ممكن تكون في أخطاء املائية، انا عارفة وما يحتاج احد يصلح لي ان شاء الله اصلحها، استمتعوا بالقصة 😍♥️
البداية :
ثلاث نساء عقيمات تعيشن في قرية صغيرة ريفية متجمعات في منزل احداهن حيث دار حوار بينهن وبدء بالمرأة الأولى وهي تقول بحزن : زوجي سوف يتركني عما قريب بسبب عقمي .
قالت الثانية : نعم ، هذا ما يحدث معي أيضا .
قالت الثالثة : أتمنى أن نجد معا حل لهذا .
قالت الأولى بألم : لا يوجد حل يا صديقاتي .
قالت الثانية : ألمي يزداد كل يوم ، زوجي أصبح بارد وجاف معي .
قالت الثالثة : مع أن زوجي يعاملني بحنية الى أنه مازال يريد الولد ، أقصد الذرية ولكنه لم يجرحني بكوني عقيمة أبدا .
قالت الثانية للثالثة : كم أنت محظوظة يا ميلا .
قالت ميلا : مع ذلك يجب أن تصبري يا نورا .
قالت الأولى : نعم ، أنت على حق .
قالت نورا : ولكن يجب ان نجد حل يا أليانا .
قالت أليانا : لا يوجد حل .
قالت نورا : بصراحة أعرف شخص يستطيع مساعدتنا .
قالت ميلا : حقا !!!!!؟؟؟
قالت نورا : شخص سيستطيع ذلك ولكن بمقابل .
قالت أليانا : لم أعد أهتم ، لا أريد أن يتركني زوجي .
قالت ميلا : نعم لا يجب أن نتردد .
قالت نورا وهي تنظر الى اليانا وميلا بتردد : الثمن سيكون شيء غال جدا .
قالت ميلا بحزن : مع ذلك سنحاول .
قالت أليانا : لا أعرف ليس لدي الكثير من المال .
قالت نورا : لا تقلقي ، انه لا يهتم بالماديات خصوصا المال .
قالت ميلا بحماس : مثل ماذا !!
قالت نورا : لا أعرف ولكنني متأكدة من كلامي .
قالت أليانا : نورا انه ساحر صحيح ؟
قالت نورا بتردد : ن...نعم .
قالت ميلا : لا يوجد شخص يستطيع مساعدتنا سوى الساحر هذا ..أنا ..أنا لست مترددة بشأن مساعدته لنا .
قالت نورا : هل ستوافقين يا أليانا ؟؟
بعد تفكير قالت أليانا : موافقة ، زوجي سيتركني على كل حال ان لم أنجب له الذرية .
قالت نورا : جيد ...أنا أعرف مكان منزل الساحر ، لنذهب لزيارته غدا .
قالت ميلا : موافقة . قالت أليانا : ...م..موافقة .
قالت نورا : تبدين مترددة يا أليانا .
قالت ميلا : لا تترددي ، انه لا يهتم بالماديات وأيضا سيساعدنا ، لا يوجد أي دافع للتردد .
قالت أليانا بدموع : نعم يجب أن أحظى بطفل على الأقل في حياتي ، أنا أكبركن لذا يجب هذا .
قالت نورا : أحسنت يا أليانا الاختيار .
قالت ميلا : غدا دعونا نتجمع هنا وستقودنا نورا نحو منزل هذا الساحر .
هنا وافقت جميع النسوة على هذا .....أنا فتاة في الثامنة عشر من عمري ، انهيت ثانويتي ، أعيش وحيدة ، ولكن لدي جدة تعيش في قرية ريفية تعتبر بعيدة عن المدينة التي أعيش بها ، كنت أعيش في هذه القرية عندما كنت صغيرة ، أزورها كل شهر مره ، جدتي تستقبلني بأجمل الترحيبات الحارة ، كانت ومازالت حنونة علي دائما ، أردت ترك المدينة والتوجه نحو القرية التي كنت أعيش بها في صغري والاستقرار فيها لأن جدتي أصبحت عجوز ومريضة تحتاج الى شخص يساعدها ، توجهت هنا صباحا بواسطة باص كان يقوم بتوصيل الناس لهناك ، وصلت الى القرية ليلا ، كانت بيوت القرية بسيطة ولم تتغير عما كنت أراها عليه الا قليلا ، توجهت نحو منزل جدتي لأدخل عليها حيث استقبلتني بكل سعادة وهي تحتضنتي وتقول : لقد اشتقت اليك يا صغيرتي .
قلت وأنا احتضنها : بل أنا من أشتاق اليك أكثر .
دخلت المنزل لأراه لم يتغير أبدا ، منزل بسيط فيه غرفتان بسيطتان وصالة صغيرة ، جلست الى جانب جدتي وأنا أحتضنها بهدوء وأقول لها : جدتي هناك ما يشغل تفكيري كثيرا ، خصوصا هذه الفترة .
قالت : وما هو يا صغيرتي ؟
قلت : أريد أن أعرف أكثر عن أمي وأبي ، أقصد أنك أخبرتني فقط بأنهم ماتوا في حادث مؤسف ليتركونني فقط .
قالت : مثل ماذا يا صغيرتي ؟
قلت : أقصد شخصيتهم وعاداتهم وغيرها من الأمور .
قالت جدتي : لا أعرف كيف أقول لك هذا ولكن ......ااه والدتك كانت تريد فعل أي شيء من أجلك ، بل كانت تحبك من كل قلبها والدك أيضا .
قلت : ولكن......
قالت جدتي : انا أيضا لدي ما أريد اخبارك به .
قلت بحماس : وما هو ؟؟
قالت : أنت لديك أخ أكبر منك .
قلت وعلى وجهي تعابير الصدمة : ....
قالت وهي تدمع : كنت أبحث عنه منذ سنين ، آسفة لأنني لم أخبرك بهذا .
قلت : أين ....أين ...أريد رؤيته .
قالت بحزن : انه يرفض هذا بشدة .
قلت بدموع : ولكن لماذا !!!؟
قالت : لا اعرف ولكنني دعوته الى منزلي اليوم لترينه ، ولكنه لم يرد حتى الآن .
قلت بحزن : ....لماذا يرفض هذا ؟؟
قالت : لا أعرف ولكن يبدو أن له ظروفه .
قلت بغضب : لا أريد أن أعرف .
فجأة سمعنا صراخ رجل من خارج المنزل وهو يقول وينادي بصراخ عالي : توائم الشيطان قادمون .
رأيت نظرة الخوف على وجه جدتي والتوتر الذي كان يملأ وجهها فقالت لي وهي تمسك بوجهي بجدية : صغيرتي لتدخلي غرفتك واياك الخروج منها ....ادخليها الآن ولا تسألي .
قلت : ...ما الذي يحدث ؟؟
قالت جدتي وهي تدخلني غرفتي اجبارا : ادخلي يا نازلي ...ادخلي ولا تخرجي منها أبدا ...لا تصدري أي صوت .
أدخلتني الغرفة وأغلقت الباب علي بالمفتاح ، كنت في بادئ الأمر أطرق على الباب وأقول : جدتي ما الذي يحدث ؟؟ ما هذا ؟؟! لماذا تفعلين هذا ؟؟
قالت وهي تهمس لي : اسمعيني صغيرتي ، ستموتين ان خرجتي ، هل تفهمين ؟ انهم أشخاص من قرية مجاورة لنا ، فقط يريدون سرقتنا .
قلت : ماذا ؟؟! جدتي أنا لا أفهم .
توقفت عن التحدث لأنني سمعت أصوات صراخ قريبة منا ، رأيت من النافذة حريق يشتعل بالمنزل المجاور لنا ، أغلقت النافذة بخوف وبقيت هادئة لثوان ولكن الخوف حل بقلبي عندما سمعت أصوات قوية وكأن أشخاص كثيرةن يدخلون منزلنا ، سمعت صراخ جدتي الذي أرعبني بشدة وجعلني أطبق على فمي بيداي وأنا أبكي مكاني بدون اصدار أي صوت ، سمعت صوت صراخ جدتي المتألم حتى توقف فجأة وسط ضحكات رجال ، عرفت إنها ماتت وأنهم قتلوها ، امتلأ قلبي غضبا ، ولكنني بقيت مكاني مرعوبة أبكي بشدة بدون اصدار أي صوت ، بعد فترة بسيطة قال رجل ما : لقد قال هدسون أنها هنا .
قال الرجل الآخر : لنفتش الغرف .
شعرت بأقدام تتجه نحو الغرفة التي كنت فيها ، بل كانت تمسك بمقبض الباب وتحاول فتحه ، فقال الرجل الذي كان عند باب الغرفة التي كنت فيها للآخر : انها هنا ، لتتركها لي .
قال الآخر : بالطبع ...هذا يبدو جيدا ولكن ابقها حية حتى نأخذها الى هدسون .
قال الرجل : بالطبع .
شعرت بخطوات تخرج من المنزل ولكنني في نفس الوقت شعرت بضربات قوية توجه نحو الباب الذي كنت أختبئ خلفه ، بعد فترة طويلة من الضربات حل هدوء غريب بالمكان د لدرجة أنني ظننت أن الرجل قد رحل وتركني ، شعرت ببعض الراحة التي اختفت ما ان سمعت صوت مفتاح يفتح باب الغرفة ، كنت أقف مكاني بخوف وأنظر الى الرجل الذي دخل علي الغرفة ، كان رجل شاب بل قريب من عمري ، نظر الي بابتسامة مخيفة قال : اااه أخيرا وجدناك يا نازلي .
قلت بخوف وأنا ارتعش : من أنت ؟
قال وهو يقترب مني بهدوء مخيف : لا يجب أن تعرفيني .
قلت بدموع خائفة : من أنت ؟؟ لماذا تريدونني ؟
ضحك وقال وهو يضرب الجدار الذي كنت ألتصق به : مجرد قاتل قتل جدتك يا نازلي ، ولكنك كنزنا الآن ، لا يمكن ان أقتل كنزنا .
قلت بخوف : .......
أمسك بثيابي وبدء يسحبني يعنف وهو يخرجني من منزل جدتي ، أصبحت بذهول مخيف عندما خرجت من منزل جدتي لأرى اكثر بيوت القرية محروقة ومشتعلة بشدة لأرى ثلاثة شبان تم القاؤهم على الأرض بعنف ، وأجسادهم مغطاة بالجروح تماما ، رأيت رجال كثيرين ملتمين حولهم ، كانوا يرتدون اللون الأسود ، كانت أشكالهم مخيفة بحد ما كنت خائفة ، حيث أوقفني الرجل الذي خطفني أمامهم وأنا أراهم بأم عيني وهم يتألمون ، حيث تقدم من بين كل هؤلاء الرجال المخيفون رجلين بدى كلاهما شابين أيضا ، هذا ما جعلني أستغرب ، وما جعلني مذهولة بصدمة عندما دققت على ملامحهم حيث كان كل منهنا يشبه أحد الشبان الذين كانوا ملقون على الأرض ، بل شبههم كان واضح وكأنهم شخص واحد تماما ، استدرت نحو الرجل الذي كان يمسكني بعنف لأرى أنه يشبه الشاب الثالث من الشبان الذين كانوا ملقون على الأرض ، كانت خائفة ومندهشة في الوقت نفسه ، فقال أحد الشابين الذين كان يتقدمون الرجال : مع إن هدسون لم يردهم ولكننا نحن نريدهم ....نريدهم بشدة ...صحيح ....هههههههه .
قال الرجل الذي كان يمسكني بعنف : نعم نريدهم .
قال الشاب الآخر الذي مازال واقفا : لنبقهم أحياء مع هذه الفتاة حتى نستمتع بقتلهم .
ضحك ثلاثتهم معا ، فقال احد الشبان الملقون على الأرض : هل هذه معاملتكم لنا ؟ قذرة وعقيمة يا أوجين .
قال احد الشابان الواقفان : كنت أنتظر ليلة مثل هذه يا أيبين .
قال الشاب الآخر الواقف وهو ينظر الي باستحقار : لا يمكن أن تكون فتاة مثل هذه أخت لي .
قال أحد الشبان الذين كانوا ملقون على الأرض : ستندم على هذا يا أيدين انها أختنا الصغرى .
قال أيدين : أختك إنت فقط وليس أنا يا روهان .
قال الرجل الذي كان يمسك بي بعنف : لتتذكري هذا الحوار يا حلوة لأنك أخيك روهان الملقى على الأرض سيموت قريبا أمام عينيك .
قلت بخوف : ماذا ....!!ما الذي يحصل ؟؟ أنا لا أفهم !!
قال الشاب الثالث من الشبان الذين كانوا ملقون على الأرض : لم تبحثون عنا ؟ ألم يكن اتفاقنا أن نعيش بسلام فقط يا أرون ؟
قال أرون : لقد غيرنا رأينا يا جايدن .
فقال روهان : لتترك نازلي يا أيدين وتأخذني فقط .
قال أيدين : وماذا اذا رفضت ؟؟
ضحك أوجين بقذارة وقال : ما ان تموت يا روهان ايدين لن يعرف نازلي .
قلت وأنا أصرخ : من هو أخي ؟؟ من انتم ؟
رأيت نظره عطف ظاهرة في عيني روهان ، حيث عرفت أنه اخي فقلت : هل أنت أخي ؟؟
ضحك أيدين وقال : آنسة نازلي ستموتين إن تحدثتي بكلمة أخرى .
قال روهان بغضب : لتتركها تذهب .
قال أوجين : أيدين يريد التعاطف معها ولكن الأمر ليس بيده ، هدسون هو من يريدها .
قال روهان ونظره القلق في وجهه : ماذا !!
بعدها شعرت بألم شديد في جسدي مما جعلني أسقط على الأرض وأنا فاقدة للوعي .
استيقظت وأنا أرى نفسي داخل غرفة حديدية كبيرة بأرضية باردة ، رأيت أمامي ثلاث كراسي مربوط فيها الثلاث الشبان الذين كانوا ملقون على الأرض ، رأيت روهان الذي اظن انه أخي ، ولكنهم كانوا جميعهم فاقدين لوعيهم ، رأيت نفسي جالسة على الارض ويداي مقيدتان برباط حديدي صلب في الأعلى ، كنت خائفة ومرعوبة ، فقلت وأنا أحاول أن انادي على روهان : روهان ...روهان استيقظ أرجوك ....
هنا دخل علينا الغرفة الرجل الذي كان مدعو بأوجين ، فقال وهو يدخل ويتفقد أحوال الشبان : أنهم مثيرون للشفقة جدا ، اليس كذلك يا نازلي ؟
قلت وأنا أحدق به بغضب : .........
قال وهو يقترب مني بهدوء : ألن تجيبي ؟
قلت : لن يلمس شخص قذر مثلك أخي ليقتله .
ضحك وقال : انها المرة الأولى التي ترينه فيها ، وانتي تثقين به الى هذا الحد ؟
قلت : لا أهتم بأشكالكم المتشابهة بشكل مرعب ولكن ....
هنا دنى أوجين مني وصفعني بعنف وقال : أنا لا أشبه أحد .
كنت مصدومة من صفعته القوية ، بقيت أدمع لثوان ، حيث وقف اوجين امامي واستدار ليبتعد عني فصرخت فيه بقوة وقلت : تبا لك يا لعين .
ضحك وقال : أحب سماع هذه الكلمة .
بقيت احدق به بغضب ، كان أوجين غاضب من نظراتي القوية الغاضبة تجاهه فرفع يده ليصفعني ولكن أيدين دخل علينا الغرفة مع أرون وقال : أجد منظر مؤثر سيحدث هنا .
قلت وأنا انظر الى أوجين بغضب : قم بها فقط .
صفعني أوجين بقوية مما جعلني متصلبة مكاني بغضب ، هنا استيفظ جايدن ومعه روهان ، فقال أوجين وهو ينظر اليهم : إنهم مثيرون للشفقة .
قال أرون وهو يحدق بجايدن : توأمي اليوم سيموت .
قال أيدين وهو ينظر الي ببرود : تبدين مثيرة للشفقة مثلهم .
قال روهان : توقف يا أيدين ، للمره الأخيرة أطلب منك أن تترك نازلي وتحررها .
قال أوجين : حتى وان أراد أيدين هذا أنا لن أسمح له ، لأننا سنموت اذا لم نسلمها لهدسون .
قلت بقلق : من هو هدسون ؟
قال أرون : لا تسألي كثيرا ، يقال أن الفضول قاتل
قال جايدن : هل سلمتم حياتكم لهدسون ؟
وجه أرون ضربة قوية نحو جايدن مما أدمى فمه ، فقال ارون بغضب : سأقتلك ان تعلق الأمر بهدسون .
رأيت روهان وهو يقول : هذا لأنك جبان وخائف .
أراد أرون إن يوجه ضربة قوية نحو روهان ولكن أيدين منعه من هذا ليقوم هو بضرب روهان بقوة تركت كدمة زرقاء على وجهه وقال : تبا لحثالة مثلكم .
صرخت بغضب وقلت : توقف !!!
ضحك أيدين بخبث وقال : أتوقف ؟؟
هنا استيقظ أيبين ورأسه للأرض وهو يقول : أنتم الحثالة ، واضح أنكم خائفون من هذا المدعو هدسون مما جعلكم تخرجون خوفكم بضربنا .
ضرب أوجين أيبين بشدة مما جعلته يسقط مع الكرسي الذي كان مربوط فيه على الأرض بشدة ، فقال وهو يبتسم : تخافون من الموت .
ركله أوجين بقوة بساقه ، مما جعله يسعل دما ، فقال روهان بغضب : توقف يا أوجين ....لماذا تفعل هذا بأخيك ؟؟
قال أوجين وهو يضحك : أنا لا أعرفه ، فقط أريد قتله وقتلكم جميعا .
قال أيدين : لنكن عند اتفاقنا يا أوجين كل منا ينهي توأمه فقط .
قال أوجين : نعم ....
بعدها تركنا هؤلاء الرجال الثلاثة ليخرجوا ويتركوننا ، بعد فترة قصيرة من الصمت قال روهان لي : نازلي ...هل أنتي بخير ؟
قلت بدموع : كيف سأكون بخير وقد تم صفعي بقوة مرتين ؟؟!!
قال روهان : سأساعدك على الهرب .
قلت بدموع : انه اول لقاء لنا ....أستطعت أن أصدق أنك أخي ، لن أتركهم يقتلونك .
قال جايدن : يجب أن تهربي قبل أن يأتوا .
قلت : ما قصتكم يا رفاق ؟؟ لا افهم شيء .
قال روهان : اهدئي يا نازلي ، كما ترين كل منا له توأم مماثل له ولكننا انقسمنا فقط .
قلت : ولكن لماذا ؟؟؟
قال ايبين : أرادوا فقط قتلنا حتى لا يشعروا بالنقص الذي يحفر في نفوسهم .
قال روهان : ايبين عليك أن تقول شيء مفهوم بالنسبة لها .
قال جايدن : روهان أراد حمايتك فقط يا نازلي .
قلت بخوف : لا أفهم .
قال أيبين : يجب ان تكوني قوية .
قال روهان : أنتي لديك أخوين توأم وهم انا وأيدين ، ولكن ....هدسون اراده له .
قلت : ماذا !!!ذلك القذر !! لا يوجد لي أخ مثله .
قال روهان : كل شيء بدء هكذا لذا ....
شعرنا جميعا بعدها بنعاس شديد لندخل بنوم عميق بسرعة ، استيقظت لأرى أيبين الذي كان الوحيد المستيقظ ، فقلت بخوف ودموع : ظننت انني بحلم ولكنه حقيقة .
قال ايبين : لقد كنتي قوية عندما كنت تواجهين أخي أوجين .
قلت بدموع : تبا لك أنت وأخيك .
قال : يقال أن كل توام في التوائم يختار له نفس الأصدقاء الى حد ما ، و يستطيع ان يجب نفس الفتاة أيضا .
قلت بغضب : ما الذي تقصده ؟
قال : أنا وروهان وجايدن اصدقاء ، بينما ايدين وأرون وأوجين أصدقاء أيضا .
قلت بغضب : هل تخبرني أن كل منكم اختار نفس الأصدقاء ،؟
قال : بالضبط .
قلت بغضب : لا أهتم بهذا .
قال : أنا وروهان كنا ومازلنا أعز أصدقاء ، لدرجة أنه أراد ان يزوجني بأخته ، والتي هي أنتي ، أراد أن يعرفني عليك ، بل انه يتحدث عنك كثيرا .
قلت بدموع وأنا انظر الى روهان : أنت كاذب .
قال بابتسامة : انها الحقيقة .
قلت : لا أريد أن يموت أخي .
قال وهو يحدق بي : لا مفر يا نازلي ، لذا يجب ان تهربي يا نازلي .
قلت بدموع : لن ارحل بدون أخي .
استيقظ بعدها روهان وتدريجيا جايدن بعده ، دار حوار بيننا بداته أنا بقول : اشرح لي يا روهان كل شيء الآن .
قال روهان : لتتخلي عن فكرة ان ايدين اخيك وتهربي .
قلت بغضب : لا اهتم بذلك القذر ، لن أهرب بدونك يا أخي .
قال روهان بغضب : فكري بالهروب فقط ، سيأتون الآن في اي لحظة لقتلنا لذا يجب ان تبحثي عن اي فرصة للهرب .
قلت : ......
قال جايدن : تبدو نازلي مشتتة ، لتحاول اخبارها الحقيقة .
قال روهان : لا توجد حقيقة بيننا .
قال ايبين لي : أخوك مراعي لأبعد الحدود .
قلت : .......
بعدها بثوان دخل علينا أوجين وهو يضحك ومعه خمره ، فقال وهو يشربها : انه الوقت المنتظر .
دخل بعده أرون ومعه ايدين علينا ، حيث وقف أرون امامي وهو يحدق بي بابتسامة مخيفة ، حيث استقر ايدين امام روهان وأوجين كان ثملا وشكل جزئي ، حيث كان يصب الخمر على راس ايبين بهدوء ، بينما كانت نظرات ايبين مختلفة نحوه ، كانت حزينة وعاطفية ، حيث قال وينظر اليه وهو جالس على الكرسي الذي تم تعديله ليكون واقفا : لن أكرهك يا أخي ، ستفهم هذا يوما ما ، أريد منك ان تندم على هذا ولكنني سأسامحك .
ضحك أوجين وجلس على الأرض بتراخي وقال : ندم ...سماح ...لا توجد كلمات كهذه في قاموسي .
قال ايدين : تبا أوجين يبدو ثملا جدا ، هل سيقوم باتفاقنا ؟؟
قال أرون الذي كان يحدق بي : سيفعل لا تقلق .
هنا قال أيدين وهو يمسك برأس روهان ويقول : لتقل آخر الكلمات التي تريد قولها لنازلي المسكينة .
قال روهان وهو ينظر الي : ستندم يا ايدين ، ولكن أملك باقي في حماية نازلي .
ضحك ايدين وقال : نازلي ليست سوى مجرد ساقطة بالنسبة لي لذا اخبرنا ما هي كلماتك الأخيرة ؟
قال روهان : أتمنى لو تعاد الحياة علينا لنكون أسعد اخوة معا .
قلت بدموع : لا تفعل يا ايدين .
هنا كان أرون يحجب الرؤية أمامي ولكنني سمعت صوت روهان وهو يتألم ، ولكنه مات بعدها بثوان ، هنا أبتعد عني أرون بابتسامة خبيثة وتوجه نحو جايدن ، كنت أرى أخي روهان ميت على الكرسي أمامي ، صرخت بغضب وقلت : تبا لك يا ايدين ، يا لعين يا ساقط .
كان ينظر الي ضاحكا فقط ، رأيت بعدها أرون وهو يمد يده تجاه جبين جايدن وهو ينطق بطلاسم غريبة ليسقط جايدن صريعا في ثواني ،كنت أراقب هذا المشهد وأنا أبكي بشدة ، بعدما انتهى كل منهما من روهان وجايدن كانوا ينظرون الى ايبين المبتسم بحزن بنظرات قاتله ، فقال أرون بغضب : هل أقتله فقط ؟
قال ايدين : فقط لننتظر أوجين حتى يستفيق من الثمالة .
قال أرون وهو يساعد أوجين على المشي : تبا لك .
خرج كل منهم الى الخارج وسط رعبي وجزعي الشديدين بعد مدة ليست بالقصيرة ، فقال ايبين لي : أنا أعتبر محظوظ بينهم أليس كذلك ؟؟
قلت : هل انت سعيد يا ساقط ؟
قال : أنا اتمنى نفس أمنية روهان ، ان تنعاد علينا الحياة لأتعرف على أصدقاء رائعين مثل روهان وجايدن واتزوجك أيضا .
قلت بدموع : روهان مات .
قال ايبين : أنتي ترين توائمنا على هيئة شياطين الآن ، ولكنني مازلت اشفق عليهم .
قلت بغضب : تشفق على هؤلاء الحثالة السفاحين ؟؟!
قال : لقد عاشوا مع الشيطان .
قلت : ماذا ؟؟!
قال : لقد عاشوا في رعاية ساحر اسمه هدسون ، حياتهم مؤلمة ، حياتنا ايضا كانت مؤلمة ، ولكن في نهاية الأمر من سبب كل هذا ؟
قلت : من ؟؟
قال : ثلاث نسوة .
قلت : ماذا ؟؟!!
قال : أردن الذرية ولكنهن سببن لذريتهم الموت .
قلت : أنا لا أفهم ؟
شعرت بنعاس بعدها لأسقط نائمة بعمق وكذلك ايبين ، استيقظت لأرى منظر مرعب ، رأيت اوجين وهو يمسك رقبة ايبين بعنف ويقول : قل لي آخر كلمات لك .
قال ايبين : سأسامحك .....سأحاول مسامحتك .
بعدها رأيت رأس ايبين يلتف بشكل مرعب لأراه وهو صريع أمامي ، صرخت بخوف شديد وجزع مرتعب لأرى ايدين أمامي وهو يبتسم ويقول : لن نقتلك مثلهم يا نازلي .
شعرت بخوف شديد ورعب شديد جعلني أفقد وعي ، استيقظت وأنا ارى نفسي نائمة على كنبة بيضاء كبيرة ، استيقظت لأجلس مكاني لأرى منظرا جعلني اشمئز ، كان أوجين وأرون وكذلك ايدين موجودون ولكنهم في حالة ثمالة ، كان أرون نائم على الأرض وايدين يضع رأسه على طاولة زجاجية موضوعة أمام الكنبة التي كنت أجلس عليها ، وكان نائم بعمق أما أوجين فكان نائم على نفس الكنبة التي وجدت نفسي فيها ، صرخت بقوة وبرعب ولكن بدون فائدة ، لا يوجد رد فعل من هؤلاء الشبان ، وقفت مكاني لأمشي بينهم وأنا انظر اليهم بقلق ، بقيت واقفة لثوان أفكر كيف انتهى بي الحال وأنا هنا ....هل فعلت شيئا ؟
هل أصبحت ثملة معهم مع أن الوقت كان ليلا ، هنا كنت مرتعبة وخائفة ، كنت أفكر في الهروب على كل حال ، كانت هناك نافذة كبيرة زجاجية تطل على فناء أو مساحة بسيطة لأسوار المنزل ، كان لها باب من نفس النافذة وكان زجاجي أيضا ، فتحته على عجالة وأنا اقرر الهرب لأخرج منه لأرى نفسي قد عدت من جديد ، وكأنني دخلت عليهم مره أخرى ، حاولت الخروج أكثر من مره ولكن في كل مره كنت أدخل عليهم ، لم يكن هناك ممر للخروج ، شعرت بقلق وخوف صاحبه رعب في الوقت نفسه ، هنا ادركت أنه لا يوجد مفر من هذا ، وكأنه مجرد سحر يحبسني في نفس المكان ، بقيت مكاني بخوف لأسمع صوت أرون وهو يقول : هل شعرتم بتحسن يا رفاق عندما قتلنا توائمنا ؟؟؟
لم يكن يوجد رد أبدا ، فعاد أرون ليقول : هل شفي غليلنا يا رفاق ؟؟
لم يكن يوجد رد لهذا أيضا ، هنا صرخ أرون وقال : هل شفي غليلنا ؟؟
قال أوجين وهو يرفع رأسه فجأة : لا لا ، أبدا ، لم يشفى غليلي ، ولن يشفى حتى وان قتلت الكثير .
قال ايدين وهو يضحك : هل ذهب توائمنا للجنة كما يقال ؟؟
ضحك أوجين وقال : لا أعرف ولكن هذا ما أظنه .
قال أرون : ماذا عنا نحن ؟؟
قال ايدين : الجحيم أقل تقدير لنا .
بقيت أراقب حوارهم الغريب هذا وهم في حالة سكر وثمالة فظيعة ، هنا لاحظ أرون وجودي وأنا اراقبهم ، فقال : هل تريدين معرفة كيف وصلتي الى هنا معنا ؟؟؟
ضحك أوجين وقال : هدسون أرادك ان تكوني معنا لتسلينا ...أقصد أننا نحتاج فتاة بيننا حتى نستمتع بها .
قال ايدين : ...........
قلت بغضب : تستمتع ؟؟ بي أنا ؟؟أجبني ياقذر أين أجد هدسون هذا ؟؟ أريد لقاءه .
لم يرد علي أي منهم لذا توجهت نحو أوجين وأمسكت به من ثيابه وقلت : أين هدسون هذا ؟
قال وهو يضحك : ....أنت اليوم جميلتي .
قلت وأنا أصرخ : أين هو يا قذر ؟
قال أرون : لما لا تأتي الى هنا يا نازلي ، أظن أنك أصبحت فاتنة قليلا الآن .
قلت بغضب وأنا أفلت أوجين وأتوجه نحو أيدين وأقول له وأنا أمسكه من عنقه : أين يعيش هدسون هذا ؟؟
قال وهو ينظر الي بأعين ناعسة : .......
ضربت رأسه بالطاولة بعنف وتركته لأذهب لأحاول الهروب مره أخرى ، حاولت استكشاف المنزل لأرى أنه يوجد فيه غرفة علوية في الطابق العلوي ، توجهت نحوها ،و هذه المره جربت الهروب من خلال نافذة صغيرة وجدتها في الحمام ، ولكنني ما ان أخرج منها أجد نفسي أنني دخلت منها ، انتابني شعور الخوف الرعب اذ أنني محتجزة هنا مع ثلاث قتلة سفاحين ، كنت خائفة ومرتعبة ، خرجت من الحمام لأرى ان بجانبه غرفة كبيرة يوجد بها سرير كبير مريح ودولاب كبير وتسريحه بسيطة ، دخلت الغرفة لأقع على السرير الذي سحرني بنعومته وبرودته الجميلة ، مما جعلني أغفو فيه لأنام عليه بعمق ، استيفظت وأنا أرى نفسي على نفس السرير الذي نمت عليه ولكن أرون كان موجودا في الغرفة معي ، قال لي : هل استيفظتي ؟؟
قلت وأنا أجلس مكاني بفزع : ااه نعم .
قال وهو يجلس على السرير الذي كنت أجلس عليه ايضا : تبدين خائفة .
قلت بغضب : أنه أقل تقدير يا سيد لتجد نفسك في نفس المنزل مع سفاحين ومجرمين أمثالكم .
قال وهو يبتسم : نعم صحيح ....
دخل أوجين الغرفة وعلى وجهه ابتسامة قذرة وقال : هل استيقظتي يا جميلة ؟؟ لقد زرتك عندما كنتي نائمة ...لقد كنت فاحشة الجمال .
قلت : لا أريد أن أسمع أي شيء من هذا الحيوان القذر .
ثم قلت بغضب وأنا اوجه كلامي نحو ارون : أنتم لا تقيدونني ولا حتى تقتلوني !! لماذا أنا معكم في هذا المنزل يا ساقطين .
قال أرون : أنه امر هدسون وسننفذه وستنفذينه أيضا يا حلوة .
قلت وأنا غاضبة : لا تنادوني بألفاظ قذرة مثل هذه أيها القذرون .
ضحك أوجين باستهزاء ليدخل ايدين علي وهو يقول : نعتذر لك كان استقبالنا لك سيء جدا .
ضحك أوجين مره أخرى وقال : كانت حفلة سكارى .
قلت بغضب وأنا أدمع : لا اهتم يا قذر ، فقط ما الذي تريدونه مني ؟؟
قال أيدين : لا شيء سوى أن تنفذي ما طلبه منك هدسون .
قلت بغضب : وما هو ؟؟
قال ايدين : هل سمعتي عن توائم الشيطان ؟
قلت بغضب وأنا أقبض على يدي : نعم أشخاص لهم هذا الاسم وقد قتلوا جدتي وأخي روهان .
قال أيدين : نحن هم ، وبأمر هدسون ستكونين معنا في مجموعة أو عصبة توائم الشيطان .
قلت بغضب : لن أكون تحت خدمة أشخاص مثلكم .
قال أيدين باستفزاز : نازلي الأمر اجبار وليس مجرد خيار لك .
قلت بغضب وأنا أنزل من السرير وأحاول الهجوم على ايدين غضبا ، ولكن أرون كان يمسكني باحكام ، فصرخت وقلت : لن أسامحك يا قاتل أخي ....سأقتلك بنفسي يوم ما .
ضحك ايدين وقال : هدئي من روعك ، الأمر لا يستحق كل هذا .
بسقت في وجهه وقلت : لتتذكر كلامي ، سأقتلك بيداي هاتين ، أنت قتلت جدتي أيضا صحيح ؟
نظر الي باستفزاز وقال : نعم ...لقد اختصرت لها المشوار ..كانت قريبة من موتها على كل حال .
صرخت وأنا أبكي بشدة وقلت : لن أسامحك يا لعين ، لقد سمعت صوت ضحكتك عندما قتلت جدتي ....انه صوتك القذر ....أنتم مجرد مشعوذين قذرين سفاحين .
هنا أشار أرون لأيدين بالخروج ليخرج بغطرسة ومعه أوجين من الغرفة ، كنت ومازلت في صراع مع أرون ، كان يحاول تهدءتي ولكنني كنت غاضبة جدا ، رأيته وهو ينطق شيء ما وهو ينظر الي ببرود لأسقط فاقدة وعيي .
استيقظت على السرير الذي كان في الغرفة نفسها لأرى أنني مقيدة بسلاسل مثبتة على السرير ، دخل علي اوجين وقال وهو يتفقد السلاسل : تبا لقد ثبتها أرون جيدا .
قلت بغضب : لماذا تفعلون هذا بي يا سفلة ؟
قال وهو ينظر الي ضاحكا : مجرد تسلية .
صرخت بشدة غضبا ولأرى ايدين وهو يدخل برفقة أرون الغرفة يقول : هذا عقابك يا نازلي ...ما ان تنضبط تصرفاتك ستعملين معنا .
قلت بغضب : أعمل مع سفلة مثلكم !!
قال : لا خيار لك آنسة نازلي .
قلت بدموع : تبا لكم ....لن أفعلها أبدا .
مرت الأيام بعدها ، شعرت بأنني في حاجة ماسة للتحرر من قيدي والاستسلام للعمل معهم والنجاة بالهروب بعدها ، لذا قررت هذا في ليلة كان وكما بدى لي أنهم يقيمون حفلة بالأسفل ويشربون فيها كثيرا ، دخل علي أوجين وهو شبه ثمل وقال : تبا لك يا نازلي ، انت قوية جدا .
قلت وأنا ادمع : لقد حان وقت استسلام القوي على كل حال .
قال وهو يترنح : لا اسمعك .
قلت : هل وجميعكم سكارى ؟؟
قال وهو يضحك : نعم .
قلت : ..........
دخل أرون وبدى وكأنه ليس ثملا ، وقال وهو ينظر الي : كم وقت مر عليك ...تبا لك أنتي لا تستسلمين أبدا .
دخل ايدين خلفه وقال : لقد كانت حفلة أوجين وحده فقط ....
ثم تقدم نحوي وقال وكأنه يخاطب أرون بغضب : سأقتل هذه الساقطة اذا لم تفعل ما نريده منها .
قلت بدموع : أنا ...سأفعل .
ضحك وقال : جيد ..قرار جيد .
توجه أرون نحوي وبدء بفك السلاسل عني لأجد نفسي محررة تماما منها ، فقلت وانا مازلت جالسة مكاني : ما الذي سأفعله ؟؟
قال أرون وهو ينظر الي ايدين : ستستلمين أوامرك من اوجين .
قلت : ولكنه ثمل .
قال ايدين : ليكن .
خرج كل من أرون وايدين ليبقى أوجين معي وهو في حالة بالغة من الثمالة ، سقط على الارض وهو نائم ، في اليوم التالي وقد كنت أجلس مع أرون وأيدين في مجلس يتوسط المنزل ، فقلت : أين هو أوجين ؟؟
قال أرون : يبدو انه لم يستيقظ من ثمالته .
قلت بغضب : لماذا يحب الشرب كثيرا ؟!
قال ايدين : أرون يبدو أنه يحاول تجنب شيء ما بثمالته ، أقصد ان هذه ليست من عادته .
قال أرون : لننتظره فقط .
بعد مدة انتظار طويلة قال أيدين : يبدو أنه لن يخرج من غرفته يا نازلي .
قلت : تبا له ، هل شرب لهذا الحد بالأمس ؟
قال أرون لأيدين : يجب أن نذهب الآن .
قلت باستغراب : الى أين ؟؟! تذهبون ؟
قال أيدين : ليس شأنك .
قال ارون وهو يضحك : لتكوني سعيدة ، لأنه ان لم يخرج من غرفته هذا يعني أنك لن تشاركينا اليوم شيء من عملنا .
قلت بانزعاج : سيكون ممل .
ضحك ايدين وقال : تشعرين بالملل ؟؟!
قال أرون : لتنتظريه يا حلوة حتى يخرج لك ، لا يمكنك الدخول عليه لأنه حساس من هذه الناحية .
قال أيدين بغطرسة : لا أفهم سبب حساسيته لهذا الأمر ، بدى لي مزعج فقط .
بدى كل من أرون وايدين يجمعون ايديهم معا ليختفوا من أمامي في لمح البصر ، لم يكن لدي أي شك بأنه سحر ، بالطبع ، شعرب بالخوف الذي تلاشى بسبب محاولاتي الأخرى في الهرب من المنزل ولكنها باتت بالفشل مثل كل مره كانت قبلها ، لذا بقيت مكاني وأنا أشعر بالملل ، انتهى بي باستكشاف المنزل رأيت سيب كان في الجهة اليسرى وأعبره لأرى غرفة بدت وكأنها منعزلة قليلا عن المنزل ، بالطبع شعرت بالقلق بأمرها ، بل الخوف قليلا ، لم يكن يوجد أي غرفة قريبة منها ، وكأنه فلم مرعب لأحاول الدخول الى غرفة سرية أو بها شبح محبوس ، شعرت بالتردد قليلا ولكنني جربت أمساك مقبضها الكبير لأقبض عليه بقلق لأدخل غرفة كبيرة بدى وكأنها قديمة ومعزولة جدا ، كانت مظلمة جدا ، رأيت أنها فارغة تماما ، ولكنني لمحت في منتصفها سلسلة حديدية ، أردت تشغيل الأضواء ، حاولت البحث عنها بمساعدة الضوء الذي يدخل من خلال الباب المفتوح ولكنني ما ان تعمقت في الغرفة لأرى أن الضوء الذي يدخل من الباب المفتوح قد اختفى لأرى أنني أمشي وسط الظلام ، شعرت بخوف شديد ، سمعت أصوات زحف مخيفة قادمة من خلفي ، كنت مرعوبة لأحاول الهرب لأخرج من الغرفة بسرعة ولكن الأضواء ظهرت لتضيء الغرفة بأكملها لأرى أمامي رجل شاب يجلس على أرجوحة لها حمالات حديدية وهو ينظر الي ويقول : لست الشخص الذي اعتدت رؤيته .
قلت بخوف : من ...من أنت ؟!!
قال وهو يحدق بي : لقد ظهرت بمظهر لن يروعك ويرعبك ، بدى وكأنك الفتاة التي طلبها هدسون صحيح ؟
قلت بقلق ورعب : .....من أنت ؟!
قال : تبدين خائفة ؟!
قلت : ......
قال : كان يجب أن تعرفي أن العالم مخيف يا حلوة ، لذا ما كان عليك الدخول الى هذه الغرفة .
قلت وأنا أنظر اليه بقلق : ....هل أنت هدسون ؟
ضحك وقال وهو ينظر الي بنظرات مخيفة : ما رأيك يا حلوة ؟
قلت : ....أنت لست هو ؟؟؟
قال : اعتدت على دخول الصبي الصغير علي دائما .
قلت بخوف : صبي صغير .
قال : منذ كان طفلا .
قلت :.........
ضحك وقال : إنه أوجين .
قلت : أوجين ؟؟؟
ضحك وقال : بالطبع أنتي لا تعرفين شيئا .
قلت بخوف : ...لا أريد أن أعرف ..أريد الخروج من هنا فقط .
قال : أنه منزل أوجين .
قلت : ومن أنت ؟؟
قال : بالطبع انا محبوس مثلك في هذا المنزل ...خصوصا هذه الغرفة .
قلت : .....أنا أريد الخروج .
قال وهو يضحك : اخرجي يا حلوة أنا لا أنوي أذيتك لأن هدسون يريدك .
توجهت نحو الباب لأمسك بمقبضه ولأحاول الخروج ولكن بدون فائدة أبدا ، توجهت نحو الرجل وقلت : انه لا يفتح .
قال وهو يضحك : يجب أن ننتظر أوجين .
قلت : اوجين ؟
قال : اذا طالت مدتك هنا للبقاء حتى ثلاثة أيام ستكونين هنا للابد .
قلت بخوف : ماذا !!!!!
قال : شيء مثل هذا حدث معي لأكون هنا للأبد ، ولكنني كنت في مهمة على عكسك ، دخلتي هنا بسبب الفضول الغبي عندكم أنتم البشر .
قلت برعب : ما الذي تعنيه بأنتم البشر ؟؟!
قال وهو يحدق بي بابتسامة مخيفة : لتنتظري أوجين ....أنتي تتلقين أوامرك منه ؟
قلت : نعم .
قال : الفتيان اللذان معه لا يعرفون بأمري .
قلت : من انت ؟؟
قال : كنت في مهمة لتصبح أم اوجين مجنونة .
قلت : أم اوجين ؟؟
قال : بالطبع لأنها كانت قوية على عكس نورا وميلا .
قلت : ومن هؤلاء ؟؟
قال : قضيت فترة طويلة ولكنني فشلت بمهمتي في بادئها ، ولكنها نجحت بسبب أوجين .
قلت : اوجين ؟؟؟
قال : لقد نجحت في كل ما اراده هدسون فيه .
قلت : ذلك السكير الغبي ؟!!!
ضحك وقال : انها ليست عادته .
قلت بتهجم : بدى وكأنه يحب الشرب ....قذر ومقزز .
قال الرجل : أسمك نازلي ؟؟
قلت : ....كيف عرفت ؟
قال : كيف لا أعرف اسم الفتاة التي كان يبحث عنها هدسون منذ وقت طويل .....لقد كلف التوائم بالبحث عنك ولكنهم فشلوا في بادئ الأمر ...كان يريد الحصول عليك بشدة لذا لم يتردد باللجوء لتعذيبهم أيضا .
قلت : ....أنها لا أفهم ؟؟
قال : أنتي أخت روهان وايدين .
قلت بغضب : لست اخت ذلك القذر السفاح ايدين .
قال : كانت والدة اوجين قوية أمامنا ولكن اوجين من جعلها تضعف لتكون بين أيدي هدسون بالطبع ليتخلص منها صريعة .
قلت : قتلها ؟؟!
قال : بالطبع بعدما قتل نورا وميلا ليأخذ الاطفال .
قلت : أطفال ؟؟
قال : أوجين .....كان طفل استثنائي جدا .
قلت : .........
قال : بالطبع حبست هنا لأنني بقيت هنا لأكثر من أسابيع وأشهر وسنوات .
قلت بخوف : أريد الخروج .
قال وهي يهز الأرجوحة : أوجين أملك يا حلوة .
بعدما اهتزت الأرجوحة اختفى الرجل الشاب بهدوء ، بقيت في الغرفة لأجد نفسي نائمة فيها .....تبا ..استيقظت في اليوم التالي لأرى نفسي مستلقية على سرير في غرفة غريبة ، رفعت رأسي لأرى انني وحدي في غرفة غريبة ، هنا رأيت اوجين وهو يدخل الغرفة وعلى وجهه ابتسامة غريبة ، فقال وهو يقترب مني : هل استيفظتي ؟!
قات وأنا أجلس مكاني بقلق : اين انا ؟؟
قال : لا داعي للقلق يا نازلي انتي في غرفتي .
قلت وأنا احاول تذكر ما حصل : ..تبا هل خرجت من تلك الغرفة المرعبة ؟؟!
قال : أين ترين نفسك الآن ؟!
قلت وأنا أتنهد براحة : ااااه أنا خارجها .
قال وهو يجلس على السرير الذي كنت أجلس عليه : كيف دخلتي هناك ؟؟!
قلت وأنا انظر اليه بقلق : لا أريد أن أعرف .
قال وهو يحدق بي بغضب : أجيبي .
قلت : ....لقد دخلتها فقط ، شعرت بخوف لارى ذلك الرجل الذي أرعبني على ارجوحته .
قال : اخفضي صوتك ....ما الذي قاله لك ؟!
قلت : لا شيء سوى أنه أرعبني .
قال : إياك الدخول هناك مره أخرى ...اوحتى اخبار ارون او ايدين بما حدث لك .
قلت باستغراب : ولكن لماذا ؟!!
قال بغضب : يجب ان تفعلي ما آمرك به ، أنت مجبرة ولست مخيرة يا نازلي .
قلت : ......
قال وهو يقف ويبتعد عن السرير الذي كنت فيه : اخرجي الآن ...انهم لم يرجعوا حتى الآن على كل حال .
قلت وأنا أتوجه نحو باب الغرفة بسرعة : لن أعود ...أعدك ...لست مجنونة لأخيف نفسي أكثر .
خرجت من الغرفة لأرى أنه فارغ ...شعرت براحة لأن ارون وايدين لم يرجعا حتى الآن ، لذا أردت التوجه نحو الغرفة التي بالأعلى ، ولكن صوت متألم خلفي ظهر من العدم وهو يئن بألم ويقول : هل أنتي نازلي ؟؟!تبا أيدين مازال هناك ولم يرجع .
استدرت نحوه لأرى ارون وهو مرمي على الارض وينزف بشدة ، تصلبت مكاني برعب وأنا انظر اليه بخوف لأرى أوجين وهو يخرج من غرفته بسرعة ويتوجه نحو أرون ويساعده وهو يقول : أين هو ايدين ؟؟!
قال أرون : تبا ...مازال هناك .
قال أوجين وهو ينظر الي : لتحاولي مساعدتنا .
قلت وأنا مرتبكة بخوف : ...ماذا!!!...ما الذي علي فعله ؟؟!أقصد ... ......
ساعد أوجين أرون على المشي بهدوء حتى وضعه على الكنبة بسرعة وهو ينظر الي بغضب ويقول : نازلي . ....ان بقيتي هكذا فتكونين ميتة .
قلت : ما الذي يجب فعله ؟؟!
هنا رأيت أيدين وهو يظهر من العدم وهو مرمي على الأرض مغطى بالدماء وفاقد الوعي ...
ترك اوجين أرون ليتجه نحو ايدين ويحاول مساعدته ، ولكنه كان فاقد الوعي ، فقال لي أوجين على عجالة : نازلي ...انه حي ...لذا ساعديني على حمله .
هنا هرعت لأساعده على حمله ، بعد مدة طويلة من محاولاتي للعلاج والمساعدة لأوجين الذي كان يعالج أرون وايدين بطريقة غريبة وسريعة ، ولكنني تجاهلت هذا لأنهم كانوا بخير ، كان ايدين في الغرفة العلوية على السرير الذي كنت مربوطة به قبلا وارون بالاسفل ، كلفني اوجين برعاية ايدين حيث انه سيرعى أرون الذي كان في غرفته ، تركت ايدين ليلا ونزلت للأسفل ، رأيت أوجين وهو يجلس على الكنبة التي تتوسط مجلس المنزل ، توجهت نحوه وأقول : ألم تنم ؟
قال : ماذا عنك ؟؟!
قلت : مازالت أفكر في الصدمة التي حدثت قبلا .
قال أوجين بغضب خفيف : هدسون يستغلنا .
قلت : أنتم قتلتم جدتي وأخي ....هل تشعر بالظلم الآن يا أوجين ؟؟!
قال وهو منزعج : أريد التخلص منه منذ مده .
قلت بغضب : لماذا قتلت أخيك ؟؟!
قال وهو ينظر الي : لا شأن لك ؟!
قلت بغضب : أنت قاتل .
قال : ليس شيء مميز .
قلت : من هو هذا الرجل الذي في الغرفة ؟؟!انه ليس بشري ....لقد كنت تدخل تلك الغرفة منذ صغرك ؟ صحيح ؟؟!
قال بغضب : لم تخبريني أنه أخبرك بهذا ،!!؟ لقد كذبتي علي .
قلت : أنت شخص مخيف .
قال وهو يضحك : لطالما قال عني الناس انني الطفل الغريب الأطوار ...الممسوس ...الصبي المريض نفسي لأن أمه ماتت أمامه ...الرجل المجنون .....انه امر اعتيادي بالنسبة لي .
قلت وعلى وجهي ملامح الانكار : أنت جبان .
قال وهو يشرب بعض الخمر : أنتي جريئة بعض الشيء .
قلت : لا أعرف سبب حقدكم على توائمكم ولكنها عقدة نقص صحيح ؟؟! أو انني مع مرضى نفسانيين .
أمسك اوجين بعنقي بعنف وقال : أنتي من يريدها هدسون ....لا مانع لدي من قتلك .
قلت وأنا أحس لاختناق : .........
تركني لأسقط على الارض وأنا أسعل بشدة ، فقال وهو يشرب : لا تتدخلي بشؤون غيرك ...أنتي هنا عبده يا نازلي .
قلت : .......تبا لك .
قال : لقد كانوا في معركة طاحنة أمام عدو هدسون ...لم يكن هدسون لديه أي مانع من موتهم هناك ....ولكنهم أحياء ....لن أسمح له بالتعدي أكثر من هذا .
قلت : ولكنك أنت عبد له .
قال بغضب : لست كذلك !!!
قلت : ..........
هنا توجهت للأعلى وأنا مرعوبة من اوجين ومزاجه المخيف الحاد ....استيقظت لأرى أن ايدين لم يستيقظ حتى صباح اليوم التالي ، كنت أمسح وجهه بقطعه قماش مبللة بهدوء ...كنت أفكر في أشياء كثيرة ، لماذا قتلوا توائمهم ؟! لماذا قال أوجين صبي المريض نفسي والمجنون لأن امه ماتت أمام عينيه ؟؟! كل شيء غريب ...ثم نظرت الى ايدين الذي كان وكأنه نائم بعمق وقلت بحزن : لماذا قتلت أخي ....يا ايدين؟؟!كيف لي أن أكمل حياتي وأنا أعتبرك أخي ؟؟!!!!
هنا دخل أوجين الغرفة وقال : ألم يستيقظ ايدين ؟؟!
قلت : لا ...لم يستيقظ .
قال وهو يقترب منه ويحدق به : يجب أن يكون ايدين وارون بخير .....حتى أستطيع انهاء هدسون الذي عذبنا أمامهم .
قلت : ان فعلت هذا هل ستكون فخور امامهم ؟
قال : نعم .
قلت : هل تحبهم اكثر من أخيك الذي قتلته بيدك القذرة ؟؟!
قال : نعم ....لأنهم أصدقائي وعائلتي على عكس أخي الذي تركني ....تركني ليفر بنفسه من قيد هدسون لي ....هذا سبب قتلنا لهم ...انهم أنانيون جدا ....بل كانوا يريدون ان ينجوا بأنفسهم لنكون دمى هدسون .
قلت : . ............
قال : سأترك أرون أيضا في رعايتك ....سأخرج لوقت قصير فقط ...وضعت ارون في غرفته .
قلت وأنا أدمع بغضب : بالطبع ....فهمت .
خرج من الغرفة ليغادر وهو يتركني في حالة حيرة ، بعد فترة توجهت للأسفل للاطمئنان على ارون ، دخلت غرفته لأراه فاقد الوعي على سريره ، بقيت أحاول فهم الأمور حولي ، كان ارون قبلا لديه جرح عميق وكأنها طعنة في منتصف بطنه ، ولكن ما إن وضع أوجين يده على جرحه بدى وكأنه يشفى سريعا ، كل شيء بدى غريب ، هل هو سحر ؟؟! لم أسمع بسحر مثل هذا ؟!!!
هل أنا مع سحرة ؟! لا أنكر هذا ...بل لا استيطع الفرار او الهرب ، أشعر بغضب ، لا مفر أبدا ، هنا سمعت صوت ارون وهو يقول : هل أنتي نازلي ؟
قلت : نعم ......هل أنت بخير ؟؟!
قال : لابد أن أوجين فعل كل شيء لينقذني ...للحظات كنت أظن إنني ميت .
قلت : ........
قال : تبدين غاضبة .
قلت : يبدو أنك بخير ....لا تحتاج عيانتي .
قال : للتو قد استيقظت .
قلت : لا أهتم ، سأخرج من هنا .....لا تنادي علي .
وقفت مكاني للخروج من الغرفة ولكن أرون قال : مازالت تشعرين بالغضب والحقد ؟!!
التفت اليه وقلت : كنت تستحق الموت يا ارون على ما فعلته .
ضحك وقال : لقد نسيت كل امر شنيع فعلته ...ولا أشعر بأي ندم .
قلت بغضب : لا تشعر بالندم ؟؟! أنت شيطان .
قال : نازلي ...بسبب هذا نحن ندعى بتوائم الشيطان .
قلت : لا أعرف لما أنا معكم .
قال : هدسون ....
قلت وانا أقاطع كلامه : لا اهتم ...بما تشعر به او حتى اذا كنتم نادمين ....أريد الخروج من هنا .
قال وهو يتجاهل كلامي : هل ايدين بخير ؟
قلت بتهجم : نعم ....ولكنه لم يستيقظ حتى الآن ....طريقة علاج اوجين هي ما ارعبني .
ضحك أرون وقال : ما رأيك بها ؟؟!
قلت : سحر بالتأكيد .
قال : لا ...ابدا .
قلت : كيف يحدث شيء كهذا واذا لم يكن سحر ؟!
قال : .....انه أكثر شخص مميز وغريب الاطوار أيضا ....ظننت انه مخيف في بادى الامر ولكن ....ااااه .
بدى وكأنه يريد الجلوس ويحتاج مساعدة ...ترددت في بادئ الأمر ولكن في نهاية الأمر هرعت لمساعدته ، فقال وهو يجلس بصعوبة مكانه : أشكرك .
قلت بتهجم : لا تشكرني ، أشعر فقط ببعض الاسف تجاه من قتلتهم .
قال : .......لا أشعر بشيء .
قلت : لقد انتهى بي الأمر بالدخول الى غرفة غريبة .
قال وعلى وجهه علامات الاندهاش : ماذا!!! دخلتها ؟؟!
قلت : ..نن...نعم .
قال بابتسامة : أوجين لا يعرف بأننا نعرف أنا وأيدين بشأنها ...بل انا افهم شعوره وما يفكر به .
قلت : لا اريد ان أعرف او أفهم ....اريد الخروج من هنا .
قال : لن تستطيعي .
قلت بصدمة : لا أستطيع ؟!!!
قال : ....يمكن ان تستطيعي ولكنني لا أضمن لك هذا .
قلت بتثاقل : ......لا تضمن هذا ؟!
قال : .........
هنا دخل علينا أوجين وعلى وجهه ابتسامة يوجهها نحو ارون ليتجه نحو وهو يقول : كم أنا شاكر لأنك استيقظت ، كيف تشعر ؟!
قال أرون : بخير وتحسن كثير ، ولكن .....ايدين لم يستيقظ ....
قال أوجين : ..نعم ...ولكنه سيفعل هذا .
كان وجهي عابس ومتهجم بصمت ، فقال اوجين وهو ينظر الي : تبدين غاضبة ...سيكون لديك ما ستفعليه معي .
قلت : ما هو ؟؟!
خرجت من غرفة أرون انا واوجين الذي تأكد أن ارون بخير تماما ....فقال اوجين لي : سنزور هدسون .
قلت : هدسون ؟!!!!
قال : نعم ....ولكن هذه المره لا أريده ان يعرفك .
قلت : هو يبحث عني منذ مدة طويلة ...ما الذي يريده مني ؟؟!
قال أوجين ببرود : بالطبع قتلك .
قلت وعلى وجهي صدمة : ......
قال : لذا لتقبلي بما سأفعله بك .
قلت : ما الذي ستفعله بي ؟!
قال : سأغير هيئتك .
قلت : تبا .....هل يمكن هذا ؟!
قال : هل انتي موافقة ؟؟!
قلت : ....انتظر ولكن ...
قال : ولم قد أهتم لرأيك ...ستفعلين هذا سواء أبيت او رضيت .
قلت بتجهم : ........
قال : لتتبعيني .
تبعته ليتجه نحو غرفته ولندخلها معا ، هنا رأيت السرير الذي كنت عليه قبلا ...كانت غرفته جميلة وغريبة في الوقت نفسه ، فقلت : مع اني دخلتها من قبل الى انها مختلفة هذه المرة .
قال أوجين ببرود : انها نفسها .
قلت بتهجم : ......
قال وهو يبحث عن شيء ما في احد الأدراج : لدي ما سأعطيكي اياه لتشربيه .
قلت : ولكن لماذا ؟؟!
قال : لا حق لك أن تسألي .
قلت بتهجم هامس : ...تبا لك .
قال وهو يخرج من الدرج عبوة صغيرة وكأنها جرعة بلون أزرق : ستشربينها ولكن ليس الآن .
قلت : .........
قال : الآن اقتربي مني .
قلت : ...لماذا !؟؟!
قال : لا حق لك بالسؤال .
اقتربت منه بتجهم لأراه وهو ينطق بطلسم غريب وينفث به علي ، فقلت : ..........
قال وهو يبتسم لي : انظري المرآة .
قلت : غرفتك لايوجد بها مرآة .
قال وهو يقلب باب الدولاب الذي كان بقربه : هنا مرآتك .
اقتربت منها لأرى نفسي في صورة فتاة ثلاثينية العمر شديدة سواد الشعر شديدة بياض البشرة بمثل ملامحي الحقيقية ولكنني بدوت أنضج وأجمل على صورة امراة أخرى تماما ، قلت بخوف : تبا من هذه ؟؟!
قال اوجين بابتسامة لي : هل مظهرك يعجبك ؟!
قلت : صوتي متغير .
قال : بالطبع انه صوت ايفيري .
قلت : ايفيري ...من هذه ؟؟!
قال : زوجة صديق هدسون ، بيراي .
قلت : ولكن ...لماذا أنا على صورتها ؟؟!
قال : لا تقلقي ..سأكون الى جانبك على صورة بيراي بالطبع .
قلت : تقصد اننا سنذهب الى هدسون ونحن متنكرون بهيئتهم ؟؟!
قال : نعم .....ولكن نحن لدينا هدف واحد .
قلت : وما هو ؟؟!
قال : بالطبع تحطيم هدسون .
قلت : لا أفهمك ...أقصد ...أليس هو من تحميه ؟
قال : هدفي واضح يا نازلي هل هدفك مثلي ؟
قلت : اذا ياعدتك هل سأتحرر .
قال : بالطبع .
قلت : ...حسنا ..اذن سأساعدك .
قال : جيد الآن خذي هذا لشربه .
قلت وأنا آخذ من يده المشروب الذي كان يوجهه نحوي : انه نفس المشروب الذي رايته قبلا .
قال : اشربيها ...انها ستمنع هدسون من معرفته لنا ..أقصد انه لن يكون له فرصة للشك بنا .
قلت : ما الذي تريد فعله اذا ذهبنا هناك ؟؟!
قال وهو يشرب مشروب مشابه للمشروب الذي كنت أحمله بيدي : تذكري أنك المرأة التي أحبها هدسون .
قلت بقلق : ماذا!؟؟؟
بدء اوجين يقرا طلسم حوله لهيئة رجل في الأربعين من عمره تقريبا ، فقال وهو يبتسم لي : قصص الحب متشابهة وكلها مملة ، لن أتعب نفسي بسردها لك .
قلت : ...اه بالطبع .
قال : زوجة بيراي تبادل هدسون بعض الحب ...لذا كوني مثلها تماما حتى لا يشك بنا .
قلت : ولكنها متزوجة من بيراي .
قال : بيراي يعرف هذا ...لذا كوني عند كلامي .
قلت : .....سيكون صعبا .
قال : موتك على بد هدسون أصعب .
قلت : .........
قال أوجين وهو يمد يده لي : المسي يدي .
قلت : تبا لك ما الذي تقصده بهذا ؟؟!
قال : فقط تصرفي كأي زوجة مدللة تحب زوجها .
قلت : ...........سأحاول ....تبا .
مددت يدي نحوه لأرى نفسي أمام منزل متواضع في مكان قريب من الضواحي ...فقلت : ما هذا المكان ؟؟!
قال أوجين : بالطبع منزل هدسون الجديد .
قلت : ماذا ؟!!
قال : لا تقلقي ..انه يعيش وحده ..ليس لديه زوجة او حبيبة .
قلت وأنا ابلع ريقي : .....سأحاول .
قال : جيد ...لندخل الآن منزله ...انتي تعرفين ما الذي ستفعليه ؟؟!
قلت بثقل : بالطبع .
فتح لنا رجل في الثلاثينات الباب وعلى وجهه ابتسامة عريضة وهو يحيي أوجين الذي كان بهيئة بيراي ، وبالطبع ادخلنا المنزل ، كان منزل متواضع جدا ، بل أقل من البسيط ، كنا نجلس على كنبة بسيطة ، فقال هدسون بابتسامة : كيف كانت احوالكم من قبل ؟؟!
قال أوجين : بخير تماما .
قال هدسون : وماذا عنك يا ايفيري ؟؟!
قلت بثقة : بخير بالطبع .
تبسم هدسون وقد بدء حوار مع اوجين دون اي شك بنا ، فقال : بالطبع انا هنا فقط بسبب ما اريد فعله ....اريد انهاء الساحر الذي يعيش بالقرب من هنا ...ولكنه قوي بعض الشيء ، اولئك الفتيان اوكلتهم بجزء من المهمة ولكنهم كانوا بدون فائدة ، ولكن اوجين لم يكن معهم ، تصرفاته غريبة هذه المدة ، أقصد انه لم يعد يزورني كما كان ، ما ان حاول الانقلاب ضدي سأنهي حياته في لمح البصر ، لقد أعطاني حياته بين يدي على كل حال .
قال اوجين الذي لم يظهر أي شيء من مشاعره : ولكن يجب ان تحذر منه ايضا ، انه قوي بعض الشيء ، هو الوحيد الذي يعرف كيفية التخلص منك وحبسك في مكانك الذي كنت محبوس فيه منذ عقود .
قال هدسون : هذا ما يشعرني بالتهديد منه .
قم قال هدسون مره أخرى : تلك الفتاة تزعجني ايضا .
قال اوجين : ماذا كان اسمها ؟؟!
قال هدسون : الن تتخلص من عادتك في نسيان اسماء الاشخاص ، اسمها نازلي ، بالطبع لا يمكنني نسيانها ابنه ميلا .
حاولت كتم غضبي وخوفي ولكنه كان يخونني شيء فشيء ، فقال اوجين : أخت روهان وايدين ، يجب ان تتخلص منها سريعا ، انها تشكل تهديد على كل حال .
قال هدسون : ساقطة مثلها لا تشكل شيء بالنسبة لي ...فقط فكرت بأن اوجين سيعذبها قليلا ويلعب بها .
قال أوجين ببرود : لا اصدق انك اقنعتهم بقتل أشقائهم التوائم !!
ضحك هدسون وقال : تلك كانت فكرة ايفيري .
قال اوجين وهو ينظر الي بتعجب : فكرة ايفيري ؟
قلت بدلال اصطنعه بصعوبة : تبا لك يا هدسون ، لماذا تقول هذا الآن ؟؟!
قال هدسون : مجرد فكرة عرضتها ايفيري ، أحببتها بشدة ، بالطبع وضع اولئك الفتيان ضعيف ومحزن ، ما الذي تتوقعه من اطفال كبروا في احضان شيطان مثلي ؟!!!!
قال أوجين بابتسامة : هذا صحيح .
قال هدسون : رومات يحاول تولي شيء من المهمة ولكنه يبدو لي الآن بلا فائدة .
قال اوجين : لتعطيه بعض الوقت ، او لتحرره .
قال هدسون : ولكنني متأكد ان تحرر سيأخذ جانب أوجين بكل تأكيد .
قال اوجين : وما الذي يجعلك متأكد من ان اوجين يفكر بالانقلاب عليك .
قال هدسون : لا أعرف ولكنني أفكر بهذا .
قال اوجين : وما هي خطتك للنيل من هذا الساحر ؟؟!
قال هدسون : انه يعيش داخل قرية ريفية جدا ، حاولت استهدافه ولكن يبدو ان أهل القرية يدعمونه اقصد انهم يعطونه المال ويصدقونه بالطبع سيدعمونه .
قال اوجين : وماذا يعني هذا ؟؟!
قال هدسون : غدا سأعطي امرا لأوجين بأن يقوم بانهاء القرية تماما بمساعدة نيرو ، بما ان الفتية الذين معه غير مفيدين ، فقط انا اريد التخلص منهم ولكنني اشعر بالتهديد من قبل اوجين ، أقصد انه سيحقد ويفكر بالانتقام مني ما ان يعرف انني قد قتلت أرون وايدين بالطبع .
قال اوجين : هذه فكرة رائعة .
قال هدسون : بالطبع سيقتلون اهالي القرية ويحرقون المنازل ، ولكن هذه المرة سأقابل ذلك الساحر لأنهيه تماما .
قال أوجين ببرود : بالطبع لن يتردد اوجين بفعل ذلك ، لم يتردد بفعل شيء تأمره به أبدا .
قال هدسون وهو يوجه كلامه تجاهي : لم انتي صامته ؟! هذه ليست عادتك ؟! أقصد أنك صديقة الخطط الجبارة .
قلت : انشغل بالي بأمر أوجين ، أقصد انه سيشكل تهديدا لنا .
قال هدسون : وبالطبع ما ان يشكل هذا التهديد سأتركه لك .
قلت : بالطبع لا تقلق .
قال اوجين : اعرف بشأن علاقتك با هدسون بايفيري ، أقصد انها لم تصارحني بهذا ولكنني عرفته .
قال هدسون : انتهى كل شيء ما ان تزوجت بها ، أقصد بدون اساءة أنه حب عابر فقط .
قال أوجين : لم يكن كذلك يا هدسون .
نظر هدسون الى أوجين ببرود وقال : نعم أعرف هذا .
قال أوجين : كنتما معا ليلة أمس .
قلت وانا احاول اظهار الارتباك على وجهي : لم يكن كذلك يا بيراي .
قال هدسون : نعم ، ولكنها مجرد هفوة بسيطة يا صديقي .
قال اوجين : بالطبع ، لطالما أحببت الهفوات ، ولكن يبدو أن ايفيري حامل .
قلت وانا مرتبكة هذه المرة بشدة : بيراي ، انه ليس كذلك .
قال هدسون : لا اهتم ، لأننا لم نكن لنفعل شيء معا .
قال اوجين : ما تفسير حملها ؟؟!
ضحك هدسون وقال : تهاني لك لحملها .
قال اوجين بابتسامة : هذا ما أردت ان تقوله لنا .
ضحك اوجين وهدسون وسط صدمتي وذهولي ، فقال هدسون بابتسامة : طابع بيراي هذا لا يتغير ابدا ههههههه تبا لك .
قال اوجين بهمس وهو يضرب يدي برفق : حاولي اظهار شيء من التعبير .
قلت وانا أضحك وأضرب كتف اوجين بدلال : تبا لك ، لقد افزعتني يا بيراي ، ألن تتخلص من عادتك هذه أبدا !!
قال هدسون : لم تكوني تفكرين بالانجاب أبدا يا ايفيري ، ولكن تهاني لكما .
قلت : هذه المرة شعرت بأنني أكبر حقا ، اريد ذلك قبل فوات الأوان .
قال هدسون وهو يحدق بي بغرابة : حقا ....؟!!!!
هنا ضحك أوجين وقال بسعادة : لم أكن أظن أن ايفيري ستقتنع بهذا يوما .
هنا تبسم أوجين بابتسامة بدت سعيدة على وجه بيراي المتصلب ليمسك بكتفي ويقبلني ، وسط ذهولي ، فقال هدسون بابتسامة : هل كانت هذه مناسبة زيارتكم لي ؟؟ رائع رائع جدا ، لنقيم احتفال بسيط الليلة من اجل مناسبة سعيدة مثل هذه .
فقال اوجين : هذا ما كنت أفكر فيه ولكن هذه الليلة لدينا موعد مسبق .
قال هدسون : هذا محزن ولكن يمكن أن نأجلها لاحقا .
قلت وأنا مرتبكة واحاول تمالك نفسي : بالطبع ...بل نحن من سندعوك لمناسبة مثل هذه .
بعد هذا ودعنا هدسون بحرارة وخرجنا من منزله لنعود الى المنزل الذي كنا فيه قبلا بالتحديد غرفة أوجين ، فقال وهو يوجه كأس مملوء لي ويقول : اشربيه سيعيدك لطبيعتك .
قلت وأنا آخذه من يده وأشربه بسرعة بشيء من الغضب : ااااه ، انها مهمة صعبة يا أوجين ...لقد فشلت بها بالطبع ، هدسون كان يعطيني نظرات غريبة ، لم تخبرني شيء عن ايفيري وشخصيتها التي لا اعرف شيء عنها .
قال : لا .....أنها كما كنتي عليه .
قلت : لا أفهم ما الذي كسبناه من هذه الزيارة .
قال : للأسف انا من كسبته وليس أنت ولكنك ستستفيدين منها مع مر الوقت .
قلت بغضب : حامل ؟؟! لا افهم شيء ؟!!
قال : لا تقلقي أنتي لست حامل الآن على كل حال .
قلت بغضب : تبا لك ، تقبلني أيضا !!
قال : بالطبع هذا ما يفعله بيراي مع زوجته .
قلت بغضب : تبا لك ....
ثم خرجت من الغرفة بسرعة وغضب لأتوجه نحو الغرفة التي كان بها ايدين ، فقلت وأنا امسح وجهي وأجلس على طرف السرير الواسع : ااه لم تكن أتخيل أن يحدث شيء كهذا .
مرت عدة ايام ليتحسن ارون تماما وكأن شيء لم يحدث له ، على عكس ايدين الذي لم يستيقظ أبدا ، ومع ذلك كنت باردة ولم اشفق عليه أبدا ، كنت جالسة في منتصف مجلس المنزل ، حيث قمت من مكاني وانا احاول التوجه للأعلى ولكنني سمعت حوار قادم من غرفة أرون ، جعلني اتصلب مكاني لسماعه ، حيث قال ارون لأوجين الذي كان معه في الغرفة : لا اظن ان ايدين سيستيقظ ، أقصد ان المكان الذي كنا فيه كان مكان ليس من الأرض حتى ، أعرف ما تريد فعله يا أوجين .
قال أوجين : لا تتدخل فقط حاول ان لا تشكك هدسون بنا .
قال ارون : .........
هنا خرج اوجين من الغرفة بسرعة ، كنت مصدومة ولكنني تمالكت نفسي لأحاول التظاهر بأنني مشغولة ، لم يشعر أوجين بالشك بي وقد مر بشكل طبيعي ، خرج أرون من الغرفة وهو ينظر الي ويقول : هل سمعتي شيء مما قلناه ؟!
قلت : ما الذي تقوله ؟؟
قال وهو يبتسم : هل ستعيشين في الخوف للابد ؟
قلت : لا أفهمك .
قال : يجب ان تبقي هنا عند ايدين ، سنذهب انا وأوجين ونعود .
قلت : الى اين؟!
قال : لحرق قرية ريفية صغيرة .
قلت : ......
خرج أوجين من غرفته وقال : ستأتين معنا يا نازلي .
قلت : لن اشارك في عمل وحشي مثل هذا .
قال اوجين : ليس لديك الحق في وضع قرارك ورايك .
قلت وأنا احدق به بغضب : ...........
توجهنا الى تلك القرية لأرى نفسي أمامها في لمح البصر ، ومعي أوجين وأرون ، فقال أرون : انا شاكر هذه المهمة أسهل بكثير من التي كانت قبلها .
قال اوجين : تلك لم تكن مهمة ، تلك كانت انتحار .
قلت : ما الذي سنفعله ؟؟
قال أرون وهو يبتعد عنا انا و اوجين ويقول : سأبدأ قريبا .
قال لي اوجين : لتتبعيني بصمت دون أي سؤال حتى لا تؤذي نفسك ، أهالي هذه القرية عنيفون قليلا .
قلت وأنا اتبعه : ساحاول .
دخلنا القرية التي كان بها اطفال يلعبون ونساء ورجال بأعمال مختلفة ، كانوا ينظرون الينا بصمت مخيف كلما ممرنا بينهم ، فقلت : ما بال نظراتهم المخيفة هذه ؟؟؟
قال : هم يعرفوننا ، ويخافوننا .
قلت : يعرفونك انت فقط .
قال : بالطبع .
قلت : لا اريدهم ان يعرفونني .
قال : ولكنهم الآن يعرفونك .
سمعت اصوات همسات لنساء ورجال حولنا بصوت خافت ، ولكن كان هناك مجموعة من الأطفال يلعبون بالكرة دون توقف رغم توبيخ امهاتهم لهم ، انطلقت الكرة لتتدحرج نحونا وتصل الى قدم اوجين الذي كان يتقدمني ، كانت نظرات الناس حولنا غريبة ، كانوا غاضبين وخائفين ومتوترين ، فجاء طفل يجري ليحاول التقاط الكرة التي استقرت امام قدم اوجين وسط صراخ امه خوفا عليه ، فقال اوجين وهو يمسك الكرة بابتسامة مخيفة للطفل : هل تريد كرتك ؟؟
قال الطفل : نعم .
سلم اوجين الكرة للطفل وقال بابتسامة مخيفة : للتنطلق الآن يا أرون .
سمعت اصوات صراخ وصياح خائف من الخلف ، فقال لي اوجين : لا تلتفتي يا نازلي .
قلت بقلق : ما الذي يحدث ؟؟
قال : بالطبع هو حريق .
سمعت اصوات صراخ تقول : حريق ..حريق .
فقلت وانا اتوقف مكاني بخوف والتفت للخلف لأرى نارا كبيرة تبتلع وتحرق البيوت سريعا ، هنا كان الناس يجرون ويهلعون برعب ، كنت خاىفة وقلقة ، اصطدمت بي امرأة وهي تحمل ايناء ماء معها بسرعة لتسقط مع الوعاء الذي معها وانا كذلك ، نظرت لي المراة برعب وصرخت لتهرب مني بخوف ، هنا رأيت اوجين امامي وهو يقول بغضب : أنتي تأخرينني ، ان فر ديس منا بسببك انتي من ستموتين بدلا منه .
قلت وانا اقف بسؤعة وعلى عجالة : أنا لن آتي معك ، سأحاول مساعدة هؤلاء المساكين .
ضحك أوجين بغضب وقال : ستحرقين معهم .
قلت : لماذا تفعل هذا باناس بريئين مثلهم .
قال وهو يعطيني ظهره : لن اسمح لشخص مثلك أن يعكر صفو خططي .
قلت : لا آتي معك .
قال وهو يضحك : لا تفعلي شيء فقط لتلتزمي صمتك .
تقدم أوجين المشي سريعا ، كنت أحس بأن جسدي يتبعه فقط بدون شعور ، كنت لا استطيع التحكم به اصلا ، وكأنني منومة مغناطيسيا ، كنت امشي وانا أرى الاطفال يبكون والنساء مرعوبين والرجال يحاولون اطفاء النار ، كل هذا وسط برود أوجين ، كان ارون يتحكم بالنار التي كانت تحرق البيوت ، كرهت نفسي في ذلك الوقت ، كنت أدمع بغضب شديد ، كنت افكر في قتل اوجين ما ان يحررني من القيد الغريب الذي كنت فيه ، وصل اوجين ليستقر امام منزل متواضع ، هنا حرك يده لأجد ان الباب ينكمش شيء فشيء ، دخل أوجين بينما كنت اتبعه ، كان اوجين يحاول البحث عن ديس ذلك الذي كان يتحدث عنه ، فتح أوجين باب غرفة ضيقة وقال وهو ينظر الى داخلها بابتسامة بينما كنت لا ارى شيء لان اوجين كان يحجب الرؤية عني : لا أصدق هذا العجز .
سمعت صوت رجل عجوز وهو يقول : هل تستمتع بهذا ؟؟
ضحك اوجين وقال : بل أعشقه .
قال العجوز : الموت لك انت وهدسون .
قال أوجين : لا تحمل هدسون هذا مع انه اراده ولكنني أردته اكثر منه .
قال العجوز : ماذا !!!!!
قال اوجين : مجرد طمع .
قال العجوز : تبا لك ، موتي لا يعني نصركم علي .
قال اوجين باستفزاز : ما الذي يعني اذن ؟؟انت ساحر ومصيرك بعد الموت بالتأكيد الجحيم .
قال العجوز : ............
قال أوجين وهو يهمس لي : حاولي الا تري او تسمعي شيء يا نازلي .
قلت : ماذا ؟؟!!
سمعت أصوات تعذيب مخيفة ، وكأن العجوز يختنق شيء فشيء ، فقال اوجين : لقد انقذتك هذه الفتاة من موتتك الوحشية .
سمعت صوت انفجار شيء لأرى دماء تنتشر بالغرفة كلها ، استدار اوجين ليترك جثة العجوز الذي انفجر رأسه بشكل بشع وهو يقول : كنت اخطط لقتله بشكل وحشي اكثر يا نازلي ولكنني رحمتك .
قلت وأنا مصدومة : ...ماذا ؟؟!!!!
رأيت جسدي يتبع أوجين وسط دموعي المرعوبة التي تسقط سريعا ، خرجنا من منزل ديس لارى ارون وهو يستقبلنا بابتسامة وهو يقول : كم أشفق على أهالي هذه القرية .
قال اوجين : ما كان عليهم ان يدعموا هذا الساحر ، انهم يستحقون هذا .
كنت مصدومة بشدة ، رفعت رأسي لأرى قرية محترقة بأكملها ، هنا شعرت بخوف فظيع جعلني أفقد وعيي ، استيقظت لأرى نفسي في غرفتي مستلقية على نفس السرير الذي كان به ايدين ، حيث انه كان في الطرف الآخر من السرير ، استيقظت وأنا مرعوبة ، فقلت : تبا يبدو انه كان كابوس فقط .
رأيت ارون وهو يقف امامي ويقول : لم يكن حلما .
قلت : ماذا !!!
قال : أنتي ضعيفة جدا يا نازلي .
قلت بغضب : أين هو اوجين ؟؟
قال : انزلي اليه وزوريه في غرفته .
هرعت على عجالة للنزول اليه لأدخل غرفته وانا اصرخ بغضب : اين انت ؟؟
كانت غرفته فارغة تماما ، بحثت عنه بغضب لأدخل نفس تلك الغرفة المعزولة بغضب وسط الظلام الذي كان يحل بها ، فقلت : انت هنا ؟!
رأيت نفس ذلك الرجل الشاب الذي رأيته قبلا في هذه الغرفة ، فقلت بغضب : أين ذلك الوحش ؟
قال وهو يحدق بي : لا تتسرعي بالحكم ، اسألي من الذي جعله كهذا ؟؟؟
قلت بغضب : الوحوش وحوش بالفطرة .
قال : انت مخطئة .
قلت بغضب : انه سفاح قاتل ، بل ..بل طاغية .
قال : هل تعرفين قصة أليانا وصديقاتها ؟؟
قلت : لا اريد ان اعرف .
قال : ارادت ثلاث نساء عقيمات أن ينجبن ، أردن الذرية ، كن محرومات منها تماما ، حاولن الاستعانة بساحر في مساعدتهن ، وبالطبع كان ليساعدهم ولكن لم يكن الثمن ماديا .
قلت : لم يكن يريد المال ؟!!
قال : كل القصة تبدأ هنا حيث اقترحت احداهن هذا ، وما ان وصلن منزل الساحر الذي قابلهن ...
* * *
دخلت النسوة المنزل وهن يجلس مرتصات حول الساحر الذي قال لهن : ما مطالبكن ؟؟
قالت نورا : نحن نساء عقيمات ، وقد سمعت عنك انك تساعد كثيرا من النساء العقيمات .
قال الساحر : بالطبع .
قالت نورا : انت تعرف مرادنا ، نحن نريد معرفة هوية المقابل .
قال الساحر : انتن الآن جميعكن اصبحتن في حمل .
قال ميلا بسعادة : هل تقول الصدق ؟؟!
قال الساحر : لن اخبركن بالمقابل حتى تلدن جميعكن .
قال اليانا : ولكن نحن نريد معرفته الآن .
قال الساحر وهو ينظر اليها بغضب : لا تتعدي حدودك ، قد اسقط طفلك لك في اي لحظة .
قال اليانا وهي تنزل راسها : أعتذر منك .
قالت نورا : ولكنني أريد ان أنجب توأم .
قال الساحر : ااامممم توأم . فكرة جيدة ، هل تردن التوائم كلكن ؟؟
قالت ميلا ونورا بحماس : بالطبع .
قالت اليانا : انا ايضا اريد هذا .
قال الساحر : مؤكد أن قريتكم تعظم الذكور اكثر من الاناث .
قالت ميلا : نعم انا أريد توأم ذكور .
قال نورا : كلنا نريد هذا يا حضرة الساحر .
قال الساحر : جيد اذن كلكن في حمل بتوائم ذكور
وبالطبع الثمن مأجل .
خرجت النسوة من منزل الساحر وبقين في حملهن لتلد كل منهن توائم ذكور في اوقات متقاربة ، بعد فترة من الزمن عادت النسوة للساحر والسعادة على اوجههن ، ولكن المقابل أزال تلك السعادة عن وجوههن تماما ، حيث قال الساحر : المقابل هو أن تعطيني كل منكن أحد أبنيها .
قالت نورا : ماذا !! لم يكن هذا اتفاقنا .
قال الساحر : كان مؤجل مجهول لذا انا اعرفه لكن .
قالت اليانا : ولكنك قلت انه مؤجل فقط .
قال الساحر : ان رفضتن ذلك فانني سآخذ الابن الثاني لكن أيضا .
قال نورا بخوف : سأحضر لك ابني صباح الغد .
قالت ميلا بتردد وهي تدمع : أنا .....أنا أيضا .
قالت اليانا وهي تدمع : وانا ايضا .
قال الساحر : لا ، أحضرن الاطفال وانا سأختار من اريد أخذه .
خرجن النسوة باكيات بشدة من منزل الساحر ، فقالت اليانا : لن اعطيه اي من ابناي .
قالت ميلا : لن اعطيه روهان وايدين ابدا .
قال نورا : لم اكن اظن او حتى أفكر بأن ثمنه هو هذا ، فقط لا يمكنني التخلي عن ارون وجايدين .
قالت اليانا : سأحمي أيبين وأوجين بنفسي .
قالت نورا : ما الذي تخططين له ؟؟
قالت اليانا : أتمنى ان ينجح .
في صباح اليوم التالي جاءت نورا مع ابنيها وكذلك ميلا ولكن أليانا لم تفعل ، فقال الساحر وهو ينظر للأطفال : أطفال أليانا لا اراهم .
قالت ميلا : يبدو انها تأخرت فقط .
صرخ الساحر وقال : ستموت هي واطفالها ان لم يعطيني اياهم .
قال ميلا بخوف : .....
قال الساحر وهو ينظر الى اطفال نورا : ماذا كانت اسماءهم ؟؟!
قال نورا وهي تبكي : أرون وجايدين .
قال وهو يحمل أرون : هذا الطفل مميز .
سقطت نورا على الأرض وهي تبكي بشدة وتحتضن جايدين وتقول : أرجوك اطلب مقابل آخر ، حتى لو كان حياتي .
قال الساحر وهو يلقي نظرة على اطفال ميلا : أطفالك جميلون .
قالت ميلا بدموع مترقرقة : ........
نظر الساحر الى ايدين وقال : أرى انه المناسب لي .
اخذ الساحر ايدين من يد امه ميلا وقال : انه اكبر الأطفال صحيح ؟؟
هزت ميلا رأسها بوجه مطحون بنعم ، اخذت ميلا ونورا ابناءهن المتقين وهن منهارات تماما ، مرت الايام وبدى أن أليانا هربت بأبنيها بعيدا عن القرية التي كن يسكنونها ، هنا قرر الساحر أخذ ابناىها منها وقتلها ايضا بوحشية ، ولكنه هذه المره استعان بشيطان الأرجوحة الذي كان يختطف الاطفال أو يستدرجهم ويغريهم ، في منزل أليانا الجديد كان الوضع مريح ، اذ مرت سنوات ولم يحدث شيء يرعبها لأطفالها او حتى لها او لزوجها ، خصصت أليانا غرفة نوم بسيطة لاوجين وأخيه ، كانت الغرفة بسيطة وعادية ولكن أليانا لاحظ شيء غريب بابنها اوجين ، كان داىما ما يحب الدخول الى غرفة كانت تعتبر مخزن للمنزل ، كانت غرفة فارغة تماما ، فقط تحتوي على مغلفات وكراتين أثاث ، لاحظت أليانا وجود أرجوحة تتوسط المخزن لم تكن توجد بها قبلا ، كان اوجين يبرر حبه لدخول هذا المخزن بسبب هذه الأرجوحة فقط ، وأنه يريد اللعب بها ، لم ترتاب أليانا كثيرا بهذا ، كان أوجين في عمر ثلاث سنوات فقط هو وأخوه أيبين ، مرت أيام ليبقى اوجين ساعات طويلة في ذلك المخزن ، وكأنه يتحدث مع أحد فيها ، مرت الأيام لتتلقى أليانا اتصال بأن زوجها توفي في حادث مؤسف جدا ، انهارت اليانا بعد سماع ذلك الخبر ، مرت ايام وقد أصاب أليانا اكتئاب شديد ، هنا اختفى أيبين هو وأوجين تماما ، لاحظت أليانا هذا وعرفت أنه بسبب فرارها من ذلك الساحر ، دخلت المخزن بقلق وهي مصدومة لأنها رأت رجل شاب يتأرجح على الأرجوحة وعلى وجهه ملامح غريبة فقالت أليانا وهي تبكي : أرجوك اعيد لي ابناي .
قال الرجل : لا مجال لأنك ستموتين معهم .
قالت وهي تبكي : أريد ان اقابل الساحر بنفسي .
قال الرجل : هل تظنين انك تستطيعين هذا ؟
قالت أليانا وهي تبكي بشدة وتنزل رأسها : اتوسل اليك .
سمعت اليانا صوت الساحر وهو يقول : هيا توسلي اكثر .
رفعت أيانا رأسها لترى ابنيها بين يدي الساحر وذلك الرجل الغريب ، فقال وهي تبكي : أرجوك أعفو عن حياتهما .
قال الساحر : كنت افكر في أخذ اوجين منك فقط ، ولكنني الآن أريد تغيير رأيي .
قالت أليانا وهي تبكي : اتوسل اليك .
قال الساحر : لنرى رأي اوجين في هذا .
رفعت اليانا رأها ليقول اوجين ببراءة : أنا اريد اللعب مع هذا الرجل .
ضحك الساحر وقال : ابنك تخلى عنك .
قالت أليانا : أتوسل اليك .
قال الساحر : يعجبني توسلك جدا ...توسلي أكثر .
قالت أليانا : أرجوك ، اتوسل اليك .
ضحك الساحر وقال : بالطبع سآخذ أوجين وأترك ايبين على قيد الحياة ولكنك ستدفعين ثمن حياته .
قالت وهي تبكي : أرجوك لا تفعل .
قال الساحر : ما كان عليك الرفض والمماطلة منذ البداية والهرب .
هنا قتل الساحر أليانا في لمح البصر لتسقط على الارض صريعة وسط بكاء أيبين ، بينما كان اوجين يراقب فقط .
* * *
قلت وأنا اقاطعه : الرجل الغريب هو أنت ؟؟
قال : نعم ، ولكن الساحر هو هدسون .
قلت : كنت متوقعة هذا .
قال : ولكن ما ان يحررني اوجين فأنا سأقف معه .
قلت : لماذا تقول هذا ؟؟
قال : لان هدسون تخلى عني ليحبسني هنا .
قلت : .........
قال : أعرف ان اوجين قاسي ولكنه مرح ورقيق في داخله .
قال بغضب : انت تمزح معي !! يبدو وكما حكيت لي ان امه قد ولدت وحش دون ان تعرف هذا .
قال : لا تنسي أن نورا عادت عقيمة مره اخرى بينما ميلا حملت لتنجبك .
قلت : ولكن لماذا قتل توارم الشيطان توائمهم ؟
قال : بالطبع هدسون كان يربيهم على القتل والغدر ، بل الخداع القذر ، كانت العمة ايفيري تحرضهم بشان توائهم أنهم هربوا بأنفسهم للنجاة فقط والتحرر من هذا القيد الذي عليهم .
قلت : هل هذا سبب قتلهم لاخوتهم ؟؟!
قال : بالطبع .
قلت : ..........
قال : الآن انتي تشفقين عليهم صحيح ؟؟
قلت : لا أعرف .
قال : التوائم متشابهين مهما كان .
قلت : ما الذي تقصده ؟؟
قال : هذا ما يقال أن التوائم يصاقون نفس الاصدقاء ويحبون نفس الشخص أيضا .
قلت : لا أصدق بهذا .
قال : بل صدقي به .
قلت : وما الذي ادراك ؟؟
قال : لقد تم حبسي هنا منذ فترة قليلة ولكنني كنت محرر قبلا ، قررت مراقبة التوائم الآخرين ايضا ولكنه لم يكن امر من هدسون فقط من نفسي .
قلت : وما الذي وجدته ؟؟
قال : روهان يحب أخته كثيرا ويتحدث عنها كثيرا ، أراد تزوجيك لايبين أخ اوجين ايضا .
قلت بغضب : ولو كان حيا لما كنت افعل ، عرق الجنون يجري في دمهم .
قال : أخطأتي ، أيبين عاش مع روهان منذ صغره ، أقصد أن ميلا أخذت العناية بأيبين ، ولكنها خافت بعد ذلك عليك ، كانت تظن بأنك الطفلة الوحيد الطبيعية لها ، لقد ظنت أن روهان وايبين اطفال مسحورين ، بدت ميلا مجنونة قليلا ، بل كانت تصدق كل الخرافات ، أصبحت امراة حذرة وسواسة ، وجعلتك تعيشين مع جدتك ، ولكنها ماتت بعد ذلك ، كانت جدتك تشعر بشك في روهان وايبين أيضا لذا فصلتهم عنك تماما .
قلت : .......هل ما تقوله صحيح ؟؟؟
قال : نورا انتهى امرها بمرض مزمن لتموت بسببه وتترك ابنها ايضا ، هنا وعلى ما اظن صدقت مقولة التوائم ، كان ثلاثتهم اصدقاء مقربين ، حتى انتشلهم توائم الشيطان ، رغم ذلك أظن انهم عاشوا نقيضين لبعضهم ، رغم ذلك ، اوجين لم يشعر بندم على ما فعله .
قلت : ولم يشعر الوحش بالندم اصلا !!!
قال : هل تريدين تجربة الأرجوحة ؟؟
قلت بسخرية : لست طفلة .
قال : لم اكن لأسمى بشيطان الأرجوحة لولاها .
قلت : ما الذي تقصده ؟؟
قال : جربيها .
هنا تقدمت لأجربها ولكن فجاة دخل أوجين الغرفة وقال : لا تفعلي يا نازلي .
نظرت اليه بقلق وقلت : ولكن لماذا ؟؟؟
سحب اوجين يدي بعنف وقال : كنتي ستكونين محبوسة مكانه .
بدت تعابير الصدمة تظهر علي فقلت : ماذا ؟!!!!
ضحك الرجل وقال : أوجين لقد أطلت علي كثيرا .
قال أوجين : أطلت اتفاقنا ولكنه مازال كما هو يا رومات .
قال رومات : لتكن عنده .
سحب اوجين يدي وأهرجني من الغرفة بعنف وقال لي وهو يضرب باب الغرفة بقوة ويمسك عنقي بعنف : ستموتين ان دخلتي مرة أخرى .
قلت وأنا ادمع : ........
قال اوجين : أجبيبي .
قلت : لن ادخل اليها مره اخرى .
قال اوجين وهو يتركني : جيد .
تركني وسط صدمتي وغضبي ، حيث توجهت نحو الغرفة التي كان بها ايدين الذي مازال فاقد الوعي وقلت وأبكي عنده : لو كنت مستيقظ لما سمحت لهم باهانة أختك صحيح ؟!!
كمت ابكي بشدة وألم حتى نمت مكاني ، مرت أيام قليلة حتى جاء أوجين عندي وهو يقول لي : سنعود لزيارة هدسون مره اخرى .
قلت بغضب : لن أساعدك .
قال ببرود : عنادك مثير بالنسبة لي .
قلت : أنت عنيف ومخيف ، لا تطاق أبدا .
قال وهو ينظر الى ايدين : لم يكن ليفيدك حتى وان كان متستيقظ .
قلت بغضب : أفكر في قتلك ما ان اتحرر من هنا .
قال : اذن انا لن احررك .
قلت : أنا أكرهك .
نظر الي أوجين بتحديق غريب وقال : أنتي مثيرة بحد ذاتك ، عنيدة جدا مثل ايدين .
قلت : لا تشبهني بهذا الشخص ، انه ......
قال اوجين : هو مازال اخيك .
قلت وأنا ادمع : تبا لكم .
قال اوجين : حشنا اذن سنذهب غدا .
قلت : غدا او بعد غد ، لا أهتم ، لن اذهب .
قال اوجين وهو يبتسم : لتنضمي الينا في حفلة الشرب الخاصة بنا .
قلت وأنا متجهمة : لن أفعل .
قال : ولكنني أريد منك هذا .
قلت : اذهب واشرب وحدك أيها القذر .
ضحك وقال : سأكون بانتظارك انا وأرون .
كنت افكر بعدم الانضمام لهم ابدا ولكنني توجهت اليهم لأرى اوجين يشرب وحده فقط ، فقلت : أين أرون ؟؟
قال بابتسامة ساكرة : لا يريد الخؤوج من غرفته مثل طفل صغير .
قلت : وماذا عنك؟ تبدو مثل ثمل مجنون .
قال : لا مانع من ان اشرب وحدي .
توجهت نحوه وقلت وأنا انظر الى الخمر الذي يشربه : هل هو المفضل لديك ؟؟!
ضحك وقال : هل تريدين الشرب ؟؟!
قلت : منذ مدة أنت لم تشرب ، هل تشعر بأنك لست بخير ؟؟!
قال وهو يمسك يدي : لم اكن يوما بخير أبدا .
قلت وأنا اجلس على الكبنة : تبدو مثل المجنون .
قال وهو يترك يدي : قتل الناس لن يشفي غليلك .
قلت : وما هو غليلك هذا ؟؟!
قال : اريد فقط قتل هدسون ، اريد ان اكون مكانه ، الكل يهابه ويخافه .
قلت : هذه ليست السعادة .
قال وهو يضحك : هدسون ورومات يقولون انني سمحت بموت امي امامنا .
قلت : انت فعلت ولكن لا يمكن الأخذ بكلام طفل .
قال وهو يحدق بي : صحيح ههههه لا يمكن الأخذ برأي طفل او حتى بكلامه .
قلت : أنت شيطان يا أوجين دموي ومخيف جدا .
ضحك وقال : أنا كذلك .
قلت : انت لا تعرف مفاهيم الحب والتسامح والتعاون والتعاطف والرفق واللطف ، انت فقط عنيف ومخيف وشيطاني جدا .
قال : ولكن هذا لا يمنع من ان الشيطان لا يحب .
قلت : من تحب ؟؟!
قال : كل ما اريده هو الاعتذار من امي واخي .
قلت : لا تعتذر بعدما قتلت أخيك .
قال : كان يقول ان اخوك يريد ان يزوجك منه .
قلت : وما دخل هذا ؟؟!
قال : هناك سؤال ينطلق بعقلي كلما أتذكر هذا .
قلت : وما هو ؟؟!
قال : هل أحبك أخي رغم أنه لم يراك ؟؟!
قلت : لست سلعة تتبادلها أنت وأخيك .
قال : التوائم تحب نفس الشخص .
قلت بتجهم : ما الذي تعنيه يا سكير ؟؟!
قال : انت مثيرة بالنسبة لي .
قلت : أروق لك ، أعجبك ؟؟!
قال بضحكة ساكره : نعم .
ضربت وجهه وقلت : يمكن للشيطان ان يحب ولكن ليس له الحق بذلك ابدا .
قال وهو ينزل رأسه : اشعر بندم وألم شديد ، أنا اشعر بندم ، أنا نادم .
قلت : ها قد اعترف الشيطان بأفاعيله .
قال بصوت وغريب : من علي ان اعتذر اليه اولا ؟!
قلت : نفسك ...أنت عذبتها كثيرا وأنا ....
سمعت صوت بكائه الذي جعلني أتجمد بصمت ، بعد ثواني من الصمت قلت : هل كنت تبكي ؟؟
قال وهو يضحك فجأة : أنت تبدين كالملاك .
قلت بتجهم : ما الذي تقوله ؟؟
رأيت أرون وهو يخرج من غرفته وينظر الينا فقال : يبدو أن أوجين أصبح ثمل .
قلت : منذ وقت طويل .
توجه نحونا وجلس ليأخذ بعبوة الخمرة ويشرب منها ، فقلت : ما الذي دهاك ؟ لم تخرج من غرفتك سوى للتو .
قال : لا شأن لك .
قلت وأنا اتنهد : بالطبع ليس شأني ، ولكنني أشفق عليكم .
قال وهو ينظر الي بتجهم : لماذا ؟؟!
قلت : لم تسمع اعتراف أوجين .
قال : بلى ، كنت اسمع محادثتكم .
قلت : جيد اشرب الآن معه وحاولوا مواساة بعضكما وأطلبا شيء من المغفرة .
قال : لا توجد مغفرة لنا .
قلت : ...........
قال : هدسون فكر أكثر من مره بقتلنا ولكن أوجين في النهاية أبدى له شيء من التهديد ، لانه يعرف كيفية التخلص من هدسون ، هنا شعر هدسون بشيء من التهديد ، لذا تجدينه يحاول التعذر بارسالنا لمهمة مميتة بدلا من قتلنا .
قلت : ألم تفكروا بالهروب بمساعدة شخص ما .
قال : .........مساعدة !! لا أحد يرحب بقتلة مثلنا ، جميعهم يخافون منا وكأننا وحوش .
قلت : نعم انتم وحوش .
قال وهو يشرب : لن تستطيعي مساعدتنا ، لذا فكري أولا بمساعدة نفسك .
قلت : ........لا اظن أنني أستطيع سوى ...
قال : سوى ماذا ؟!!
قلت : انت تعرف بشأن رومات ، أقصد شيطان الارجوحة ، ألم تفكروا بطلب مساعدته .
ضحك أرون وقال وهو ينظر الى أوجين الذي كان نأئم مكانه : نحن نعرف بشأنه ، ولكن اوجين يظن عكس هذا ، ........لا أريد اغضابه بمحاولة تحريره .
قلت : ولكن لماذا ؟؟!!
قال : رومات عنيد جدا ، لا أعرف كيف خرجت آخر مره من الغرفة عندما دخلتها ، اظن أن ايدين ساعدني في ذلك بعدما شعرت بأنني سأموت جوعا ، بل غلبني النوم هناك ليومين .
قلت : لاحظت هذا .
نظر الي وقال : أنتي جريئة بشكل مثير .
قلت : جيد أنك تعرف هذا لأنه نفس كلام اوجين الذي قاله عني .
قال أرون وهو يحدق بي : أراك لا تهتمين لأمر ايدين ، انتي تعرفين انه في غيبوبة صحيح ؟
قلت : ..نعم ...
قال : ألا تشعرين بأي حزن ؟؟! أستغرب من برودك هذا !!!
قلت وأنا أدمع : أنا أهتم ....أهتم كثيرا ، لم يبقى لي من عائلتي سوى هو ، ولكنني أفكر ايضا في ما الذي سيفعله لو استيقظ ؟؟ لا اظن انه سيهتم لأمري ، أو يعتبرني أخته أصلا .
ضحك ارون هذه المره وهو ثمل وقال : أفهم سبب تجاهله لك ، ولكنه كان سيتغير تماما من أجلك .
قلت وأنا أبكي : لا اعرف ، أدعو ان يستيقظ ، حتى لو كان أخي قاتل وسيء ، مازال أخي .
رأيت أرون وهو يتكيء على الكنبة ويقول بثماله : لم أقابل في حياتي فتاة الا وقتلتها او عذبتها ، الحوار معك كان نادر بالنسبة لي .
قلت : كيف كانت حياتكم قبلا ؟؟ في سجن ؟!
تبسم لأراه ينام مكانه بعمق ، زفرت وأنا احاول أن أتمالك الوضع ، ادركت ان حياتهم مؤلمة تماما ، مع انهم ظهروا كشياطين أمامي ولكن حالهم يرثى له تماما ، تركتهم وتوجهت الى الأعلى ولأدخل الغرفة التي بها أيدين ، كنت أشعر بحزن شديد ، شعرت انني اريد ان أغير قراري ، سأخرج من هنا ليس وحدي ، مع أخي الذي سيستيقظ قريبا وكذلك أوجين وأرون ، أتمنى ان تكون لهم فرصة في إصلاح كل ما فعلوه ، ولكنه صعب جدا جدا .
في اليوم التالي استيقظت لأرى ايدين بنفس حاله الذي كان يحزنني ، نزلت للأسفل لأرى اوجين وهو يقول لي : لدي مهمة انا وارون ننجزها ولكنك غير مفيدة الآن .
قلت : لا تحاول التشمت بي ، حالك كان مثير للغاية بالأمس .
قال وهو يحدق بي بابتسامة : تبا لك .
قلت : كنت على وشك ان تعترف بحبك لي .
قال : لقد كنت صادق .
قلت وأنا مصدومة منه : ماذا ؟!!!أليست قصص الحب مملة بالنسية لك ؟؟!
قال : قلت ذلك اأنك كنتي جميلة بالأمس .
قلت : ماذا عن الآن ؟؟
قال : الآن تبدين قبيحة .
قلت : تبا لك ، لقد كنت وسيم جدا ، لم اكن أستيطيع تمالك نفسي .
ضحك وقال : تبا لك .
فقال أرون وهو يخرج من غرفته : أي مزاج هذا كان أوجين مرتبك قليلا ، فقلت بارتباك : لقد تحسن مزاجه تماما .
قال أرون : أنت تعرفين أننا سنذهب .
قلت : بالطبع .
بقيت أعتني بايدين حتى الغروب ، هنا نزلت للأسفل لأرى دماء تنتشر على الأرض ، شعرت بخوف شديد ، خرج أرون من غرفته وهو على عجالة ، فقلت بخوف : ما الذي يجري يا ارون ؟
رأيت ثيابه المليئة بالدماء ووجه المملوء بالجروح ، كانت الجروح تغطي جسده فقلت وإنا اوقفه : ما الذي جرى لك ؟؟
قال وهو يبعدني عن طريقة : أنا بخير ، اوجين ، أوجين مصاب بجرح عميق .
تركني ليتجه نحو غرفة اوجين بسرعة ، دخلت الغرفة وأنا احاول تدارك شيء من الوضع ، توجهت نحو ارون لأرى اوجين وهو على سريره الذي كان مليء بالدماء ، حيث كان يوجد جرح عميق في الجهة اليسرى بطنه ، حاولت الأخذ ببعض الأقمشة ووضعها على الجرح ، بدى أرون متعب ومرهق فقلت : هل انت بخير ؟؟
قال : ااااه ، لا يمكن لأوجين ان يموت .
قلت : لا تقلق ، لن يحدث هذا .
قال : لقد فقد دم كثير .
قلت : لتستريح أولا ، دعني أساعدك في مداواة جروحك .
قال وهو يخرج ويتجه نحو غرفته : لا تهتمي بي .
قلت وأنا متعجبة منه : ....حسنا .
ثم قلت : أرون انا احاول ايقاف النزيف فقط ، ولكنني لا اعرف كيف أداوي الجرح ، هل تعرف كيف كان اوجين يداوي جروح كهذه لكم ؟؟
قال وهو يتنفس بثقل : لا اقول انها قوة خارقة ولكنه كان مميز دائما بهذا .
قلت : اذا كنت تريد مساعدته فساعده الآن .
قال وهو متعب : ......نازلي ؟؟!
هنا سقط أرون فاقد وعيه ، كنت مرتبكة وأحاول مساعدته ، ليلا بينما كنت أحاول المسح على جروح أوجين التي كانت تغطي جسده ، استيقظ فجأة وهو يقول بصعوبة : أين انا ؟
قلت : لا تتحرك أنت متعب ومريض .
قال وهو يضع يده على جرحه الذي في أيسر بطنه : تبا .....لم أكن اتوقع ان هذا سيحدث ؟
قلت : يجب ان تخبرني ما الذي حدث لكم ؟
تجاهلني وبدء يقول طلاسم غريبة وهو يضع يده في جرحه ، هنا بقي لثوان مكانه وهو يتنفس بثقل وينظر الى ارون ، فقلت : لقد كان مرهق تماما ، ولكن أي جحيم كنتم فيه ؟؟
قال : لا شأن لك ، مع أن الوقت متأخر ولكننا سنذهب لزيارة هدسون .
قلت : هدسون !! الآن !!؟
قال وهو يحاول النهوض بصعوبة : يجب أن نذهب .
قلت : ولكنك مصاب .
قال : أنا بخير الآن ؟
قلت بغضب : لست كذلك .
قال وهو ينظر الي : لنذهب .
قلت : لا يمكننا .
قال : اذن سأذهب وحدي .
قلت بتجهم : تبا لك ، لا يمكنني تركك ، سأذهب معك .
ذهبنا لزيارة هدسون على هيئة بيراي وزوجته ايفيري ، ولكن هذه المره ذهبنا لزيارته في منزل قريب من الشاطئ ليلا ، دخلنا عليه وقد رحب بنا كما رحب بنا أول مره ، جلسنا داخل غرفة بسيطة
فقال هدسون بابتسامة : كيف كانت احوالكم ؟ زياراتكم لي متقاربة هذه المرة .
قال أوجين : أنت تعرف ، منزلنا قريب من هنا .
ضحك هدسون وقال : تبا كيف نسيت هذا ؟
ثم نظر الي وقال : كيف كانت أحوالك يا ايفيري ؟
قلت : بخير .
قال هدسون وهو يحدق باوجين : هل انت بخير يا بيراي ؟؟!
قال اوجين : بالطبع .
قال هدسون بحماس : لقد وجدت ما كنت تريده يا بيراي ، بل أكثر ، بينما كان اوجين يبحث عن المكان الذي كنت محتجز به ، أنا فيه الآن ، لذا هو لن يعرفه أبدا .
قلت : تقصد أنه لن يعرف لأنك لا يمكن ان تبقى في مكان كنت تحتجز به لعقود ؟؟
قال هدسون : بالطبع ، لا تتغابي يا ايفيري ، أنت تعرفين ان البحر هو عدوي .
قال اوجين : بالطبع مساعدتي لك في ارجاعك حيا الآن شيء لا يجب ان تنكره .
قال هدسون : أوجين يعرف الطلسم الذي يحبسني ولكن يفتقر للمكان ، يجب ان ينطق بالمكان أيضا في الوقت نفسه .
رأيت أوجين يتعرق بشدة وألم ولكنه يحاول البقاء والتظاهر بأنه بخير ، فقلت بابتسامة : أنت ساحر ساعد نساء عقيمات من قبل ، ما الذي تتوقعه ؟ هل انا حامل بفتاة أو فتى ؟؟
قال هدسون بابتسامة : ما الذي تريدينه ؟
قلت : انا اريد فتاة ولكن بيراي يريد فتى .
قال هدسون وهو يحدق باوجين : الأطفال مجرد تسلية بالنسبة لي ، أوجين ارون وايدين كانوا أطفال مسلين بالنسبة لي ، ولكنهم مجرد دمى ألعب بها فقط .
هنا شعرت بأن اوجين اصبح متعب وغاضب من قول هدسون المستفز هذا ، فقلت : سأنصرف الآن ، لا أريد السهر أكثر ، انه مضر لطفلي .
قال هدسون بابتسامة : بالطبع .
خرجت مع اوجين الذي كان يتعرق ويئن ألما ، فقلت له ونحن نبتعد عن منزل هدسون : ما كان عليك العناد هكذا .
قال وهو يتنفس بثقل : الآن أستطيع جعله ينتهي .
قلت : ............
رجعنا انا وأوجين للمنزل ليستريح أوجين ثم لأرى ارون وهو في حالة مضطربة ، فقلت بقلق : هل انت بخير ؟؟
قال : الى اين ذهبتم ؟؟؟
قلت : هدسون بالطبع .
قال وهو يحدق بي : ايدين استيقظ .
تركته لأهرع للتوجه نحو الغرفة التي بها أيدين ، دخلت الغرفة لأراه وهو جالس مكانه على السرير ، فقلت وأنا ادمع : هل أنت بخير يا ايدين ؟!!
قال وهو يحدق بي : نازلي ؟؟!
قلت وأنا أجلس بقربه : نعم .
نظر الي وقال : لا اسمعك .
اقتربت اكثر وقلت : نعم أنا نازلي أختك .
هنا امسك بي ايدين بعنف ورمى بي على الأرض ، رغم ألمي رأيت ايدين يقف على قدميه وكأن شيء لم يحدث ، نزل للاسفل سريعا وكإنه مستعجل ، لحقته لأراه يتجه الى غرفة اوجين ، دخلت الغرفة لأرى ايدين وهو يقول : سأقتلك يا اوجين .
قال اوجين بتعب : أنا آسف يا ايدين .
قال ايدين : لتحاول طلب المغفرة فقط ، لانك ستذهب للجحيم فور موتك .
بدى وكأن ايدين يحاول خنق أوجين ولكنني توجهت اليه وصرخت : لا يمكنك فعل هذا !!
لم يعطيني ايدين اي اهتمام ، هنا امست به بعنف وحاولت ايقافه ولكنه رماني على الارض مره اخرى ، رأيت أرون وهو يدخل الغرفة يحاول منع ايدين من قتل أوجين ، يعد عراك طويل هدء أيدين وسط صدمتي ، حاولت تمالك نفسي بعدها ، حاولت مساعدة اوجين ، كنت احاول مسح اطرافه بهدوء ، وسط هذا كنت أراقب ايدين الذي كان يجلس برفقة أرون ويحدق بي أنا وأوجين ، وسط صمت فظيع ، فقلت وأنا أدمع لاوجين بهمس: هل ايدين طبيعي ؟؟
ضحك اوجين وقال بهمس : أخوك عنيف اكثر مني .
قلت بهمس : لماذا كان يحاول قتلك ؟؟
قال : لأنني أستحق هذا .
كنت مصدومة من قوله لهذا ، بعد مدة طويلة كان ارون برفقة اوجين داخل الغرفة حيث كنت أجلس مع أيدين في وسط المنزل على كنبة ، فقلت : هل انت بخير يا ايدين ؟؟
قال : ......
قلت : لماذا حاولت قتل اوجين ؟؟
نظر الي بصمت ثم قال : راودني كابوس ، ظننت انه حقيقي .
قلت بدموع : كل شيء سيكون بخير يا ايدين .
قال : أرى ان أرون وأوجين يتعاطفون معك .
قلت : انا من اصبح مثلهم .
قال : رأيت أمي وروهان بحلمي .
قلت وانا انظر اليه بدموع : هل هم بخير ؟
قال بابتسامة : لست متأكد ، ولكنه لم يكن لدي ما اقوله لهم .
قلت بدموع : انهم يسامحونك ، انا متأكدة من هذا خصوصا روهان .
قال : لا توجد مغفرة لي .
قلت : اعرف ...أعرف كل شيء عنكم الآن ، بل عما قريب سنتحرر من قيد هدسون .
قال : البحر مكانه الذي حبس به .
قلت : كيف عرفت ؟؟
قال : عرفته عندما كنت مع ارون قبلا ، بالطبع هروبي كان بحد ذاته معجزة .
قلت : أتمنى ان تعتبرني اخت لك .
قال : لا استطيع .
قلت : لماذا !!
قال : لن تتشرفي بوجود اخ مثلي لك .
قلت : نعم ...لن اتشرف ابدا ، ولكنك كذلك .
قال : ........
بعد عدة ايام قد تحسن اوجين واستعاد عافيته تماما ، حيث هذه المرة كنا في اجتماع ، حيث قال اوجين : هدسون ما ان انطلق بطلاسم حبسه امام ذلك المكان الذي يحده البحر سيحبس فيه ولكن سيحدث هذا فقط واذا لامست مياه البحر قدماه .
قلت : تبا هذا يبدو صعبا .
قال ايدين : نعم يا نازلي ولكنني عرفت أن هدسون يملك ماضي .
قلت : ماضي ؟؟!
قال ارون : نعم تلك الحورية التي اسمها آري .
قال اوجين : نعم ، لذا هذه المرة نحتاج مساعدتك يا نازلي .
قلت : ولكن كيف ؟؟
قال ايدين : بالطبع أنتي ستكونين آري تلك الحورية .
قلت : .......
قال اوجين : ما ان تستطيعي جعله يأخذ خطوات في الماء ستكون مهمتك انتهت .
قلت : لتكون عند كلامك .
قال : بالطبع .
قال ايدين : ولكن لدينا مشكلة .
قال اوجين : نعم اعرف بها ، اهالي القرية المجاورة لهذا البحر مبدعون في الصيد ، أقصد أنك لا يجب أن تريدهم وجهك اذا اصبحتي حورية .
قال ارون : لقد سمعت انهن يخافون من آري كثيرا .
قال أيدين : ولكنها لم تعد موجودة ، لذا لا يوجد سبب للخوف .
قال أرون : ولكن لا يمكنها ان تكون آري حتى تحصل على تلك القلادة الذهبية الموجودة عند هدسون .
قال أوجين : كان دائما هدسون يرتيدها ولكن في الفترة الأخيرة لم اراه يرتديها .
قلت : قلادة ؟؟!
قال أوجين : انها قلادة اهدتها آري له .
قلت : يبدو انها قصة حب أخرى ، ولكن لماذاالقلادة بالذات .
قال أوجين : هدسون لن يصدق رجوع آري بدون تلك القلادة
قال أرون : كانت ستموت بدونها ولكنها ضحت بها لهدسون عندما كان يحتاجها .
قال اوجين : نعم ، القصة المرتبطة به طويلة .
قلت : اذن هي حقا أحبه بصدق ، لان معنى الحب التضحية .
قال ايدين : كان وجودها مقترن بالقلادة لذا ما ان تخلت عنها انتهى امرها لانها حورية من أساطير قديمة استطاعت العودة مره اخرى .
قال أرون : يجب أن نجد تلك القلادة بأي ثمن .
قال أوجين : نعم لذا هذه المرة يجب عليك زيارة هدسون يا نازلي وحدك .
قلت وأنا اتنهد : أظن ان كل شيء هذه المره يعتمد علي .
قال اوجين : حسنا اذن ساحاول هذه المره أخذها انا .
قلت : ولكن ...سأحاول معك .
قال : لا اظن ان هناك سبب يجعل ايفيري تذهب اليه وحدها وهي حامل .
قلت : ........هذا ما فكرت به .
قال أوجين : سأكون في زيارته الليلة .
قلت : يجب ألا يشعر بأي شك لذا سأذهب معك .
قال أوجين : جيد .
ليلا توجهنا أنا وأوجين الى منزل هدسون المنعزل تماما في مسافة تعتبر قريبة من البحر ، دخلنا منزله ليرحب بنا رجل غريب هذه المره ، كان رجل شاب ، كانت ابتسامته سعيدة ، بينما كنت مستغربة ومرتابة لأرى نظرة القلق على وجه أوجين ، أدخلنا المنزل واجلسنا على كنبة بسيطة في منزل ، هي نفسها التي كنا نجلس عليها قبلا ، فقال وهو يقدم بنا بعض المشروبات : لابد أنكم جئتم للقاء هدسون ؟!
قال اوجين : أين هو ؟؟!
قال الرجل : لقد خرج قليلا وسيعود .
قلت : ومن انت ؟!
هنا أشار لي أوجين بالصمت ، فتراجعت عن قولي ، فقال اوجين بحدة : أعرف من انت .
قال الرجل بابتسامة مخيفة : مارأيك برؤيتي محرر ؟!
قال اوجين : لم أكن لأريد تحريرك ولا حتى حبسك ، أنت تعرف هذا يا رومات .
قال رومات : حررني هدسون بعدما تعهدت بنصرته عليك .
قال اوجين : هل هذا ما ستفعله ؟؟!
قال رومات : بالطبع لا ، وقد أفكر في قتل هدسون فور عودته .
قال اوجين : مع أنني أعرفك منذ صغري الى أنني لا أستطيع أن أثق بشيطان مهما كان أليس كذلك ؟
قال رومات وابتسامة غريبة اعتلت وجهه : هل تخطط في تخليص هذه الفتاة من هدسون ؟؟!
قال أوجين : لا ابدا ، لم افكر بهذا أبدا ولكن ما ان ينتهي هدسون سوف تتحرر بالطبع .
ضحك رومات وقال بمكر : هل تظن هذا ؟!
كانت تعابيري قلقة وأنا اراهم يقولون هذا ، فقلت بغضب : لماذا تظن عكس هذا هذا يا رومات ؟!
قال رومات وهو يتجاهلني : حظا موفق يا اوجين ، أنا لن أؤذيك .
قال اوجين : أنت تعرفني منذ صغري ، لا أثق بأحد .
قال رومات : لطالما وثقت بأرون وايدين ، لا تنكر هذا .
قال اوجين : لم أكن لأثق بهم لو لم بكونوا موضع ثقة .
ضحك رومات وقال : مازلت متغطرس كعادتك .
قال أوجين : لا تقتل هدسون ، أنا من يريد قتله .
قال رومات وهي يرفع نظراته تجاه اوجين : أظن أن اديك الحق بقتله على عكسي .
قال أوجين : سأثق بك مع أنني لست مرتاح .
ضحك رومات وقال : أعرف خطتكم في التخلص منه وسوف تساعدكم بها .
قلت : كيف عرفت ؟؟!
قال وهو يبتسم : لالطبع كنت محرر عندما تناقشتم تلك الخطة فيما بينكم .
قلت : كيف نثق بك ؟! أقصد ما الذي يجعلنا واثقين بأنك لم تفشي بها لهدسون ؟؟!
قال أوجين : أنا أعرفه ....هو لم يفعل .
قلت : لا تثق بشيطان .
قال اوجين : لا خيار يا نازلي .
قال رومات : حاولا إلهاء هدسون وبالطبع سأحاول سرقة القلادة منه ، سأحاول ايجادها .
قال أوجين : يجب أن تكون عند وعدك .
قال رومات : بالطبع .
اختفى رومات سريعا ولكأنه لم يكن موجودا ، فقلت : هل ستثق به حقا ؟؟!
قال : لا لذا حاولي أنتي التحقق من هذا .
قلت : حسنا سأحاول تدبر الأمر .
شعرنا بخطوات تخطو لفتح باب المنزل ، هنا دخل علينا هدسون بسرعة وقال : لم تخبراني بقدومكما ؟؟!؟
قال أوجين بضحكة : هكذا سارت الامور .
قال هدسون بحدة : اذن كيف دخلتم هنا ؟؟!
قال أوجين : لم اكن اتوقع انك ستحرر رومات ولكنك فعلت .
ضحك هدسون وقال : تبا لقد حررته ليساعدني قليلا ، لقد سارت الأمور هكذا .
تبسم أوجين صامتة ، حاولت النظر لارى نفسي قد تنبهت لجسدي الذي بدى متغير ، كنت أشعر بالثقل تماما وكأنني حامل حقا رغم ان بطني لم يكن كبير ابدا ، مجرد انتفاخ صغير ، شعرت بالفزع ولكنني حاولت اخفائه لأظهر بدون تعابير ، كنت قد اعتدت هذا ، فقلت : هدسون هل يمكنك ان ترشدني لدورة المياة ؟؟!
قال وهو يشير لليسار : بالطبع هي هناك .
قمت من مكاني وتوجهت نحو المكان الذي وصفه لي هدسون لأرى في الجهة اليسرى غرفة وحيدة فقط ، بجانبها حمام ، دخلت الغرفة لأرى غرفة غريبة ، أثاث غريب وغرفة مظلمة قليلا ، سمعت أصوات في الداخل اكثر من الغرفة ، تقدمت لأرى جسد يحاول البحث عن شيء ما وسط الضوء الخافت القادم من القمر المكتمل ، فقلت بقلق : هل انت رومات ؟؟! رومات !!!
رأيت شيئا لمع ويط الظلام ، فقلت : هل وجدتها يا رومات ؟؟!!
قال وهو يظهر لي وهو يمسك بيده القلادة : لماذا أنتي هنا ؟؟! هل شعرتم بالشك بي ؟؟!
قلت : بالطبع لي ولكنني أخطأت طريقي للدخول هنا .
ضحك وقال : لا تحاولي التهرب ، بسببك تولد الشك بي في عقل اوجين .
قلت : ماذا ؟!!!
قال : موتك هدفي بعد موت هدسون .
قلت : ما الذي يجعلك تثق بأوجين لهذا الحد ؟!
قال : أنت تريدين هذه القلادة ؟؟!
قلت : ليست أنا وحدي كما تظن .
قال : بالطبع لست الوحيدة .
قلت : هل تريد تهديدي بها ؟! اذن فأنت تهدد أوجين ايضا .
قال وهو يقترب مني شيئا فشيء : منذ متى وكان بطن ايفيري يبدو منتفخ هكذا ؟؟!
قلت : هي حامل .
قال : نعم بالطبع هي خطة أوجين ، ولكن هل سألتب أين هم بيراي وزوجته الحقيقيون ؟؟!
قلت : بالطبع يعيشون في مكان بعيد .
ضحك رومات وقال : قتلهم اوجين رغم أن ايفيري كانت حامل بطفلها الذي بلغ سبع أشهر .
قلت : ........لا استغرب منه هذا .
قال : لا تحاولي اقحام نفسك مع شخص مثله .
قلت : لماذا ؟؟!
قال : لأنه قد يفكر بقتلك لو تطلب الامر .
قلت : لا أفهم ما الذي تريد قوله لي .
قال : لتقتربي مني لتأخذي القلادة .
اقتربت منه والتقطت القلادة من يده لأجده يخنقني من خلفي ويقول : لا تحاولي افساد شيء .
تركني لأقول بابتسامة وأنا أسعل : افساد الخطة لن يساعدك صحيح ؟؟!
قال : .......
قلت وأنا أضع القلادة في حقيبتي : لتتمنى لنا الحظ الموفق .
خرجت من الغرفة لأرى أوجين مازال في حديثه المطول مع هدسون ، تظاهرت بالتعب ليقول أوجين بأنني متعبة لنخرج معا من منزل هدسون سريعا ، فقال لي أوجين : سأعود وحدي ، خذي هذا السائل لتشربيه ، لن تشعري بأي ألم ، حاولي انجاح الخطة .
قلت وأنا أبتعد عنه : بالطبع .
اختفى لأتوجه نحو البحر شيء فشيء لأشعر وسط الظلام الذي كان ينيره القمر بأن مياه البحر تلامس قدمي بنعومة ، شربت السائل سريعا وارتديت القلادة ، شعرت بأنني أدخل المياه شيء فشيء لأشعر باتعاش شديد لأرى نفسي أسبح وسط مياهه بحرية تامة ، لأرى نفسي حورية بذيل ذهبي لامع ، بل منير بشكل ساحر ، سبحت سريعا نحو الشاطئ الذي كنت فيه بانتظار خروج هدسون من منزله على الأقل ليلاحظ شيئا مني ، مر وقت طويل بدون خروج هدسون أبدا ، بل كان البحر هادئ بشكل مخيف ، سمعت صوت خطوات قادمة للشاطئ ، سحبت تجاه صخرة كانت بالقرب من الشاطى لأرى شيئا يدخل في المياه ، ظننت أنه هدسون الذي يريد السباحة نحوي ولكنني رأيت ظلا كبير يسبح حولي ، شعرت بخوف شديد ، فظهر لي رومات على هيئة بشرية وقال : لا أريد ترويعك وارعابك .
قلت : ..........
قال وهو يتسلق الصخرة التي كنت عليها : تبدين فاتنة مثل آري تماما .
قلت : أنت تعرفها ؟؟
قال : بالطبع ، وقعت في حب هدسون الذي أحبها كثيرا .
قلت : هل قابلتها ؟؟
قال : نعم ، لقد كانت طيبة جدا ولم تكن لتضحي بنفسها اذا ما عرفت أن هدسون ساحر شرير .
قلت : اذن هو خدعها .
قال رومات : لا ولكنها كانت مجنونة ومولعة به بشدة .
قلت : أنا أنتظر خروج هدسون ليلمح شيء مني .
قال : هدسون يخرج من منزله في آخر الليل ، اياك أن تنامي او تشعري بالنعاس ، ذلك سيفسد كل شيء .
قلت : لماذا ؟؟
قال : ستعودين لشكلك الأصلي اذا ما نمتي .
قلت : ...........
قال : سأكون هنا لتنبيهك اذا ما جاء او لا ، لذا خذي راحتك لتنامي قليلا .
قلت : لماذا انت لطيف الآن ؟ ، أنا لا اثق بك .
قال وهو يستلقي على الصخرة : ليكن .
بقيت لوقت طويل على هذا الحال لأشعر بالنعاس الشديد وينتهي أمري غارقة في نوم عميق ، استيقظت على صوت رومات وهو يقول لي : هدسون خرج من منزله يا نازلي ....هيا استيقظي .
استيقظت لأغطس بالماء سريعا ، وأنا ان أحاول تحديد مكان هدسون ، رأيت ظلا بعيدا ، حاولت السباخة والقفز في الوقت نفسه ، ولكنه بدى أن هدسون قد اختفى ، شعرت باحباط ، فقال رومات هو يقترب مني بهدوء وسط المياه الباردة : لا ينفعك هذا يجب أن تقتربي أكثر من الشاطئ .
قلت : ولكن .......
اقتربت من الشاطى لأجلس على تراب الشاطئ ، لم تكن توجد أي استجابة ، شعرت بأن الأمر لن ينجح ، مؤكد انه كذلك ، فقال رومات لي وهو يقترب أكثر مني : لست محظوظة .
قلت بحزن انا انزل رأسي : هل تسخر مني ؟؟؟
قال : أبدا ، ولكنني أظن أن هدسون سيسجيب لك عما قريب .
قلت بانزعاج : تبا له .
اختفى هنا رومات ولم يرد علي على غير عادته ، رفعت رأسي لأرى ظلا يقترب من الشاطئ ، هل هو هدسون ؟؟
سبحت قليلا لأبتعد عن الشاطئ وأجلس على صخرة بارزة صغيرة قريبة من الشاطئ ، رأيت ظل رجل يقترب رأيت ملامحه التي ظهرت ، كان هدسون ، فقلت وأنا انظر اليه : هل انت هدسون ؟
قال بوجه متعجب : آري !!
قلت : نعم يا هدسون ، عدت لأنني اشتقت اليك .
قال بضحكة ساخرة : لماذا هذه القلادة على عنقك ؟؟ كيف أخذتها ؟؟ لقد كانت معي دائما ، لقد سرقتها .
قلت : سرقتها ؟؟؟
قال : نعم يا آري .
قلت : ليست لك من الأصل .
قال : هل تظنين انني أشتاق لعودتك هذه المره ؟
قلت : قد أبدو مثيرة للشفقة ولكنني اردت هذا .
ضحك بشدة وقال : كفي عن الكذب يا نازلي .
شعرت بخوف شديد وقلت : .......ماذا !!
قال : تمثيلك ...كلماتك ...كل شيء رائع ، تبدين فاتنة تماما مثل أري ولكنك تفتقدين شخصيتها الطيبة لدرجة الغباء .
قلت : على الأقل لم تكن شخص سيء مثلك .
قال : هل تريدين الآن ان ادخل مياه البحر ؟
قلت : .......
قال وهو يدخل مياه البحر : أريد أن اجرب شخصا جديد هذه المرة .
قلت بتوتر وخوف : ماذا !!!!
ضحك وبدى وكأنه يصعد على الصخرة التي كنت عليها ، رأيت ظل بعيد ظننت انه رومات ، هنا صعد هدسون الصخرة ، جلس بجانبي وهو يلمسني بقذارة ، فقلت وأنا أحاول التماسك : يجب ان تتركني .
قال وهو ينظر الى رومات : من ذاك برأيك ؟
قلت : رومات .
قال بضحكة : أنت غبية ، انه اوجين .
قلت : أوجين !!
قال : لكي ينقذ فتاة جميلة مثلك .
قلت : ..........
هنا أخذت بهدسون وغطست في الماء ، ولكنني رفعت رأسي لأرى هدسون في الشاطئ في قتال مع أوجين على اليابسة ، توجهت نحوهم بسرعة ، خرجت من البحر لأنزع القلادة وأعود نازلي الطبيعية ، هنا توجهت نحوهم لأرى اوجين وهدسون في صراع لم يكن عادي أبدا ، كان عنيف وملئ بالقوة ، لم تكن لأعرف ما افعله سوى عندما جاء رومات وقال لي وهو يعطيني القلادة التي نزعتها مني بيده : لا يجب ان يأخذ هدسون القلادة .
قلت وأنا آخذ القلادة من يده : لن ارتديها .
قال : هدسون سيحبستا كلنا في البحر اذا لم ترتديها .
قلت : لا أفهمك .
قال : عندها اوجين سيحررك .
قلت بقلق : ماذا !!!
انضم رومات في القتال معهم بصف أوجين ، ارتديت القلادة فقط وأنا أحاول انتظار فرصة الامساك بهدسون وأخذه معي للبحر ، بدى وكأن القتال قد طال كثيرا ، كان هدسون قوي جدا ، ومع ذلك كان جسده مغطى بالجروح حتى أوجين ورومات ، كنت قلقة ولكنني مصممة على انجاح الخطة ، بعد قتال طويل استطاع أوجين ضرب هدسون ليسقط في البحر تماما ، هنا توجهت نحو البحر وأنا أنظر الى أوجين بحدة وجدية ، حيث كان يعرف معنى هذه النظرة التي كنت أنظر بها اليه ، نطق أوجين بتلك الطلاسم مع المكان لأرى ان هدسون قد اختفى في البحر ، وبالطبع أنا في البحر معه فقلت : ما الذي حدث لهدسون ؟؟ لماذا اختفى ؟؟
قال رومات وهو يقترب من البحر بهدوء زحفا : هو قد اختفى لينحبس في الكهف ، مجرد كهف موجود بالبحر .
قلت وانا احاول الخروج من البحر : ما الذي يحدث ؟ لماذا لا استطيع الخروج من البحر ؟؟!
قال اوجين : انتي محبوسة في البحر مثله .
قلت : . .....
قال رومات : ليست اول مره تسمعين بها ، لقد أخبرتك بهذا قبلا .
قلت وأنا متوترة : ...لا أفهم السبب !!!
قال أوجين : من يملك القلادة يحبس هنا .
قلت : يجب ان تخرجني من هنا عما قريب .
قال اوجين : بالطبع .
قال رومات بضحكة قذرة : لندعها هنا فقط كحورية تستمتع بها عندما تزور البحر .
قال اوجين وهو يعطيني ظهره : أراك لاحقا يا نازلي .
اختفى رومات سريعا مع أوجين ، شعرت بغضب شديد مع انني اعرف بأنني سأكون محبوسة هنا ، شعرت بشك في كلام أوجين ، هل سيخرجني من هنا أم لا !!!! سبحت تجاه مغارة صغيرة في الطرف الأيمن من الشاطئ ، كنت أشعر باحباط شديد مع أنتي كنت واثقة بأوجين ، مضت عدة أيام وأنا قد وضعت هذه المغارة كمكان أعيش فيه ، في ليلة قمر مكتمل كنت في المغارة وحدي أشعر بوحدة وعزلة شديدة ، ومع ذلك لم يكن لدي ونيس سوى سمكة كانت دائما تسبح بالقرب مني وكأنها تخبرني بأنها تريد أن تكون صديقتي ، هنا من داخل المغارة التي لم تكن عميقة أبدا ، كانت عبارة عن شيء شبيه بغرفة في منتصف البحر ، سمعت صوت سلاسل حديدية وكأنها تتأرجح ، لم أعرها اهتمام أبدا وتابعت ما كنت أفعله ، سمعت بعدها صوت رومات وهو يقول : نازلي ، هل تعجبك العزلة؟؟( النهاية )
أنت تقرأ
توائم الشيطان الثلاثة _|| The Twins Of Demons||
Fantasyكيف يكون الشيطان المجرم مثير للشفقة؟! مكان حيث الرعب والمغامرة والتشويق لا ينتهي. نهاية الصدمة المريرة التي رايتها بام عيناي وحدي دون غيري ، اشعر بالذنب رغم انه ليس ذنبي ، أغمض عيناي لافتحها مره اخرى لارى نفسي في النهاية بينهم ، انهم مثيرون للشفقة...