الهفوات البريئة

1.4K 33 0
                                    

تمضي الايام سيولا كمياه الغدير،أحداث تلو الآخر منه ما هو كشوك يؤلم الفؤاد ومنه ما يزهر القلب فرحا وسرورا،شهر واحد كان كافيا على هيا للتأقلم في جو عملها الجديد،بدأت عملها كسكرتيره لدى الرئيس لكن سرعان ما وجدت نفسها خلف باب المدير التنفيذي للشركة السيد يوسف ماجد ،تعمل سكرتيره لديه،لم تنزعج من الامر فالإثنان هدف واحد،خلال الأشهر الماضية استطاعت أن تبرز جدارتها في العمل وأنها تستحقه أكثر من أي شخص آخر،اعجاب يوسف لها كان ظاهرا في عينيه وذاك الاعجاب أخذ ينمو سريعًهدوءها ،براءتها وسرعة انجازها للعمل و استجابتها لطلباته دون تذمر ،ما كان يجذبه إليها أكثر.
لقد اعتاد منذ أن أصبحت أمينة مكتبه  على شرب قهوة رغوي تعدها له كلما تحضر له الملفات .

٩من مايو ٢٠١٦دخلت في المكتب في ذاك الوقت من الصباح،ومعها كوب القهوه المعتاد،بعد أن وقع لها على الملفات همت بالخروج فاستوقفها لبرهة:

-معذرة  آنسة هيا...
-ماذا هناك سيدي..؟!
-سترافقينني غدا في رحلة عمل إلى جميرا...غادري اليوم باكرا و أعدي لذلك.
-أوه ..حسنا ..ولكن ..هل من الممكن أن أعرف تفاصيل الرحلة؟"سألت باهتمام.
فابتسم لها برفق وقال:
-نعم ،رغم أني لم اعتاد على سؤالك لي بتفاصيل لأي أمر ، ولكن اتفهم لأنها أول رحلة عمل لك،لذا سأخبرك،هناك عقد شراكة مع شركة كندية،سنذهب غدا لتوقيع عقد الشراكة معهم.
-اوه حسنا هكذا إذا،أستأذنك بالرحيل.
-تفصل.
...
الحب شعور رائع يحتاج القلب ويحتويه،ثم يسيطر عليه بكل  قوته فيخضع له كل الجوار لذلك نرى الواقعون في الحب كالمجانين،
إنه أمر حيث يجعل كل تصرف تصبح تلقائيا وعفويا وعادة ما يصبح الحرام مباح دون مبررات ،لأن ما يأمرك به قلبك.. فتفعله تكون سببه الخضوع...
مضت رغد بسياراتها الرمادي المتوسط الحجم، شارد الذهن تتجول بها في شوارع الجميرا غير مدركة لوجهتها،كلمات والدتها ترن في أذنها بصدى: عبدالكريم شخص رائع وسيكون مناسبة لك.
ظلت علامات الفرح وابتسامة والدتها التي تشق وجهها تمر أمامها كالاطياف،وقفت فجاءة بعد أن داست بقوة على المكابح،ثم رمت برأسها على المقود،مطلقة صرخة قوية محاولة إزاحة الثقل المتكدس على صدرها،رفعت رأسها برفق ونظرت حولها لتجد نفسها واقفة أمام برج كبير، ذاك المكان ليس بغريب عليه، ولكن كيف وصلت إلى هنا،أدركت لحظة أن قلبها هو ما قادها إلى ذلك المكان الذي لطالما أرادت الذهاب إليه لكن كبرياءها كانت تصده عن ذلك المكان،حسمت أمرها وخرجت من السيارة وسرعان ما وجدت نفسها تقف أمام باب شقة ٦٠٩لمست بأطرافها تتحسس الباب برفق ،ثم مررتتهم لتصل إلى زر الجرس،شيء ما أردعتها وهمت للعودة لكن صوت ما أوقفها.
-رغد!
التفتت بهدوء وأخذت تحدق في ملامحه الجادة بنظرات شوق ولهفة،بادلها النظرات،ليتبادلا حوار العيون،نطقت رغد أخيرة
-كيف حالك سعيد؟
-يمكنك الدخول إن أردت.
همت بقول أمر ما ،لكنه دخل بلحظة للداخل دون أن يعير لهاانتباه، و بخطوات متثاقلة تبعته للداخل ووقفت على الباب موطأة الرأس،اتجه هو بدوره إلى المطبخ وأخذ يعد القهوة...
-لماذا يجب أن يكون عبدالكريم وليس أنت؟"قالت بكل آسى.
تفاجأ من كلامها وظل صامتا لبرهة..
-عليك سؤال والدتك بهذا السؤال.
ابدت انزعاجها وهاجت قائلة:ولما علي سؤالها أنت أحببتني قبله لما لم تطلبني عند والدتي.
ابدى ردة فعل صادم"
-أكنت تعلمين بمشاعري؟! حسنا أنا آسف ولكن لقد فاجأتني والدتي حين ذهبت لاخبرها برغبتي في الزواج بقولها
-يا للفرحة اذا سنسعد بزواجك وزواج اخيك برغد
كانت الصدمة أكبر حين أدركت بأنهم عقدواخطبك بالفعل ولم يسعني أن أسأل بماذا كان رأيك خمنت بأنك قد وافقت مادامت السعادة بدت في وجه أمي .
صرخت بانفعال..
-لا... لا يمكنني أن اتزوج بشخص لا أحبه،أنا أحبك أنت.
-ولكن ..ماذا تريدين مني أفعل ليس بيدي حيله.
-إن لم أتزوجك فأنا لا أستحق أحدا غيرك.
-ماذا تقصدين؟!
أسرعت للمطبخ وأمسكت بسكين،لتضعه على معصميها.صدم بفعلته واحتار معه أخذ يحاول استعادة السكين من يده بإلهاها في الكلام
-هل جننت توقفي... حسنا سأجد حلا لكلانا ولكن أعطيني هذا السكين..
كانت تجهش بالبكاء،بينما راحت تبعد السكين عن معصمها ،وبحركة سريعة أمسكها وأسقطت السكين ثم ضمها إلى صدرها،تبادلا الأحضان بعناق شديد تلاطف الاجواء فجاة ليتحول العناق إلى تبادل النظرات ظل يلامس وجهها بلطف وصولا لشفتيها واقترب منها شيئاً فشيئا ليطبع قبلة طويلة على جبينها تبعتها آخرى على خديها،أطلق العنان للمشاعرهما المرهفة وقبلة تلوى القبلات التي أخذت تعبر عن قصة حبهما المدفون في الصدور...بعد مرور بصغ لحظات كانت رغد تغط في نوم عميق بين أحضانه بينما أخذ يداعب خصلات شعرها الحريري المنساب برفق،في لحظة رن هاتفه النقال ليرفعه فإذا به يكتب عبدالكريم يتصل بك.نظر للهاتف مطولا وحسم الامر.
-ألو..
-سعيد أردت أن أشاورك بأمر ما يخص الفتيات بما أنك شاب يافع أكثر مني ربما قد تكون مدرك بهذه الأمور.
-ماذا هناك؟"رد بكل هدوء وجفاء
-أردت شراء هدية لرغد ولكن لا أعرف ما قد يعجبها.
-عليك سؤالها بنفسك."قالها محافظا على نفس النبرة
-ماذا؟!..يا رجل مابك هذه مفاجأة.
-ستعجبها اي شئ تحضرها له
-هل هذا رأيك أظن أن الدبب أفضل هدية للإناث.
نظر إلى رغد الغريقة في نومها وابتسم لوجهها البرئ ثم استطرد قائلاً.
-أنا اظن ذلك أيضاً.

لذكراها سأنتقمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن