الفصل السابع

251 21 2
                                    

كان الوزير يمتلك هراً كثيف الوبر و ناعما ًيدعى (جيجي) وكان  جيجي يحب التواجد بقرب مارينا
أما الأمير أمسك بالرسالة وفتحها وبدأ يقرأ بتمعن وألقاها بعيداً منزعجا مما ورد فيها وقال ؛

"يريدني أبي أن أرحل إلى بلد تسكنه عائلة حاكمة وأن أحضر حفل أميرةً ما مقبلة على الزواج ، أخبرته سابقاً بأني لن أتزوج إلا من أنقذتني سأبحث عنها، وسأنتظرها ولو انتظرت دهراً طويلا"

هذه الكلمات جعلت مارينا في منتهى السعادة وأشارت له أنها من أنقذته لكنه عجز عن فهمها وتركها وغادر إلى غرفته
كان القط يحوم حول ساقيها فحملته وداعبته  فاستأنس  بين يديها وغفى  في أحضانها

لحظات وعاد الأمير وهم بمحادثة مارينا يقترب منها وقد سحرته نظراتها البريئة أراد الكلام معها فسمعا أصوات أطفال صاخبة ومن بين ما سمعاه !
"انظروا إنه دولفين، هيا نضربه"

"فريند؟!"
صاحت مارينا بينها وبين ذاتها وهرولت مسرعة
لقد قرر فريند أن يزور صديقته المقربة متخطياً كل الصعاب ركضت تنزل الأدراج والأمير يلحق بها دون أن يدري ما ألم بها
وحين وصلت الشاطئ تفاجئ بوجود دولفين يضربه بضع صبية فأبعدهم عنه أما مارينا حملت فريند تمسح رأسه بيديها
ما أن رأى الامير قادم باتجاههما حتى قفز من بين يديها يسبح للبعيد وهو يبكي وينادي
"عودي إلينا يامارينا ،عودي"
وضع يديه الأمير فوق كتفي مارينا فقد شعر بحزنها العميق وقال
"أهو صديقك؟!"
نفت مارينا ذلك فكيف لبشر أن يصادق سمكة وعادا للقصر سوياً
شد رحاله الأمير مجبراً لحضور تلك الحفلة تحت إصرار من أبيه ويرافقه الملك والملكة بينما مارينا تنتظر عودتهم في القصر حزينة

وصل الأمير مع والديه ودخلوا القصر في استقبال بهي أعده ملك تلك البلاد استغرب الملك للأمر وقال لزوجته
"هل أرسلنا لهذا الأمير دعوة ؟ ثم إني لم أرى هذا الشاب مسبقاً ولا أعرف من أي بلادٍ هو"
همست زوجته
"غير مهم يا عزيزي ،بما أن هذا الشاب لبى الرسالة فلا بد بأنه شاب نبيل ثم انظر لأمه وما تملكه من مجوهرات ولملابسهم الفخمة،هذا يدل على أنهم من مملكة ثرية جداً وقد يعجب بابنتنا ثم إنه وسيم جداً "
ومن غير بعيد تبسمت الأميرة ذات الشعر الأسود بعد أن رأت أميرها الشاب قد لبى الطلب وجاء
تقدم وعرف عن نفسه بين الحضور بصوت جهير وعزة نفس معروفان عنه.
كانت ذات الشعر الأسود تحني رأسها خجلاً فقدمها والدها للجميع
"أقدم لكم ابنتي إليزا"
رفعت رأسها لتلتقي عيني الأمير بعينيها الحوراء السوداوتان  فما لبث أن تذكرهما وعادت صورتها ترتسم له وهو يفتح عينيه متعب حين أوصلته مارينا للشاطئ فصاح
" أنتِ؟!"
تظاهرت إليزا بالتعجب وقالت
"أهذا أنت؟!"
تقدم والديهما منهما وسألها أبيها باستغراب
"أيعرف أحدكما الأخر"
فتكلم (كارلوس الأمير ) مقاطعاً الجميع ؛
"إنها منقذتي، وقد أقسمت أن لا أتزوج سواها، سيشرفني يا مولاي أن أطلب يد ابنتك، أرجوك لا تحرمني من حبي وعهدي الذي قطعته في نفسي لمن أنقذت حياتي"
تابع الجميع الحفل وتحول إلى حفل إعلان خطوبة الأمير بإليزا، بعد أن تعرفت العائلتان على بعضيهما وتم الوفاق .

عاد إلى قصره سعيداً والفرح يراقص أجنحة قلبه ليجد مارينا تنتظره كعادتها قرب قيثارتها تقدم منها وأمسك بيديها ظنت أنه مشتاق لها
ابتعد وفتح الستائر ليسمح لأشعة شمس المغيب أن تلون الغرفة بلون برتقالي شاحب.
استدار نحوها وبسعادة بالغة قال
"أيتها الأميرة الحورية لدي خبر سيجعلك بغاية السعادة"
تبسمت له وهزت رأسها إشارة منها بأنها مصغية إليه
أمسك بيديها من جديد ورفعهما قرب صدره واحمرت وجنتاه وقال والفرح يتلألأ بين حروفه
"لقد عثرت عليها عثرت على منقذتي"
خفضت رأسها بخجل فقد ظنت أنه قد تذكرها وأنها المقصودة بكلامه
بينما هو تابع قائلاً
"عثرت على ذات الشعر الأسود"
كلمت نفسها تتسائل
"ذات الشعر الأسود؟!"
"تذكرين تلك الفتاة التي أنقذتني والتي أقسمت باني لن أتزوج من سواها إنها هي ذاتها الأميرةإليزا صاحبة الحفل وقد أعلنا خطوبتنا وسنتزوج الأسبوع المقبل ألست سعيدة لأجلي؟"
تظاهرت بالسعادة ورسمت ابتسامة كاذبة على محياها وتركته وخرجت والألم يعتصر روحها

Marinaحورية البحر الصغيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن