"دا إحنا دافنينه سوا"
قصة قصيرة من التراث .
================
كان لشخصين حمار يعتمدان عليه في تمشية امورهما المعيشية ونقل البضائع من قرية الى اخرى، وكان نافعاً لهما لحد أحباه حتى صار كأخ لهما.
كانا يأكلان معه وينام جنبهما ومنحاه اسما للتحبب هو ابو الصبروفي أحد ألايام، وأثناء سفرهما سقط الحمار ونفق، وكان ذلك في قرية بعيدة لا يعرفهما أحد من أهلها. حزن الاخوان على الحمار حزنا شديدا، ودفناه بشكل لائق ، وجلسا يبكيان على قبره بكاء مرا، وكان كل من يمر يلاحظ هذا المشهد فيحزن عليهما ويسألهما عن المرحوم فيجيبناه بأنه المرحوم ابو الصبر وابو الخير والبركة والصابر على محن الحياة وأنه الذي يسافر المسافات برفقة من يحتاج ويتحمل المتاعب والصعاب حتى لا يزعل الأحباب وأنه كان يفعل كل ذلك بلا شكوى. فحسب الناس أنهما يتحدثان عن رجل حكيم ووقور جليل فشاركوهما البكاء. وتبرع لهم البعض ببعض المال يستعينوا به على حالهم. واستمر الحال على ما هو عليه أياما فوضعا خيمة على القبر وزاد الزوار وزادت التبرعات فبنيا حجرة مكان الخيمة والناس تزور الموقع وتزرع الزهور والاشجار حول القبر وتدعو للمرحوم الوقور أبي الصبر .. واستمر الناس على ذلك حتى صار الموقع مزارا يقصده الناس من مختلف الاماكن. وصار الناس يتحدثون عن كرامات ومعجزات مزار ابو الصبر. فهو يفك السحر ويزوج العانس ويغني الفقير ويشفي المريض ويحل المشاكل التي لاحل لها، فيأتي الزوار ويقدمون النذور والتبرعات طمعاً في معجزات ابي الصبر .
واستمر الحال على ذلك سنوات واغتنى الاخوان وصارا يجمعان الاموال التي يتبرع بها الناس السذج ويتقاسمانها بينهما وفي يوم اختلف الاخوان على تقسيم المال فغضب احدهما وارتجف وقال سأطلب من الصالح الجليل ابي الصبر (مشيرا الى القبر) ان ينتقم منك ويريك غضبه ويسترجع حقي.
ضحك اخوه وقال: أي صالح وأي جليل يا أخي؟ هل نسيت دا احنا الي دفناه
