في إحدى القرى الجبلية يوجد منزل صغير جميل تحيط به الكثير من الأشجار وكان هذا المنزل يقبع فوق شجرتين كبيرتين وبقربه يوجد نهر كبير نوعاً ما وهذا المنزل مكون من غرفتين وصالة.
وفي داخل هذه القرية يعيش الناس بهدوء وانسجام..... وفي داخل سوق القرية إبتسمت فتاة للبائع وقالت له: (أهلاً عمي ألديك بعض البصل والبطاطا...؟!)
ليجيبها مبتسماً هو الآخر: (أهلاً روز نعم تفضلي إختاري ما تشائين منهم..... كيف هي أختكِ ختام؟ فلقد كانت مريضة.)
ردت عليه وهي تنظر إلى سلات الخضروات: (إنها الآن بصحة أفضل.....)
هز رأسه الأشيب ليقول: (هذا ما يفعله الشتاء بالجميع.... سعرهم 10 قطع نقدية.)
إتجهت روز إلى بائع اللحم لأن أسيل كانت تشتري قطعة لحم من هناك ليعدا وجبة شتوية لذيذة.... لحظات وتراها أسيل لتناديها بأعلى صوتها: (روز إني هنا....)
ركضت مسرعة وهي مسرورة إلى أن تزحلقت أرضاً ليضحكا هما الإثنتان وقالت لها روز وهي تضحك: (لما كل هذا الفرح؟) وضعت يدها على كتف روز وربتت عليها لتقول: (ولما لا أكون سعيدة بقدومنا إلى هنا أنا وآية وحلا فمنذ زمن لم نأتي.... فلقد كنا نأتي إلى هنا كل شهرين لنتسلى معكما يا صديقتاي) ركضت فرحة لتلحق بها روز بضحكة إلى أن وصلا للمنزل وما إن دخلا حتى فوجئا بشيء يظهر أمامهما صرختا خوفا منه ليضحك جميع من بالداخل فلم يكن سوى غطاء يتدلى من السقف.
دخلت روز بهدوء وعينيها نصف مفتوحة لتقول بوجه مخيف: (من فعل ذلك منكن؟؟) نظرن لبعضهن بصمت ولم يجينها أبداً وجهت نظرها إلى أسيل لتقول لها: (هيا لنقضي عليهم).
بعد أيام قليلة..... ذهبت ختام مع أسيل نحو القرية لإحضار بعض القماش والخضروات.....
تحدثت أسيل وهي ترتجف: (الجو بارد جداً.... كيف تعيشان هنا؟!!) ضحكت وردت عليها: (هذا لأننا عشنا هنا منذ نعومة أظفارنا) صمتتا ووقفتا في منتصف القرية ليريا أهلها يجرون ليختبئوا فقالت ختام بسرعة: (تعالي نختبئ) نظرت إليها أسيل باستغراب لتكمل خنام قائلة: (سأخبرك لاحقاً عن السبب) توجهتا إلى أحد المنازل الذي كان أحد العائلات ينادوهم ليدخلوا..... علمت أسيل لاحقاً أن بين الفترة والأخرى يأتي إلى هنا دب لذلك جميع من في القرية يهربون لكي لا يتأذوا.
عادتا للمنزل عند الغروب ولحسن حظهما وصلتا إلى المنزل قبل هطول الأمطار بلحظات.... (أين روز؟!) قالتها أسيل بتساؤل واستغراب اترد عليها حلا التي كانت جالسة ترسم: (إنها في المطبخ تعد العشاء) تحدثت آية: (لما تأخرتما لقد قلقنا عليكما؟؟!) جلستا على الأرض قرب الطاولة لتبدآ بالحديث حول ما حدث معهما منذ ذهابهما من هنا....
حل المساء وكان كل شخص يعمل في شيء فأسيل كانت تقرأ روايتها المفضلة التي تتحدث عن التحقيقات والجرائم وأما عن ختام فلقذ كانت تدرس لغة جديدة لكي تكمل دراستها خارجاً وعن حلا كانت تكتب قصتها التي لم تكتمل بعد كي تعطيها لدار النشر وآية تجلس في غرفة النوم وتعمل على تصميمها وتسمع لبعض الموسيقا ولم تبقى سوى روز التي كانت تعمل على نوع جديد من الحلوى.... إقتربت أسيل من حلا ببطء لتدغدغها وتبدآن بالضحك إلى أن قلبت حلا أسيل على الأرض لاجس فوقها لتضربها بالوسادة على رأسها لتقول لها وهي تضحك: (سأضربك هكذا وهكذا وهكذا) لتضحك بدورها أسيل لتبدأ حرب الوسائد فيما بينهم وخلال ذلك حدث شيء مرعب إذ إنطفأت الأنوار وانقطعت الكهرباء في جميع المنزل تجمد الجميع غي مكانهم خوفاً واستغراباً مما حدث لتقول روز: (أعتقد أنه بسبب الأمطار التي تهطل الآن) وافقتها الرأي حلا لتتسائل ختام قائلة: (أين أية هل ما زالت في غرفتها؟؟!) لترد عليها أسيل: (نعم على ما أعتقد) لم يكن معهم مصابيح أو أي شموع فيا حظهم السعيد.... مرت لحظات وإذ بحلا تسمع صوتاً بقربعا يقول: (بووو....) مما جعلها تجفل وتلتفت حولها سألتها ختام: (ماذا هناك يا حلا؟!) سمعت صوتاً بقربي تماماً) قالتها بخوف.... مر شيء بقرب أقدام روز لتقفز صارخة وتبتعد عن المكان وتتمسك بختام لتقول لها بدورها: (ما بك أيضاً!؟ إنكم تخيفونني) (وأنا أيضاً بدأ الخوف يتسرب إلى قلبي) تحدثت أسيل بصوت مرتجف..... أمسكت ختام بروز بقوة وهي خائفة فقالت لها: (لما تمسكينني بشدة هكذا أكاد أختنق؟!) ردت عليها بنفس الوضع: (هناك من لعب بشعري وتحرك خلفي) إستغربوا جميعاً وفي نفس الوقت جلسوا في أماكنهم خوفاً مما حدث فطلب روز من أسيل: (أسيل هل بإمكانك منادات آية؟!) (حسناً لكن فاليذهب أحداً معي) ردت عليها بعد لف نفسها بيديها ردت عليها حلا: (تعالي نذهب أنا وأنتِ) توجهن إلى الغرفة بتحسس الطريق بأيديهم إلى أن وصلن إلى داخلها ليبدأوا بمناداتها ولكن لا من مجيب قالت حلا: (أين هي؟) ردت عليها: (ربما نائمة على السرير) توجهن للسرير وآذا بها غارقة في النوم حاولوا إيقاظها لكن بدون فائدة ليعودوا أدراجهم..... مر الوقت ببطء مضت خمس دقائق كأنها ساعة ليسمعوا دق باب المنزل بقوة بعدها توقف قليلاً ليعود من جديد بقت الفتيات في أماكنهم فمن سيأتي في هذه الليلة وفي هذا الوقت بالذات توقف الصوت ليسمعوا خطوات ثقيلة تسير مبتعدة عن هذا المكان..... مرت نصف ساعة لا يتحدثون فيها أبداً غير كلمة واحدة وهي: (بنات إبقوا بقرب بعض) التي قالتها روز.....
بعد تمام الحادية عشر مساءً سمعن صوت شيء يتحرك وإذا بها الطاولة وصووت أنين يصدر من خلفهم إقتربوا من بعضهم أكثر وإذ بهم يسمعون شيئاً بقربهم تماماً جعلهم ينتفضون من مكانهم وهو (أنتم..... ماذا تفعلون في..... منزلي؟) قالها شخص بصوته المخيف وقعن أرضاً واقترب شيء منهم يشبه الشبح ليصبح بقربهم وهن لم يستطعن الوقوف من الخوف وإذا بالأنوار تضيء ليروا غطاء وبداخلخ شخص يجب قتله في أي لحظة...... صرخن جميعاً قائلين: (آية.... سترين) هجمن جميعاً عليها وهي تضحك من أعماق قلبها على فعلتها تلك فلقد كانت تخطط لكل شيء عندما كانت في غرفة النوم فلم تكن تدرس في الأساس فكان كل شيء من تدبيرها.
..
لم ينسى أحد تلك التجربة مهما طال بهم الزمن ليعودوا أدراجهم بعد أسبوع من الخوف في ذلك اليوم ولقد إستمتعوا بقضاء إجازتهم عند روز وختام في قريتهم الجبلية الجميلة.
...
...
أرجو أنها نالت إعجابكم وتقديركم وسأتوقف لفترة لأن لدي دراسة وسأعود لكم بقصة جديدة عما قريب.