08|الأُقـحُـوَان

7.5K 890 395
                                    

-بِسمِ اللَّه. 🌸

•••

"- لا تستطيعُ أية كلمَـة وصف جَمَـالكِ عزيزتي مِيليسا، أنتِ منافسةٌ للجَمال بحد ذاته. كيف قد أعبر لكِ عن مشاعِري و أنا ضعيفٌ أمام زمُـرُّدِيَّـتَيكِ المُغـرِيَـتَـيـن. "

-JJK-

لطَـالما كانت كلماتُـه قلِيلةً لَـكنَّها تجعلُهَـا غير قادرة على إمساكِ نفسها من الإحمرار خجلا. مهما كان هذا الفتَى، فهو يعرف كيف يتلاعب بخافِقِـهَـا.

سَارَت بهدوءٍ نحو غرفة شقيقتِها، اليوم نهاية الأسبوع. لذلك وصلتها رسالته إلى بريد بيتها. دخلَت بعد طرقها الباب و طلب الإذن.

اتخذَت مكانا بجانب ليسا التي اعتدلت في جلستها. مدَّت يدَها مُسـتَـقبِلَـة تلك الزَّهرة البيضاء محدقة بها بملامح ساكنة لتفرق شفتيها متحدثة بصوت ناعس، كونها قضت الليلة الماضية في تصحيح أوراق الطلبة.

"- حسنا، إنها زهرة 'الأُقحُوان'. و على حسب ما أذكره، هي ترمز للحُبِّ الخَـفِـيّ. " توقَفَت بينما تتجول حدقيتاها بملاح ميليسا الهادئة لحد الآن. أكملَت بعدما بللَت شفتيها.

"- كلانا نعرف مدى عُمق مشاعره تِجاهكِ و أن حبه ليس خفيا بالفعل. هويته هي الخفية. لذلك، هو يحاول أن يخبركِ بأنه سيكشف لكِ من يكون قريبا." صوتها ارتفع في أواخر كلماتها متحمسة بسبب ذلك المجهول.

"- لكني سئمتُ من انتظاره حقًّـا، لقد طالت فترة إرساله تلك الكلمات. أظنُّه يستمتع برؤية توتري الشديد بسببه، أكرهه حقًّـا. " تنهدَت بتحسِّر على نفسها، زمَّت شفتيها لتُضيف قائلة بينما تنفي برأسها.

"- لا، أنا لا أكرهه مطلقًا، بل واقعةٌ في شِـباكه و بشدة. فقط على من أكذب. اللَّعنة على خافِقي فقط. " نبرتها أقرب للبكاء.

قهقهَت ليسا على لطافتها و تناقضها، لتحتضنها مُربِّـتَةً على رأسها بخفة. إسترسَـلَت بهدوء بعدها.

"- لا أصدق أن شقيقتي الصغرى القبيحة تحب، لا أعلم حتى سبب انجذاب صاحب الرسائل إليكِ. لابد أنه مخبول. " ضحكَت بشدة بعد عبوس ميليسا و ضربِها لها بخفة. إبتعدتا عن بعضهما البعض، لتذهب الأكبر للإغتسال، و تتجه الأصغر نحو المطبخ قصد إعداد الطعام.

-----

مرّ يومان بالفعل، و كان يوما دراسيا مملا لميليسا كالمعتاد. في فترة الاستراحة، كانت تجلس بجانب قسم الموسيقى بينما تحدق في الفراغ بملامح غير مقروءة.

خرج هو بعد إنهائه للحصة مع الفصل الثاني. ليلمحها تجلس هناك دون فعل شيء. ابتسامة عريضة تسللَت لشفتيه، ليحرك قدميه متجها نحوها متخذا من الكرسي بجانبها مضجعا له، جاذبا انتباهها لتلتفت إليه محدقة بوجهه.

"- تبدين غريبة اليوم، أعني جانبكِ الجنوني غير موجود كالعادة. هل أنتِ على ما يرام ميليسا بِن؟" أمال رأسه لليمين بشفتين معكوفتين باستغراب يعلو وجهه. ابتسمت نافية لتنبس.

"- أبدا، لكنني متوترة فحسب. كما أن الامتحانات النهائية قد أنهكتني. كيف تسير أمورك مع التدريس؟ سمعتُ أنك جديد في المجال." سألته بينما تعبث بأصابعها محدقة نحو الأسفل.

"- هذا صحيح. إنه متعِب، كما أن الطلبة يدرسون الموسيقى لدراستها فقط. لا يمتلكون الشغف لتعلم المزيد." تنهد بحزن و هو ينظر إلى عينيها مباشرة بعدما التفتت إليه مجددا. توتـرَت من نظراته الغريبة و العميقة نوعا ما، لكنها سعيدة للحديث معه.

أبعـدَت عينيها عن حدقيتيه بخجل تنظر حولها لأي شيء عدا وجهه. ليأخذ الآخر شفتيه بين أسنانه محاولا أن يتمالك نفسه كي لا يتهور و يفعل ما قد يندم عليه لاحقا.

"- أراكِ مرة أخرى. " نطق فجأةً بينما ينفض ملابسه بعد وقوفه، ليغادر تاركا إياها خلفه تحدق بجسده المبتعد عنها شيئًا فشيئًـا

--

أكملَت يومها كالعادة، لتعود إلى المنزل أخيرا، قبل دخولها وجدَت رسالة ملتصقة بالباب. حملـتها بتردد يغلِّف مُـحَيَّاهَا. لتدخل بعدها متجهة نحو غرفتها.

فَتحَتِ الظَّرفَ بمجرد جلوسها على السرير. لتحمل الورقة المطوية تفتحها بيدين مرتجفتين.

"- ميليسا الخاصة بي، فتاتي الفاتنة. اقترب موعد لقائنا حلوتي. لذلك لاقيني بعد غد في غرفة الموسيقى بالثانوية. أنا أنتظركِ بشوق."

-JJK-

توسعَت حدقيتاها بصدمة، لتبتسم دون إدراك و تنطق بسعادة تتخلل نبرة صوتها.

"- أنا بانتظاركَ أيضًا.. أنا أنتظرك طوال هاته الفترة أيها المجهول." رفعَت يدها لتمسح تلك الدمعة المتمردة على وجنتها المحمرة. لتبتسم فجأة كالمخبولة بعدها. المسكينة قد تفقد عقلها قريبًا.

هو كان يرى كل شيء. رفع يده ليضعها مكان قلبه، لييتسم بقوة ناطقًا بخفوت.

"- أحبكِ كما لم يفعل أحد من قبل. ميليسا بِن." غادر بسرعة فائقة بعدما كادت أن تكتشف وجوده.

•••

"- اقترب العد التنازلِي، سيجتمعان معا قريبا. "

______

- الفصل القادم، سيكون الأخير. -💔-

- نُشِـرَت فِــي: 2018/03/09 💙☁

زَهـــرَة | A Flower|JJK  ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن