23| خيط من الماضي

2.9K 282 656
                                    


رتبت ملابسي جوار حقيبتي، ونظرت إلى المرآة الطويلة أمامي. كان مظهري أشبه بالنبلاء في العصور الوسطى. سيف مغروز بحزام حول خاصرتي، قميص أسود مع ياقة مطرزة وبنطال رمادي، والأهم، عباءة بيضاء تنسدل خلف ظهري.

- تضاعفت وسامتك يا رأس الجوز.

رأيت يوكي عبر المرآة تقف خلفي وبكفها أوراق، أعتقد أنها سيناريو المسرحية. ناولتني عشر ورقات:

- هذا نصك، عليك حفظه الآن.

قلبت الأوراق وعيناي تقرأ تلك الجمل السخيفة، أدركت أن المكان هادئ، ويوكي من عادتها أن تثرثر، رفعت بصري لأجدها تحدق بي بعمق، تنهدتُ وضربت رأسها بالأوراق أخرجها من شرودها وقلت:

- أ هناك أحجية في وجهي تحاولين فكّها؟

انتفضت يوكي مستوعبة بخجل:

- لا.. مطلقا.. أنا.. أنا أعتذر.

- على كل، الحوارات كثيرة، وأنا سيء في التذكر، لهذا سأكتفي بقراءة الأحداث باختصار، ولن أهتم بإتقان الدور، و سأرتجل بعض الجمل من عقلي، في النهاية أنا أمثل فقط لإرضاء حفنة من المزعجات.

وركزتُ للتو على عنوان المسرحية لأقول بملامح متهكمة:

- آسف يا أميرتي؟؟! لم أسمع طوال مسيرة قراءتي بقصة عالمية تحمل هذا العنوان الغبي!

أطلّت ابتسامة جانبية ليوكي وهي تصرّح ببلاهة:

- ذلك لأن المسرحية من تأليفي أنا والأطفال.

- تمزحين؟!!

استرقت يوكي نظرة لباب الغرفة ثم اقتربت ساحبة أذني لتهمس:

- اقترح الأطفال المسرحية كي يدفعوا ميتسو إلى الاعتذر لي.

انتشلت أذني وأنا ألمح شخصا يراقبنا من خلف الباب بسرّية:

- وماذا فعل ذلك الجلف؟

- قال إنه لا يحبني! تخيل ذلك! لقد آلمني للغاية، كان قاسيا معي، لهذا غضبت منه ولم أعد أحدثه منذ أسبوع باستثناء الشجارات التي يبدأها هو.

ابتسمت بمكر وقلت:

- أعتقد أن سبب غضبكِ الحقيقي أنكِ تحبينه في الواقع، ورجاء، لا تنظري إلي هكذا، الجميع رأى مدى إعجابك به منذ إيام الطفولة.

أطرقت يوكي رأسها خجلا، أنا تفحصت الأوراق، كنت أبحث عن مشهد القبلة ووجدته في آخر صفحة، إنه المشهد الأخير إذن!
نظرتُ إلى ما بيد يوكي:

- ذلك سيناريو يونا، صحيح؟

أومأت يوكي، فأخذتُ الأوراق منها وقلتُ بخبث:

- أعطيني قلما، أود تعديل بعض المشاهد.

ناولتني قلما، غيرتُ تفاصيلا من المشهد الأخير، ثم أعدت لها القلم والأوراق. هي قرأت ما عدلته لتتسع عيناها وهي تصفر باندهاش:

من قال إن الفتيات لطيفات؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن