part1

437 57 375
                                    

____________
خصلات شعرها الفاحمة تتحرك بفعل الرياح التي تقتحمها وتعبث بها تُحركها بلا اهتمام ، بشرة قمحية كقمح تداعبه الرياح في حقل تغزوه زقزقة العصافير التي تغازله بصوت يعشقه الكثيرون تتراقص الأغصان على ذلك اللحن الذي تتخلخله الرياح  ، عيون بنفسجية تنافس ورد البنفسج بلونها الغامق .

تستنشق هواء القرية الصافي بشهيق و زفير يدخل لرئتيها كضيف مرحب به يملئ صدرها ويخرج كضيف طُرد لم يلبث ألا ثواني فقط !! .

تسير على قارعة الطريق وتتمتم بلحنها المفضل تدور حول نفسها كطفلة بالخامسة ، تفتح يديها وكأنها تعانق أشعة الشمس التي تلقي بأشعتها على عيون البنفسج التي يميل لونها لللأفتح بفعلها ذاك ، تفكر بنهاية العام الذي لم يبقى منه الا ذكريات تتبعثر بدماغها وبعضها منسي ليس وكأنها منزعجة من ذلك بل العكس! .

في الواقع فرحتها بأنتهاء العام نابعة من رغبتها بنفي الذكريات الغير مرغوبة التي تطغى على معظم الذكريات التي تلعب دور كبير بحياتها ولكنها تنازع ذلك كحرب التي لا يعلم احد متى تنتهي فقط القدر .

نقل افكارها ودورنها بين جدران ذكرياتها انساها تماما انها وصلت للملجأ من تلك الذكريات ، وقفت امام منزلها بخطواتها المتزنة تقدمت وفتحت الباب الخشبي الذي أصدر صوت مزعج مرحبا بها على الرغم من انزعاجها من ذلك الصوت إلا أنه ترحيب حار من قبله لطالما أحبته في نفس الوقت كرهه .

" لقد عدت " قالتها وهي تصفع الباب الذي للتو رحب بها بممل بعد رمي حقيبتها الكرزية على الجانب وقد خلعت حذائها الاسود ، مددت يديها لترخي عضلاتها المتعبة من الحقيبة الكرزية الثقيلة .

تقدمت ماشيةً على الارض الخشبية التي هي بدورها ترحب بها كادت تصعد الدرج المقابل للباب حتى سمعت ذلك الصوت الناعم التي لطالما كانت تصعد بسرعة لتجنبه .

" مرحبا بكِ صغيرتي ريفيا " قالتها والدتها انجلكا بصوتها الناعم تنظر اليها بدفء تميل رأسها مما يجعل خيوط الحرير تتساقط على حدقتها الخضراء منظر جعل المعنية تقطب جبينها بأنزعاج اغتصبت ابتسامة للأرتسام على محياها وبنبرة واضح بها الانزعاج " اهلا امي " .

لم تهتم انجلكا لنبرة صوتها المنزعجة التي ترجمت من خلالها قول بنفسجية العيون " قلت لكِ لا تكلميني " تابعت بصوتها الناعم " صغيرتي اغتسلي اخوتكِ قادمون " .

اكتفت بالأيماء بخفة والتفتت بسرعة مما جعل شعرها الداكن يتطاير بالتجاه المعاكس بفعل استدارتها السريعة للصعود وكانت تدوس على درجات الدرج بقوة مرسلة رسالة بفعل ذلك ولم تحتج انجلكا كثيرا لتعرف هذه الرسالة .

دخلت لغرفتها وصفعت باب غرفتها بقوة لعلها تفرغ بعض غضبها به وترسل لوالدتها انزعاجها من خلال صوته فقط ! .

A reflection of the differentحيث تعيش القصص. اكتشف الآن