51| إلى قلبي.. أنتَ تنتمي

3.1K 290 1.1K
                                    


عودة لما قبل الحفل.
يوم الخميس.
في غرفة كوران.

– من الأفضل أن تفسخ عقد التبني مع هيرو.

أعاد كوران صورة إلينا وناراسو إلى مكانها، ثم استدار تجاه إيان وسأل بهدوء:

– لماذا تريد مني فسخه؟

دخن إيان، يريد أن يؤخر الحقيقة، لكنها آتية، أبعد سيجارته وقال:

- لأن ابنك الكبير ناراسو ليس ميتًا، لقد وجدته.

كانت عبارة إيان بالنسبة لـ كوران مثل حُقنة صدمة جعلت أطرافه ترتعش، وسبّبت جفافا في ينبوع كلماته وخُدرا في محركات عقله.

إبنه، الذي دأب سنينا يبحث عنه حتى أيقن بموته... يتضح أنه مازال حيا!

لقد آمن الجميع أن ابنه وزوجته توفيا. لقد يئسوا، فـ مُدة عشر سنينٍ من الضياع طويلة.. طويلة إلى حد تم بناء قبران لهما كما ينصُّ قانون اليابان باعتبار المفقود -لأكثر من سبع سنين- ميتا.

أيقول أنه لم ييأس؟
ولمَ الكذب؟
لقد زار قبرهما، وضع الزهور عليهما، وصلّى من أجلهما. أيقن أن حياته ستمضي بدونهما، ثم، وبعد أن اعتاد فكرة موتهما، يظهران من جديد!
هذا أسخف من أن يصدقه!

أدخل كوران محفظته في جيبه بينما يقول ببرود يبطن التهديد:

– لا  أطيق المزاح في هذه الأمور كما تعلم.

"صادف أني خمّنت ما ستقوله لذا..." أخرج إيان من جيب سترته الداخلي ظرفا: "هذا الإثبات على كلامي"

حدّق كوران بالظرف. مزيج من لهفة وخوف يعبثان بقلبه. استجمع تماسكه، وتناول الظرف، فتحه، أخرج ورقة مطوية، بسطها، قرأ عنوانها: "نتيجة فحص DNA" انعقد حاجباه، غير معقول أن ما يفكر به صحيح!

ألقى نظرة تساؤل لـ إيان الذي سلّم جسمه لأقرب كرسي في الغرفة وحثّ شقيقه: "تابع القراءة" عادت عينا كوران لسطور الورقة. نتيجة الفحص إيجابية، بين حمضه النووي، وحمض... هيرو!

اتسعت عيناه وتوقفت أنفاسه بصدمة..
محال!
محال!
هيرو.. هو ابنه!
المشرد الذي قابله تلك الليلة، وشكى له عن ثُقل همومه..
المشرد الذي تبناه، عاش معه، علّمه، وأحبه.. كان نفسه.. ابنه!

"هذه.. هذا الورقة صحيحة؟" سأل كوران بصوت متقطع. الحقيقة أصعب من أن يصدّقها.

"مئة بالمئة".  أرجع إيان رأسه إلى مسند الكرسي محدّقا بالسقف. هو بذاته صُدم.. أي قَدرٍ هذا الذي جمع الأب بابنه دون أن يعلم كلاهما بذلك!

أغمض عينيه، وتحدث:

– قبل فترة، رأيتُ ندبا على خاصرة هيرو، تذكرتُ الجرح الذي سببتهُ لـ ابنك ناراسو عندما أتيت وزوجتك لزيارتنا وقد كان عمري عشر سنين وقتها. أشك أنك تعرف بأمره فقد أخفته إلينا عنك.

من قال إن الفتيات لطيفات؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن