· هل الخير موجود؟ وإذا كان موجودًا فلماذا وجد الشر؟ وما مصدرُه؟
هل الخير غاية؟ فإذا كان كذلك، فلماذا ينتصر عليه الشر أحيانًا؟
أساله كثيرة تتردد في عقل الإنسان منذ الخليقة أين الخير و أين الشر أين منبع النور و أين منيع الظلام فدائما يهيئ الإنسان لنفه انه هو الصواب هو علي حق هذا هو طريق الخير ولكن هيهات فمن الممكن أن يكون قد سلك الطريق الخاطئ وهو علي معتقده فبين الخير و الشر شعره فاصله ، ولكن هيا نسترجع أوليس خلقنا الله في أحسن تقويم والشرُّ عنصرٌ طارئ عليه، دخيل على حياته وأفعاله، لم يُخلق به ولكن يبقي صراح الخير الشر دائما لحين انتهاء الخليقة ولكن تبقي الحقيقة الوحيدة هي
الخير هو أصل الإنسان، وفطرته التي فطر عليها، إلا أنه ضعيف حينًا، متردِّد حينًا آخر، يدور حوله الشيطان، يتوعده ويتهدَّده بالغَواية، فإن تبعه فقد تردى إلى أسفل سافلين، أما من استعصى عليه، فله أجر غير ممنون
مازالت تقف بمكانها تنتظر الطبيب حتى يخرج ليطمئنها عن صحة تلك الفتاه التي ربما تدلها علي خيط لكي تسير و آراءه في حربها مع عدوها الأول لكي تسطر سطور نهايته بيدها وأمامها كان يقف ذلك الشخص الذي يتطلع بها لماذا يتطلع به هكذا هل هو الأخر يسترجع في ذاكرته طوفان الذكريات التي مرت بهم , ظفرت بضيق الذكريات يا الله أي ذكريات فلقد وقفت حياتها منذ ذلك اليوم وسلمت مفاتيح قلبها إلي ذلك الشخص الذي آسرها
وصلت نادين وندي إلي الفيلا ، فوجدوا أن الباب الرئيسي مفتوح على مصراعيه وبعض سيارات الشرطة تخرج من الفيلا فتوقفت السائق ليفسح إلي سيارة الشرطة بالخروج , وبعد بره خرج آسر بسيارته فنظر إلي السيارة الواقفة وإلي من فيها فلم يتبين له من بداخلها فأسرع بالخروج من هذا المكان وهو يتوعد إلي الرجوع مره أخري لينتقم من جميع من بداخله , أما عن نادين فشردت وهي تلمح ظل احدهم داخل السيارة انه هو ذلك الشخص التي شاهدت صورته معها مرارا وتكرارا حين كانت تدخل عليها دون إذن , ودائما كانت توبخها وعندما سألتها عن هذا الشخص صمتت ولمحت في مقلات عينيها بعض الدموع الرافضة لخضوع العاطفة هكذا هي كما عرفتها منذ ستة أشهر صلبه متحجرة قويه أي أنثي هذه القمر علي عكسها تمام فهم يكاد لا تفرقهم في الشكل ولكن ستعرف الفرق في اللحظة الأول التي ستعامل معهم واحده متنمرة متمرده والثانية خاضعة مستألفه النقيض بذاته كما يقول عاصم ومع ذكر اسمه غضبت كثير هذا الوحش الساخر دائما يسخر منها ومن أفعالها علي عكس طريقته مع قمر فهي تكاد تكون من تعطيه الأوامر وهو ينفذها دون اعتراض منه انتبهت أخيرا إلي صوت ندي الحاني المحبب
ندي : إيه ده البوليس كان هنا ليه
نادين : معرفش يمكن في حاجه
أفسح السائق الطريق وخرجت أول سيارة بسرعة جنونية وما كانت ألا سيارة آسر و وراءه عددت سيارات خاصة برجال الشرطة حمدت الله في سرها ودلفت سيارتها إلي الداخل
وما إن دلفت إلي الداخل حتى سمعت صوته الذي كان يهز المكان من قوته انه صوت المتوحش الصغير شريف وماله أي علاقة بالشرف فهو نسل معدوم الشرف فكيف له بهذا الاسم دلفت إلي الدخل وخلفها تلك التي تصاحبها دائما كظلها كأنها تأخذ منها القوه والدعم ضعيف يأخذ قوته من ما هو اضعف منه يال سخريه الزمن , لو كانت قمر هي من هنا لأحست معها بالقوة والدعم والحماية فكلما تكون في مواجه مع عاصم وجدت قمر تقف تدعمها من بطشه أثناء التدريب أما هنا هل ستصبح قمر عامل قوه أيضا أم سيكونان الاثنين معا في مهب الريح تعصفهم كما تشاء فهم في حضرت الشيطان ونسله ، أفقت من تفكيرها علي هتافه ماذا ما الذي يقوله
شريف : أنا مش هسكت ابن البلتاجي متعلمش من موت مرآته لازم يموت هو كمان
ناجي : بثبات انفعالي كالعادة اهدي مش عاوز تسرع
شريف : اهدي إيه ده دخل بيتي وتجرأ ورفع سلاحه عليا , ده لازم يموت
كانت شهقات ندي المتسرعة من نبهتهم أن هناك احد موجود معهم.... الغبية هكذا لم اعد استطيع أن اسمع حديثهم كان يجب أن تقابل تلك الغبية عاصم ويقوم بتدريبها علي تلك التدريبات المخيفة لكي تقوي من ثباتها الانفعالي ولكن لماذا أعاتبها وأنا كنت مثلها تماما لولا تلك التدريبات لكونت الآن فقدت الوعي من أثار كلماته , ولكن من سيقتل ذلك , المسخ المستحدث هل سيقتل اسر يا ربه لو علمت قمر ذلك فماذا ستكون ردت فعلها
فهاتف ذلك الغاضب بشده بصوته المتحجر
شريف : بغضب انتم وقفين عندكم تعملوا إيه أتفضلوا علي اوضتكم مش عاوز أشوف وشكم
ناجي : شريف براحه عليهم هما ملهمش ذنب
ولكن نظراته كانت معلقه بالصغيرة بطريقه ملفته و هو يبتسم بسخرية لماذا ينظر إلي أخته بتلك النظرة المقززة في عينيه ذلك الوغد هذه أخته..... ظل ينظر إلي أخته وتلك المدللة ألآخري حتى اختفوا تمام فنظروا ناجي إلي ابنه وقال
ناجي : بتفكر في إيه
شريف بالي يهزل اسر الأسيوطي و يخليه يرقع يطلب مني الرحمة و يمكن يطلب قتله عشان يترحم من اللي هعمله فيه
سلاما علي أجساد راقدة تحت التراب وسلاما علي أرواح متحررة في السماء و سلاما على الذين يزهرون القلوب إذا أنزلوا بها ، و كأنهم في بقاع القلب أنهارا حتى إذا رحلت عني.
من هذه وما كل هذا الشبه بينهم ، هل يعقل أن يكون من الشبه أربعين كما يقولوا ؟ وهل تلك النسخة المستنسخة ؟ أم هي ......
أفيقي يا رقيه ما هذا الهراء نعم .. نعم هي تشبها ولكن قمر ماتت وأنتها الأمر يا رقيه وأفيقي
كانت تحدث نفسها حوار كان يتردد بعقلها وهي تسير إلي داخل النادي لتقابل التوأمان العلاقة التي نشئت وليده لعلاقة رحلت مع صديقتها وأخيرا وصلت رقيه إلي سيف وسارة الذين سعدوا برؤيتها كثير وجلسوا يتحدثون
سيف : أخبارك إيه يا روكا
رقيه : بخير يا سف أنت أخبارك إيه
سيف : تمام الحمد لله
رقيه : وأنت ٍ يا سارة فين صحبتك
سارة : أصل بنت عمها كانت مستعجلة ومعرفتش تقعد
رقيه : معلش المرة الجاية اشفها ، المهم ماما عامله إيه وآسر وعمي
سارة : كلهم بخير
سيف : لا هما مش بخير بس هما بيحاولوا يرسموا أنهم بخير
رقيه : وهي تضع يدها علي وجهها لازم نتعود يا سيف إن كلنا نبقى بخير ده أحسن حل عشان ميحصلش لنا حاجه
سيف : وتقدري
رقيه : بحاول مقدميش حل إلا كده
سارة : والدموع تتجمع في مقلات عينيها ، كلنا بنحاول بس تفتكروا هنقدر
صمت الجميع فوجد سيف ان الحزن خيم عليهم فحاول جاهدا ان يستدعي روح المرح التي يتحلي بها وقال
سيف : وأنتٍ بقي يا رقيه أخبارك أيه مع عم الشباب والرياضة أكيد مزهقك في عيشتك مهو بعد ما تخونيني معه هو ده عقابك دا أنا خلعت راسي ودعية عليكم
ضحك سارة ورقيه شده علي كلام سيف وفرح هو لأنه نجح في إضحاكهم
رقيه : وهي تبتسم بمحبه فارس ده احلي حاجه فى حياتي
سيف : بأسلوب مرح قلبي حرام عليكٍ بتكلمي عنه قدامي راعي شعوري يا ماما
رقيه : يبنى والله لو أنتٍ كبير بس حوالي أربع خمس سنين كده كان ممكن أفكر قم قالت وهي تضحك دا أنا اكبر منك بخمس سنين
سيف : وهو يعدل من جلسته ، ويقول بفخر مش بالسن يا بنتي
سارة : بضحك يا عم أتلهي
سيف : بنت عيب تغلطي في أخوكي الكبير اللي اكبر منك بخمس دقايق ونص
ظلوا يضحكون في جو من المرح لعددت دقائق حين استأذنت سارة لتحضر بعض المأكولات فسمح لها سيف لقرب المسافة بين الكافاتريا ومحل المأكولات فلقد كان يتابعها من موضعه هو ورقيه ولكنه ألتف إلي رقيه وقد أكتسي وجه بملامح صارمة وقال
سيف : رقيه عاوز أسألك عل حاجه
رقيه : وقد استغربت من طرقته المستحدثة ، اسأل يا سيف خير
سيف : رقيه تعرفي حد اسمه ناجي البلتاجي
رقيه : شهقت رقيه اتسعت عينيها مع ذكره لاسم ، أنت عرفت الاسم ده منين
...............................
وأخيرا وبعد طول انتظار خرج الطبيب فأسرعت قمر إليه وهتفت بسرعة
قمر : خير يا دكتور طمني هي بخير
الدكتور : لأسف حالتها صعبه جدا مخبيش عليكي الأربعة وعشرين ساعة الجيين لو عدوا علي خير يبقي أنكتب ليها عمر جديد
تسارعت أنفاسها وذهبت مسرعه إلي الخارج وهي في اشد حالات غضبها بينما نظر عاصم إلي الطبيب وقال
عاصم : اعمل ما في وسعك عشان تنقذها البنت دي حياتها مهم لينا جدا
دكتور : إن شاء الله
القي عاصم هذه الكلمات ثم اتجها إلي الخارج فوجد قمر تقف أمام الشاطئ تتطلع إلي البحر الواسع وأمواجه العالية فذهب إليها ووقف خلفها و
عاصم : ليه حسك خيفة
قمر : بسخرية وهي تعطي ظهرها له ، خيفة
عاصم : خيف وبدأتٍ تفقدي الأمل
قمر : بمرارة وعصبيه ،أمل ........أنت عارف لو البنت دي ماتت ده معناه إيه ، حاجه بسيطة مش هنعرف معاد العملية الجديد ولا المكان البنت دي اللي تعرف كل حاجه عنهم ولو ماتت يبقي كل اللي عملنه ولا حاجه وابن البلتاجي فاز باللعبة مره ثانيه وحياتي أنا انتهت و نادين ممكن يموتها وده احتمال وارد ويبقي كل مره يثبت إن الشر هو اللي بيكسب
عاصم : مفيش حاجه من دي هتحصل بس عمر ما الزعل والعصبية بيحلوا حاجه إن شاء الله تفوق و نعرف كل حاجه
قمر : بهدوء ان شاء الله ، كلمت نادين
عاصم : لا مكلمتهاش ومش عاوز اكلمها كلميها أنتٍ أنا مش ناقص وجع دماغ وتفاهة
قمر : ليه بتقول كده
عاصم : عشان هي كده ، كلميها أنت ٍ وحصلينا في مكتب سيادة اللواء
قمر تمام
......................
تسارعت خطواتنا أنا وندي بتردد إلي الطابق العلوي الذي امكث فيه لحين يصلني منها رسالة أو تهاتفني لكي نقوم بعمليه التبديل مره أخري لتأتي هي إلي هنا واذهب أنا إلي مكاني هنا مع ذلك البغيض الأخر الذي يحملني فوق عاتقي لكي أصبح أمراءه نافعة كما يقول دائما , ولكن يجب أن يعرف كل ما مر عليا اليوم من أحداث ويجب أن اخبر قمر عن زيارة زوجها وما سمعته من هذا الشيطان نعم يجب أن أهاتفها وأقول لها , قصت نادين إلي قمر ما ما مر به طول النهار و علمت قمر أن نادين شاهدة رقيه وربما تكون رقيه شكت بالأمر وترددت نادين أن تخبر قمر بمجيء اسر إلي القصر وما سمعته من شريف ولكن حسمت أمرها وحكت لها كل شيء احمرت عين قمر بشده وبدأت أنفاسها تتعالي لا تعلم ما أصابها في تلك اللحظة دقات قلبها تدق بسرعة أنهت قمر المكالمة و هي تشعر انه لا تستطيع التنفسي ...هل سيقتله ؟ ما الذي سيفعله ذلك الشيطان هل سيؤذيه لا وألف لا هي قررت ان تدخل هذه اللعبة لأجله لأجل حمايته هل بيدها أوصلته إلي هذا الطريق الذي سيكون هو الضحية ولكن لا سأقف إمامه وأتلقي أنا الخطر دلفت قمر بسرعة واتجهت إلي الغرفة التي يجلس بها عاصم ومعه سيادة اللواء كان يتحدثون بشأن القضية فدلفت بسرعة وصدرها يعلوا ويهبط من الغضب وهتفت بصوتها العالي
قمر : اسر في خطر يا سيادة اللواء وده مش اتفاقي معاك إلا اسر وعائلتي
نظر عاصم وسعيد إليها بشده أنها في اقسي حالات غضبها
سعيد : قمر في إيه ، اسر ماله وخطر إيه
عاصم : بخفوت ، اهدي وقولي في إيه
قمر : اسر بداء يواجه ناجي وابنه ولا كمان كان في قصرهم من شويا و إتخانق مع شريف ونادين سمعته , بيقول انه هيقتله وهمت بخبط المكتب أمامها وهي تقف مستنده عليه وأنا بقولك اه يا سيادة اللواء اسر لا
عاصم : قمر اهدي وافهمي
قمر : افهم إيه انه بقي في موجه معهم
سعيد : ومن أمتي اسر كان بعيد عنهم يا قمر
قمر : كان قريب بس مش في المواجهة أنا اللي كنت قدمهم
عاصم : أنتٍ من الواضح نسيتي انك الست يا قمر واسر زوجك وهو المفروض اللي يحميكي مش العكس متصدقيش نفسك واعرفي إن اسر حالا دوره ميقلش عن دورك ولا دوري
قمر : لا يا عاصم لا أنا اتفقت مع سيادة اللواء من الأول اسر يبقي بعيد وإلا إيه لازمته إن ابعد ، مكان عرف كل حاجه من الأول وإحنا مش بناقش قضيه زوج وزجته في الشغل يا حضرت الضابط إحنا بنتكلم عن اتفاق بيني وبينكم
سعيد : بحده : خلصتم ولا لسه ثم نظر إلي قمر وقال أتفضلي اقعدي ثم أكمل كان لازم اسر يروح قصر الأسيوطي هو وجميع فريقه عشان يبعد الشك عنه في العملية الثانية بس مكنتش متوقع انه يحصل بينه وبين ابن البلتاجي كده وده هيزود الخطر عليه اكتر بس أنتٍ حاليا عندك شك ان إحنا كلنا بلا استثناء في خطر إحنا بنلعب مع شياطين الإنس يا قمر
قمر : بس ابن البلتاجي هدد بقتله نادين سمعته
عاصم : بصوت منخفض الغبية اقسم بالله لعرفك شغلك يا نادين الزفت ثم قال بصوته العالي ابن البلتاجي يبقي غبي لو عمل كده هو حاليا أصلا تركيزه في العملية الجديدة ولأسف اللي إحنا منعرفش عنها حاجه
سعيد : قمر مش عوزك تخافي واعرفي إن اللي جاي أصعب فتره لازم تبقي قدها ثم نظر لعاصم وقال سهام أخبارها إيه
عاصم : الدكتور بيقول حالتها خطره
سعيد : لأسف سهام الوحيد اللي تعرف معاد العملية والمكان هي اللي سمعت كل الاتفاق
قمر : أنا لازم ارجع الفيلا يجوز أوصل لحاجه
سعيد : تمام ده لازم نادين مش هتعرف تتصرف , وأنت يا عاصم عوزك تفتح عينك الأيام الجايه
عاصم : تمام يا فندم
........................................
كان يجلس علي مكتبه ويضع رجليه فوق المكتب ودخان سيجارته يخرج هاربا في الهواء يلوث الهواء النقي كما هو يلوث المجتمع بوسخه حين أخذ هاتفه وطلب عددت أرقام
شريف : عوزك تجبلي كل الأخبار عن البنت اللي قولت لك عليها وبكل تحركتها
الرجل : ...............
شريف : في أسرع وقت ومش عاوز ولا غلطه
الرجل :
وضع هاتفه علي المكتب واخذ يبتسم بسخرية ويضحك بشده وينطق اسمها وكأنه يتلذذ من نقائه وبرئته
شريف : سارة
أنت تقرأ
(في جحر الافاعي ) (ما بين الحب والانتقام)
Romance(في جحر الافاعي ) (ما بين الحب والانتقام) بقلمى : آيه ناصر