الفصل الاول

929 30 0
                                    

أشرقت الشمس خجولة في الصباح الباكر مرسلةً شعاعاً ذهبياً يلمع فوق سطح البحر هادئ الأمواج في يوم خريفي دافء،وبضع غيمات تطفو في السماء كزغبات قطن أبيض كبيرة،حيث كان سكان الساحل في ذاك الزمان المنصرم منشغلون في ممارسة أعمالهم كالصيد وبناء السفن الشراعية والتجارة البحرية شاب وسيم مع صديقه يجوبان بين العمال،وصياد يلقي شباكه في البحر ليسترزق مما يجود به عليه هذا العالم المائي
أما في جوف البحر وبينما الأسماك تسبح في قلب المياه الهادئة وفي أعماقها السحيقة تقبع مملكة جميلة وغريبة إنها مملكة مخلوقات جميلة بجسد إنسان وذيل سمكة بمختلف الألوان،ذات أصوات عذبة وجمال أخاذ.

وفي قصر الملك،ست حوريات إناث يعشن مع أبيهن وجدتَّهن أما والدتهن فقد كانت متوفية، كنَّ متفاوتات الأعمار وبشعور ملونة بديعة الجمال،أصغرهن وأشقاهن كانت مارينا بشعرها الأشقر الطويل وعيونها الخضراء الواسعة بذيلها الأخضر اللامع، تسبح برفقة صديقها الدولفين فريند، تعبث هنا وهناك غير مبالية بالأيام وصعوبتها غير مدركة ما ينتظرها، كانت لطيفة وتحب الحياة وتعشق كل ما يدور حولها،لكنها كانت تمتلك حس المغامرة الذي يوقعها في المشاكل دوماً لكثرة تهورها، وذات صباح راحت تلهو دون أن تنتبه للوقت برفقة بعض الأسماك وصديقها الذي لا يفارقها للحظة فغافلها الزمن وسرق بضع ساعات وغابت الشمس من على اليابسة مما جعل المحيط يظلم شيئاً فشيئاً حينها أدركت مارينا أنها تأخرت في العودة للمنزل، عادت سراً كلصٍ تتسلل لغرفتها فوجدت أخواتها يجلسنَّ فوق الفُرش التي صنعت لتناسب جمالهنّ، ورحنّ يوبخنها لتأخرها طلبت منهنَّ وترجتهنَّ أن يلزمن الصمت حول موعد عودتها، فوافقنها محبة بها،وصل الحاجب السيد سلطعون يطلب حضور الأميرات للمثول بين يدي الملك وأمه.
معلناً الملك أن لا تغادر أي منهن القصر فإزميرالدا الساحرة غاضبةجداً
في صباح يوم جديد مشرق وجميل خرجت الأميرات للتنزه إلى سطح البحر بينما مارينا منعت من الذهاب لصغر سنها.
ووقتها إنطلقت إحدى السفن الشراعيةتشق سطح البحر في رحلتها المعتادة أما في الأعماق وفي مغارة مظلمة وبعد أمتار من الأشواك وحيوانات البحر المفترسة تقبع مخلوقة بديعة الجمال بشعر أسود كظلام المكان وعيون زرقاء واسعة وبشرة شديدة البياض بجسد سمكة شيطان البحر ووجه إنسان ،كانت هذه المخلوقة غاضبة جداً تضرب مساعديها أسماك الإنقليس الكهربائية لفشلهم بمهمة ما، كانت تصب جام غضبها عليهما، بينما أخذ البحر يهوج لغضبها وبدأت تمارس سحرها لإغراق تلك السفينة فصنعت دوامة مائية هائلة ارتفعت للأعلى كإعصار مائي ضخم و أغرقت السفينة ومات من فيها، جلست فوق صخرتها التي صُنعت كهيئةَ عرشٍ ملكي تشعر بلذة الإنتصار إلا أنها بدأت تشعر بحزن دفين في أعماقها دفنته منذ سنين طوال، فضح حزنها شرودها وعيناها التي لمعت فيهما الدموع، وعادت للماضي السحيق، حيث كانت فتية صغيرة العمر مع جديها ووالديها تجوب البحر سعيدة هانئة البال تتحدث مع جدتهابمرح الطفولة
"أنا سعيدة جداً يا جدتي لذهابي للمدرسة"
التفتت إليها الجدة وبصوتها المرتج أجابتها
"ونحن فخورون بك يا إزميرالدا انتبهي لكل ما تقوله الساحرة الكبرى ولدروسك"
توقف الأب قليلاً وتبسم في وجه طفلته بينما أمها تضمها من الخلف وتمسح شعرها الأسود بيديها الحنونتين وقال
"إجعلينا نفخر بك يا إزميرالدا "
أومئت براسها وبكل عزم قالت
"حاضر يا أبي "
ظلت الساحرة في ذكرياتها تغوص بينما مارينا وفريند يجوبان الأماكن ويلهوان في حديقة القصر
إلى أن قال فريند يهمس سراً في أذنها
"عثرت على شيء مثير؛ عثرت على حطام سفينة تعالي لنراها يا مارينا"
استرعى فضول مارينا الأمر وأدهشها ولحقت بفريند تسبح بخفة بينما أحد حراس والدها ينبهها بصوت جهير
"لا تبتعدي كثيراً أيتها الأميرة إتفقنا؟"
استدارت مبتسمة له وأمئت برأسها تجيبه
"حسناً،حسناً لا تقلق"
ومضت خلف فريند
وكعادتها لم تبالي إلا باللهو والمتعة والسباحة خلف فريند

ووقتها إنطلقت إحدى السفن الشراعيةتشق سطح البحر في رحلتها المعتادة أما في الأعماق وفي مغارة مظلمة وبعد أمتار من الأشواك وحيوانات البحر المفترسة تقبع مخلوقة بديعة الجمال بشعر أسود كظلام المكان وعيون زرقاء واسعة وبشرة شديدة البياض بجسد سمكة شيطان الب...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
Marinaحورية البحر الصغيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن