تخطيط قيد التنفيذ

2.2K 48 3
                                    

وصلت الطيارة إلى مطار دبي الدولي،فمضت هيا تمشي واثقة الخطى وفخر،محاولا ابراز قوتها رغم انكسارها ، كانت تمشي بكبرياء وشموخ تحاول اخفاء الضعف التي في داخلها،  تجول عيناها  في المكان بحزن،وما لبث أن اغرورقت بالدموع لشعورها بالشوق والأسى لعدم وجود والدتها برفقتها

اتجه مارك إليها مبتسما،وبنظرة أحس بتوترها من بين عيونها وبرغم محاولتها اخفاء الأمر ،اقترب منها وأمسك بيدها يحركها حركة الارجوحة بخفة، نظر إلى وجهها ورمش بأعيونه نظرة اطمئنان تعني لا بأس أنا معك.
عند المخرج وقفت​ سيارة الليموزين بانتظارهما دخلت هيا بهدوء، وبقيت صامتة تبحر في بحور من الأفكار ، لم تنبس ببنت شفة حتى  وصلا لقصر فخم تخيطه سور ضخم, تزينه حديقة غناء محضرة متشكلة بأنواع شتى من الزهور،منظره تبث للناظر إحساس مرهف وشعور بالامان تراه كجنة في الارض،بأنواع الزهور والعصافير المنتشرة هناك، نافورة ماء  تتوسط فناء القصر، وصوت العصافير تاخذك  لمكان بعيد شبيهة بالغابات المطرة،تقف الليموزين أمام المدخل الرئيسي،فيفتح الخادم الباب لهيا ليستقبلهم خدم المنزل بتحية جماعية، وبمضيهم للداخل ،اتجهت جلس هيا في الصالة الكبيرة المؤثث بأجود وأفخم المفروشات الايطالية، منزل فخم به الخدم ولكن شعور الوحدة والغربة تكسو هيا ،جالت بنظرها تتمعن المكان فيسرع الذاكرة بها ليعود بها إلى أيام كانت في أحضان والدتها تشكو من وجع فتفشيه لها،تصيبها فرح فتشاركها اياه، ذكريات لم تجلب لها السعادة وإنما زادت من رغبتها في الانتقام،وفي تلك الأثناء أخذت ترسم وتخطط كيف ستأخذ بثأرها،وكيف تصل لأباها .
-yo what you thinking​ about?
-Iam planning how can i reache to ma father
وابتسم لها وضرب رأسها بخفة.
-order some things to eat Iam starving and very tired,plus it not time to plan . without​ power you cant think​ about anything
-مارك عزيزي أنا لا املك اي رغبة في تناول اي شي.
-Iam sure if I order pizza you'll gonna attack it.
.......
وتمضي الايام والشهور وخلال تلك الأشهر كان اهتمام الاثنين  مرتكز على إنشاء فرع لشركتهم في دبي وبدأوا يركزون على إظهار أنفسهم في السوق التجاري العربي وبما أن شركتهم عالمية فالامر لم يكن صعبا تماما ،
مارك هو المدير التنفيدي للشركة،انشغل مارك على ابراز نفسه في السوق الخليجي وقام بشراء وتطوير واستثمار المشاريع الصغيرة والكبيرة دون خوف لأنه كان يملك ثقة كبيرة بنفسه،لم يكن يخاف من مواجهة اي شركة من الشركات العالمية الموجودة في السوق،ومن خلال الاشهر الذي ركز فيه مارك على ابراز نفسه كان هيا تشارك في معارض الفنون والجمعيات النسائية،كانت تتبرع بالدم وللجمعيات الخيرية وهكذا صنعت لنفسها سمعة طيبة لدى النساء، أبرزت نفسها لدى نساء المجتمع الراقي، فتسابقت
العديد من النسوة على الطلب منها بالزواج من أبنائهن لكنها كانت ترفض بحجة  أنها مازالت تدرس،

في يوم من الأيام بينما كانت تقود بسيارتها عائدة إلى المنزل اذ لاحظت  بشخص  يلاحقها وصار يتبعها منذ مدة لكنها لم تخطر في بالها انه يلاحقها ظن بأن دربهم واحد،ولكن سرعان ما تأكد شكوكها، فوقف بلحظة ليتوقف السيارة التي خلفها ،نزلت من السيارة والهواء ترفرف غطاء رأسها،بدا الرياح قوية،لذا ارتدت  نظاراتها البلورية من ماركة قوتشي، تطايرات خصلات شعرها بعد ما وقع غطائها عن راسها وأخذت تبعد الخصلات من وجهها ، تسمر الشاب من مكانها وبلع شيئا من ريقها ، أخذ يتأمل تفاصيل وجهها وشعرها الداكن الكستنائي، أعادت خصلاتها الحريري وغطتها بهدوء، وقفت تنظر له برفع حاجب

-ماذا هناك أستاذ يوسف لما تلحق بي؟
-اوه.. حسنا.. كنت ... أعني.. ما رأيك بمشاركتي في معرضي ..المقام في الشهر المقبل؟
-أستاذ يوسف بحق الله ...أكنت تلحقني لتسألني لي هذا السؤال؟!.
-اوه.. حسنا ..نعم فلقد شاهدت ابداع اناملك في اللوحات المشاركه لمعرض هذا اليوم ،وأردت في  الحقيقة  أن تشاركني لانتاج لوحة حب الوطن، بما ان اليوم الوطني قد اقترب.

-نعم هذا شيء رائع تقديم عمل للوطن،حسنا بما انك مصر ،اذا دعني أتفقد جدول أعمالي وأخبرك برأي في الموضوع.

-حسنا ..اوه هناك  أمرا ....بما أني لا املك رقم هاتفك... سأعطيك رقمي اذا أردت استفسار اي شي.
-حسنا أشكرك أستاذ يوسف اراك لاحقا

اتخذت مسلكا آخر بعد ان دونت رقمه ومضت تمشي في الطريق العام،و على شاشة مشغل ال ام بي3 ظغطت على اشارة الاتصال و اتصل بمارك
Mark: hi there!
-hi what up
-not much
مارك-دعنا نتناول العشاء ما الليلة"قالها بانفعال وسعادة غامرة
-وأين ستكون؟"سألت باهتمام
-حجزت مطعما ايطاليا يشتهر لديهم بمأكولاتهم الطازجة مارأيك؟.
-رائع!لنتقابل عند العاشرة فلدي ما أخبرك به
-Realy me nether.
.....
في أحد المقاهي الشعبية جلس يوسف برفقة أصاحبه شارد الذهن والكل يسامر ويضحك إلا هو. نظر إليه حمد  ولاحظ شروده العميق، وبسخرية ضرب كفه على فخذه ثم غمز له،
فزع من مكانه متفاجئ.
-واو يبدو أن الموضوع صعب جدا"قال حمد بسخرية
-بحق الله كفاك مزاحا."قال يوسف منزعجاً
-أخبرني من هذه التي أشعلت عقلك؟"سأل حمد ساخرا.
-حمد أستحلف بالله لست في مزاج لمزاحك هذا، أراكم لاحقا "نهض بضجر,وبعصبية أخذ نظارته ومفتاح سيارته واختفى من المكان.
تعالى أصوات الضحك بين أصحابه ،وصاح ماجد بصوت عالي ليسمع.
-في المرة المقبلة لا ترينا وجهك قبل أن تتصالح معها  . بقوله هذا ضحك الجميع بقهقة فعتعالى أصواتهم في الارجاء.

مطعم تطل على البحر و مناظر الليل الساحر تبهج الزائر في ذلك المطعم الايطالي الؤثت بالاثاث الملكي،جلس هيا برفقة مارك يتبادلان النظرات والابتسامات أحاديثهم تسر الاخر.
-Haya:mark I'm so happy today, I think I'm close to achieving my goal
-mark:why do you think so?
Haya: Because I think Joseph fell in love with me.
-ok so
What are you going to do now?
-I will continue to lure him.
-then?!
-then what? Honey .. My target is his family. I want to send them into the hell.

لذكراها سأنتقمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن