..قلبي لا يطاوعني...

1K 22 1
                                    

الكويت، تلك الدولة الخليجية الصغيرة التي لجمالها الأخاذ لقبت بلؤلؤة الخليج، تمتلك العديد من الوجهات والمزارات التي تجعلها وجهة سياحية ممتازة ومعتادة للسياح من العالم العربي لقضاء العطلات الممتعة والأوقات السعيدة.
تلك الهموم التي انكب على ظهر يوسف جعله يسوق بسيارته لكيلومترات ليصل إلى لؤلؤة الخليج تلك الوجهة الساحرةوالجذابة،وبعد مرورهم بنقطة التفتيش اتجها إلى مدينة السالمية ودخلا إلى أحد الفنادق الراقية هناك،وقفوا أمام منصة الإستقبال يستفسرون عن أسعار الغرف، بعد أن قاموا بتأكيد حجز غرفتين مدة الإقامة فيهما أسبوعين ، أخرج يوسف بطاقته المصرفية ليدفع ولكنه يتفاجأ بالموظفة  تخبره  بأن تلك البطاقة لا تعمل ،ليدرك حين إذ أن خاله قد أوقف بطاقاته البنكية، وقف في حيرة والغيظ يعتصر داخله.
أشفقت هيا لحاله و دون أن تسأله أخرجت  بطاقتها ودفعت لغرفة واحدة، ثم استلمت مفتاح الغرفة والذي كان عبارة عن بطاقة الكترونيه ليتجهن  بعد ذلك إلى المصعد الكهربائي .اثناء استدعاءهم المصعد تذكرت هيا فجأة بأن يوسف يخشى المصاعد الكهربائية فأرادت اخباره بأن يسلكوا السلالم لكنها لم تتلقى ردة فعل منه و سرعان ما اعترتها الصدمة حين شهدته يركب دون اي حذر ،ظلت تراقبه إلى أن وصلوا للدور العشرين فتعجبت من صموده وعدم ظهور الأعراض السابقة ولكن جموده ووقوفه ساكنا بعد توقف المصعد جعلها تدرك أنه كان جسدا بلا روح خلال تلك اللحظات.

ما أن اتجها إلى الغرفة حتى أقبل يوسف على أريكة ناعمة في الصالة ليستلقي فيها ،شارداً بذهنه و قد ساقه مجموعة من الأفكار المتلاطمة إلى دوامة من الحزن، كانت هيا تتحدث إلى الهاتف مع مارك ولاحظت شروده وضياعه فشعرت  بحزنه وأشفقت عليه، أنهى المكالمة واتجهت إليه نهض يوسف وجلس على الأريكة باعتدال  لتجلس هي  بقربه  وربتت على كتفه ثم ابتسمت قائلةً.

-اسمع  أستاذ يوسف ..بما أننا وصلنا إلى هنا  لا يمكننا العوده دون أن نسفيد من هذه الرحلة لذا دعنا نستغل كل لحظة ونستمتع معا ،فقط أرمي أحزانك خلفك وأعدك بأني سأحاول اطفاء تلك الأحزان  في الغد..فقط اذهب إلى النوم وغدا ترى شمس جديد.
.....................&&&&&&.......................
 مر أسبوع  والأيام مرت عليهما بعفوية قضوها  في التسوق والتجول بين المدن .
في صباح يوم  مشمس وجميل جو دافئ لا حرارة مشتعلة مناظر الفندق في الصباح تطفئ أوجاع الليل،إنه يوم الأحد بما أنهم في إجازة فالأحد سيكون يوم حافل بالكثير من الأمور تجهزا وغادرا الفندق متوجهين إلى (المارينا كريسنت) وهي منطقة رائعة تطل على الخليج مباشرةوتضم العديد من المقاهي والمطاعم العالمية وعلى امتدادها يقع فندق المارينا ومرسى جميل لليخوت،تناولا الإفطار و قهوه صباحية في  مقهى "نستلة تول هاوس"  الذي يقدم القهوة اللذيذة والوافل والحلويات الشهية واستمتعا بالإفطار بينما كانوا يشاهدون منظر الخليج الرائع، بعد الإفطار قررا أن يتمشايا على الخليج واستمتعا برؤية مجموعة من الأطفال الذين كانوا يلعبون في ذاك المكان الجميل.
مضى بها إلى مدينة الملاهي وأصرت عليه تجربة الافعونية وكل ما هو خطير استمتعوا في نهاية اليوم بمشاهدة فلم أجنبي من النوع الإثارة والتشويق،غمرت شعور الراحة في قلب هيا حين أحست بأن الحزن قد تلاشى في نفس يوسف رغم أنه قد يكون متظاهر بذلك ولكن المنظر الخارجي يوحي بأنه قد استطاع التخلص من حزنه تماماً استأذن يوسف مغادرة المكان للحظة امرها بأن ينتظر لدقائق معدودة،انتظرت مدة طويلة حتى كاد المكان يصبح معدوم بالناس نظرات الناس باتت تراقبها، هكذا كانت تشعر ملكتها الخوف لتحسم الأمر نهضت بمن مكانها ومضت تمشي إلى أن وصلت قرب السيارة حاولت فتحها لكن الابواب كانت موصداً،تغير حالها من خوف إلى قلق بدا الامر مريب الساعه تقترب من منتصف الليل سارعت تحوم في الارجاء تصرخ وتنادي به عادت إلى باب قرية الألعاب خائبة موطئة الراس وقد تملكها اليأس،سمعت صوتا مؤلوفاً تصرخ  وتجادل،غمرتها السعادة واغرورقت عيناها بالدموع  حين أبصرت به و هو يحاول الدخول إلى الداخل ولكن العامل امتنع وظل يخبره بانه لا يوجد احد هناك...
-يوسف.."صاحت والعبرات تخنقها
نظر إلى الصوت المكبوح بالبكاء لتجدها وافقة ميؤوس الحال تبعثر شعرها كمن خاض شجار وكذا تيابها بدا غير منتظم، أخذ الدموع تنهمر جريانا  ثم شرعت تجهش بالبكاء ،هرع إليها واقبل نحوها واقفا أمامها حائرا  كان العتاب واضح في عينيها رغم كبتها بذلك ،عظ شفاهه وأخذ يلوم نفسه وتمنى لو باستطاعه ضمها إلى صدره ولكنه كبت ذلك الشعور وظل واقفا يراقبها..ولم ينبس.. اقتربت منه وأخذت تضرب صدره بخفة بينما تقول
-يوسف أيها الأحمق أين كنت.. لماذا تركتني أقلق عليك..
-أنا"لم تكد تنهي جملته حتى ارتمت في أحضانه وعانقته بشدة،توسع حدقتا عيناه من الذهول رفع يديه  وظل عالقا في الهواء ليسقط الدب المحشوة الذي كان في  يده، واقعا في حيرة من أمره ليحسم أمره بعدة عناء تفكير منجرفاً وراء مشاعره ليبادلها العناق أحس بنبضات قلبها السريع الذي أخذ يتدفق بقوة تبسم برفق وأخذ يمسح على شعرها الأسود الحرير المنساب،فهدأت من روعها لتدرك فعلتها وتجاوز حدودها وابتعدت عنه سريعا لتقف مستقيما.. كان ارتباكها واضحا حين طأطأت رأسها خجلا
-آسفة أستاذ يوسف لقد تجاوزت حدودي..
ابتسم هو بدوه ومسح على رأسها برق وقال
-لا بأس..أنا متفهمة..
-أين ذهبت بحق الله قلت أنك ستغيب لبضغ دقائق..
-أنا آسف حقا.. لقد ذهبت لشراء هدية لك ولكن...لا لا تهتم ..هيا لنعد إلى الفندق ..علينا أن نعود غدا إلى الإمارات..فأنا أخشى أن تتأذي بسببي فيلقي أهلك علي اللوم ..وأيضا ..أنا لا اريد خسارتك.
.......
خرجت ريم بأسى وحزن تملكها من عيادة الدكتورة سوسن أخصائية الأمومة والطفولة بعد أن زفت على مسمعيها نبأ وجود زهرة بين أحشائها،اختل توازنها عند خروجها من الباب وانسال الدموع غزيرا بين خديها في نفسها حسرة وملامة تحسرت على حياتها التي أضاعتها بيديها تلوم نفسها تتساءل كيف تواجه اهلها،اشتعلت نيران الحقد وشرارة وقررت أن تلملم ما تبقى من طاقة وكبرياء ،مضت وفي ذهنها ملايين الأفكار تتوالد ، بينما تستدعي المصعد سمعت صوت أختها نازك من بعيد لكنها تظاهرت بعدم سماعها ارتدت نظارتها...
هرولت نازك في مشيتها وهي تصرخ وتنادي بها
-ريم ..ريم
حين وصلت كانت المصعد قد أغلق وانطلق يمضي في الأسفل وقف وقد ارتسمت علامات تعجب

لذكراها سأنتقمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن