الفصل السادس

263 23 0
                                    

تنهدت الساحرة قليلاً وقالت
"حسناً أريد بالمقابل صوتك العذب"
صعقت مارينا لهذا الطلب وصرخت بتعجب
"ماذا؟! لكن كيف سأتواصل معه إن أخذت ِ صوتي؟!"
تبسمت الساحرة بخبث وأجابتها
"من خلال عينيك ، عليه أن يفهمك منهما، هذا هو إتفافنا إما أن توافقي وإما أن ترفضي"
وافقت مارينا يدفعها حبها الكبير للأمير كارلوس على ذلك
مما جعل الساحرة تشعر بنشوة الإنتصار وأعطتها زجاجة صغيرة فيها سائل عجيب يحول مع شروق الشمس ذيلها لساقين ولكنها قالت
"انتبهي لما سأقول يا مارينا في حال تزوج أميرك من سواك ستتحولين إلى زبد البحر في فجر اليوم التالي لزواجه،حاولي أن لا يحدث هذا،وإلا فالعاقبة وخيمة"
اختتمت زيارتها لها ببسمة تملأها جميع المشاعر المضطربة بعد أن فقدت قدرتها على النطق ومضت تضم زجاجة بلورية تحوي سائلا أحمر اللون إلى صدرها، رآها فريند تخرج ولم تتحدث معه فألح عليهاأن تخبره ما جرى، فأعلمته بكل ما حصل فقد ظل يستطيع سماع أفكارها گأنها تحدثه، فحزن بشدة ورحل يسبح وهو يبكي لأنه سيفارق أعز أصدقائه
أما مارينا وقفت من بعيد تودع أخواتها ووالدها وجدتها  بألم كبير وسبحت بعيداً إلى أن وصلت الشاطئ حيث يقبع قصر الأمير، أمسكت الزجاجة بيدين ترتجفان ونظرت إليها ملياً، كادت أن تخونها مشاعر الخوف فتتوقف إلا أن قلبها دفعها نحو الأمام رفعت الزجاجة نحو فيها والصباح يرسل بشائره نحو الأرض ليعلن إقتراب شروق الشمس .
تجرعت السائل دفعة واحدة فأحست بألم مبرح وكأنه سم زعاف يمزق أحشائها شحب لون بشرتها وجحظت عيناها وشعرت بالموت يسلب منها روحها تألمت كثيراً وأنَّت ، دون أن تصدر أي صوت ثم أغمي عليها مع أول خيط لشروق الشمس.
وقف الأمير قرب نافذته يستنشق الهواء العليل لهذا الفجر البارد فإذ به يلمح شخصاً ملقىً قرب قصره أسرع نحو مايراه علّه ينقذه إن كان على قيد الحياة، وحين وصل تفاجأ بأنثى عارية شديدة الجمال بشعر أشقر طويل، صاح يطلب المساعدة فتحركت مارينا بين يديه، فتحت عيناها لتجد نفسها بين ذراعي أميرها يا لسعادة قلبها لحظتها.

ابتسم الأمير لها وقال
"حمداً لله إنك على قيد الحياة،هل أنت بخير؟"
أرادت أن تنطق فحركت شفتيها فخانتها حنجرتها ولم يخرج منها صوت،حينها تذكرت أنها باعت صوتها مقابل البقاء بجانب الأمير،نظرت نحو ذيلها لتجد أنه قد أصبح لها ساقين بدلاً من الذيل وقفت للمرة الأولى في حياتها ،فشعرت بوخزات قوية وتهاوت بين ذراعيه
وصلت الخادمة وزوجها لتجد فتاة بغاية الجمال لكنها عارية وتعجز عن المسير ، فلفتها بمئزرها وحملتها لغرفة الأمير  وألبستها من ملابسه،
"ملابس الأمير تناسبك كثيراً فلديك ساقان طويلتان"
ثم لفتت انتباهها اللؤلؤة المتموضعة في شعر مارينا بحجمها وجمالها
"هذه أجمل وأكبر لؤلؤة أراها في حياتي حتى الملكة لا تمتلك مثلها،هل أنتِ أميرة ما يا ابنتي؟"
ثم خاطبت نفسها
"لابد وأن القراصنة قد خطفوها، يا للمسكينة أصبحت بعيدة عن أهلها"

استمر الجميع يسأل مارينا من أين أتت كانت تشير لهم أنها من البحر فتبسم الأمير وقال
"بما أنك من وراء البحار قادمة سأسميك أميرة البحر أو الأميرة الحورية"
ابتسمت واحمرت وجنتاها فعلم أنه قد أعجبها اللقب فراح الجميع ينادونها بالأميرة الحورية
عاشت بقرب الأمير لأشهر عدة وكانت أسعد مخلوق على وجه الأرض.

أميرة البر تلك الفتاة بالشعر الأسود تسكن مخيلة الأمير فراح يحدث مارينا عنها ليال طوال.
أما في قصر ذات الشعر الأسود كان والدها يستعد لإرسال رسائل يدعو بها أمراء الدول المجاورة لحفل يقيمه لابنته،متمنياً أن تنتج هذه الحفلة عن زواج ابنته من أحدهم.
فهذه كانت العادة المتبعة في تلك الحقبة من الزمن
إحدى وصيفات الأميرة أمسكت بالحاجب المرسل وبدأت بإغوائه وسلبته الرسائل وقامت الأميرة بجس دعوة للأمير بين باقي الدعوات حيلة منها لرؤية من تظن أنها قد أنقذته.

مارينا تعزف على القيثارة لحناً بديعاً جعل الأمير يطرب له وتقدم منها لدرجة جعلت حرارة أشواقها تلون خديها بلون أحمر،نبض قلب الأمير لها أيضاً واقترب منها يريد لمس خديها
لكن دخول الوزير المفاجئ يحمل بيديه رسالة شتت وبدد تلك النظرات التي تعانقت بينهما.

Marinaحورية البحر الصغيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن