( لا يمكن الاستهانة بما يستطيع فعله شيطان )
البداية :
فتحت عيناي لأرى نفسي مستلقية على فراش هرئ داخل منزل قديم ، قمت من مكاني وأنا أشعر بتعب ، كنت في المنزل وحدي ولم ارى وجود اي شخص معي ، حيث خرجت منه وانا اتفقد المكان حولي ، رايت فقط أشجار وغابات واسعة تحيط بي ، شعرت بالخوف والقلق الشديد ، بدأت في الجري وسط هذه الغابات بأمل الخروج منها ، كنت أحاول الذهاب والبحث في كل اتجاه ، ولكنني لم أجد مخرج أبدا ، بل كنت أعود الى نفس المكان الذي كنت أبدأ منه ، في نهاية الأمر شعرت بتعب شديد ، وجوع شديد لأسقط فاقدة وعي ليلا .
فتحت عيناي وأنا ارى نفسي على نفس ذلك الفراش الهرئ وسط ذلك المنزل القديم ولكن هذه المرة رأيت نفس تلك المرأة الثلاثينية وهي وتحدق بي وتقول : ما الذي أحبه اوجين فيك ؟!
قمت من مكاني مفزوعة وجلست مكاني وأنا خائفة واحدق بها بقلق ، فضحكت وقالت : لا تقلقي صغيرتي ، لحسن حظك فنحن لا نفكر في ايذائك .
قلت بقلق : ايذائي ؟!!
ضحكت وقالت : للأسف اليوم سيكون اعداد الطعام موكل لي ظ لذا سأذهب واتركك هنا لأعد الطعام .
تركتني وسط دهشتي وخوفي ، بعدها بمدة قصيرة دخلت تلك المراة العجوز مع امراة أربعينية فقالت العجوز للمراة : احضري كرسي للجلوس امام هذه الفتاة المفزوعة المسكينة يا بامي .
أحضرت بامي كرسي مهترئ وأجلست العجوز فيها ، حيث كانت العجوز تحدق بي بصمت مخيف ، فقالت بامي : ما الذي تخططين فعله بها يا تينا ؟؟
قالت تينا : ارحلي وساعدي زويلا في اعداد الطعام ، أريد ان اكون في حديث خاص معها .
قالت بامي : أمرك .
ذهبت بامي لمساعدة زويلا في اعداد الطعام ، حيث قطعت تينا تحديقها بي وقالت : لا تقلقي يا نازلي نحن لا ننوي ايذاءك ولكن نريد في المقابل منك شيء ما .
قلت بتوتر : ما هو ؟؟!!!
قالت : مساعدة .
قلت : في ماذا !!؟
قالت : مساعدة نطلبها منك في وقت ما وليس الآن ، ولكن حاليا لا نريد منك سوى البقاء معنا .
قلت : أعرف انكن الساحرات اللاتي يهجمن على مدينة نينوا سابقا والآن تلك القرية الهرئة .
ضحكت وقالت : انت حادة وذكية .
قلت وانا أحدق بها بحدة : ..........
قالت : استريحي الآن .
قلت بقلق : مساعدتي لكم ليست قتل شخص صحيح ؟؟
قالت : ليس لك الحق بالسؤال عنها ، في وقتها ستفعليها طوعا او كرها ، انه اقل شيء تفعليه لأجل حماينا حياتك الآن .
قلت : .....اذا ...كنت تخططين ...أن أقتل أوجين بهذا أمر مستبعد ومستحيل واقتليني الآن ، سيكون هذا افضل بالنسبة لي .
ضحكت تينا وقالت : لا يمكنني جعل الحبيب يقتل حبيبه .
قلت بقلق : .............
قالت : استريحي ولا تسألي يا آنسه .
شعرت بقلق وتوتر ذلك الوقت ، ولكنه زال عندما تيقنت حقا أنهن لا يفكرن في ايذائي ابدا ، بل كن يردن شيئا آخر مني .
* * *
نولان وهو يدخل على زيلي في عجلة وهو ينظر اليها وهي تبتسم للزبون الذي كان في غرفتها حينما انتهت من قراءة طالعه وتقول له : عاود زيارتي أكثر من مره حتى تعرف خط مستقبلك كاملا .
قال الزبون وهو يخرج : أشكرك يا سيدة زيلي .
انحنت زيلي بابتسامة للزبون الذي خرج وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة ، وما ان خرج الزبون حتى قالت وقد زالت عنها الابتسامة المتص٣نعهطة مع الزبون لتقول بانزعاج : ما الأمر هذه المره يا نولان بعد آخر خبر عن نازلي التي خرجت من منزل اوجين وكأن لها مكان لتمكث فيه .
قال بقلق : سيدتي لدي خبر لك ، وهو خبر مستعجل .
قالت وهي تجلس في مكانها المعتاد : ما الامر يا نولان ؟!
قال : الساحرات قد اخذن نازلي لهن ، وانتي تعرفين أن اي من يأخذنه تلك الساحرات لا يرجع ابدا .
تبسمت زيلي بمكر وقالت : لا اهتم بها ، كنت اريد التخلص منها على كل حال ، لأنني ضمنت تلك القلادة .
قال نولان : ماذا ؟؟! الم تكن القلادة في عنق نازلي عندما رايتها آخر مره ؟؟!
قالت زيلي بخبث : لقد اخذتها منها ، لم اعد احتاج تلك الغبية ، فقد انتهى الامر كما اردت ، لقد فرقت بين الحبيبين أيضا ، وهذا امر متكامل .
قال نولان : لم اكن اعرف ، اعتذر عن جهلي سيدتي .
قالت زيلي بابتسامة : أشكرك يا نولان ، تستطيع الانصراف الآن .
قال نولان : اعتذر سيدتي ولكن لدي سؤال اريد سؤالك به .
قالت زيلي : تفضل .
قال : سيدتي ما الهدف الذي تطمحين اليه ؟؟! هل يمكنك اخباري به ؟؟ لأنني لم اعرفه حتى الآن .
قالت زيلي بابتسامة ماكرة : لا تستعجل يا نولان ، لا تستعجل .
قال نولان وهو ينزل رأسه لزيلي : اعتذر عن تطفلي الغبي يا سيدتي .
قالت زيلي : أريد استغلال شخص ما .
قال نولان وهو متعجب : ومن هو ؟؟
قالت زيلي بابتسامة حزينة : اوجين .
قال نولان باستغراب : ولكن لماذا هو ؟؟!
قالت : لأنه ستساعدني في ايجاد شيء ما .
قال نولان : ما الذي تقصدينه سيدتي ؟
قالت : سيساعدني قليلا فقط لأتخلص منه كما تخلصت من نازلي .
قال نولان : وما هو هذا الشيء ؟؟!
قالت : شيء تتسابق كل الساحرات من أجله .
قال نولان : ماهو بالضبط ؟؟!
نظرت زيلي اليه بحدة وقالت : هل تظن انني ساخبرك به ؟؟!
انحنى نولان وهو يقول : اعتذر سيدتي على تطفلي القبيح .
ضحكت زيلي وقالت : تستطيع الانصراف .
انصرف عنها نولان وسط أعين زيلي المشتعلة حماس ، فقالت وهي وتقبض على يدها : سيبدأ كل شيء قريبا .
* * *
كان أوجين في منزله ، حيث طرقت بابه امرأة ليفتح الباب لها ويقول لها بعصبية وغضب رغم انه كان مخمور : كيف تجرؤ ساقطة مثلك على القدوم الى هنا وطرق بابي ؟!!
قالت وهي تدفع يده التي كانت تمسك بالباب وتدخل المنزل بقوة : انا أفعل ما اريد يا أوجين .
قال أوجين وهو غاضب بشدة ويصرخ فيها : اخرجي في الحال يا قذرة من منزلي .
قالت وهي تتعمق أكثر في المنزل : كانت نازلي تعيش هنا ، صحيح ؟؟!
قال أوجين بغضب : اذا لم تخرجي سأنهيك .
رجعت زيلي وهي تقترب من أوجين ببطئ وتقول : تنهيني ؟؟! ارى أنك أصبحت ضعيفا جدا عندما هجرك كل من كان حولك .
قال وهو يكتم غضبه : ما الذي تريدينه يا ساقطة بقدومك الى هنا ؟
قالت وهي تبتسم : الا تريد انقاذ نازلي من قبضه تلك الساحرات ؟؟!!
قال ببرود : لا أريد ولا أهتم ، لدقائق ظننت انني انا من اخرجها من المنزل ، ولكنها هي من اختارت هذا ويجب عليها تحمل نتائج عملها القبيح .
قال زيلي وهي مصدومة : لا تريد ؟؟! ولا تشعر بالذنب ؟؟!
ثم ابتسمت بمكر وقالت : تبدو مثير للشفقة لانك تعاند نفسك يا أوجين ، سأساعدك في انقاذ نازلي .
قال أوجين : وما هو السبب ؟؟
قالت زيلي : أريد انهاء حياة خصوم لي ، اولئك الساحرات خصم لي كما تعرف ، ولكن بمساعدتك .
قال وهو يزفر : سافكر بالأمر ، ولكن لا تتوقعي موافقتي ، أنت آخر شخص أريد التعاون معه .
قالت وهي تبتسم بخبث وتقتبرب من او وتمسك بوجه أوجين : اخبرني بقرارك وسأساعدك وأكثر .
تبسم اوجين بسخرية وقال : أخرجي من منزلي يا ساقطة .
قالت زيلي وهي تبتسم وتبتعد عنه و تخرج بهدوء من منزل اوجين : لتأتي معي وتهجر خمورك قبيحة الرائحة .
قال بعصبية : اخرجي ولا تريني وجهك حتى آتي انا اليك ، ولا تتوقعي قدومي اليك أصلا .
قالت وهي تبتسم عند باب منزله : متأكدة أنك ستأتي الي .
توجه اوجين نحو الباب وضربه ليغلقه بغضب وهو يزفر بارتياب وشك غريب ، وغضب يخمد تدريجيا ، بدء اوجين بالتفكير في الأمر ، بدت جملة زيلي التي قالتها له " انت تعاند نفسك " تظهر له في عقله ، بدى وكأنه أدرك بها أمر ما ، حيث حاول التفكير بالأمر مليا حتى قرر قراره الذي لن يندم عليه ، فقط هو تمنى ألا يندم عليه .
* * *
رومات وهو يصل الى وجهته المحددة طيارانا ويستقر أمام منزل الساحرات ويحدق به بأعين حادة ويقول : لا يمكن الاستهانة بقدرات شيطان مثلي .
حيث اقترب أكثر من حدود المنزل ، ولكنه لم يدخله ، كان بدى وكأنه يتفقد المكان حوله اولا ليدخل وهو يأمن شر من بالخارج ، دخل المنزل وهو يحدق بكل زاوية فيه ويبتسم ويقول : كل شيء سيكون متناسب مع بعضه .
سمع رومات صوت من خلفه يقول : من أنت ؟ لماذا دخلت الى هنا ؟؟
التفت رومات ليرى شيطان أمامه وهو يقول بغضب : من انت ؟! كيف تجرؤ على دخول منزل الساحرات ، ألا تعرف أنها يمكن ان تكون نهايتك !
تبسم رومات وهو يرفع زجاجة صغيرة في يده ويفتح غطاءها ويقول : لتحاول أن تنال قسط من الراحة داخل هذه الزجاجة .
هنا حبس الشيطان داهل الزجاجة وسط غضبه وهلعه وصراخه المستمر ، أغلق رومات الزجاجة وقال بابتسامة خبيثة : لتشكرني لأنني لم انهي حياتك .
* * *
اعتدت على العيش مع تلك الساحرات ، رغم شرهم الذي كرهته الى أنهن كن طيبات معي فيما عدا زويلا ، اظن انها لا ترحب بشكل كامل بينهن ، ولكنني لم أهتم ، حيث كان طهي الطعام متناوب فيما بيننا جميعا ، وكذلك غسيل الملابس الذي يكون كل مره شهريا وغيرها رغم انهن كن لا يحبن النظافة كثيرا بما انهن ساحرات ولكنني كنت اشعر بتقرف من هذا الأمر وقد اعتدت عليه مع مرور الوقت ، ولكنني كنت في اغلب الأحيان أخرج اسبوعيا للمجرى الذي كان موجودا خلف المنزل بمسافة قصيرة لأغسل ثيابي ، كانت زويلا تعايرني بشأن هذا الأمر كثيرا ولكنني كنت أتجاهلها ، حيث مرت علي في أحد الأيام نهارا وأنا أغسل ثيابي لتقول كعادتها وهي تقترب مني وتضحك : أنت مهووسة بالنظافة .
قلت : لا شأن لك بما أفعله .
قالت بعبوس : بل أهتم ، انت تخالفين عاداتنا في هذا .
قلت : لأنني لست ساحرة مثلكن .
ضحكت وقالت : صحيح صحيح لست ساحرة ولكنك كنتي قارئة طالع يوم ما .
قلت : قارئة الطالع ليست ساحرة .
قالت وهي تمسك بوجهي بسخرية : صغيرتي ألا تعرفين اول الخطوات لتعلم السحر ؟
قلت وانا ابعد يدها عن وجهي بغضب : لا اريد أن اعرف .
قالت : أنت كنت في اول مرحلة لدخولك نفس عالمنا .
قلت : وقد خرجت منه قبل ان اتعمق به .
قالت وهي تبتسم بسخرية استهزاء : عملك يناسبك ، أنتي مجرد خادمة .
شعرت بغضب شديد لأترك الثياب التي كنت اغسلها بيدي وسط المياه وقلت وأنا اقف مكاني : ما شأنك أنتي بي ؟؟ ألا يمكنك تركي لمره واحده عندما اغسل ثيابي !!! تبا لك .
ضحكت وقالت وهي تنظر الى بامي التي تقترب منا ببطئ : لا تتظاهري بأنك مظلومة الآن .
بقيت احدق بها بغضب حتى وصلت بامي وهي تقول : هل بدأتن جدالكن المعتاد هنا دائما في وقت كهذا ؟؟!!
قالت زويلا وهي تقترب مني وتدوس على الثياب التي انتهيت من غسلها : عودي مره اخرى للغسل ، هذا انسب مكان لك بيننا .
قالت بامي وهي تبتسم وتحدق بي : أليس متعبا ان تغسلي هذه الثياب الهرئة كل أسبوع ؟؟
قلت وأنا أدفع زويلا التي كانت أمامي بغضب وأترك المكان في عصبية ، فقالت بامي وهي تبتسم : هذه الفتاة مضحكة قليلا .
قالت زويلا : أنا كرهتها منذ قدومها الى هنا .
قالت بامي : السيدة لا تهتم بمشاعرك يا زويلا ، انه قرارها الذي سيطبق علينا طواعية ، وانت تعرفين أنه احد شروط بقائنا تحت لقبنا كساحرات معا .
قالت زويلا بزمجرة : لا شيء يجعلني باقية كساحرة بينكن سوى ذلك الشيء الذي تخطط تينا لايجاده .
قالت بامي : لا يمكنك ان تطمعي به وحدك .
قالت زويلا وهي تبتسم لبامي : لا تقلقي مازال الشيء الذي نخطط له قائما يا بامي .
تبسمت بامي وقالت : جيد اذن ، فقط لا يمكن لتلك الفتاة التدخل فيه .
قالت زويلا : سأنهي حياتها ما ان حاولت التدخل فيه اصلا .
ضحكت بامي وهي تترك زويلا وقالت : أشك بذلك ، ستقفين عاجزة أمام تينا عن فعل شيء .
قالت زويلا وهي تراقب بامي وهي راحلة : سترين بنفسك .
دخلت المنزل وأنا غاضبة لأرى تينا وهي تجلس على كرسيها الذي اعتادت الجلوس فيه وقالت لي : يبدو ان غضبك سببه نفس السبب المعتاد .
قلت بغضب يخالطه حزن : لقد سئمت منه ، ألم تمل تلك النسوة من ذلك .
ضحكت تينا وقالت : بعض التجاهل والتغافل يجعلك مرتاح في حياتك .
دخلت بامي وهي تحدق بي بصمت وقالت لتينا : متى سيعود ايفان ؟؟ أظن انه أخذ وقت أكثر من المعتاد فيما يقوم به .
قالت تينا : ما كلفناه به كان صعبا .
دخلت زويلا المنزل وهي تحدق بي بزمجزة وقالت : أظن أن ايفان يخادعنا بتأخره للقيام بأمر مخفي عنا لا نعرفه .
قالت بامي : لا تبدئي الشكوك يا زويلا .
قالت زويلا وهي تزفر بغضب : ..........
قالت تينا : أنه لا يلعب ويلهو مثلك ، أنه يبحث لنا عن وسيلة لسلب تلك القلادة من زيلي والبحث عن تلك العصا .
قالت بامي : لا اظن اننا سنستطيع سلب تلك القلادة بسهولة .
قالت تينا : بالطبع ، زيلي الآن بدأت أصبحت قوية بعدما صار لها شريك في أعمالها .
قالت زويلا : تبا له ، لقد ظننت أنه آخر شخص سيفعل هذا ، ولكنه يبدو أن زيلي تمكنت منه قبلي .
قلت : لا أفهم ما تتحدثون عنه ؟؟
ضحكت زويلا وقالت : لا يمكن أن تكوني آخر شخص يعرف هذا !!!!أنت تفاجئينني دائما بغبائك .
قالت بامي وهي تضحك وتنظر لتينا : يجب أن تخبريها بالحقيقة التي كشفت الآن والا فقد تموت هذه الفتاة المسكينة على شخص لا يستحق منها هذا .
قالت زويلا وهي تخرج برفقة بامي وهن يضحكن : سنخرج قليلا للمرح بما أننا رصدنا مجموعة رجال أغبياء سكنوا غابتنا ، وكأنهم يبحثون عن موتهم .
قالت تينا وهي تبتسم لهن : بالطبع ، ولكن خذن الحذر .
ضحكت بامي وقالت : نحن سيدات هذه الغابة ولايمكن ان ينطبق علينا قانون الحذر .
قالت تينا : احذرن فقط .
خرجن ضاحكات وسط صمتي وقلقي وانا أقول لتينا : أنه أوجين صحيح ؟
قالت تينا : لا يمكنك أن تتعلقي بشخص هجرك منذ البداية .
قلت وأنا أقبض على يدي واتنفس بسرعة : أن اظن ان كلامك صحيح ولكن لماذا أنا غاضبة ؟!
قالت : غاضبة ؟؟!
قلت : بشدة أيضا .
قالت بابتسامة : يمكن أن تكون فرصتك للانتقام .
قلت بغضب وأنا ادمع : انتقام !!
قالت تينا : الغضب المكبوت يخرج على شكل انتقام . ولكن ليس أي انتقام ، سيكون انتقام دموي .
قلت : .............
تبسمت وقالت : هل مازلت لا تريدين قتله ؟ لقصد قتلهما معا ، ام انك لم تغيري رأيك منذ البداية ؟
قلت وإنا امسح دموعي : لم أكن لأكون شخص شرير لهذا الحد يا تينا .
ضحكت وقالت : ماذا عن اولئك الرجال والنسوة الذين كانوا يموتون أمامك وسط برودك .
قلت : لننتظر حتى تخرج آخر قطره حب في قلبي ليملئه الانتقام ، في ذلك الوقت قد أقرر ذلك .
قالت تينا وهي تبتسم وتحدق بي : أنت مميزة جدا يا نازلي .
قلت : لقد سمعت ذلك قبلا .
قالت : أنا كبيرة في السن والموت لصيقي الآن ، لا أظن أنني أرى في بامي وزويلا شيء مميز مثلك ، انهن يهتمن فقط في مغازله الرجال ومعاشرتهم ثم قتلهم ، لا اظن انهن يملكن هدف ، وان كان لديهن هدف فأنا أظن انهن ينتظرن حصولي على المكونات الثلاث لكي يسلبنه مني .
قلت : لماذا تقولين هذا عنهن ؟؟! لقد كن رفيقاتك طوال سنوات أكثر مني ؟!!!
ضحكت وقالت : أقصد أنني أثق بك أكثر منهن .
قلت : أشكرك ولكن لا اريد أن تفضليني عليهن حتى يفكروا بانهاء حياتي .
ضحكت وقالت : مازال لهن مكانة في قلبي يا نازلي ولكنني أقول وأفصح عن احساسي .
قلت : ..............
* * *
رومات وهو يحدق بالزجاجة ويقول بابتسامة : سنعود عما قريب رؤية سيداتك .
قال الشيطان المحبوس بغضب : بل سيقتلنك ويحررنني في لحظات .
ضحك رومات وقال : بل هن غافلات تماما .
قال السيطان المحبوس بعد مدة : سأفعل اي شيء مقابل اخراجك لي من هذه الزجاجة .
تبسم رومات وقال بخبث : أي شيء صحيح ؟
قال الشيطان المحبوس : اسمي ايفان وانا تحت امرتك مقابل اخراجي من الزجاجة .
قال رومات : لا لن تخرج .
قال ايفان بغضب : ماذا !!! لماذا ترفض أيها الشيطان القذر ؟!
ضحك رومات وقال : كلانا قذر وسافل ، هل تنعتني بما فيك ؟؟
قال ايفان وهو غاضب بشدة : .........
قال رومات وهو يحمل الزجاجة في يده ويحدق بابتسامة : سأخرجك منها بعد ثلاث امور تفعلها لي .
قال ايفان : أمرك يا سيدي .
ضحك رومات وقال : القوة تؤدي الانقياد سواء كان كراهية أو طواعية .
* * *
ليلا عادت زويلا وبامي وهو في حالة ثمالة وسكر ووجوههن وثيابهن مغطاة بالدماء وهن يضحكن ويمرحن ، جيث دخلن المنزل مسببين ازعاج ايقظني أنا وتينا التي خرجت عليهن بينما انا اخرج مفزوعة منهن ، فقالت تينا وهي تحدق بهن بغضب : هل هذا ممتع لكن ؟؟
قالت زويلا وهي تقف بترنح : كان سيكون جميلا لو كنت معنا يا تينا أنتي تلك الغبية .
قالت بامي زهي تتدارك بأنها امام تينا : اااه ، توقفي يا زويلا عن قول ...التراهات والتفاهات ، تينا لم تكن لتحب هذا ولا تلك الفتاة المسكينة .
سقطت زويلا على الأرض وهي تغمض عينيها بثمالة : كنت أقصد انه كان ممتعا فقط .
حيث بدت ان ززيلا نائمة على الارض وبامي تجلس على الكرسي وهي تقول بثمالة: لا تقلقي يا سيدتي أنا لست ثملاء مثلها .
قالت تينا بغضب : هذا واضح جدا !
ضحكت بينما قالت لي تينا : ساعدي هذه العاهرة التي تفترش الأرض .
اخذت وأنا احاول مساعدة زويلا في المشي ولكنها كانت نائمة بعمق ، إخذتها بصعوبة للغرفة نومها لأرمي بجسدها الثقيل على فراشها وأقول بغضب : لا أعرف لم اساعد ساقطة مثلك الآن !
خرجت من الغرفة لأجد تينا وهي تبتسم لي وتقول : في كل عسر يسر .
قلت : وما هو ؟؟
قالت : لقد عاد ايفان .
قلت بابتسامة : هذا رائع ، أتمنى أن يجد ما أردناه أن يساعدنا به .
خرجت مع تينا لنرى ايفان وهو يتشكل لنا ويقترب منا ويستقر أمامنا وينحني لتينا ويقول : آسف على تأخري يا سيدتي .
قالت تينا : ليس مهما هذا الآن ، ما احضرته معك أهم .
قال وهو يقف مكانه : لم أجد تلك العصا ولم أستطع سلب القلادة او حتى اختراق جدران قصرها .
قالت تينا بغضب : ما الذي فعلته اذن في اثناء تأخرك ؟؟
قال وهو يخرج لنا كره مشعة من جيبه وينحني وينزل رأسه ويرفع تلك الكرة بيديه تجاه تينا : هذه الكرة المشعة التي أردتها .
اخذتها تينا بابتسامة وهي تحدق بها : رائع جدا ، رائع .
قلت وانا اقترب منها وانا احدق بالكرة : كم هي جميلة ومشعة .
نظرت تينا الي وقالت بعبوس وهي تخبىء الكرة في جيبها : لا تحدقي بشعاعها كثيرا ، انه خطر .
قلت : خطر ؟!!
رفع ايفان راسه واستقر واقفا أمام تينا وقال : زيلي تستعمل زهرة أنفاس الشيطان في تحصين قصرها .
قالت تينا بابتسامة ماكرة : لا تزعج نفسك بهذا ، ما ان أذهب بهذه الكرة الى ذلك العجوز الخرف سيوفر لي شياطين الظلام .
قال ايفان وهو ينحني لتينا : أعتذر عن جهلي يا سيدتي .
قالت تينا وهي تبتسم لي : لندخل يا نازلي للداخل .
ثم التفتت الى ايفان وقالت : تستطيع الانصراف ، لقد زودتني بشيء ثمين ، اشكرك على جهدك .
انحنى ايفان لنا أثناء مضينا لداخل المنزل ليرفع رأسه بعدما دخلنا وهو يقول بابتسامة خبيثة : ستنتهي حياتك يا خرفة عما قريب مع نسائك .
* * *
شيطان يتسلل كل ليلة ويضع السم في شاي سيدته بهدوء وهو يبتسم ويقول : يجب أن يقترب منك موتك اكثر .
* * *
أوجين وهو يتوجه لقصر زيلي ليطلب لقاءها من الحراس ليدخلونه الى غرفة كبيرة وسط استقبال الخدم المريح والمتكامل لتستقبله زيلي بابتسامة ماكرة وهي تجلسه على كنبة بيضاء كبيرة وسط الغرفة وتجلس أملمه وهي وتقول للخادم الذي كان يقربها : أحضر أفخم الضيافات لضيفنا المميز .
قال الخادم وهو ينحني لزيلي : أمرك يا سيدتي .
خرج الخادم وسط نظرات اوجين التي تحدق بزيلي بحدة وصمت ، فقالت زيلي : يبدو أنك تحمل بين ثنايا نظراتك هذه الكثير .
قال وهو يكسر صمته : جئت لأنني قبلت مساعدتك .
ضحك وقالت : انت لا تقبل مساعدتي ، بل لأنك تحتاج مساعدة مني .
قال أوجين وهو يكتم غيظه : بالطبع ، لأن الأمر متبادل .
قالت زيلي بتهكم : ولكن بشرط .
قال أوجين وهو يكتم غيظه مره اخرى : أي شرط يمكن أن يكون موجود في امر متبادل .
قالت : صحيح ، يبكون لي شرط ولك شرطك أيضا .
قال اوجين وهو يحدق بزيلي بحدة : وما هو شرطك ؟
قالت زيلي : مأجل حتى تقول شرطك .
قال أوجين بابتسامة تهكم : لا اظن انه شرط ، بل هو مقابل .
ضحكت زيلي وقالت : نعم ، أنت ذكي وحاذق .
دهل الخادم ومعه الكثير من الضيافة ليضعها على الطاولة المقابلة لأوجين ويخرج بينما زيلي تقول : مقابل مؤجل .
قال اوجين : نعم .
قالت زيلي وهي تحتسي الشاي الذي قدمه الخادم لها : انت تريد مقابل ولكنني أنا اريد شرط .
قال أوجين : وما هو ؟؟!
قالت وهي تتبسم : تتزوجني .
قال أوجين بشيء من الريب : ظننت أنك ستطلبين شيء آخر !
ضحكت زيلي وقالت : ألا تعجبك شرطي ؟!
قال أوجين : ساوافق عليه بمقابل .
قالت زيلي : انه مؤجل .
قال أوجين : نعم هو مؤجل .
قالت زيلي بابتسامة : سيكون هذا رائع جدا ، سيكون لنا حفل زواج كبير وسط المدينة .
قال أوجين : وما المساعدة التي تريدينها مني ،
قالت : انت تعرفها ، ما كان يريده هدسون وكذلك يرنه الآن تلك الساحرات الساقطات .
قال اوجين : لا يمكن ان يكون ......
قالت زيلي بابتسامة : ماذا كنت تظن بهدسون عندما كان يحتقظ بتلك القلادة ؟! فقط من اجل تذكر آري ، انت غبي .
قال أوجين : بالنسبة لمساعدتي .
قالت زيلي : انقاذ نازلي من تلك الساحرات أليس كذلك ؟؟
قال أوجين وهو يمد يده ليصافح زيلي : لقد اتفقنا .
تبسمت زيلي وصافحت أوجين وهي تقول : نعم لقد اتفقنا .
* * *
صباح اليوم الذي يتلو الليلة التي أخذت تينا تلك الكره من ايفان ، كنت خارجة لأجمع بعض الحطب الذي نشعل به نار لطهي الطعام ، كان صعبا جدا ولكنني اعتدت عليه شيئا فشيء ، وقبل خروجي قالت لي تينا : لا تبتعدي كثيرا حتى خروجك مز حدود الغابة ، ذلك خطر عليك ، لدينا الكثيرون من الحاقدين حولنا ، وكذلك لا تنسي وجود بعض الضواري .
قلت : لا تقلقي يا تينا ، سأكون بخير .
خرجت ودخلت بين الأشجار العالية لأجمع الأغصان المتوسطة حجم والصغرى ، بينما أن اجمعها سمعت صوت حركة غريبة كانت بين الأشجار التي تحيط بي ، لم أعرها اهتمام وتعمقت في الغابة بعدما جمعت الحطب بدافع الفضول ، لأنني لم اتعمق بها ابدا وحدي منذ ذلك اليوم الذي ضعت فيها وفقدت وعي بعدها ، كانت جميلة ومليئة الحيوية ، كانت الحياة تعج بها ، ولكنني في نهاية المطاف لم أعرف طريق العودة واصبح حمل الحطب متعب بالنسبة لي كثيرا لذا تركته امام احد الاشجار وبدءت بالجري بكل اتجاه بحث عن طريق للعودة ، ولكنني تهت اكثر ، حيث شعرت بتعب شديد ، لذا توقفت عن البحث وبقيت جالسة بجانب الحطب الذي جمعته في امل أن تينا عندما ترى انني تأخرت فانها مؤكد ستبحث عني ، بينما انا جالسة وانا اتحسر غلى فضولي الغبي رأيت ايفان وهو يمشي ويقترب مني فقلت وانا اقف بحماس : ايفان ، ساعدني .
قال وهو يستقر أمامي : أي مساعدة ؟
قلت : لقد تهت في الغابة ، اريد مساعدة منك .
قال ايفان : تريدين العودة ؟
قلت : بالطبع ، والا ستغضب تينا بسبب تأخري .
قال : يجب ان تعرفي طريق العودة بنفسك حتى تكوني ضمن مجموعة هذه الساحرات ، انتي تعرفين انها الخطوة الأولى لهن .
قلت : تقصد ان اكون ساحرة ؟؟
قال : نعم ألا تريدين ؟
قلت : لا وابدا ، لذا ساعدني .
نظر الي وهو يحدق بي بصمت فقلت بغضب : هذا أمر يا ايفان .
ضحك وقال : انت مجرد مساعدة بينهن ولست ساحرة بينهن ، لا امر لك لي .
قلت بغضب : ماذا !!! سأخبر تينا بهذا الأمر .
قال وهو يحدق بي ويقترب مني : نحن هنا وحدنا .
قلت وانا اشعر بشيء من القلق : تبا ....لا يجب ان تطلب مساعدة من شيطان عندما اكون وحدي .
قال وهو يحدق بي بصمت مخيف : انت مميزة عند تينا .
قلت : تبا لك ، لن اتحدث معك .
جلست مكاني وانا اتجنب النظر في عينيه بقلق . فقال : انت مميزة عندها لأنك مميزة .
قلت : ما الذي تريده مني ايها القذر ؟
قال : انت تكرهين زويلا وبامي ، انهن دائما يستهزئن بك ويسخرن منك ، الا تريدين انهاء حياتهن لتكوني مع تينا بدونهما ؟
قلت وانا احول نظري اليه بغضب : لا اريد مساعدة خبيثة مثل هذه منك .
قال : فكري بهذا ، قد تحصلين على فرصة ، اقصد ان تينا عجوز مسنة والوقت يداهمها ، يجب ان تتحركي الآن حتى لا تندمي لاحقا .
قلت وأنا غاضبة : من أنت ؟؟ بعدما أكرمنك تحاول ان تفرق بينهن !!
قال وهو يدنو مني ويقرب مني : فكري في ذلك جيدا ، سيكون في مصلحتك لكي تحطمي ندك ، زيلي واوجين ، اقصد الا تريدين الانتقام ؟! انهما متزوجين ، ألا يشعرك هذا بشيء ما ؟؟
قلت وأنا أحدق به بغرابة : من أنت ؟؟! هل أنت ايفان المخلص الذي كنت اعرفه ؟؟
قال : فكري في ذلك .
قلت بغضب وانا اقف : اذهب ايها الشيطان السافل ، انا لن اسمع منك اي كلمة ، اذهب عني ، لا اريد منك مساعدة .
قال وهو ويقترب مني ويدفعني نحو الشجرة التي كنت اتكىء عليها بقوة ويمسك بوجهي بغضب : سيحدث هذا شئت ان أبيت يا نازلي .
قلت بغضب يخالطه قلق : تبا لك ، ابعد يدك القذرة عني .
قال وهو يحدق بي ثم يبعد يده : لا أنكر انني اشتقت اليك .
قلت وأنا اتنفس بخوف : لماذا قد تشتاق لي ؟ هل أنت ايفان المخلص الذليل الذي اعرفه ؟!
ابتعد عني وهو يحدق بي بابتسامة لياخذني أمام المنزل ، وقال : تستطيعين الذهاب الآن ، ولكن ما قلته لك سيحصل شئت ام أبيت يا نازلي ، انه من أجلك .
تركني بعدها ليختفي وسط ذهولي وأنا أحدق بقلق حولي ، بعدها هدأت وتوجهت نحو المنزل لأرى الحطب مشعل وسط ابتسامة تينا السعيدة وهي تقول لي بفرح : هل انتي من اشعل النار ؟
قلت : ...نن..نعم .
قالت : اشكرك حقا ، كان اشعال النار أكثر شيء أستصعبه .
قلت بابتسامة غير مرتاحة : العفو ولكن .....
قاطعتني زويلا وهي تخرج من غرفتها وتقول : اشعال النار هو العمل الذي يناسبك .
قالت لها تينا بابتسامة : لا اصدق انه يمكنك انتقاد الناس بعدما ثملتي بالامل وبدأتي تقولين اشياء غير مفهومة .
قالت وهي تحك رأسها وتنزل نظرها للأرض : تبا .
خرجت بامي من الغرفة خلفها وقالت : تبا أنه الصباح !!
قالت تينا وهي تتنهد ثم تنظر الي : ساعديني يا نازلي
* * *
شيطان وهو يحمل بيده كرتان مضيئتان ويقول : الثقة سبب كل خيانة .
* * *
نولان وهو يدخل على زيلي التي استدعته وهو ينحني لها ويقول : هل استدعيتني يا سيدتي ؟
قالت زيلي وهي تبتسم : بالطبع ، ألا تعرف السبب ؟؟
قال وهو ينزل رأسه للارض : آسف سيدتي ، يبدو انني نسيت .
قالت وهي تضحك بخفة : لتوصل رسالتي هذه لخدم القصر جميعهم .
قال نولان : وما رسالتك يا سيدتي ؟؟!
حدقت زيلب بنولان بغضب بينما قال نوللن وهو ينزل رأسه للأرض : بالطبع امرك يا سيدتي .
قالت زيلي وهب تتجاهل غضبها لتضحك : اريد ان يكون كل شيء مرتب وجاهز لليلة الغد ، يبدو ان أحدهم سيكره هذا ولكنه مجبور على هذا .
قال نولان : سيصل أمرك وسيكون كل شيء شيء جاهز لليلة الغد .
تبسمت زيلي وقالت : هذا مثير للحماس ، يجب ان يكون كل شيء كما اريده أن يكون يا نولان .
قال نولان وهو ينحني ويخرج : أمرك .
* * *
ليلا بقيت تينا في حديث قصير مع زويلا بمفردهم لتقول تينا وهي تجلس أمام زويلا التي كانت تشرب بعض الماء : لدي ما اريد ان اكلفك به وحدك دون زميلاتك بامي ونازلي .
ضحك زويلا وقالت : لم اعتبر نازلي زميلة لي او صديقة لي يوما ، لا اعتبرها شيء اصلا .
قالت تينا : هذا ليس مهم الآن ، ما اريد ان اكلفك به دونهما اهم من التفاهات التي تتفوهين بها .
قالت زويلا بتجهم : وما هو ؟؟ على كل حال أنا الوحيدة المخلصة لك دونهما .
قالت تينا : أظن انك تعرفين ما حدث بالأمس أكثر من غيرك .
قال زويلا : نعم ، تلك الكرة التي حصل عليها ايفان .
قالت تينا : لدي ما اريد ان أكلفك به بشانها .
قالت زويلا بحماس : هل سيكون شياطين الظلام بين ايدينا اخيرا ؟؟؟
ضحكت تينا وقالت بابتسامة : نعم .
قالت زويلا : وما الذي تريدين مني فعله ،؟
قالت تينا : ستذهبين الى ذلك العجوز الخرف مع الكرة ليعطيك صندوق مع مفتاح ، عليك جلبه الى هنا دون علم بامي ونازلي وسيساعدك ايفان في هذا بالطبع ، لأن الصندوق رغم صغره فهو ثقيل .
قالت زويلا بحماس : تبا كم هذا رائع !!!!
ضحكت تينا وقالت : لتذهبي الأن برفقة ايفان سريعا قبل قدوم زميلاتك .
قالت زويلا وهي ضاحكة : زميلاتي ؟! ليس لدي شيء بهذا الاسم .
ضحكت تينا وهي تراقب زويلا وهي خارجة وسط بهجتها وسعادتها الغامرة .
* * *
عرف خدم القصر ان سيدتهم تريد اقامة حفل زواج كبير لها أخيرا في ليلة اليوم الذي يتلوه ، يدء كل خدم القصر بامور الترتيب والتجهيز بسعادة ، وكذلك قاموا بتوزيع الدعوات لأهل المدينة لحضور زواج سيدتهم ورئيستهم زيلي المعززة ، في ليلة الزواج تلك كان الكل مستعدا وجاهز لاستقبال الضيوف جميعم في قاعة احتفاللت كبيرة جدا وفاخرة ، حيث دخل نولان على زيلي بينما كانت تضع بعض مساحيق التجميل بمساعدة خادمة ، عندما رأيت زيلي نظرات نولان الغير مرتاحة مرتسمة عليه امرت الخادمة بالخروج وبدأت حوارها بعد ان تأكدت من خروج الخادمة لتقول : يبدو أنك تحمل خبر سيء معك .
قال نولان : أوجين ...أقصد السيد اوجين قد تأخر بقدومه .
قالت زيلي بابتسامة ماكرة وثقة متفجرة : سيكون موجود في الحفل وسيتزوج مني وسينصاع لأمري كما أريد ، لا تقلق يا نولان .
انحنى نولان وهو يخرج من الغرفة بهدوء وهو يقول : أعتذر عن هذا يا سيدتي .
تبسمت زيلي بخبث وهي تمسك بالخاتم الذي تلبسه وتحدق به وتقول : ستكون يا أوجين مثل هذا الخاتم الذي في اصبعي .
* * *
خرجت زويلا من المنزل لتجد ايفان وهو يستقبلها وهو ينحني ويقول : سآخذك الى الساحر العجوز بومان .
قالت زويلا بابتسامة : لا ...لا داعي دعنا تذهب اليه مشيا على الأقدام منزله رغم بعد منزله ، ولكنني لا اريد لفت انتباه احد .
قال ايفان وهو يسير معها : أمرك .
بعد قطع مسافة طويلة بدء حوار الشك والريب يدب في نفس زويلا بعدما قال لها ايفان : هل تثقين بالسيدة تينا ؟؟
قالت زويلا ببرود : بالطبع .
قال ايفان : ثقتك ستدمر كل شيء .
قالت زويلا وهي تتجاهل كلام ايفان : هل تحاول أن تكسر ثقتي بالسيدة تينا ؟؟
قال ايفان : لا ولكنني اشفق على امراة سأقتلها ما ان تتقدم خطوة أخرى .
توقفت زويلا عن المشي وهي تنظر الى ايفان بغضب وقالت : تبا لك ايها الشيطان السافل ، ما الذي تتفوه به ؟؟!
قال ايفان : هل تظنين أن السيدة تينا ارادت منك حقا احضار الصندوق برفقتي ؟؟ اذا كانت تريد حقا ذلك منك لما طلبت مني مرافقتك ، منذ متى وقد كانت السيدة تينا تشفق عليك في حمل الاشياء وجمعها والقيام بأعمال أخرى لتساعدك بها ؟؟!!
قالت زويلا والشك يتمكن منها وهي تمسك بايفان وتخنقه : ما الذي كانت تخطط له ؟؟ الن تخبرني يا سافل ؟؟
قال ايفان : أن اقتلك انا .
قالت زويلا وهي تبعد يدها عن عنق ايفان بهدوء وقلق : وهل ستقتلني ؟؟
قال ايفان : لم اتردد مره في تطبيق امر سيدتي .
قالت زويلا بغضب : ايها السافل الخائن .
قال ايفان : ولكنني لن اقتلك يا زويلا ، بل سأساعدك .
قالت زويلا وهي تحدق بايفان بريب شديد : ولمذا قد ساعدني انت ؟!! لم اعهد عليك أي شفقة من قبل ، خصوصا في تلبية اوامر تينا .
قال ايفان بابتسامة : بالطبع انه ليس بدافع الشفقة ، بل كنت قتلتك لولا لم تكوني تملكي الكره الأصلية .
قالت زويلا : الأصلية ؟؟!!
قال ايفان : يبدو أن تينا كانت تريد اعطاءك المزيفة ولكنها قد اخطاء ، لا يستطيع احد ان يهرب يوما من كبر سنه وهرمه ، يبدو ان الخرف بدأ يتمكن منها شيء فشيء ، وهذا ما يحفزني لمساعدتك ، فلا امل لي معها في مستقبل الخرف .
قالت زويلا وهي مازالت تشعر بشيء من الريب : كيف أتأكد ان الأصلية معي ؟؟!
قال ايفان : لا اعرف تحديد ذلك .
قالت زويلا : اذن كيف عرفت انها الأصلية ؟؟
قال : لأن السيدة تينا هي من طلبت مني أن أجعل لها واحدة مزيفة لتأخذيها أنت .
قالت زويلا وهي تقترب من ايفان بابتسامة وترفع الكره امامها : انت تعرف انها مزيفة بسبب سمات وصفات مخفية .
قال ايفان : نعم بالطبع لأنني انا من صنعها .
قالت زويلا : والآن لماذا لا تقتلني وتأخذ الكرة الاصلية معك .
قال : ألا تفهمين !!! لا استطيع لمسها لأن تينا وضعت بها تعويذة لا استطيع بها لمس الكرة أصلا لتأمن شري .
قالت زويلا بابتسامة وضحكة حاقدة : كم هي خبيثة !!
قال ايفان : ما الذي تخططين له الآن ؟؟! يجب عليك الهرب بالكره بعيدا ولا تعودي ابدا .
قالت زويلا وهي تبتسم بمكر : سأفعل سأفعل ولكنني اريد زيارة منزل تينا خفية قبل رحيل الجميلات الى منزل العجوز بومان ، أريد فقط قتلهن ثم الرحيل .
قال ايفان ببرود : افعلي ما تشائين ولكن لا يجب على تينا معرفة ذلك .
قالت زويلا وهي تضحك وتحتضن ايفان : بما انها آخر مره لنا لنرى بها بعضنا ، الا يستحق ذلك عناق ؟؟!
فكت عناق ايفان وتوجهت لتبتعد عنه بابتسامة ماكرة : أتمنى ان نرى بعضنا قريبا ولو صدفة .
كان ايفان يحدق بها ببرود حتى اختفت عنه ناظره ليقول بابتسامة مخيفة : أنت الوحيدة التي ستتسنى لها فرصة رؤيتي ، ولكنها للأسف لن تكون سعيدة .
* * *
توجهت زويلا الى منزل تينا وتعمدت الوصول اليه ليلا لكي تتيقن تينا بان ايفان قتلها وتكون مرتاحه لتكشف عن كل شيء ، حيث كانت ممتلئة غضبا ، وقد تفجر غضبها عندما سمعت حديث تينا لبامي ونازلي ، حيث كانت تتجسس عليهن من خارج المنزل من خلال نافذة صعيرة ، حيث سمعت تينا تقول : ما الذي تعتقدانه عن سبب استدعائي لكما ؟؟!
قالت بامي بارتباك : ما هو ؟؟!
قالت تينا وهي تبتسم وتحدق بي : وما الذي تعتقدينه يا نازلي عن السبب في استدعائي لك أنتي أيضا ؟؟!
قلت : لست متأكدة ولكن ....
قالت بامي : أين زويلا ؟؟! ولماذا هي ليست هنا ؟؟!
قالت تينا : لقد كلفتها بامر ما لترحل قبل ان استدعيكما .
قالت بامي وهي تحدق بتينا بالتسامة ونظرات مريبة : كنت اعرف أن هذا سيحدث يوما ما ، ولكن أليس اليوم مبكر عليه ؟؟!
قالت تينا ببرود : بل هو وقته المناسب وكما اردت هذا .
قلت بشك : ما الذي يحصل هنا ؟؟! أريد أن اعرف ما يحدث ؟؟!
قالت بامي وهي تنهرني : اصمتي فقط ، هذه اكبر مساعدة تقديمها لنا .
قالت تينا وهي نظر الى بامي وتخرج لها كره مشعة وتعطيها لها وتقول : ذلك العجوز الغبي الخرف موقعك وهذه الكره هي ثمن صندوق شيطاين الظللم .
قالت بامي وهي تأخذ الكرة من يد تينا وتخرج من المكان والسعادة تعلو وجهها .
فقلت بشيء من القلق : لا أفهم ما الذي يحدث يا تينا .
قالت تينا بابتسامة خبيثة : لا تقلقي كل شيء يأخذ مساره الصحيح وكما اريد .
* * *
أوجبن وهو يمشي ويتبع أحد الخدم الذين بدلونه على الغرفة التي توجد بها زيلي ، حيث وصلا ليطرق الخادم الباب لتأذن له زيلي ليلتفت الى أوجين وينحني له ويقةل : تفضل سيدي ، السيدة تنتظرك .
حيث دخل اوجين الغرفة ليغلق الخادم الباب بسرعة وسط قلق اوجين وتوتره الذي كان يخفيه ويبدي عكسه تماما ، حيث رأى زيلي وهي في أجمل حلة وهي تجلس على كنبة كبيرة فاخرة وتحدق به بابتسامة صامته ، حيث كسرت زيلي حاجز صمتها وقالت : لماذا أنت متأخر ؟؟!
قال أوجين : بل أنا على الموعد .
قالت زيلي بابتسامة وهي تقف وتمشي تجاه أوجين : انت لا تفهم ، كان يجب ان تكون هنا قبل الموعد بعده ايام .
ضحك اوجين بسخرية وسط نظرات زيلي الغاضبة وقال : لم اتزوجك بعد حتى اكون متعلق بك .
تبسمت زيلي متجاهلة غضبها وقالت وهي تغيظ اوجين : ولكنك لن تكون حرا بعد اليوم .
حيث جرى حفل الزفاف أمام جميع المدعوين وسط ابتسامات زيلي السعيدة وبرود أوجين الواضح ، وقت انتهت مراسم حفل الزفاف وزواجهما بموافقة العروس وكذلك العريس على الزواج وسط فرحة المدعوين و الخدم ، وبعد انتهاء جميع المراسم عرج العرسان الى غرفة خاصة أعدت لهم تفوح منها جميع انواع العطور ذات الرائحة الأخاذة الساحرة لتدخل زيلي واوجين تلك الغرفة ، حيث دخلها أوجين وهو يتوجه مباشرة ليجلس على كرسي كبير جميل وناعم ومريح ، بينما عرجت زيلي وهي تتفقد كل ركن الغرفة وايضا الحمام ، حيث دخلت الحمام دون ان تغلق الباب لتخرج منه وهي غاضبة وتقول : تبا ، لقد أخبرت تلك الخادمات بأن يضعن الكثير من الزهور على مياه الحوض ، ولكنني أرى القليل فقط ، وقد وضعن فيها العطر الذي أكرهه تماما ، وكأنهن يتعمدن ذلك .
قال أوجين ببرود : يبدو انهن أخطأن في ذلك .
قال زيلي بغضب : لا يمكن لأحد ان يخطئ عندي .
قال أوجين : اذن ما الذي تخططين له ؟؟ هل تريدين طردهن إم انهاء حياتهن أم اسوأ من ذلك ؟
ضحكت زيلي وقالت وهي تبتسم : بما انها ليلة مميزة سأعفو عنهن .
قال اوجين بسخرية : انها ليست عادتك .
ضحكت زيلي وقالت : سأستحم باجمل العطور وارتدي أجمل ثيابي من اجلك .
قال أوجين بتجهم : وهل انتي تصدقين حقا واقع أنك متزوجة مني ؟؟
قالت زيلي بابتسامة ماكرة : انت الوحيد الذي لا يصدق ذلك .
حيث دخلت زيلي الحمام ليستحم بينما بقي أوجين وهو يفكر كثيرا فيما يتعلق لما يخطط له .
حيث بعدها خرجت زيلي وهي تجفف شعرها الاسود وبهدوء وهي تحدق بأوجين بابتسامة لتقترب منه وتقول : ما الذي تفكر به يا حبيبي ؟
لم يتحدث اوجين وتجاهلها ، حيث اقتربت منه زيلي اكثر لتحتضنه وتقول وهي تدعي الدلال : لماذا تتجاهلني بالرغم من انها اول ليلة لنا معا ؟
قال اوجين : التجاهل هو أقصر سبيل للراحة .
قالت زيلي بشيء التصنع وهي تحاول ان تقبل أوجين : لماذا قد يتجاهلني عزيزي ؟!
قال لها أوجين : لا تضعي وقتك في احتضاني وتقبيلي ، لن ينفع معي شيء سوى ان تبقي عند اتفاقنا الذي وضعناه قبلا .
قالت زيلي بغضب وهي تبتعد عن اوجين : استطيع الآن أن افهم شيء من مشاعر نازلي .
قال اوجين : الوقت أثمن من اضيعه معك .
قالت زيلي وهي تقف وتتجه للسرير المفروش بالورود والعطور ، ثم تجلس عليه وهي تضع يده عليه وتقول : اريد ان أسألك شيء ما .
قال اوجين : وما هو ؟
قالت زيلي : ما الذي تحبه في نازلي ؟
قال اوجين : لم اعد كذلك ، اليس هذا واضح .
قالت زيلي : بلى ، اظن انك تفعل الآن ، ولكنك تتظاهر بعكس ذلك ، اقصد أن حياتك كانت صعبة لتتقبل حب فتاة لك .
قال اوجين : فسري الامر كما تريدين .
قالت زيلي بغضب وهي تتجه نحو اوجين : اذن ما الذي لا تحبه بي ؟ انا أملك نفس جسد وشكل نازلي وكذلك بنفس عمرها وكل شيء بنا متطابق ، انا قرينتها ، ولكنك لا تشعر بشيء تجاهي ؟
قال أوجين : نعم انت كذلك ولكن الأمر مختلف عندما يتعلق الأمر بالروح وجوهرها .
قالت زيلي وهي تعود للجلوس على السرير مره أخرى بشيء من الغضب : اذن أنت تحب روحها .
قال أوجين : نعم كنت ، ولكنني الآن لم أعد .
قالت زيلي : ولكن لماذا؟
قال أوجين : لان روحها تغيرت .
ضحكت زيلي وقالت : وكيف لك أن تعرف ؟؟
قال أوجين : لن أخبرك .
ضحكت زيلي بشيء من السخرية وقالت : ظننت أنك سهل المنال ولكنك وغد أصعب من الصخر الصلب .
قال أوجين بابتسامة : لنكن عند اتفاقنا .
ضحكت زيلي وقالت : كن انت عند اتفاقنا فقط .
قال أوجين : لدي ما اسألك عنه .
قالت زيلي : أظن انتي اعرفه .
قال اوجين : ابنتك اينا .
تبتسمت زيلي بحزن وقالت : لا اعرف ، ولا تسألني عنها ، لقد هربت دون عودة .
قال اوجين : بالطبع هي لن تحب فكرة زواج والدتها من رجل آخر غير والدها .
قالت زيلي بغضب : لقد مات والدها .
قال اوجين : أعرف هذا ، واعرف والدها الذي مات على أيدينا .
قالت زيلي بشيء من الحزن : لقد استحق هذا .
قال أوجين : أنت لا تملكين شفقة في قلبك .
قالت زيلي بحزن تتبعه ابتسامة غريبة : لم اكن ام جيدة ولكنني لم أتخيل نفسي حتى الآن ان اكون كذلك ، اقصد أنني كنت غبية عندما حملت بابنتي ، الحب أعماني ، وهذه غلطة الحب دائما .
قال أوجين : ولكنني لا اظن ان جايدن كان سيء معك .
قالت زيلي بحزن : نعم ولكنني لست اصلا لست امراة صالحة ، كيف لي ان اكون ام جيدة من الاساس .
قال أوجين : لماذا لست كذلك ؟!
قالت زيلي : لقد كنت تلميدة عند ساحر كبير .
قال أوجين : انه هدسون .
قالت زيلي بابتسامة : لقد سبقتني ، ولكنني كنت تلميذة عنده منذ صغري ، لم يكن لي مكان أصلا سوى هدسون .
قال أوجين : هدسون كان لا يتحدث عن تلاميذه ابدا معنا .
قالت زيلي : ولكنه كان يتحدثنا دائما عنكم .
قال أوجين : تخمن انك صادقة معي .
قالت زيلي : رغم ذلك هدسون كان يخلق حوله وحوش واعداء دون علمه .
قال اوجين بابتسامة : هو لم يفعل هذا ولكن ثقته بنا فعلت ذلك .
قالت زيلي : أظن ان حياتي الصعبة هي من خلقت الوحش الذي داخلي .
قال اوجين وهو يحدق بزيلي : لست وحش با زيلي .
قالت زيلي : وماذا اكون ؟؟!
قال اوجين : شيطان .
ضحكت زيلي وقالت : انت اكبر شيطان اعرفه .
تبسم اوجين وقال : والاشخاص الأسوأ حظا هم من التقوا بالشياطين .
* * *
شيطان وهو يراقب امراة تخرج من منزل تينا ومعها كره مضيئة تخبؤها في حقيبة جلدية وتتجه نحو منزل بومان على عجالة وسط ظلمة الليل ، تخرج من الغابة لتنجه نحو البحرية المهجورة وهي المكان الذي يقطن به العجوز بومان ، بينما كانت تمشي وهي تبتعد كثيرا عن حدود الغابة وتصل لترى حدود تلك البحرية ، هنا بدأت خطواتها تتسارع أكثر فأكثر لتوقفها صوت امرأة من خلفها وهي تقول لها : الى اين يا بامي ؟؟
التفتت بامي خلفها بقلق وخوف ولكنها لم ترى شيء سوى حلمة الظلام الدامس ، عاوت مسيها نحو البحرية لتسمع نفس الصوت وهو يقول : تبا لك أيتها الخائنة ، يبدو انك نسيتي كل ما اتفقنا له .
التفتت بامي هذه المره وهي مرعوبة وصرخت بقلق وقالت : من هناك ؟؟ اظهر نفسك .
ظهرت لها زويلا وهي تبتسم بخبث وسط صدمة بامي المفزوعة ، حيث قالت زويلا وهي مازالت واقفة مكانها : الخيانة بالنسبة لي تعني الموت .
قالت بامي بصدمة : هل هذا شبحك ام انك مازلتي حية ؟؟
قالت زويلا بابتسامة : صدقي او لا ، ستموتين اليوم على يدي يا ساقطة .
قالت بامي بغضب : أنت من جنيت هذا لنفسك .
قالت زويلا بغضب : لا اريد نقاش هذا معك ، الآن أعطني الكره التي في يدك .
قالت بامي : لن افعل .
ضحكت زويلا وقالت : هل تثقين حقا بتينا لهذا الحد ؟؟
قالت بامي بثقة : نعم .
قالت زويلا : ولكن الكره التي معي هي الاصلية .
قالت بامي : بل المزيفة .
ضحكت زويلا بجنون وقالت : هل هذا ما تظنينه ؟ انت مخدوعة يا مسكينة ، الاصلية هي التي معي .
قالت لها بامي : اثبتي هذا يا عاهرة .
ضحكت زويلا بخبث وقالت : لدي من سيثبت هذا لي ، انه ايفان صغيرتي .
ظهر ايفان لهما فقالت زويلا : الكرة التي سيستطيع ايفان لمسها فهي المزيفة وعكسها هي الاصلية .
تقدم ايفان تجاه بامي وقال لها : هل يمكنك اعطائي الكره ؟
أعطته بامي الكره بتردد ليمسكها من كل أطرافها ويعيدها لبامي ثم يتوجه تجاه زويلا التي مدت له الكره ، حيث مد يده تجاهها ولكنه لم يستطع لمسها رغم محاولات كثيرة منه ، ثم اختفى بهدوء ، فقالت بامي بشيء من اليقين : وما الذي تريدين قوله يا زويلا بهذا المشهد ؟
قال زويلا : اريدك فقط ان تعرفي ان تينا تحاول العبث معنا ، بخداعي وخداعك .
قالت بامي والشك والريب يتمكن منها : لا أفهمك .
ضحكت زويلا وقالت لها : بل أظن أنك فهمتي ذلك الآن أكثر من أي شخص .
قال بامي بغضب : انت تريدين التشكيك بتينا .
قالت زويلا : بل هي من تريد تشكيكنا ببعض لأنها تريد انهاءنا لكي تسلم كل ورثها لنازلي .
قالت بامي بغضب : انت كاذبة انا لا اصدقك .
قالت زويلا بغضب : ثدقي او لا فنحن مخدوعات .
قالت بامي وهي تحدق بالكره التي مع زويلا : اعطني كرتك اذا كنت تريدين ان اصدقك وأثق بك .
اقتربت زويلا من بامي بهدوء ، ولكنها بينما كانت تقترب منها وقبل ان تصلها صرخت بامي وسقطت صريعة على الأرض وهي نازفة في لحظات ، حدقت زويلا بخوف وفزع وصدمة شديدة تجاه جثة بامي الميتة وهي تقول : أنا لم افعل هذا !!
* * *
بقيت احدق في تينا بقلق وقلت : اظن ان بامي تأخرت جدا هذه المره .
قالت تينا بشيء من البرود : يبدو انها ظلت طريق العودة .
قلت بقلق : أنا لا اعرف ولكنني لا اظن هذا ، أشعر بعدم راحة شديدة يا تينا .
قالت تينا وهي تحتسي الشاي : ستعود عاجلا ام آجلا .
وسط حوارنا هذا ظهر لنا ايفان وعلى وجهه قلق شديد وهو يقول : سيدتي لدي لك اخبار سيئة .
قالت تينا وهي تنزل فجال الشاي ببرود : وما هو ؟
قال ايفان : بعدما انهيت حياة زويلا ، ذهبت لالقاء نظرة سريعة لأحوال بامي ولكنني ...
قالت تينا بقلق : ولكنك ماذا ؟؟!
قال ايفان : ولكنني وجدتها ميتة .
بدت نظره الصدمة على وجه تينا وهي تقول بشيء من القلق : ميتة ؟؟!!!!
قلت بشيء من القلق : ولكن كيف من من قتلها ؟!
التفتت الي تينا صرخت علي وقالت : لا تتحدثي الآن وابقي صامتة .
ثم ثم استدارت نحو ايفان المرعوب وقالت : كيف ماتت ؟
قالت بقلق : كانت ميتة جراء نزيف ما .
قالت تينا بقلق : تبا ، ليس هذا مهما الآن ولكن اين ..أين الكره الاصلية ؟؟أليست معها .
قال ايفان : لم اجد اي كره حولها لا مزيفة ولا اصلية .
قالت تينا بشيء من القلق : ماذا !!!!؟؟ييدو ان احد ما قد دبر هذا .
قال ايفان : يمكن ان يكون احد عرف بخطتنا لتبادل الكره بصندوق شياطين الظلام وأراد سرقة الكرة منا .
ضربت تينا يدها على الطاولة وقالت : مؤكد ان شريكا الحب لهم يد في ذلك .
قال ايفان : تقصدين ....
قاطعته تينا وقالت صارخة بغضب شديد : تبا لهما !!سيكوتان على يداي .
بدات تينا تتنفس بثقل وهي تسعل جراء صراخها حيث انني شعرت بقلق وتوجهت لكي أحضر لها بعض الماء ، عدت اليها لأراها تسعل بشدة بين يدي ايفان الذي كان يمسك بها ، أخذت بالماء وأمسكت براسها المتعب وساعدتها على شرب بعض الماء ، حيث هدأت قليلا وقالت وهي تتنفس بتعب : هل أنا تينا التي تعرفونها ام أن الهرم بدأ يتمكن مني ؟؟!
قلت لها وأنا امسك بيدها : ستكونين بخير .
* * *
بعد عده أشهر من زواج اوجين بزيلي ، دخل اوجين غرفة زيلي التي تستقبل فيها زبناءها وهو يحدق فيما كانت تفعله ، حيث كانت تمسك بزهرة كبيرة الأوراق بلون أبيض وتفتتها بهدوء ، اقترب منها وقال : أخمن أنتي اعرف هذا النوع من الورود .
قالت زيلي وهي تبتسم : لا تستعجل كثيرا .
بعدما فتتت زيلي الزهرة كاملة وسط مراقبة اوجين لها ، وضعت محتواها المفتت في مبخرة صغيرة الحجم وأمسكت بالمبخرة وقالت وهي تحدق بالجمر الذي يسخن على نار المدفئة : ستعرف ما الغرض من هذا عما قريب .
قال أوجين وهو يبتسم لها : رغم مرور ثلاثة اشهر على زواجنا ....
قالطعته زيلي وقالت : اربع أشهر .
قال أوجين : نعم رغم مرور أربع أشهر على زواجنا ولكنك حتى الآن بالنسبة لي غير متوقعة .
اقتربت زيلي من الجمرة التي كانت تسخن على نار المدفئة وقالت وكانها تخاطب احد ما غير اوجين : أدخله يا نولان .
دخل خادم من خدم القصر وتوجه نحو زيلي التي اجلسته على كرسي كان يستقر امام المدفئة وأخذت بالجمرة ووضعتها في المبخرة ، حيث وقف اوجين الى جانبها بابتسامة وقال : أستطيع تخمين تأثيرها على هذا الخادم المسكين .
قالت زيلي وهي تبتسم : لنرى مدى معرفتك هذه بتأثيرها .
قامت زيلي باعطاء أوجين قناع واق وقالت : ارتديه قبل ان تندم .
قال اوجين وهو يرتديه : لنرى اذن .
ارتدت زيلي قناع مشابه للقناع الذي ارتداه أوجين ثم اقتربت من الخادم وقامت بالنفج على المبخرة التي كانت تحملها بيدها ، حيث كان بخار المبخره يتجه نحو الخادم الذي استنشق عبيرها وهو ساكن مكانه ، وبعد دقائق من ذلك قال اوجين وهو يقترب من الخادم : هل تسمعني ؟؟
قال الخادم وعيناه على مكان واحد خلف أوجين وزيلي : نعم .
قال اوجين وهو يخرج من جيبه سكين ويمده للخادم : اقتل نفسك بهذه السكين .
الغريب بالامر ان الخادم لم يتردد فيما يفعله وامسك بالسكين وقتل نفسه وسقطت جثته على الارض نازفة بشدة وسط ذهول زيلي التي ضحكت وقالت بابتسامة : كنت أعرف انك تعرف تأثيرها ولكنني لم أتوقعه أنك ستطلب هذا الشيء منه .
قال أوجين وهو يحدق بزيلي بابتسامة ماكرة : من أين لك بهذا السلاح الشيطاني الساحر ؟؟؟!
ضحكت زيلي وقالت بابتسامة : أخمن انه نال اعجابك .
قال أوجين بابتسامة : نعم ، و لا انكر هذا .
اقتربت منه زيلي وقالت : وهل لي أن أعرف ما هو المقابل الخاص بك الآن بعد ان كان مؤجلا ؟
قال أوجين : لا يمكن أن أطلق عليه مؤجلا لو لم يكن مؤجلا .
قالت زيلي بابتسامة ماكرة : سأنتظرك حتى تفصح عنه ، ولكن لدي الآن هدية لك .
قال اوجين : هدية ؟؟!
ضحكت زيلي وقالت : الهدية ستجدها في غرفتك .
* * *
رومات وهو يحدق بالزجاجة المحبوس بها ايفان بابتسامة وهو يقول : لقد وجدت مفتاح اول باب لخروجك من هذه الزجاجة ولكنك تحتاج باقي المفاتيح أيضا لتتحرر .
قال ايفان بغضب : ما ارغمتني على فعله كانت خيانة كبرى .
ضحك رومات وقال : يبدو أنك تفكر كثيرا بغيرك وتنسى نفسك ، قد افكر في ابقائك في هذه الزجاجة حتى موتك .
حدق ايفان بغضب في رومات وقال : سأكون عند امرك .
تبسم رومات وقال بخبث : رائع ، ولكن هدفنا التالي بعيد قليلا .
* * *
امراة تجري وسط ظلام الغابة وهي هاربة بخوف شديد ، تتعثر ساقطة على الارض جراء غصن عالق في الأرض ، سقطت ليدمى جزء من يدها وهي تقول بخوف وراسها للاسفل : أنا لم افعلها ، أقسم بأنني لم افعلها !
بعد فترة سمعت صوت غريب لم يكن صوت ايفان الذي تعرفه جيدا وهو يقول لها : بل كان انت يا زويلا ، انت من قتل بامي .
صرخت زويلا وقالت بخوف : ومن انت ؟؟؟! هل ....هل انت أوجين ؟ام أحد حلفائه ؟؟ زيلي ؟؟ من أنت !!!!
رافعت رأسها لترى رومات وهو يحدق بها ويقول : لست اوجين ولا زيلي ولا أحد حلفائهما .
صرخت زويلا بغضب وقالت : اذن من انت أيها الشيطان السافل .
ضحك رومات وقال : هذه هي نهاية كل ساحر قذر مثلك .
قالت زويلا بغضب : قد نكون نهايتي ولكنها لا تقارن بنهاية شيطان سافل مثلك .
ضحك رومات وامسك بوجه زويلا المتسخ والملطخ بالتراب والطين وقال : وما الذي يجعلك متأكدة بأن نهايتي ستكون كما تصورتها ؟؟
قال زويلا : لأن ربنا عادل .
ضحك رومات وقال : ولكنك مهما لن تهربي من العذاب مثلي .
قالت زويلا وهي تحدق به بغضب : أنت من قتل بامي ، وأراد التحريض ايضا والتفريق بيننا ، ستنال عقوبة وخيمة من تينا .
ضرب رومات رأس زويلا في الصخرة التي كانت بجانبها لتسقط ميتة ، ثم قال وهو يحدق بالأفق : بل تينا هي التالية .
* * *
امرت تينا ايفان بأن يدفن جثة بامي وكذلك زويلا بجانب بعضهما بمكان جانب المنزل وعمل جنازة صغيرة لهما وسط صدمتي التي كنت مازالت فيها عندما رأيت تينا وهي لم تذرف اي دمعة عليهن . بل كانت تحدق بالأفق وتقول : القتل ذنب لا غفران له ، لذا انا لن اطلب لهن الغفران .
حيث استدارت تينا ثم توجهت للذهاب للمنزل ، حيث دخلت المنزل وسط ذهولي وأنا أحدق بقبر زويلا وبامي بتشتت ، حيث كان مازال ايفان يقف أمام القبرين بعدما انهى الدفن ، شعرت بتشويش وتشتت لأنني لم استطع ربط الامور ببعضها ، كيف ماتت بامي ، ولماذا طلبت تينا انهاء زويلا ؟ ولكن ...هل كان لأوجين يد في الأمر ؟ ام زيلي !؟ لا اشعر بالامان أبدا عندما أفكر بشأن هذه الأمور ، انقطع سرحاني عندما قال لي ايفان : نازلي ، الن تدخلي المنزل ؟؟
قلت وأنا أنظر اليه : ماذا !! نعم بل سأدخل .
قال ايفان : تبدين متشتتة ومشوشة جدا .
قلت بشيء من القلق : لأن هذا ليس منطقي .
قال : ما هو ؟
قلت : موتهما ، اقصد خصوصا موت بامي ، هناك شيء غريب بالامر ، وايضا اين هو الكره ؟ اين يمكن ان تختفي ؟؟
قال ايفان : ألا تظنين ان هذا واضح ، كان هناك احد يريد سرقتها .
قلت : نعم أعرف ، ولكن من هو بالتحديد ؟؟
قال ايفان : لا أنكر أن الامر مشكوك ولكن قد يكون هناك للعجوز بومان يد في ذلك .
قلت بغضب : تظن !؟؟ ألم تخبر هذا لتينا ؟
قال وهو يحدق بي : تينا ....ما الفائدة من اخبارها بينما وهي لن تكون بخير مستقبلا .
قلت بغضب : ما الذي تقصده ؟؟
قال : انها مريضة بالسل .
قلت بقلق : ماذا !!!؟
ثم توجهت نحو المززل وقلت بغضب : ستكون ميت على يدي لو كنت كاذب .
دخلت المنزل وسط ابتسامة ايفان التي اتسعت وهو يحدق بالافق ويقول : أظن انتي عدت لشيء من طبيعتي الآن .
* * *
خرجت فتاة من منزلها وهي تجري هربا بسرعة حتى لا يراها احد من حراس وخدم القصر ، ارتاحت قليلا عندما تأكدت انها خرجت من القصر تماما ، ولكن راحتها تلاشت عندما رأت رجل يقف أمامها ويحدق بها بغضب ويقول : اينا ؟! ما الذي اخرجت من القصر ؟؟
قالت وهي مرتبكة : لقد سمحت لي امي بذلك ، وسأعود في منتصف الليل .
قال الرجل : منذ متى وقد كنت تأخذين اذن والدتك .
قالت الفتاة : لا اريد العيش مع ساقطة مثلها يا عمي أرون .
أرون وهو يقول : ولكنها والدتك .
قالت اينا بغضب : دائما كانت امي تخبرني بأن ابي كان لطيف وحنون عليها ، قلق عليها دائما وحريص على راحتها ، قلقه الشديد عليها جعلها مسجونة في غرفة بأربع جدران ، لا انكر أنك مثله بما أنك اخوه .
قال ارون بغضب : اينا ...ما الذي تتفوهين به ؟؟ ألا تشعرين بخوف من الخروج وحدك ليلا ؟؟!!
ضحكت بغضب وقالت وهي تمشي متجاهلة أرون : لم أعد أهتم ، افسح لي المجال للعبور الآن .
أوقفها أرون بعصبية وقال لها : لن اسمح لك .
قالت اينا بغضب : ومن انت ؟ لست أمي او حتى المتوفى !!
سحبها أرون بغضب من يدها وقال : نعم لست كذلك ، ولكنني عمك .
قالت اينا بغضب : اتركني .
قال أرون : يجب أن تطيعيني والا اعدتك لقصر والدتك .
هدءت اينا بعدما قال أرون لها هذا الكلام وحدقت به بهدوء غريب وقالت : ما الذي تريدين مني ؟؟!
قال أرون بهدوء : يمكنك العيش معي يا اينا ، لا تقلقي لدي منزل خاص بي الآن ولا احد يسكنه ، سيكون مريح لك ، ولكن لا يمكنني تركك هنا ، قد ينتهي بك الأمر متسولة في الشارع .
قال اينا وهي تحدق به بشيء من الغضب الخفيف : لا شأن لك بي ، ولكنني الآن سآتي معك وأقبل مساعدتك .
تبسم لها ارون وقال : هذا قرار رائع يا اينا ، احسنت القرار .
* * *
دخلت على تينا لأجدها ممددة على فراشها وعلى وجهها نظرة الحزن ، جلست أمامها وقلت : لا أعرف يا تينا ، ولكنني مهما كان سأجد لك كرتك المشعة وأعيدها لك ، أستطيع ان انتقم لك من اجل بامي أيضا .
ضحكت تينا بحزن وقالت : الانتقام ، لا اظن انه مسار ستستطيعين المضي فيه ، بالنسبة لفتاة مثلك ، صعب مؤلم ، بل اظن انها نهاية عادلة ، بما أنني اغتلت أحدهم فان من العدل ان تفشل خطتي .
قلت : مازالت لا افهم لماذا اردتي فتل زويلا ؟
قال تينا بتجهم : انها خائنة على كل حال .
قلت : خائنة ؟؟!
قالت تينا : دائما ما تحرض بامي على خطط ضدي ، فقط انها مجرد منافقة ، كانت ستساعدني في ايجاد المكونات الثلاث لكي تسلبها مني في لحظات وتأخذها لنفسها .
قلت : ما الذي يجعلك متأكدة ؟؟! بشأنها وأيضا ما الذي يأمنك من خيانة بامي لك أيضا ؟؟!
ضحكت وقالت : بامي مخلصة أكثر من زويلا .
قلت : لا أفهم .
قالت تينا : عرفت هذا لأنني أعرفهن منذ صغرهن .
قلت : ...........
قالت وهي تبتسم بحزن : لا تفكري بالانتقام وارجاع الكره ممن أخذها مهما كان الا اذا كنتي مستعدة لذلك معنويا اكثر مما قد يكون ماديا .
قلت : ما الذي تقصدينه ؟؟!
قالت : مشاعر الشفقة لديك يجب أن تنعدم تماما . يجب أن بحل مكانها حقد وشر كبير .
قلت : ..........
قالت بابتسامة حزينة: لم تتحدثي لأنك لست مستعدة لذلك .
قلت : ........نعم ...يبدو ذلك .
* * *
أوجين وهو يجلس وحده في غرفة مخصصة له في القصر وهو يدخل في سرحان طويل بدء عندما استرجع ما قاله له رومات بأمر انقاذه لنازلي من الساحرات ، فكر كيف يمكن ان تكون حياة نازلي الآن ؟؟! انقطع حبل أفكاره عندما دخل عليه
رجل شاب ضخم وقال له : لدي اخبار كثيره لك يا سيدي .
قال أوجين وهو يحدق بالرجل : ما الامر يا ريان ؟!
قال ريان : بأمر تلك المرأة التي اردت ان اتطلع على حالها واخبارها .
قال اوجين : نعم ، اخبرني كل شيء عنها .
قال له ريان بابتسامة : كما أخبرتني رغم غفلتك عندها مدة طويلة ولكن لدي لك أخبار ستبهجك بلا شك .
قال اوجين ببرود : لتبدء فقط .
ريان : مؤخرا قد مات اثنان من الساحرات اللاتي اختطفن تلك المراة نازلي .
قال اوجين بانفعال : ماذا !!!!
قال ريان : ردة فعلك غريبة ، ألن يسهل لك ذلك الأمر الذي تريد القيام به ؟؟!
قال أوجين : هل تعرف اسماء اللاتي متن ؟؟!
قال ريان : نعم ، زويلا وبامي هن من متن . بقيت تلك المراة العجوز مع نازلي .
قال اوجين وهو يبتسم بخبث : بالطبع لا يمكن لرأس الشر ان يموت أولا .
قال ريان : تقصد تلك العجوز ؟ نعم بدى وكانها الراس المدبر لكل شيء ولكنها مؤخرا كانت قد وجدت العنصر الأول وهو تلك الكره المشعة .
قال اوجين : وهل الكره معها ؟؟!
قال ريان : اختفت منذ موت تلك المرأتان .
قال أوجين بمكر : أخمن ان هناك يد خفية في الأمر .
قال ريان : ومن قد يكون ؟؟! لا بوجد لتلك العجوز ونازلي حامي سوى ذلك الشيطان الذليل الذي ينفذ أمر العجوز بدون تردد .
قال أوجين : واصل البحث عن اخبارها مستقبلا . وتستطيع الانصراف .
* * *
بعدما نامت تينا خرجت من المنزل والهم والضيق يملأ صدري ، جلست على صخرة متوسطة الحجم وبدأت أتأمل السماء الصافية الجميلة التي تكسر كآبة وظلام الغابة حولنا بنجومها اللامعه ، بعدها بمدة سمعت صوت ايفان وهو خلفي يقول : هل تشعرين بالحزن ؟؟!
قلت وانا التفت اليه بخوف : تبا لك ،لقد افزعتني .
اقترب مشيا مني وقال : أم أنك تشتاقين لأحدهم بسبب بعدك عنه وانعزالك هنا .
قلت بابتسامة عفوية : ما الذي تتحدث عنه يا ايفان ؟؟! يبدو انك حزين على زويلا وبامي .
قال : ...........لست كذلك .
قلت : بالطبع لست كذلك لا يمكن لك ان تملك مشاعر حتى .
ضحك وقال : أنا هنا لانني املك مشاعر .
قلت : مشاعر ؟؟!
تبسم وقال : لم تتسنى لي فرصة منذ ان جئت الى هنا بفعل ذلك أمامك .
قلت : فعل ماذا ؟!
اختفى ايفان من أمامي تماما ، فقلت بشيء من الفضول : ما الذي يفعله ايفان ؟؟!لا يبدو طبيعيا .
سمعت من خلفي صوت سلاسل حديدية وهي تتدلى ، التفت خلفي بسرعة وخوف لارى رومات وهو جالس على الارجوحة ويحدق بي ويقول بابتسامة : لا يمكنك الاستهانة بما يستطيع فعله شيطان ، اشتقت اليك حقا يا نازلي .
( النهاية )
أنت تقرأ
توائم الشيطان الثلاثة _|| The Twins Of Demons||
Фэнтезиكيف يكون الشيطان المجرم مثير للشفقة؟! مكان حيث الرعب والمغامرة والتشويق لا ينتهي. نهاية الصدمة المريرة التي رايتها بام عيناي وحدي دون غيري ، اشعر بالذنب رغم انه ليس ذنبي ، أغمض عيناي لافتحها مره اخرى لارى نفسي في النهاية بينهم ، انهم مثيرون للشفقة...