part2

215 31 240
                                    

عيونها سارحة ، يديها ترتجف من القلق ، تضع يديها بالقرب من جبينها لتزيح بعض الخصلات المتمردة التي تعيق بنفسجيتيها من التحديق بحرية ، بالإضافة إلى عقلها الذي ينسج نسيجه الأسود ليلف به جميع الأفكار الإيجابية التي تحاول فقط الوصول بها إلى نقطة بيضاء لكنها بالفعل وصلت لقعر الجحيم بسبب ذلك النسيج .

كانت تمشي بالغرفة ذهاباً واياباً ، مكورةً يديها بأنزعاج غير مبالية بالوقت الذي يمشي معها من دون توقف وكأنه سباق بينهما بعلمه هو ومن دون علمها هي ولولا شعور الالم الذي اجتاح قدميها لما رفعت رأسها لتجد أن نصف ساعة مرت !! .

زفرت الهواء ببطئ طاردة معه الصدمة من عدم الإنتباه للوقت ، شقت طريقها بهدوء ناحية سريرها لتجلس عليه وتمرر اناملها بين خصلات شعرها لتبعثرها بشدة وكأنها تبعثر الافكار التي بداخل رأسها لكي لا تستطيع أن تستقر فكره واحدة وتزعجها .

نقلت ببنفسجيتيها للمرآة لتتأمل شكلها قليلا لكن .. ليس وكأنه لن يمارس هوايته المفضلة بأزعاجها !! ظهر من فوره بأبتسامته الساخرة التي اختلطت مع ملامح وجهه ليس وكأنه امر جديد فهي لم تفارقه ألا نادراً .

لم تزح بنفسجيتيها من المرآة محدقة بشعره الذي قصه؟!
لقد صار قصيرا ولا يصل لنهاية رقبته لا تعلم لماذا لكنه بدا افضل هكذا بنظرها .

استلقت على السرير وشعرها يغطي جزء من السرير من شدة طوله ونعومته اخذت شهيقا وزفيرا مغمضة معه عينيها واضعه يديها على رأسها محاولة تخفيف الصداع الذي باغتها لقد كانت على شفى انهيار عصبي بسببهم !! .

عبس الاخر بطفولية عندما استشعر تجاهلها له وعدم ابداء اي ردة فعل تجاه وجوده مجددا ، زفر الاخر الهواء ايضا خلف المرآة ، اخذ احدى خصلاته وعبث بها .

" لقد قصصت شعري هل ابدو وسيما ؟! " قالها موجها سؤاله لها وحدق بها بعينيه العسلية وهو يعبث بشعره احد هواياته المفضلة بعد ازعاجها .

" لا ، بل تبدو قرداً !! " اتته اجابتها بعد ثانية بأنزعاج وهي تقطب جبينها وهي لا تزال تضع يديها على رأسها ولم تنظر له اساسا فلم يعرف ملامح وجهها .

" شكرا احب ايجابيتكِ " أجابها بملل وهو يهز يده بغير اهتمام ما الذي توقعه بأي حال ؟! .

جرت هذه المناقشة السريعة كالعادة بخيبة أمل من الطرفين وهي من كانت تظن أنه سيحل مشكلتها وهو من كان يظن أنه سيسمع شيء ايجابي منها كل منهما بعالم اخر بأي حال مجازياً وحرفياً !! .

استقامت بسرعة وكأنها تذكرت شيء أبصرت الساعة مجددا لتجدها 5:30 واليوم الاربعاء ونهاية الشهر تقريبا انزعجت ريفيا بشدة نهضت من فورها وفتحت الدرج الذي كان بجانب السرير واخذت ثلاث اقراص من المهدأ فأمامها جولة اخرى من فقدان الأعصاب .

A reflection of the differentحيث تعيش القصص. اكتشف الآن