المخترع الذي صار أضحوكة

146 11 0
                                    

تمثال من الشمع في متحف مدام توسو يجسد رأس روبسبير بعد أعدامه

هناك العديد من القصص الغريبة المتعلقة بالمقصلة، بعضها لا يعدو عن كونه خرافة أو أسطورة، فمثلا يعتقد العديد من الناس أن مخترع المقصلة، أو بالأحرى الرجل الذي حملت أسمه، الطبيب جوزيف غيلوتن (Dr

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

هناك العديد من القصص الغريبة المتعلقة بالمقصلة، بعضها لا يعدو عن كونه خرافة أو أسطورة، فمثلا يعتقد العديد من الناس أن مخترع المقصلة، أو بالأحرى الرجل الذي حملت أسمه، الطبيب جوزيف غيلوتن (Dr. Guillotin ) قد تم إعدامه بالمقصلة، أي بنفس الآلة التي شارك هو باختراعها. وفي الحقيقة هذا الادعاء لا أساس له من الصحة .. فالصحيح هو أن هذا المخترع الجهبذ كان فعلا قاب قوسين أو أدنى من أن يفقد رأسه بواسطة المقصلة خلال "فترة الرعب"، وذلك حينما عثر أتباع روبسبير من رجال اللجان الثورية سيئة الصيت على رسالة كتبها احد المعدومين بالمقصلة أوصى خلالها بأن يتولى الطبيب غيلوتن رعاية زوجته وأطفاله، وهذا الأمر كان يعتبر في ذلك العهد المرعب تعاطفا مع أعداء الثورة، لذلك ألقي القبض على الطبيب وربما كان سيلقي حتفه بالمقصلة حقا لولا أن أنقذه القدر في اللحظة الأخيرة، إذ تم إعدام روبسبير قبل تنفيذ الحكم فيه، وبنهاية عهد الرعب أطلق سراحه من السجن.

في الحقيقة، برغم دموية الآلة التي ساهم في اختراعها، إلا أن الطبيب غيلوتن كان أنسانا طيبا ومناصرا عنيدا لإلغاء عقوبة الإعدام، وكان غرضه الرئيسي من اختراع المقصلة هو توفير وسيلة رحيمة لإنهاء حياة الناس بسرعة وبدون ألم، لكنه للأسف تحول إلى أضحوكة للباريسيين الظرفاء لفترة من الزمن، فالرجل رغم عبقريته لم يكن يخلو من حمق، أو هكذا بدا للناس، ففي إحدى المناسبات العامة تحدث الطبيب بحماس عن آلته واصفا محاسنها ومميزاتها "الرائعة" قائلا : "الآن، مع آلتي، أستطيع أن أقطع رأسك بطرفة عين، ولن تشعر بذلك حتى!" وقد تحولت جملته هذه بسرعة إلى مزحة ضحك الناس عليها وتندروا بها.

الطبيب غيلوتن مات في باريس عام 1814 ولأسباب طبيعية.

المقصلة والرؤوس الحية !‏ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن