ماكادت تكمل حتى اتتها صفعة قوية من خلود ..وهي تدفعها الى الداخل صارخة بوجهها واصفة اياها بانها اسوء فتاة.على وجه الارض وانها انانية لاتكترث لضعف امها وقلة حيلتها..فكل همها فقط التباهي امام رفيقاتها..وشراء ماتريد حتى ولو على حساب تعب امها وضعفها ،
..ذكرتها بان المال الذي قد سبق و ادخرته امها هو ماصرفته في شراء ادويتها تلك .حين كانت مريضة ذاك اليوم، انفجرت خلود بوجهها فلم تبق شيئا من العتاب الا واسمعتها اياه،
احست مرام بتانيب الضمير بعض الشيء لكنها لم تبده..، فتلك هي طبيعة مرام تكره تن تكون مذنبة ...وان تعترف بخطئها..في هذه الاوقات كانت سعاد قد سمعت كل كلمة قيلت احسن بالاسى يعصر فؤادها طأطأت .. ولم ترد بأي حرف
من قهرها، واصلت جمع الاغراض في صمت ...مما زاد من حزن خلود وقلقها على امها فهي تعلم ان كثرة الضغط تولّد الانفجار حتما..وهذا ماتخشى حدوثه يوما ما خاصة وانها تعلم جيدا ان امها نالت مايكفيها من المعانات ولم تشارك احدا ماهمها ...________________________
★حسن الظن بالله★
*************************:(السلام عليكم ...نعم انا هو عمر يا سيدي .،ماذا ،
تقول بانك تحتاج الى عامل في اقرب وقت ليستلم الوظيفة)هامسا..
الحمد لله انه فرج من الله ساخلصهم من كل الحرمان.... "
اه اسف سيدي كنت اكلم نفسي ليس الا .. حسنا لاتقلق ياسيدي غدا باذن الله سأكون في مكتبك صباحا ،
لاتقلق..اعلم ذلك، فانا جد محظوظ لانني ساكون من احد عمالك سيدي . شكرا لك ..
مع السلامة )
اغلق عمر هاتفه وهويشعر ب اريحية وسعادة لاتوصف لانه و اخيرا قد وجد عملا مضمونا .يساعده ...في القضاء على ذاك الفقر المدقع الذي حول حياتهم الى جحيم ثم يتذكر فجاة انه لم يسال عن نوع العمل فيجيب نفسه بسخرية مصطنعه:( ههه ولم سأسال مادام العمل يكسبني مالا يخرجنا الى حياة الرفاهية )....يفتح الباب وهو جد متشوق ليبشر امه بالخبر السعيد غير انه ماان فتح الباب حتى صدمه ذاك المنظر، اغراض مرمية في كل الانحاء وامه المسكينة منكبة عليها تلملم ماصلح منها وماهو مهم لتضعه في اكياس بلاستيكية سوداء ...
كانت تجمع الاغراض وعيونها تذرف الاسى والحزن بدل تلك الدموع التي جففتها الايام ...،
انتكس ودخل غرفته وهو يشعر بان الدنيا ضاقت رغم رحابها ..كيف يزف لها البشرى وهي تودع البيت الذي لبثت فيه عمرا .. ،وقرر ان يؤجل الامر حتى تهدا الامور..
________________________
(امي ارجوك لا تكترثي..لها،.انت تعلمين انهالاتزال صغيرة ...وهي لاتعي مالذي تفعله او تقوله ...،لاانكر انها اصبحت لاتكترث لمشاعرنا هذه الايام ..لكنها ستتادب قريبا باذن الله)قالتها خلود وهي تربت على كتف امها فاجابتها انها بكل هدوء
:(ومن قال انني غاضبة منها ياخلود ،حقيقة لاانكرانني احسست بضيق من كلماتها تلك ..لكن لن الومها فانا السبب حقا ...هي محقة لقد حرمتكم من ابسط الحقوق..
لاتقلقي غاليتي اذهبي لترتاحي اعلم انك متعبة فلم تستريحي طوال النهار، ...ولاتنسي انك في فترة الامتحانات..لذا آمل الا لاتشغلي تفكيرك بشيء سوى دراستك...هيا ..اذهبي حبيبة قلبي..)..
تركتها خلود وهي تعلم انها ستنفجر باكية ما ان تغادر الغرف ...تركتها وهي تعلم انها ماعادت تتحمل، لكنها تحاول ان تغض الطرف عما يحصل كي لاتخلق مشاكل بينها وبين اولادها ...
___________
وبعد سويعات نام الجميع ..وساد الهدوء في اركان البيت ...ممتثلا لسكون الليل ...الا غرفة خلود التي كان ضوءها خافت ..كالعادة تملاها همسات وشهقات لايدرك وجعها سوى خالقها ,كانت خلود تبكي وتناجي ربها انها ماعادت تقوي على مشاهدة امها تتعذب وتسقط دون ان يساندها احدهم ..كانت تئنُّ تارة ...وتهمس تارة اخرى وتذهب بتفكيرها بعيدا ...،ثم همست في انهيار
:(اللهم اصلح حال مرام ...اللهم اجعلها تدرك وجع امي فلا تزيدها وجعا ...اللهم اجعلها تتخلى عن عنادها وردها اليك ردا جميلا يااارب ....)..
لم تنس احدا في دعاءها حتى وهم نيام ...تلك الحسناء التي طهرت قليبها الصغير وحفته بفضل الله من كل دنس قبل ان تطهر ثوبها الفضفاض ...حتى ترضي من خلقها واحسن تصويرها ..كان كل همها ان يسعد الله اسرتها وتغشاهم رحمته،
وبينما هي تناجي ربها حتى غفت من ارهاق الحياة لها ..، وكلت امرها لخالقها....،نامت.....
" ومدبر الامور لاينام "
________________________
.....الساعة الثالثة والنصف فجرا يرن منبه خلود ليوقضها لصلاة الفجر ،تفتح عينيها وهي تحس ب ألم في كل مفاصلها .(.ياالاهي .. لقد غفيت على السجادة امل الا اكون قد فوت صلاة الفجر) ...تنظر في هاتفها فاذا بها تجد انه تبقى عشرون دقيقة على اذان الفجر ..
تقوم في تثاقل كبير لتتوضا وتقرأ وردها اليومي قبل الصلاة ..
فاذا بها ترى من النافذة شيئا غريبا
تنزل ادارج السلم في سرعة كبيرة..وهي تصيح..
(من انت ....؟مالذي تفعله....مرام ماذا حدث لك ؟..انهضي ..ماهذه الدماء المتناثرة...؟)
امي يا امي عمر .....لم لاتاتون ...مرام لست ادري مالذي حدث لها ...
.أسرعوااا....)
حاولت تخليص مرام من قبضة ذلك الشخص الذي لم تستطع التعرف على ملامحه فالمكان مظلم خارجا ...لكن دون جدوى يسحبها بقوة وهي في حالة اغماء ...والدماء تكسوا ثيابها غير انه لايظهر عليها اي اصابة ..
صرخت مرة اخرى..منادية على عمر وامها واذا بها ترى ألسنة اللهب تخترق كل المنزل... الا غرفتها ...،
صعقت من الذي يحدث ...كادت تجن حتى لمحت امها وعمر يحاولان الهروب من السنة اللهب ..صائحين:( خلوود انقذينا ...انت املنا الوحيد بعد الله تعالى ...لاتتركينا ..انت املنا الوحيد...)
ر دت عليهم وهي تستعيذ بالله من هذه الفاجعة ...
وماعساي افعل ...انقذكما ام انقذ مرام وانا وحيدة لااقوى ....
اجابها عمر:( لا ياخلود انت لست وحيدة فالله دائما معك ....لاتتركينا ارجوك)
التفتت خلود في ذهول وكانها تذكرت امرا مهما ...
:( اااااه...مراام ...)
حاولت ان تمسك يدها وتسحبها لتخلصها من قبضة ذلك الشخص ...وماان امسكتها حتى جاءها صوت الاذان من بعيد معلنا وقت صلاة الفجر........
........فتحت عينيها وهي تحاول ان تصيح فلا تقدر ..وكان العرق يتصبب منها بشدة، فاذا بها تجد نفسها ملقاة على سجادتها ...كذاك الطفل الصغير الذي ارهقته الحياة فنام واثار البكاء على وجهه البريء....
وفعلا كان منادي الصلاة ينادي حي على الصلاة ..حي على الصلاة.
:(ياالاهي كل ذلك كان حلما ....اعوذ بالله من الشيطان وهمزه ..)،
تضاربت دقات قلبها لبرهة ،لكنها تذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم انه من راى مايفزعه في المنام فليتفل ثلاثا الى يساره وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ...والا يحدث به احدا...خشية التاويل السيء لان الحلم السيء،من الشيطان ..
فعلت ذلك ثم وكلت امرها الى الله وحاولت ان تسيطر على افكارها ،وانه لن يحدث الا ماقد كتبه الله ...غير ان القلق الذي اعتراها كان رفيقها في كل لحظة ...
قامت في تثاقل توضات وشرعت تصلي ركعتا الفجر...وماان سجدت حتى ..اعتلت شهقاتها كا العادة ...
( يارب اعلم انك رحيم بعبادك ...رب اسالك الا تريني فيهم امرا يحزنني
اللهم اني استودعك ماتبقى من اسرتي فاحفظهم وارعاهم واحرسهم بعيونك التي لاتنام يامن عندك لاتضل الودائع ...)
كانت تدعوا الله وهي متيقنة بالاجابة ...
وكيف لا يستجيب لأمة امتثلت لاوامره طوعا وخشية ...،
تاركة لهو الحياة وبهرجاتها لمن اشترينها بأبهض الاثمان ...
كيف لا يستجيب وهو الذي قال :( ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)
________________________
وفي الصباح الباكر خرج عمر لإحضار شاحنة لنقل الاغراض، اما سعاد فذهبت لتودع جيرانها وأحبتها فقد كانو لها نعم الاهل بعد ان تخلى عنها اهلها بزواجها من احمد غصبا عنهم
....خاصة السيدة فاطمة تلك العجوز التي رغم انها في العقد السابع من عمرها ...الا انهاكانت لها نعم الام و الأخت في الان ذاته،..تمنحها الاهتمام والعون دون مقابل.. كلما احست بحاجتها اليه،
..ودّع كل واحد منهم أحبته وذكرياته في ذلك المكان ...
والحنين يسيطر عليه... "الا تذهب وابق هنا ..
لربما القادم افضل ..."
حملت خلود ومرام اغراضهما وتوجهتا نحو الشاحنة ركبت خلود هي الاولى مودعة البيت الذي شهد الكثير من ذكرياتها ..
ذاك البيت الذي تعلمت فيه ان تحمد الله على سراء اوضراء مستها ...
ذاك البيت الذي شهد افراحها ...احزانها نجاحاتها وعثراتها ..
ذاك البيت الذي ستذهب ويضل شاهدا على همساتها ...دموعها ...مناجاتها لربها كل ليلة ...
كتمت دموعها ..وتماسكت بينما ترددت مرام ،
فهي لاتدري وجهتهم ولا الذي ينتظرهم هناك ...خاصة وانها سمعت امها تقول ان وجهتهم احدى القرى الشبه نائية ..،
صاح بها عمر ان تركب .. فركبت اخيرا،
وبعد قليل اجتمعت الاسرة كلها وانطلقوا الى البيت الجديد الذي لا يعلمون مالذي تخبئه لهم الايام فيه هناك من خفايا ..
________________________
تساقط الاسبوع تلو الاخر واوضاعهم في تغير مستمر ..فقد طلب عمر من امه ان تتوقف عن العمل في المنازل لانه اصبح قادرا على تحصيل حاجيات البيت و لم ترفض سعاد لانها اكتشفت انها مصابة بالقصور الكلوي ...لكنها اخفت عن ابناءها الخبر . ..
ومع الوقت اصبح عمر نشيطا ينقل البضائع حسب الطلب من مكان الى اخر ببأس شديد دون ان يطالب بالراحة، غير انه اصبح يتغيب عن البيت لفترات طويلة بسبب السفر...
مرام بقيت هي لم تتغير ، كثيرة التذمر والشكوى خاصة بعد رسوبها في امتحانات آخر السنة ...،اما خلود فقد وجدت عملا إضافيا تشغل به نفسهابعد ان تحصلت على شهادة الثانوية ودخلت كلية اللغات ...ولان ساعات الدراسة اصبحت قليلة اختارت ان تدرس اطفال القرية بالمجان محتسبة الاجر عند ربها علها تكون سببا في تعلم جيل حكمت عليه الظروف بالوءد حيا لقساوة فيها ..وقلة المرافق المساعدة ...
___________________
مرت الشهور ...وسعاد تلك الوردة التي كانت تبرز اشواكها ان واجهت ابناءها الصعاب .. في ذبول يوما بعد الاخر . فقد اصبحت بالكاد تخرج لقضاء حاجيات البيت في غياب الاولاد ،لكنها رغم كل هذا العذاب لم تشعرهم بشيء ...وواصلت حياتها بصعوبة وكانت تحزن حين يصف لها الطبيب ادوية اجرها كفيل بان يسد حاجيات البيت .. .،
.غير ان خلود كانت تشعر بان شيئا ما يقلق امها ..وكانت تكتفي بالدعاء لها فهي اكثر شخص يعلم كم هي كتومة ...
وهي تعلم انه ليس لها حلا سوى ان تدعوا الله ليبعد عنهم شرور شياطين الانس اينما كانت...
________________________
..مرت الايام كأوراق الخريف تتساقط مع نسمات الرياح الحانية
.. وذات مساء بينما خلود عائدة من بعد تدريس الابناء فجاة شاهدت سيارة شرطة امام منزلهم ،تبادرت كل الافكار السيئة الى عقلها ،
..فهرعت الى الداخل لتفهم مالذي يحصل واذا بها تجد شرطيا يحدث امها،وهو يصرخ بوجهها........
أنت تقرأ
محن....ومنح
Short Storyرواية ذات طابع ديني ^_^ بعد التحية وأطيب الاماني ، أحب ان اضع السادة القراء في الصورة ان: روايتي هذه من نسج الخيال بصفة كاملة وهي لاتمت للواقع باي صلة ، اتمنى ان يوفقني الله لإيصال الرسالة التي اريد عبر روايتي الاولى #محن...ومنح ★_★ لن أشير الى ان...