هناك من بعيد..... أراه دائماً..... ولكنه كان يجلس بمفرده...... أسفل تلك الشجرة..... على ذلك التل....... شخص ذو شعر بلون البني الغامق.......
أردت يوما من هذه الأيام أن أراه عن قرب ومعرفة لما يجلس بمفرده هناك ودائماً...... في يوم من الأيام استجمعت شجاعتي وتوجهت نحوه لأعرف سبب وحدته وها هي خطوتي الأولى في طريقي إليه.
فجأة لاحظ فتاة تتوجه إليه ذات شعر بلون سواد الليل وعينين خضراوين تتجه نحوه ليعدل جلسته وهو ينظر باتجاهها باستغراب ولَم يعلم لما تتجه إليه مع أنه يجلس هنا منذ فترة ليست بالطويلة أو القصيرة ولكن ما حدث خيب آماله.
هذا غريب إنه ينظر نحوي لقد رآني يا إلهي تحركت قدماي للخلف بسرعة عكس ما أشتهي هل هو خوف أم عدم الأمان أم كلاهما خاطىء، هممت بالركض لكن توقفت قدماي عند سماعي له منادياً بصوت عال قائلا: تعال لماذا هربت.....لا مشكلة. لا أعلم هل تخونني قدماي أم ماذا لتتوقف فجأة فقط بسبب سماع صوته.
نظرت خلفي لأراه يبتسم ورأيته يشير نحوي بأن آتي إليه فتوجهت نحوه عندما وصلت قلت: (آسفة على تطفلي) ضحك علي وأناإحمررت خجلاً منه ليقول لي بعد أن هدأ: (لا مشكلة..... لقد كنت أنت أول شخص يأت إلي منذ بدء جلوسي في هذا المكان) لأرد عليه: (هل هذا صحيح! ولكن لما تجلس في هذا المكان؟!) أخبرني بعدما رفع لوحته التي كان يحملها (أنظري إلى هذه إنها تلك الطاحونة التي هناك) (إنها رائعة....هل لديك المزيد) لأرد عليه بإعجاب ليتحدث بابتسامة عريضة: (نعم لدي)
أراني بعض رسوماته وتحدثنا كثيراً ليمر الوقت سريعاً والذي لم نشعر به ولكن فجأة بدأ بالسعال وضاق تنفسه... بدأت بتهدأته لكن لم ينفع أي شيء معه لأقول له بارتباك؛ (ما بك هل أنت مـ...مريض.؟) رد علي بصعوبة: (نـ..نــعم....لكن... لكن دوائي... لقد نسيته) قررت أن أتجه مسرعة إلى الطبيب علله يعلم ما مرضه وماهي تلك الأدوية التي كان يقصدها.... مرت عشر دقائق كأنها ساعة وها أنا وصلت إلى مكان ذاك الشخص مرة أخرى ليراه الطبيب.....
مرت دقائق قبل أن يقول الطبيب: (لا مشكلة عليه الآن فلقد كان لديه حساسية فقط) شكرته ليعود أدراجه وبعد ذهاب الطبيب بقليل أخبرني ذلك الشخص: (لما لم تعودي لمنزلك حتى الآن...؟)
نظرت إليه غاضبة وقلت: (لماذا إذا برأيك!.... هل هذا ما تفكر فيه الآن فكر فيما حدث معك لأنني السبب في ذلك إني السبب في نسيانك لدوائك)
وقفت على قدماي وأكملت قائلة: (شكراً لك على كل شيء وداعاً......)
مرت عدت أيام ولم أخرج من المنزل بسبب مرضي في اليوم التالي من ذلك اليوم.... لم أعلم أن ذاك الشخص يبحث عني معتقداً أني حزينة بسبب ذلك.
مضى اسبوع وشفيت ولكن إنشغلت بعدها في أشياء كثيرة لم أستطع حينها رؤيته ومر يومين وقلبي بدأ بالغليان ما عدت أستطع الإنتظار قررت عندها ترك كل شيء بعد غروب الشمس وهممت راكضة وبسرعة من المنزل توجهت إلى الحقل لأرى إذا ما زال هناك..... وصلت للمكان المحدد ولم أره أبدً جلست على العشب وبدأت دموعي بالتساقط واحدة تلو الأخرى والتي لم استطع إيقافها هل ذهب وترك هذا المكان بسببي بسبب غلطة إرتكبتها أريد أن أعتذر له بشدة أنا آسفة قلتها بعدما وضعت يداي على قلبي.... وإذا بأحد من خلفي يضع يده على كتفي وقال لي: (كم اشتقت لرؤيتك) إلتفت إلى مصدر الصوت لأراه أمامي فقلت له: (أنت هنا.... لم تذهب وتترك المكان....) أخفضت رأسي وأنا أبكي.
قال لي بعدما حضنني: (لم ولن أذهب من هنا لقد كنت أنتظرك كل يوم في هذا المكان بانتظار أن تأتي إلى هنا لقد كنت أعلم أنك ستأتين)
إبتعدت عنه وما زالت الدموع بين عيني لأتفاجأ بمسحه لهم نظرت إليه ونظر إلى تفاجأ مما حدث لي لنتذكر ما حدث منذ لقائنا إلى الآن إبتعدنا عن بَعضُنَا بسرعة وقلت له بخجل: (أنا آسفة)
رد علي وهو يضع يده على عينيه: (لا بل أنا من عليه الإعتذار)
بقينا هكذا قليلاً إلى أن بدأ من جديد ذلك الشاب بقوله: (هل سنبقى هكذا صامتين؟)
(لا لن نبقى هكذا أبداً ونهائياً) قلتها وإنا أنظر إلى الأرجاء على المروج الخضراء.
إبتسم ليخبرني شيء قد نسيناه تماماً (لم أعلم معد ما هو اسمك؟) نظرت إلى عينيه الرماديتين ثم رفعت رأسي إلى السماء وقلت: (هيكارو....اسمي هو هيكارو..... وماذا عنك؟) ابتسم في وجهي ليقول: (اسمي ريو) أكمل قائلاً بعد برهة: (هي.. كا.. رو..) نظرت إليه لأراه يخفي وجهه ليكمل حديثه: (لا تنظري نحوي...) أدرت وجهي بعد إجابتي له بالموافقة حينها قال: (إني أحبك) لم أستوعب في البداية ما قاله ولكن بعدها أخفيت وجهي مما تكلم به هل هل حقاً ما يقوله صحيح فقلت له وما زلت على حالتي تلك كلمات لا وأنساها وهي: (إني لا أحبك فقط بل أعشقك) لا أدري لما قلتها أيضاً ومرت الأيام وبقينا معا نلتقي كل يوم نذهب إلى ذلك الحقل القريب من ذلك التل الأخضر لن أنسى أنني كنت أول شخص يلتقي به أقصد بريو وأعتقد أنه لن ينسى تلك الأيام التي رأينا فيها بَعضُنَا ولأول مرة.