خاتمة

78 13 8
                                    

لم تعد رؤية الذئب  متضحة ، عيناه يغشاهما الضباب و الدماء في جنبه تجري تجري دون هوادة بحثا عن مهرب .

لقد كان يعلم أنه يحتضر ، لقد كان يحس بأجنحة الموت اللطيفة تداعب خديه الملتهبتين و هو يرفرف قرب رأسه ، خفقات جناحيه كبندول الساعة تعدان الوقت المتبقي لانفاسه قبل ان تهمد .

واحد اثنان … كان يعد نبضه الضعيف ، لديه مايكفي من الوقت ليلقي خطابا أخيرا ، فتح شفتيه قليلا ثم همس:

"سلاما أيها الموت ، سلاما أيها الأب الرؤوف ، هل جئت لتنقذني من بؤسي ، تعال فان نفسي لطالما تمنت لقياك ، تقدم و ضم روحي المستوحشة إليك ،  اقترب و خلصني من مستنقع الظلمات الذي أغرق فيه رويدا رويدا  ، تقدم و لا تخشى شيئا يا موت ، فإنني لطالما انتظرتك ، لطالما بحث قلبي عنك في وحشة الليالي و لطالما تمنى قلبي وصولك . ها أنا ذا أمامك انتظر ابتسامتك العطوف ، انتظر انفراج شفتيك عن الحروف المستعصية لاسمي فاتبع خطاك ، خذ بيدي ياموت و  احملني على اجنحتك خذني الى حضن امي، الى وطني ."

ثم صمت و هو   يعاني من حشرجة المنية ، لقد كان يلفظ آخر انفاسه و في غمر صراع الفطرة مع القضاء رأى ليلى خلف الشجرة تطل عليه  بعينين دامعتين فابتسم مودعا ثم أغمض عينيه بعد أن صار جثة هامدة .

 الذئاب لا تنام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن