الفصل الثاني

517 29 0
                                    

كانت مارينا وفريند،يتفحصان السفينة الغارقة، بينما الساحرة تراقبهما بالخفاء كما كانت تراقب كافة الحوريات باستمرار، راحت مارينا تسبح داخل حطام السفينة لتدخل قاعة كبيرة يتموضع فيها تمثال لشاب وسيم،أعجبت به مارينا بشدة، وأخذها فضولها لتطلب من فريند الخروج معها لسطح البحر ، كانت صدمة فريند كبيرة مما جعله يصرخ
"لا،لا، الخروج للسطح محظور على حوريات البحر الصغيرات،ثم كيف سننجح وحراس والدك سيروننا ، ومن ثم لا تملكين بعد تلك الجوهرة التي تخولك للمرور ؟"
"سنجد حلاً يا فريند"
بعد تفكير وجيز هب فريند يقول
"لدي حل"
اقتربت منه مارينا مبتسمة تقول
"أسعفني به"
الإميرال حوت حينما يخرج سنختبئ داخل فمه"
جلست فوق صخرة تغطيها طحالب البحر وقالت بعجز ويأس
"وكيف سيوافق؟!"
ابتسم بخبث فريند وقال
"دعي الأمر لي"
وبعد أن غابت الشمس وأظلم قاع المحيط توجه فريند ومارينا للحوت وطلبا منه أن يصعد بهما داخل فمه لكنه رفض ذلك.
عندها تكلم فريند وبنبرة مهددة
"حسناً، أنا أعرف شيئاً مهماً مثل أن أحدهم حين ذهب لزيارة زوجته سرق الجوهرة المتموضعة أعلى القصر والتي كانت تعرف بأنها أجمل وأضخم جواهر القصر، أعتقد بأن الملك سيكون مهتم بمعرفة الفاعل"
تذكر الحوت تلك الواقعة بخجل وكيف سرق الجوهرة من أعلى برج القصر وخشي أن يفضحه فريند فوافق وفتح فمه، فدخلت فيه مارينا وفريند،تحرك هذا المخلوق الضخم يشق الماء بجسده الكبير ومر بجانب الحراس الذين أدوا له التحية وفتحوا له البوابة ليسمحوا له بالمرور وهم جاهلون بأن مارينا وفريند داخل فمه ما أن تخطوا حدود القصر حتى خرج الجميع ليتفاجئ فريند بوجود سمكتين صغيرتين كانتا معهما داخل فم الحوت.

أوصاهما فريند بعدم التلفظ بهروبهما فأقنعتاه بأنهما ستحفظان السر
توجهت مارينا نحو السطح وكلها شوق لمعرفة ماذا ستكتشف فوقه ، فما رأته أدهشها بشدة خاصة ذاك القنديل المشع المعلق في كبد السماء والذي لم تعرف إسمه بعد.

في تلك الأثناء كانت الساحرة إزميرلدا شاردة في ذكريات الماضي البعيد حيث أصبحت مراهقة جميلة جداً في مدرستها المتوسطة، وقدكانت محبوبة فيها لجمال صوتها وأدائها الرائع في الغناء اعتلت خشبة المسرح لتقدم فقرتها في سباق أقامته مدينتها في تلك الفترة من الزمن برفقة حورية بحر ذات شعر أحمر طويل كانت صديقتها المقربة،لتغني بصوت شجي سحر الحضور لشدة جماله،وصديقتها ترافقها بالعزف على القيثارة ،إنتهت من غنائها تحت وقع تصفيق الحاضرين الحار معجبين بما قدمته، وصديقتها سبحت بسرعة نحوها تعانقها فرحةً بفوزهما في هذه المسابقة.
تقدمت منها مديرة المدرسة والسمكة العمدة تقدم لها الجائزة و التي هي عبارة عن عصىً ذهبي تعتليه نجمة ذهبية  لتقول ؛
"أحسنتما،أحسنت الأداء يا إزميرالدا،صوتك عذب جداً"
انحنت إزميرالدا وصديقتها لهما ووجهت كلماتها نحو المديرة والتي هي الساحرة الكبرى
"شكراً لك يا أستاذتنا المبجلة،فوزنا هو فوز المدرسة بأسرها"
حملت الهدية وتوجهت نحو عائلتها تعانق أفرادها الواحد تلو الآخر.
أعادها للحاضر صوت سمكة الإنقليس الكهربائية تقول :
"سيدتي سفينة بشرية تستعد للإقلاع من مرفأ البشر"
هنا استعادت ملامحها الشريرة وقالت
"لن أسمح لسفينة بشرية أن تشق الأمواج من فوق مملكتي دمروها لا ترحموا فيها صغيراً ولاكبيرا"
وعلى الشاطئ الهادئ أخذت السفينة مجراها تسري بكل أمان والركاب الذين على متنها يحتفلون فوق سطحها ، أطلقوا بضع ألعاب نارية استرعت إنتباه مارينا فسبحت بإتجاهها وجلست فوق صخرة تنظر لهذا الشيء المصنوع من الأخشاب يشق البحر بكل هيبة، بينما الأمير قرب حافة السفينة لمح مارينا فظن أنه يتخيل فنادى حاجبه ليقول له
"أنظر إنهاحورية بحر"
أعاد نظره نحو الصخرة ليجدها فارغةً تماماً .
ليقول له حاجبه
"أظن أن النبيذ الذي شربته في حفلك قد أثر عليك ياكارلوس، أشير عليك بالخلود للنوم يا سيدي "

Marinaحورية البحر الصغيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن