2

135 18 5
                                    

‎لكن قررت أن تكمل الطريق دون النظر إلى الخلف، كان الصوت يزداد بسرعة غريبة ويخفق قلبها بسرعة لم تستطع الرؤية خلفها من شدة الخوف و الرعب فكان المكان أسود اللون مظلم لا تسمع غير صوت الرياح وأي حركة تحدث، وقفت فجأة مقررة أن تتخلص من هذا الخوف و التوتر الذي يلاحقها لأنها علمت أنها لن تتخلص منه إلا أن تعرف ماهو، أخذت نفسا عميقا واستدارت... 
‎ لتلتف و تدقق النظر بسبب الظلام الذي حولها فقدرتها على الرؤيه صعبه .. ولكن شهقت بسرعه عندما بدأت ترى شيء، فجأة ً رأت تلك العيون الحمراء و الأسنان المُسننه المُغطاة باللُعاب مما أعطى لذلك الكائن الذي يشبه الذئب ولكن في تلك اللحظه الذئب كان جميلاً بالنسبه له .. و فروه شديد السواد كل ذلك جعل بيلا تبدأ أن ترجع بخطوات بطيئه الى الخلف ..
‎و في لمح البصر بدء ذلك الكائن بالركض إتجاهها .. هي أيضا بدأت بالركض ولكن سرعتها بالنسبه له بطيئه جداً، بدء الكائن بإلاقتراب أكثر و ملىء صوته المكان .. ولكن ما أرعب بيلا اكثر أثناء ركضها هو أنها سمعت نفس الصوت وعلمت أنه يفهم ما تقوله ولكن لا يتكلم، كان قادم من مكان أبعد مما
‎جعلها تتيقن أنه ينادي أصدقاءه..
‎وجدت مكان فارغ تستطيع أن تختبئ به ولكن
‎لا تعلم إن كان بأستطاعتها ان تدخل فيه قبل أن يمسك بها .. قررت عدم الذهاب له ظلت تركض و صوت انفاسها أصبح اقوى و أعلى و مع ذلك أزداد قرب أصوات أصدقاء ذلك الكائن حتى أنضمو له .. لتكون هي أمامهم ٤ ورائها
‎حتى وجدت مكان يشبه المغاره ولكن مدخله ليس عالي بل قريب من الأرض و مُغطى بطبقى من النبات الميت لا تعلم ما الذي جعلها تُلاحظه ولكنها وجدته أمامها فقررت أن تدخل تلك المغاره بدل من ان تظل تركض حتى يمسكوا بها ..
‎جلست على ركبها أثناء ركضها مما أدى إلى تزحلقها و دخولها الى ذلك المكان .. عندما دخلت تلك المغاره
‎كان المكان مظلم شديد الظلام كانت تائها .. لا تعلم إن كانت حتى قريبة من بيتها أو حتى ذلك القصر .. أراحت ظهرها على حيطان المغاره،  فتحت زجاجة الماء التي كانت تحملها بالحقيبه .. و أيضاً كشاف، فقالت وهي تقفل زجاجة الماء:
‎" كانوا يقولون أنني غبيه، اهه.. ربما ليس طوال الوقت .. ماذا فعلتي بنفسك بيلا "
‎فتحت الكشاف لترى انها في مكان محفور كأنهُ يؤدي إلى مكاناً ما وقالت:
‎" تباً لي إذا قُلت انني أُريد ان أُغامر مره أُخرى "
‎ ثم بدأت بالزحف على ركبها ويدها إلى المكان المجهول ..
‎عندما بدأت بالزحف رجعت الذئاب إلى الخلف كأن ذلك ما كانوا يسعوا له ..
‎و بعد كثير من الزحف الذي أدى إلى إلتهاب و تقشف يدها
و هي تُنير بكاشفها و هو مصدر الضوء الوحيد الذي تحمله بدأت بأخذ أنفاسها كأن هناك من يبعد الاكسُجين عن رئتيها، إنارة الكشاف تُضيئ أمامها فوجدت أن الصخور تزيد رويداً رويداً .. أرتفعت بإنارة الكشاف قليلاً لتجد أن المكان مـُغلق أمامها لا توجد حتى صخور إنما حائط رملي مثل الحيطان التي تُحيط بالمكان ظلت بيلا على حالها و على رُكبتيها ، يد على الأرض و الأُخرى تحتضن الكشاف
بدأت بهز رأسها يميناً و يسارا كمُحاولة لها لجعل رئتيها تستوعب كمية أكبر من الهواء ولكن لا توجد جدوى
" لا هواء ولا مخرج .. رائع " قالت و هي مُستهزئة بحظها
تحاول أن تحفر بيدها مخرج ولكن لا تستطيع، فيدها بالكاد تستطيع أن تحمل حِملها عليها،
سمعت صوت جرذان .. جلست تحرك قدمها في خوف و هي تحاول أن تسلط ضوء على مكان الصوت حتى رأت الجرذان بدأت بالإقتراب و لكن ما جعلها تهدأ من حركتها عندما رأت أن الجرذان لا تأتي بأتجاهها، تسلقت الحائط الرملي و خرجت من حفره صغيره في السقف لتدقق بيلا نظر إلى الأعلى و هي تبتسم أبتسامه خفيفه قائلة:
" هناك جرذان إذن هنالك مخرج .. " قالتها و بدأت بإزاحت تلك الصخور بالمُثبته بالأعلى لتسقط صخرة كبيره لترى قطعة من السماء السوداء و تلك النجوم السوداء التي تسبح بها .. لتهم على العمل أكثر
" لا أعلم ما يوجد في الاعلى ولكن كل ما أعلمه أنني بعد بضع دقائق سأكون هُناك "
و بالفعل سقطت كل الصخور لتخرج بيلا رأسها، و لكن تنصدم بما وجدت نفسها مُحاطى به...
أسقطت المصباح، وبقيت صامتة تحاول استيعاب ما يحدث...

أرضُ النِهـايهِـ.  ( خيال ملمُس ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن