03|الـنَّرجِـس

7.6K 912 318
                                    


"إِن شِئت أم أبَـيـت، سَـ يدق الحب بابكَ ولن تستطيع طرده بتاتًا، وإن كان ضيفاً غير مرحب به بداخل قلبك. "

*****

أقبل فصل الشتاء بالفعل؛ و صقيع ديسمبر بِـ كُـوريا الجَـنُوبية ليس بمزحة . لذلك قررت ميليسا الخروج مبكرا من عملها.

بالرغم من حبها الجمّ للرقص تحت الأمطار الغزيرة، إلا أنها تتراجع عن الفكرة لمجرد تخيلها ملامح شقيقتها الكبرى ليسا المتجهمة، إضافة إلى علو صوتها حتى يصل إلى آخر الشارع المقيمتَين فيه. وهذا ما لا تحبذه بتاتًا.

أغلَقَـت الباب الزجاجي بهدوء تجنبا لحدوث أية أضرار. لتحكم إغلاق الباب الخارجي الحديدي بعدها.

خطواتها كانت سريعة نوعاً ما، كي تكتسب أكبر قدر من الدفء. بينما كلتا يديها تتمركزان عند شفتيها تمنحهما أقصى ما تستطيع من حرارة.ناهيك عن أنفها المحمر.

•••

كل ذلك ، كان يراقبه هو بكل سعادة ، بينما إبتسامة من القلب تشق طريقها إلى شفتيه.

يحب أدق التفاصيل بها، حتى طبيعتها الطفولية والعدوانية بعض الأحيان يعشقها. بل هي ما جعلته ينجدب نحوها.

قهقهَة خفيفة صَـدَرَت منه إثر رؤيته لأنفها المحمر. ليقوم بإنزال قبعته بعد إلتفاتها المفاجئ للخلف، هو حمد الرب على إكتظاظ الشارع، حتى لا تشك في أي شيء.

أكمَل تتبعها بينما كانَت هي تدندن بألحان متنوعة، معظمها من تأليفها. ولم تكن بتلك الجودة على كل حال.

وصلَت لبوابة المنزل لتفتحها متجاوزة إياها نحو الممر الصغير، من بعدها إلى باب بيتها الأصفر.وطوال ذلك كانت تحت مراقبته الاعتيادية لها، بالنسبة له.

----

بالداخل ، ما إن وصل إلى مسامعها صوت القفل، حتى سارعت إلى مدخل المنزل محدقة بتلك التي وصلَت تواً وتخلع معطفها ، فَـ تنطق الأخيرة بعد لمحها للأكبر منها .

" أوه، شقيقتي العزيزة لقد عدتُ هذه المرة مبكرا و أوفيتُ بوعدي. لذا لا داعي لِـ نظراتكِ الثاقبة تلك. حسناً؟ " كلماتها لم تكن تخلو من نبرتها الساخرة المعتادة، لتومئ لها ليسا ، و ما كادت أن تتفوه بحرف حتى قاطعها رنين الجرس .لتتأفف متجهة نحوه بعد دخول ميليسا لغرفتها مُسرعة .

فتَحتِ الباب لتجد أن لا أحد خلفه. ولكن جذبها الظرف المعلق عليه قبل أن تغلقه. فَـ حملتهُ عائدة أدراجها.

بقيَت تحدق به لثوانٍ ، لتديره وتقرأ ما كتِب عليه بخط مُـنظم.

"إلى ميليسا بِن. "

قطَّـبَت حاجبيها، لتتأكد بعدها مباشرة من أنها منه، ذلك المجهول. لتحرك قدميها نحو غرفة المعنية بالأمر.

دخلَت على تلك المستلقية فوق سريرها بإهمال،بينما خصلات شعرها الأسود تتدلى نحو الأسفل.

جلست الأخيرة بإعتدال، لتحدق بـ ليسا ونتزل بنظرها حيث يداها الممتدة نحوها بسرعة، وتحمل ما لديها بخفة.

تأمَّـلَت اِسمَها عليه لهنيهة، فأدارته وفتحته بهدوء .أخرجَت ما يحتَــوِيه، حيث كانت رسالة و زهرة كالعادة. غير معروفةٍ لصاحبة الخُصلات السَّوداء.

قرَّرَت قراءة كلماته أولاً، و فكرة أنه كان عند الباب منذ دقائق فقط ًلا تزال تجول بِـ خُـلدها.

"كَـونكِ عفوية و مجنونة نوعاً مــا. هذا يثيرُ الفَوضى في قَـلبِـي، صدقِيني أنا أقرب لكِ مما تعتقدين."

-JJK-

كلماتُه تستَمر بإذهالها كل مرة، إنه جريء جداً حسب ما ترسله حروفه لمن يقرأها. و السؤال، 'لِـمَ لايظهر حتى يواجهها ؟. '

حملقَت في تلك الزهرة لثوانٍ معدودة، لتقوس شفتيها مانعة بذلك نفسها من البكاء. تحت تحديقات الأكبر التي تنهدت وأخَـذَتها من بين يديها. و أنبَرَت قائلةً بعد جلوسها بمحاذاتها.

" إنها زهرة النَّـرجس ،و معناها 'الأنانية'. وكما ترين... هي صفراء اللون." نبَسَـت بينما إبتسامة صغيرة على شفتيها .

أومَأَت الصُّغرى، لتتحدثَ بنفاذ صبر كان طاغيًا على نبرتها.


"وما مقصـده هاته المَـرَّة أيضاً؟ " حدقيتَاها لم تبتعدا عن يديها طوال تحدثها.لتتنهد الٱخرى وتضيف بهدوء.

" هذا الفتى مهما كانت هويته يحبكِ بشدة، وبإرساله لمَا بين يداي الآن ؛ هو يحاول إخبارَكِ أنه أناني عندما يتعلق الأمر بكِ و بمشاعرهِ تِجَاهكِ، هو لن يسمح بأن تكوني لغيرِه ." ملامح الٱخرى المندهشة أثارَت ضحكات خفيفة من شفتي ليسا.

"ياله من وقِح، لن أغفِـر له عندما يظهر لي. مجرد فتًـى أبلهَ بدماغِ دجاجة خرقاء. " حَـرَّكَـت يداها تتظاهر بلكم الهواء.

"سنَرى بخصُوص ذلك. " أردَفَ من كان يتجسس عليها من النافذة طوال الوقت، و إبتسامة لطيفة تكسو ثغره .

----------

نُشِرَت فِي : 2018/02/05💙☁

زَهـــرَة | A Flower|JJK  ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن