترحيب
الى صوفية الاخت الصغرى لليون والتي اغدقت عليها ابتسامة باهتة
حتى الخدم كانوا ينظرون اليها بارتياب شديد
عصرت انجلينا اصابعها داخل راحة يدها محاولة كبت الشعور المزعج اللذي اصبح يتزايد داخلها
اندرياس كان محط اهتمام الجميع الكل اراد ان يحمله, غاص قلبها داخل ضلوعها, لوهلة احست بالذنب مما كانت ستحرمه منه بسبب انانيتها, طفلها بدا محبوبا وسعيدا بين ذراعي والده
لم تكن تفهم كلمة مما يقال فالحديث كله يدور باليونانية وهي كانت الدخيلة الوحيدة وسط هذه العائلة الكبيرة
- انهم سعيدون باندي هذا تقريبا كل ما يقال
جاءها صوت ديمتريوس المازح من وراءها ,تنفست الصعداء و اخيرا قد عاد .
سلم ليونايديس الطفل لامه ارتسمت على وجه هذه الاخيرة ابتسامة دافئة وهي تقبل اندي وتضحك له بحنان.
اقترب ليون من والده اللذي كان يراقب المشهد من بعيد لم تظهر على الاب نفس المشاعر التي ظهرت على الجميع كانت هنالك نظرة قاسية جليدية في عينيه
عرفت الان من اين ورث ليونايديس نظراته, ظلت تراقب علاقة الاب بابنه بتوجس وخوف , حتى انها نسيت التنفس.
ابي الى تريد ان تتعرف على حفيدك
لا اجاب الاب بصوت قاس
بعد هذا التصريح الغريب صرف الخدم الى اعمالهم باشارة واحدة
لم ييقى بالردهة سوى انجلينا التي انزوت في ابعد مكان محتمية بديمتريوس
وضعت والدته الطفل بين ذراعي صوفية لتقترب من زوجها معاتبة
ما بالك سيزار هذا اللذي تتحدث عنه يكون ابن ليون, بغض النظر عن من تكون والدته
كانوا يتحدثون عنها كانها غير مرئية
تحرك سيزار مشيرا الى انجلينا وعلامات تهديد ظاهرة على وجهه
أنت تقرأ
وعاد من جديد
Romanceانجلينا الفتاة الرقيقة تركها ليونيديس بعد يوم واحد من الحب الجارف لينسى وجودها ويتركها جاهلا ان تلك الليلة الفريدة تركت اثرا على انجلينا من المستحيل زواله هل تسامحه انجلينا الان بعد ان عاد لكن اليس لعودة ليونيديس سبب ملح هذا ما سنعرفه بين طيات هذه...